By عبد الله الشمري80 - السبت مايو 04, 2013 6:17 pm
- السبت مايو 04, 2013 6:17 pm
#62062
مشاكل التربة الزراعية وحلولها بدولة الإمارات العربية المتحدة
العلوم - علم الأحياء
الكاتب: د. علي علي القبلاوي
الخميس, 20 تشرين2/نوفمبر 2008 00:00
إن ما يقرب من 90 % من أراضي دولة الإمارات العربية المتحدة يتكون من تربة رملية، وهي تربة لا تصلح بدرجة كبيرة للزراعة وذلك لفقرها في العناصر الغذائية الأساسية وكذلك لكبر المسامية بين حبيباتها.إن كبر المسامية بين حبيبات التربة يقلل من مقدرة التربة على الاحتفاظ بالم
تعريف التنمية المستدامة
تعرف التنمية المستدامة بأنها حق الجيل الحاضر في التمتع و استغلال الثروات الطبيعية دون المساس بحق الأجيال القادمة في هذه الثروات. إن مفهوم التنمية المستدامة يوازن بين أمرين مهمين: أولهما التنمية وهي استخدام المصادر الطبيعية وخاصة الغير متجدد منها لتحسين حياة الإنسان وتأمين احتياجاته الأساسية، والثانى هو المحافظة وتٌعني بالاهتمام بالموارد الطبيعية الغير متجددة لتأمين احتياجات الحاضر والمستقبل. إن تحقيق التنمية المستدامة يمكن الوصول إليه من خلال الكفاءة البيئية والتي تعني: عمل أكثر + استخدام أقل للمصادر + تقليل للفضلات. أن ذلك يتضمن تطوير تكنولوجيات ذات انتاجية أفضل وتأثيرات أقل سلبية على البيئة، والتي من خلالها يمكن تحقيق الكفاية للجميع فى الحاضر والمستقبل.
مشاكل التربة الزراعية في دولة الإمارات
إن ما يقرب من 90 % من أراضي دولة الإمارات العربية المتحدة يتكون من تربة رملية، وهي تربة لا تصلح بدرجة كبيرة للزراعة وذلك لفقرها في العناصر الغذائية الأساسية وكذلك لكبر المسامية بين حبيباتها.إن كبر المسامية بين حبيبات التربة يقلل من مقدرة التربة على الاحتفاظ بالماء، مما يترتب علية استهلاك كمية كبيرة من مياه الري، وكذلك فقد الكثير من المغذيات أو العناصر الغذائية اللازمة لنمو النبات.
إن فقد التربة لمياه الري لا ينتج عنه استهلاك كميات كبيرة من مياه الري فحسب، بل ينشأ عنه مشكلات أخرى للتربة منها ارتفاع منسوب المياه الجوفية وكذلك ملوحة التربة. وإذا وضعنا في الاعتبار أنه يوجد طبقة صلبة غير مسامية على عمق معين من التربة، فإن ذلك يفسر ارتفاع منسوب المياه الجوفية للتربة، ولكن يظهر سؤال هنا وهو لماذا تزداد ملوحة التربة نتيجة فقد التربة الرملية لمياه الري؟. وتكمن الإجابة هنا في درجة حرارة الجو المرتفعة وخاصة في فصل الصيف والذي ينشأ عنها تبخير كمية كبيرة من مياه التربة. إذا علمنا أن الماء المتبخر هو عبارة عن ماء مقطر، أي لا يحتوي على أي من أملاح التربة، فإن عملية التبخير سوف تؤدي إلى تراكم الأملاح عند سطح التربة. والذي يساعد أيضا من زيادة ملوحة الطبقة السطحية للتربة هو صعود الماء الجوفي للطبقة السفلية للتربة بواسطة الخاصة الشعرية. ولو علمنا أنه يوجد طبقة ملحية من طبقات التربة السفلى فإن الماء الجوفي الذي يصعد إلى سطح التربة سوف يحمل معه كمية من الأملاح الذائبة في الطبقات السفلى للتربة إلى سطح التربة، وسوف يؤدي ذلك إلى تراكم كميات من الأملاح على سطح التربة مع زيادة عملية البخر.
حلول المشاكل التي تواجه التربة الزراعية بدولة الإمارات
يعتبر إتباع التقنيات الحديثة للري من أهم الحلول الخاصة بتوفير مياه الري وفي نفس الوقت حماية للتربة من التمليح. وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 80 % من أراضي دولة الإمارات يستخدم بها إحدى التقنيات الحديثة للري وهي الري بالتنقيط (Drip irrigation) أوالري بالرش (Sprinkler irrigation) ، والنسبة الأخرى من الأراضي الزراعية وهي أقل من 20 % يستخدم بها الري التقليدي وهو الري بالغمر. ويستخدم نظام الري بالغمر على وجه الخصوص لري حشيشه الرودس (Rhodes grass) والتي تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء.
الري بالتنقيط (Drip irrigation)
هي طريقة يتم فيها توزيع مياه الري بواسطة شبكة كثيفة من الأنابيب بها ثقوب دقيقة إلى منطقة جذور النباتات. تخرج المياه من الثقوب على هيئة قطرات صغيرة متتالية تحافظ على المستوى الأمثل لرطوبة التربة. إن من مميزات طريقة الري بالتنقيط أنها تمكننا من تقديم مياه الري إلى النبات بشكل مستمر إضافة للعناصر الغذائية. وإتباع هذا الأسلوب يمكن المزارع من توزيع مياه الري طوال الموسم تبعا للاحتياج المائي للنبات وتغيراته حسب مراحل النمو، مما يسمح بتوزيع أمثل للرطوبة في حدود العمق الفعال للتربة، حيث يؤدي ذلك إلى زيادة إنتاجية المحصول.
وتصلح طريقة الري بالتنقيط لأشجار الفاكهة والغابات ولكنها لا تصلح للنباتات الصغيرة وخاصة تلك التي تنمو بكثافة عالية. وتشير بعض الدراسات أن الري بالتنقيط يستخدم فقط حوالي 10 % من كمية المياه المستخدمة في الري العادي، أي أنه يوفر حوالي 90 % من مياه الري المستخدمة بالطرق التقليدية. ومن المميزات الأخرى لهذه الوسيلة أنها تقلل من مشكلة ملوحة التربة في منطقة الجذور وكذلك تقلل من نمو الحشائش الضارة بالمحاصيل، كما أنها تقلل من الإصابة بالأمراض الفطرية لأنها لا تبلل الأوراق . أما عن أهم عيوب طريقة التنقيط بالري هي انسداد النقاطات الموجودة على شبكة الأنابيب.
شبكة من أنابيب الري بالتنقيط (الصورة منقولة عن منتدي الخيرات الزراعية (www.alkherat.com/vb/showthread.php?t=3435)
الري بالرش (Sprinkler irrigation)
يناسب هذا النوع من الري أيضا تربة الأراضي الصحراوية. ويستخدم الري بالرش في حالة النباتات الصغيرة التى تنمو في كثافات عالية، مما يتطلب استخدام كميات أكبر من مياه الري مقارنة بتقنية الري بالتنقيط. ويوفر الري بالرش حوالي ثلثي كمية الماء التي تستهلك بالطريقة التقليدية (الري بالغمر). ومن أهم عيوب الري بالرش كثرة بخر الماء المصاحب له، وكذلك يعرض النباتات للإصابة بالأمراض الفطريةس نتيجة البلل المتكرر لأوراق النباتات..
العلوم - علم الأحياء
الكاتب: د. علي علي القبلاوي
الخميس, 20 تشرين2/نوفمبر 2008 00:00
إن ما يقرب من 90 % من أراضي دولة الإمارات العربية المتحدة يتكون من تربة رملية، وهي تربة لا تصلح بدرجة كبيرة للزراعة وذلك لفقرها في العناصر الغذائية الأساسية وكذلك لكبر المسامية بين حبيباتها.إن كبر المسامية بين حبيبات التربة يقلل من مقدرة التربة على الاحتفاظ بالم
تعريف التنمية المستدامة
تعرف التنمية المستدامة بأنها حق الجيل الحاضر في التمتع و استغلال الثروات الطبيعية دون المساس بحق الأجيال القادمة في هذه الثروات. إن مفهوم التنمية المستدامة يوازن بين أمرين مهمين: أولهما التنمية وهي استخدام المصادر الطبيعية وخاصة الغير متجدد منها لتحسين حياة الإنسان وتأمين احتياجاته الأساسية، والثانى هو المحافظة وتٌعني بالاهتمام بالموارد الطبيعية الغير متجددة لتأمين احتياجات الحاضر والمستقبل. إن تحقيق التنمية المستدامة يمكن الوصول إليه من خلال الكفاءة البيئية والتي تعني: عمل أكثر + استخدام أقل للمصادر + تقليل للفضلات. أن ذلك يتضمن تطوير تكنولوجيات ذات انتاجية أفضل وتأثيرات أقل سلبية على البيئة، والتي من خلالها يمكن تحقيق الكفاية للجميع فى الحاضر والمستقبل.
مشاكل التربة الزراعية في دولة الإمارات
إن ما يقرب من 90 % من أراضي دولة الإمارات العربية المتحدة يتكون من تربة رملية، وهي تربة لا تصلح بدرجة كبيرة للزراعة وذلك لفقرها في العناصر الغذائية الأساسية وكذلك لكبر المسامية بين حبيباتها.إن كبر المسامية بين حبيبات التربة يقلل من مقدرة التربة على الاحتفاظ بالماء، مما يترتب علية استهلاك كمية كبيرة من مياه الري، وكذلك فقد الكثير من المغذيات أو العناصر الغذائية اللازمة لنمو النبات.
إن فقد التربة لمياه الري لا ينتج عنه استهلاك كميات كبيرة من مياه الري فحسب، بل ينشأ عنه مشكلات أخرى للتربة منها ارتفاع منسوب المياه الجوفية وكذلك ملوحة التربة. وإذا وضعنا في الاعتبار أنه يوجد طبقة صلبة غير مسامية على عمق معين من التربة، فإن ذلك يفسر ارتفاع منسوب المياه الجوفية للتربة، ولكن يظهر سؤال هنا وهو لماذا تزداد ملوحة التربة نتيجة فقد التربة الرملية لمياه الري؟. وتكمن الإجابة هنا في درجة حرارة الجو المرتفعة وخاصة في فصل الصيف والذي ينشأ عنها تبخير كمية كبيرة من مياه التربة. إذا علمنا أن الماء المتبخر هو عبارة عن ماء مقطر، أي لا يحتوي على أي من أملاح التربة، فإن عملية التبخير سوف تؤدي إلى تراكم الأملاح عند سطح التربة. والذي يساعد أيضا من زيادة ملوحة الطبقة السطحية للتربة هو صعود الماء الجوفي للطبقة السفلية للتربة بواسطة الخاصة الشعرية. ولو علمنا أنه يوجد طبقة ملحية من طبقات التربة السفلى فإن الماء الجوفي الذي يصعد إلى سطح التربة سوف يحمل معه كمية من الأملاح الذائبة في الطبقات السفلى للتربة إلى سطح التربة، وسوف يؤدي ذلك إلى تراكم كميات من الأملاح على سطح التربة مع زيادة عملية البخر.
حلول المشاكل التي تواجه التربة الزراعية بدولة الإمارات
يعتبر إتباع التقنيات الحديثة للري من أهم الحلول الخاصة بتوفير مياه الري وفي نفس الوقت حماية للتربة من التمليح. وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 80 % من أراضي دولة الإمارات يستخدم بها إحدى التقنيات الحديثة للري وهي الري بالتنقيط (Drip irrigation) أوالري بالرش (Sprinkler irrigation) ، والنسبة الأخرى من الأراضي الزراعية وهي أقل من 20 % يستخدم بها الري التقليدي وهو الري بالغمر. ويستخدم نظام الري بالغمر على وجه الخصوص لري حشيشه الرودس (Rhodes grass) والتي تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء.
الري بالتنقيط (Drip irrigation)
هي طريقة يتم فيها توزيع مياه الري بواسطة شبكة كثيفة من الأنابيب بها ثقوب دقيقة إلى منطقة جذور النباتات. تخرج المياه من الثقوب على هيئة قطرات صغيرة متتالية تحافظ على المستوى الأمثل لرطوبة التربة. إن من مميزات طريقة الري بالتنقيط أنها تمكننا من تقديم مياه الري إلى النبات بشكل مستمر إضافة للعناصر الغذائية. وإتباع هذا الأسلوب يمكن المزارع من توزيع مياه الري طوال الموسم تبعا للاحتياج المائي للنبات وتغيراته حسب مراحل النمو، مما يسمح بتوزيع أمثل للرطوبة في حدود العمق الفعال للتربة، حيث يؤدي ذلك إلى زيادة إنتاجية المحصول.
وتصلح طريقة الري بالتنقيط لأشجار الفاكهة والغابات ولكنها لا تصلح للنباتات الصغيرة وخاصة تلك التي تنمو بكثافة عالية. وتشير بعض الدراسات أن الري بالتنقيط يستخدم فقط حوالي 10 % من كمية المياه المستخدمة في الري العادي، أي أنه يوفر حوالي 90 % من مياه الري المستخدمة بالطرق التقليدية. ومن المميزات الأخرى لهذه الوسيلة أنها تقلل من مشكلة ملوحة التربة في منطقة الجذور وكذلك تقلل من نمو الحشائش الضارة بالمحاصيل، كما أنها تقلل من الإصابة بالأمراض الفطرية لأنها لا تبلل الأوراق . أما عن أهم عيوب طريقة التنقيط بالري هي انسداد النقاطات الموجودة على شبكة الأنابيب.
شبكة من أنابيب الري بالتنقيط (الصورة منقولة عن منتدي الخيرات الزراعية (www.alkherat.com/vb/showthread.php?t=3435)
الري بالرش (Sprinkler irrigation)
يناسب هذا النوع من الري أيضا تربة الأراضي الصحراوية. ويستخدم الري بالرش في حالة النباتات الصغيرة التى تنمو في كثافات عالية، مما يتطلب استخدام كميات أكبر من مياه الري مقارنة بتقنية الري بالتنقيط. ويوفر الري بالرش حوالي ثلثي كمية الماء التي تستهلك بالطريقة التقليدية (الري بالغمر). ومن أهم عيوب الري بالرش كثرة بخر الماء المصاحب له، وكذلك يعرض النباتات للإصابة بالأمراض الفطريةس نتيجة البلل المتكرر لأوراق النباتات..