أزمة التنظيم الدولي
مرسل: الأحد مايو 05, 2013 12:16 am
أزمة التنظيم الدوليازمة التنظيم الدولي
التنظيم الدولي يمّر- حالياً - بأزمة كبيرة تهدد كيانه ، وتوشك أن تقضي عليه كما فعلت به من قبل ، وذلك في فترة ما بين الحربين العالميتين عندما أودت هذه الأزمة بعصبة الأمم ، وقد ازدادت حدة هذه الأزمة بعد انهيار نظام القطبين عام 1989، بانهيار الاتحاد السوفييتي .إن جذور هذه الأمة تمتد إلى فترة ظهور المجتمع الدولي لأول مرة في القرن السابع عشر ، وعظمت أهميتها بتطور هذا المجتمع ، وتعقد العلاقات الدولية . ما هو التنظيم الدولي ؟ وكيف تأسس ؟ وما عناصر هذه الأمة؟ وملامحها ؟ وما سبل علاجها ؟يقصد بالتنظيم الدولي مجموعة المؤسسات ، والمنظمات الدولية ، والقواعد الأساسية التي تدير ، وتنظم علاقات أعضاء المجتمع الدولي .
1- نشأة وتكوين التنظيم الدولي ( الأزمة التاريخية ) إن أساس نشأة التنظيم الدولي ترجع إلى تشابك علاقات المجتمع الدولي الحديث الذي نشأ على أثر الهدنة التي وقعتها الإمارات الأوروبية المتحاربة التي أنهكتها ويلات الحروب طويلاً ، ولقد تجسّد هذا السلام في توقيع اتفاقيات "وستفالسا" سنة 1648التي بموجبها تمّ الإعلان عن قيام الدول ذات السيادة التي تعتبر الحجر الأساس في قيام المجتمع الدولي الحديث ، وقد نصّت هذه الاتفاقيات على إقامة نظام يقوم على التوازن بين هذه الدول يضمن هذا السلام الجديد ، كما تم تقنين بعض العلاقات القائمة بين هذه الدول ، إذاً فالنواة الأولى لهذا التنظيم هو الدولة السيدة ، وميكنته هو التوازن بين هذه الدول المتساوية بفعل السيادة . دعم هذا الوفاق الأوروبي بتوقيع اتفاقية (فينا) لسنة 1815التي أقامت نظاماً يقوم على توازن القوى بين خمس دول أوروبية كبرى ، فأبقت على أوروبا موحدة وخالية نسبياً من الحروب ، وحصرت النظام الدولي في أوروبا ، فكان القانون الدولي أوروبياً ، والتنظيم الدولي -أيضاً -أوروبياً .
اتضحت أهداف هذا التنظيم جليةً عند إعلان الدول الأوروبية مجتمعة في مؤتمر الوفاق في (فينا ) سنة 1815مسيحي ، حيث أعلنوا الحلف المقدس قاصدين إيقاف المدّ الإسلامي المتمثل في الدولة العثمانية ، والدول العربية القوية في البحر المتوسط ، فانطلقت الأساطيل الأوروبية للالتفاف على القوة الاسلامية من الجنوب والشمال والشرق والغرب ، فتكون التنظيم الدولي على أساس السيطرة والاستعمار والعنصرية ، فلم يتم الاعتراف بالدولة العثمانية ، والدول الآسيوية إلا في نهاية القرن التاسع عشر . نظراً لصحوة الشعوب في أمريكا اللاتينية ، وشرق أوروبا ، وبعض مناطق آسيا ، وظهور كيان الدولة الأمة على إثر هذه الصحوة ، فإن هذا التنظيم بدأ يتوسع، ليشمل دولاً جديدة فظهرت منظمات حكومية لتنظيم العلاقات التي قامت بين هذه الدول، ولكن بسبب التزايد في أعضاء المجتمع الدولي ، وتشابك المصالح بين هذه الدول ، وبفعل التسابق حول المستعمرات ، فقد حدث اختلال في ميزان القوى بين الدول المستعمرة ما أدى إلى قيام الحرب العالمية الأولى التي أدخلت التنظيم الدولي في عصر جديد حاملاً معه تأزمه الممقوت .بإنتهاء الحرب العالمية الأولى أدركت الدول العظمى خطورة الموقف ، وحاولت تجاوز الأزمة ، وذلك بإنشاء منظمة دولية هي "عصبة الأمم" ، تعمل على حفظ السلم والأمن الدوليين ، وتصون مصالح الدول العظمى ، وهي وإن كانت محدودة النطاق ،فإنها أدخلت في عضويتها دولاً عدة من القارات الأخرى ، ووضع لضمان عملها آلية تضمن الأمن الدولي وهو "مجلس العصبة" الذي أوكلت إليه مهمة حماية الأمن عن طريق تطبيق نظام الأمن الاجتماعي ، وقد فشلت هذه المنظمة في إقرار الأمن والسلم الدوليين ، وذلك لأنها قامت- أصلا-ً على حماية المصالح الأساسية للدول الكبرى ، وتكريس عدم المساواة بين الدول ، وإضفاء الشرعية على الاستعمار والتوسع ، لقد كان تطور التنظيم الدولي واسعاً من الناحية الشكلية ، ولكن من الناحية المعيارية والموضوعية ضيقاً ومركز
http://www.horryati.ly/bhoth/news-37.html
الرابط
التنظيم الدولي يمّر- حالياً - بأزمة كبيرة تهدد كيانه ، وتوشك أن تقضي عليه كما فعلت به من قبل ، وذلك في فترة ما بين الحربين العالميتين عندما أودت هذه الأزمة بعصبة الأمم ، وقد ازدادت حدة هذه الأزمة بعد انهيار نظام القطبين عام 1989، بانهيار الاتحاد السوفييتي .إن جذور هذه الأمة تمتد إلى فترة ظهور المجتمع الدولي لأول مرة في القرن السابع عشر ، وعظمت أهميتها بتطور هذا المجتمع ، وتعقد العلاقات الدولية . ما هو التنظيم الدولي ؟ وكيف تأسس ؟ وما عناصر هذه الأمة؟ وملامحها ؟ وما سبل علاجها ؟يقصد بالتنظيم الدولي مجموعة المؤسسات ، والمنظمات الدولية ، والقواعد الأساسية التي تدير ، وتنظم علاقات أعضاء المجتمع الدولي .
1- نشأة وتكوين التنظيم الدولي ( الأزمة التاريخية ) إن أساس نشأة التنظيم الدولي ترجع إلى تشابك علاقات المجتمع الدولي الحديث الذي نشأ على أثر الهدنة التي وقعتها الإمارات الأوروبية المتحاربة التي أنهكتها ويلات الحروب طويلاً ، ولقد تجسّد هذا السلام في توقيع اتفاقيات "وستفالسا" سنة 1648التي بموجبها تمّ الإعلان عن قيام الدول ذات السيادة التي تعتبر الحجر الأساس في قيام المجتمع الدولي الحديث ، وقد نصّت هذه الاتفاقيات على إقامة نظام يقوم على التوازن بين هذه الدول يضمن هذا السلام الجديد ، كما تم تقنين بعض العلاقات القائمة بين هذه الدول ، إذاً فالنواة الأولى لهذا التنظيم هو الدولة السيدة ، وميكنته هو التوازن بين هذه الدول المتساوية بفعل السيادة . دعم هذا الوفاق الأوروبي بتوقيع اتفاقية (فينا) لسنة 1815التي أقامت نظاماً يقوم على توازن القوى بين خمس دول أوروبية كبرى ، فأبقت على أوروبا موحدة وخالية نسبياً من الحروب ، وحصرت النظام الدولي في أوروبا ، فكان القانون الدولي أوروبياً ، والتنظيم الدولي -أيضاً -أوروبياً .
اتضحت أهداف هذا التنظيم جليةً عند إعلان الدول الأوروبية مجتمعة في مؤتمر الوفاق في (فينا ) سنة 1815مسيحي ، حيث أعلنوا الحلف المقدس قاصدين إيقاف المدّ الإسلامي المتمثل في الدولة العثمانية ، والدول العربية القوية في البحر المتوسط ، فانطلقت الأساطيل الأوروبية للالتفاف على القوة الاسلامية من الجنوب والشمال والشرق والغرب ، فتكون التنظيم الدولي على أساس السيطرة والاستعمار والعنصرية ، فلم يتم الاعتراف بالدولة العثمانية ، والدول الآسيوية إلا في نهاية القرن التاسع عشر . نظراً لصحوة الشعوب في أمريكا اللاتينية ، وشرق أوروبا ، وبعض مناطق آسيا ، وظهور كيان الدولة الأمة على إثر هذه الصحوة ، فإن هذا التنظيم بدأ يتوسع، ليشمل دولاً جديدة فظهرت منظمات حكومية لتنظيم العلاقات التي قامت بين هذه الدول، ولكن بسبب التزايد في أعضاء المجتمع الدولي ، وتشابك المصالح بين هذه الدول ، وبفعل التسابق حول المستعمرات ، فقد حدث اختلال في ميزان القوى بين الدول المستعمرة ما أدى إلى قيام الحرب العالمية الأولى التي أدخلت التنظيم الدولي في عصر جديد حاملاً معه تأزمه الممقوت .بإنتهاء الحرب العالمية الأولى أدركت الدول العظمى خطورة الموقف ، وحاولت تجاوز الأزمة ، وذلك بإنشاء منظمة دولية هي "عصبة الأمم" ، تعمل على حفظ السلم والأمن الدوليين ، وتصون مصالح الدول العظمى ، وهي وإن كانت محدودة النطاق ،فإنها أدخلت في عضويتها دولاً عدة من القارات الأخرى ، ووضع لضمان عملها آلية تضمن الأمن الدولي وهو "مجلس العصبة" الذي أوكلت إليه مهمة حماية الأمن عن طريق تطبيق نظام الأمن الاجتماعي ، وقد فشلت هذه المنظمة في إقرار الأمن والسلم الدوليين ، وذلك لأنها قامت- أصلا-ً على حماية المصالح الأساسية للدول الكبرى ، وتكريس عدم المساواة بين الدول ، وإضفاء الشرعية على الاستعمار والتوسع ، لقد كان تطور التنظيم الدولي واسعاً من الناحية الشكلية ، ولكن من الناحية المعيارية والموضوعية ضيقاً ومركز
http://www.horryati.ly/bhoth/news-37.html
الرابط