- الأحد مايو 05, 2013 12:17 am
#62174
نهاية الحلم العثماني
عبدالله الشمري
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
في يوم بارد وهو الرابع من فبراير 1921 ولدت في قصر يلدز التاريخي على ساحل البوسفور باسطنبول الأميرة فاطمة بنت السلطان عمر بن السلطان وحيد الدين آخر أميره عثمانية في التاريخ ،وبعد ولادتها أطلقت المدفعية العثمانية 121 طلقة احتفالا بمولدها السعيد وتم صك عمله خاصة بالأميرة الصغيرة والتي ينتظرها مستقبل حافل بالإحداث .
بعد ثلاث سنوات من ولادة الأميرة فاطمة،صدر القرار من باني الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك بنفي عائلتها السلطانية ،وقبل ركوب القطار البارد الذي كان سيأخذ الأمراء والأميرات إلى المجهول بكت الطفلة الأميرة فاطمة محتجة ، وقالت (إنني أشعر بالبرد لنعود للقصر) وكان الحاضرون من المرافقين لوالدها السلطان لا يملكون إجابة للأميرة الصغيرة في ذلك اليوم الأسود الذي لم يحسبوا له حساب .
فور عودة مندريس لاسطنبول طلب لقاء الرئيس جلال بيار وقال له -وهو لا يستطيع حجز دموعه - لقد رأيت بناتنا الأميرات والسلطانة شفيقة يغسلن صحون الفرنسيين) ولابد من اصدار العفو ولو كلفني ذلك حياتي ، فقال له الرئيس اصمت فلا يسمعك الجيش فيشنقوننا فقدم مندريس استقالته فورا للرئيس وغادر،
أول سياسي تركي أعاد الاعتبار للعائلة العثمانية كان رئيس الوزراء التركي عدنان مندريس فعندما زار باريس في العام 1952م لحضور اجتماع لحلف الناتو ، سأل السفير التركي بباريس إن كان يعرف أين يسكن أحفاد السلطان العثماني ؟ فأجابه السفير أنه لا يعلم ، فقال له مندريس (لديك 24 ساعة لتحضر لى عنوان إقامتهم وإلا قدم استقالتك) وفي الصباح كان العنوان جاهزا بيد السفير ، فقام عدنان مندريس بالتوجه فورا للمكان بصحبة الحرس الرئاسي الفرنسي ليجد ابنة وزوجة السلطان عبدالحميد - والذي رفض المساومة على فلسطين – يغسلان الصحون في مطعم فرنسي بالقرب من مقر غرفتهما القذر .
فور عودة مندريس لاسطنبول طلب لقاء الرئيس جلال بيار وقال له -وهو لا يستطيع حجز دموعه - لقد رأيت بناتنا الأميرات والسلطانة شفيقة يغسلن صحون الفرنسيين) ولابد من اصدار العفو ولو كلفني ذلك حياتي ، فقال له الرئيس اصمت فلا يسمعك الجيش فيشنقوننا فقدم مندريس استقالته فورا للرئيس وغادر، تراجع مندريس بعد ضغط من الرئيس وأصدرا عفوا خاصا مشروطا لعودة النساء من بني عثمان لتركيا ،وعادت السلطانة لأحد البيوت في (نيشان تاشي) باسطنبول وأصر مندريس على زياراتها كلما سنحت له الفرصة (تم اعدام مندريس بعد الانقلاب العسكري في 17 سبتمبر 1961م وقام الجيش ببيع صوره على الصحافة التركية وهو مشنوق )
الأميرة فاطمة تزوجت الأمير محمد عبدالمؤمن الذي كان ابن ولي عهد الخديوي عباس حلمي الثاني في مصر توفت في القاهرة في الأول من ابريل 2012م وتم دفنها في اسطنبول في الرابع من الشهر نفسه .
كان ذلك مختصرا لبحث للكاتب التاريخي التركي هارون توكاك والذي ختمه بقوله (وبوفاة الأميرة فاطمة يكون حلم السلطان غازي عثمان ارطغرل بقيام امبراطورية لا تحجبها الشمس قد انتهى وللأبد ) فسبحان من بيده الملك .
عبدالله الشمري
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
في يوم بارد وهو الرابع من فبراير 1921 ولدت في قصر يلدز التاريخي على ساحل البوسفور باسطنبول الأميرة فاطمة بنت السلطان عمر بن السلطان وحيد الدين آخر أميره عثمانية في التاريخ ،وبعد ولادتها أطلقت المدفعية العثمانية 121 طلقة احتفالا بمولدها السعيد وتم صك عمله خاصة بالأميرة الصغيرة والتي ينتظرها مستقبل حافل بالإحداث .
بعد ثلاث سنوات من ولادة الأميرة فاطمة،صدر القرار من باني الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك بنفي عائلتها السلطانية ،وقبل ركوب القطار البارد الذي كان سيأخذ الأمراء والأميرات إلى المجهول بكت الطفلة الأميرة فاطمة محتجة ، وقالت (إنني أشعر بالبرد لنعود للقصر) وكان الحاضرون من المرافقين لوالدها السلطان لا يملكون إجابة للأميرة الصغيرة في ذلك اليوم الأسود الذي لم يحسبوا له حساب .
فور عودة مندريس لاسطنبول طلب لقاء الرئيس جلال بيار وقال له -وهو لا يستطيع حجز دموعه - لقد رأيت بناتنا الأميرات والسلطانة شفيقة يغسلن صحون الفرنسيين) ولابد من اصدار العفو ولو كلفني ذلك حياتي ، فقال له الرئيس اصمت فلا يسمعك الجيش فيشنقوننا فقدم مندريس استقالته فورا للرئيس وغادر،
أول سياسي تركي أعاد الاعتبار للعائلة العثمانية كان رئيس الوزراء التركي عدنان مندريس فعندما زار باريس في العام 1952م لحضور اجتماع لحلف الناتو ، سأل السفير التركي بباريس إن كان يعرف أين يسكن أحفاد السلطان العثماني ؟ فأجابه السفير أنه لا يعلم ، فقال له مندريس (لديك 24 ساعة لتحضر لى عنوان إقامتهم وإلا قدم استقالتك) وفي الصباح كان العنوان جاهزا بيد السفير ، فقام عدنان مندريس بالتوجه فورا للمكان بصحبة الحرس الرئاسي الفرنسي ليجد ابنة وزوجة السلطان عبدالحميد - والذي رفض المساومة على فلسطين – يغسلان الصحون في مطعم فرنسي بالقرب من مقر غرفتهما القذر .
فور عودة مندريس لاسطنبول طلب لقاء الرئيس جلال بيار وقال له -وهو لا يستطيع حجز دموعه - لقد رأيت بناتنا الأميرات والسلطانة شفيقة يغسلن صحون الفرنسيين) ولابد من اصدار العفو ولو كلفني ذلك حياتي ، فقال له الرئيس اصمت فلا يسمعك الجيش فيشنقوننا فقدم مندريس استقالته فورا للرئيس وغادر، تراجع مندريس بعد ضغط من الرئيس وأصدرا عفوا خاصا مشروطا لعودة النساء من بني عثمان لتركيا ،وعادت السلطانة لأحد البيوت في (نيشان تاشي) باسطنبول وأصر مندريس على زياراتها كلما سنحت له الفرصة (تم اعدام مندريس بعد الانقلاب العسكري في 17 سبتمبر 1961م وقام الجيش ببيع صوره على الصحافة التركية وهو مشنوق )
الأميرة فاطمة تزوجت الأمير محمد عبدالمؤمن الذي كان ابن ولي عهد الخديوي عباس حلمي الثاني في مصر توفت في القاهرة في الأول من ابريل 2012م وتم دفنها في اسطنبول في الرابع من الشهر نفسه .
كان ذلك مختصرا لبحث للكاتب التاريخي التركي هارون توكاك والذي ختمه بقوله (وبوفاة الأميرة فاطمة يكون حلم السلطان غازي عثمان ارطغرل بقيام امبراطورية لا تحجبها الشمس قد انتهى وللأبد ) فسبحان من بيده الملك .