صفحة 1 من 1

ابراهيم الاول

مرسل: الأحد مايو 05, 2013 12:57 am
بواسطة عبدالعزيز الهزاني 9
إبراهيم الأولالسلطان إبراهيم الأول (5 نوفمبر 1615 م - 18 أغسطس 1648م)، الخليفة العثماني التاسع عشر. جلس السلطان على العرش بعد وفاة أخيه السلطان مراد الرابع في (16 من شوال 1049 هـ – 9 فبراير 1640 م) حتى 12 أغسطس 1648، وكان في الخامسة والعشرين من عمره، وقضى فترة إمارته في عهد أخويه عثمان الثاني ومراد الرابع بعيداً عن أي مهام، وشاهد مقتل إخوته الأربعة الكبار، وبقي ينتظر مثل مصيرهم، وهذا جعله عصبياً ومضطرباً لا يستقر على شيء، كما أنه لم يكمل تحصيله العلمي، ولم تتوافر له المهارة العسكرية بسبب العزلة التي فرضت عليه، وفي بداية حكمه حاول أن يكون مثل أخيه السلطان مراد الرابع، ولكن لم تكن له صفاته؛ فاضطربت أمور الدولة، وتوالى عزل الصدور العظام أو قتلهم، ولأن الدولة كانت قد استعادت هيبتها في عهد سلفه مراد الرابع فإن قصور إمكانات السلطان وضعف سياسته لم تؤثر تأثيراً قوياً في جسد الدولة الكبير.

وهو إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل. وشقيق كل من السلطان عثمان الثاني والسلطان مراد الرابع ووالد كل من السلطان محمد الرابع والسلطان سليمان الثاني والسلطان أحمد الثاني وعمه هو السلطان مصطفى الأول، وخلفه في الحكم ابنه السلطان محمد الرابع.

محتويات [أخف]
1 تنصيب السلطان إبراهيم
2 السياسة الداخلية
3 فتح جزيرة كريت
4 تمرد الأنكشاريه وخلع السلطان إبراهيم وقتله
5 مصادر


[عدل] تنصيب السلطان إبراهيمتوفي السلطان مراد الرابع ولم يترك أولادا فذهبت ولاية عهده إلى أخيه إبراهيم الذي كان مسجونا آنذاك، وعندما اندفعت الحاشية المالكة لتهنئ السلطان الجديد، ظن أنهم يريدون قتله وأنها مكيدة من أخيه لاختبار ولائه، فرفض الملك وأعرض عنهم وقال لهم بأنه يفضل السجن ولم يصدقهم حتى قابلته أمه ومعها جثة السلطان مراد، فتيقن من الخبر ورضي أن يتولى سدة الخلافة، وتقلد سيف عثمان بن أرطغل في مسجد أبي أيوب الأنصاري، وكان مما خطب أنه قال:الحمدلله اللهم جعلت عبداً ضعيفاً مثلي لائقاً لهذا المقام اللهم اصلح واحسن حال شعبي مدة حكمي.

[عدل] السياسة الداخليةوكان مما ترتب على ضعف السلطان ما عرف بـ"سلطنة الحريم"، وهو تدخل سيدات الحرم السلطاني في شئون الدولة، وتغلغل نفوذهن في أجهزة الحكومة، وبلغ تأثيرهن أثرا كبيرا وتمكن الصدر الأعظم قرة مصطفى باشا من الوقوف في وجههن والضرب بيد من حديد على المفسدين.

كان السلطان مراد الرابع قد أجرى الكثير من الإصلاحات الداخلية كمحاربة الفساد وترويض الإنكشارية وتحديث الجيش، مما حدا بالخليفة الجديد لإصلاح النظام الاقتصادي وإعادة تنظيمه كما اتجه إلى الاقتصاد في نفقات الجيش والأسطول البحري.

[عدل] فتح جزيرة كريترغم الحالة السيئة التي كانت عليها أجهزة الحكومة، وتغلغل نفوذ نساء القصر؛ فإن الدولة ظلت قوية لم تتأثر كثيرًا بتخبط السلطان، وقام السلطان في وقت تيقظه وانتباهه لتبعات منصبه بغزو جزيرة كريت، وكان استقلالها عن نفوذ الدولة أمرًا يدعو للدهشة؛ فدولة كبرى مثل الدولة العثمانية التي لها أسطول دائم في المحيط الأطلسي تترك جزيرة كريت التي تقع في متناول يدها خاضعةً لجمهورية البندقية.

ونتيجة لهذا قررت الدولة الاستيلاء على جزيرة كريت، فأعلنت الحرب على البنادقة واعتقل كل البنادقة في البلاد، ودأب السلطان إبراهيم على زيارة الترسانة البحرية، والإشراف على الاستعدادات، وأعطى القيادة العليا لمشير البحر الوزير يوسف باشا، وتحركت الحملة باحتفال كبير في (5 من ربيع الأول 1055 هـ = 30 إبريل 1645م)، وكانت تضم 106 سفن و300 ناقلة جنود، وما يزيد على 70 ألف جندي، وفي الطريق توقفت في نافارين، ثم وصلت الحملة إلى كريت، وضربت حصارًا حول قلعة "كانية"، واستسلمت القلعة على الرغم من تحصينها وقوة دفاعاتها وذلك لعدم وصول أسطول البندقية في الوقت المناسب، غير أن الحملة لم تتمكن من السيطرة على الجزيرة كلها، وتركت قوة تعدادها 12000 جندي للمحافظة على كانية وحمايتها، ومواصلة فتح الأجزاء المتبقية في الجزيرة، وفي السنة التالية فرض العثمانيون حصارًا حول "كنديا" عاصمة الجزيرة، لكن حال دون فتحها تمرد الجنود الإنكشارية.

وفي أثناء الاشتباكات في جزيرة كريت قامت دولة البندقية بالرد على العثمانيين بالإغارة على عدد من ثغور المورة (اليونان)، وذكر المستشرقون في كتبهم أن الخليفة إبراهيم هاح لهذا الأمر واعتزم قتل جميع المسيحيين في إسطنبول، لولا أن وقف في وجهه "أسعد زاده" أبو "سعيد أفندي" شيخ الإسلام، وحذره من الإقدام على مثل هذا العمل، ولعل هذا الأمر مفترى على السلطان ولكنه يشهد على حسن سلوك شيخ الإسلام.

[عدل] تمرد الأنكشاريه وخلع السلطان إبراهيم وقتلهازدادت أحوال الدولة سوءاً، واضطربت ماليتها، ونزع الإنكشارية إلى التكتل والتدخل في شئون الدولة، وحاول السلطان إبراهيم أن يقمع الفتنة، ويتخلص من زعماء الإنكشارية بعد أن علا صوتهم، وازداد تدخلهم في شئون الدولة، وتركوا مهمتهم الأصلية في الدفاع عن الدولة ومهاجمة أعدائها إلى التذمر وانتقاض أعمال السلطان، والقيام بالسلب والنهب.

وعندما علم زعماء الإنكشارية بعزم السلطان، تحركوا سريعًا وأعلنوا ثورتهم، وعاونهم فيها شيخ الإسلام "عبد الرحيم أفندي" وبعض العلماء، وكانت السلطانة الوالدة "كوسم مهبيكر" تقف وراء الثورة، واتفق الجميع على عزل السلطان وتولية ابنه "محمد الرابع"، ولم يكن قد أتم السابعة من عمره، ووقعت هذه الثورة في (18 من رجب 1058 هـ = 8 أغسطس 1648م)، وتحقق لها خلع سلطان غير قدير إلى حد كبير، ولا يصلح لتولي مسئولية دولة عظيمة كالدولة العثمانية، غير أن وجوده كان سيمنع –على الأقل- كثيرًا من التصرفات السيئة إذا ما قورن بالنتائج السيئة التي ستترتب على جلوس طفل صغير على عرش دولة كبيرة.

وبعد عشرة أيام من عزله قرر العصاة -الذين قاموا بهذه الفتنة- قتله حين تنادى بعض رجال الدولة بضرورة عودته، لكن ذلك لم يكن في صالحهم، وكان عمر السلطان حين قتل خنقًا قد بلغ الثالثة والثلاثين، ودُفن في قبره الموجود في رواق جامع "آيا صوفيا" إلى جانب عمه "مصطفى الأول".