منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
#62199
إن الجانب السياسي للعولمة يعد من أهم الجوانب والذي يلعب دورا مهما في إخضاع الشعوب وإذلالها وهو يتخذ جانبين ، جانب عسكري باستخدام القوة العسكرية لتطويع الدول وتركيعها ، وجانب سياسي دبلوماسي باستخدام سياسات الضغط والابتزاز عن طريق مؤسسات ومنظمات أنشأت من قبل الغرب لهذا الغرض .
فقد تم إنشاء منظمة الأمم المتحدة وبشك يلائم التوجهات الغربية ، فبعد سقوط ألمانيا برزت قوتين عظيمتين على الساحة الدولية هما (الولايات المتحدة الأمريكية ، والاتحاد السوفيتي) . ومن اجل إعادة ترتيب الأوضاع بعد الحرب العالمية الثانية تم إنشاء الجمعية العامة للأمم المتحدة ، التي انبثق عنها مجلس الأمن الدولي الذي يتكون من خمس عشرة دولة بضمنها خمس دول دائمة العضوية هي ( أمريكا ، الاتحاد السوفيتي ، فرنسا ، بريطانيا ، الصين ) . وهذه الدول هي دول نووية .
ومن الجدير بالذكر هنا أن جميع القوانين والأنظمة التي يطلق عليها أممية أو عالمية أو دولية من قبل هذه المنظمات هي في الأصل قوانين غربية وشرعت من قبل المشرع الغربي ولم يكن للشعوب النامية أو المستضعفة والإسلامية منها خصوصا ، أي دور في صياغتها ، بل إنها حتى لم تراعي التشريعات والقوانين الإلهية التي جاء بها الإسلام الحنيف ومع ذلك نجد أن الدول التي تدعي إنها إسلامية سارعت إلى الانضمام إلى هذه المنظمة والاحتكام إلى قوانينها .
كما أن الغرب قد تنبه لأهمية هذه المنظمة منذ البدء فجعل مقرها في نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية كي يتم السيطرة عليها بشكل دائم وكامل ولم يسمح بنقل مقرها إلى أي دولة أخرى كي تبقى هذه المنظمة ملبية لحاجات الغرب التسلطية .
إن من أهم أساليب العولمة والهيمنة السياسية بشقيها العسكري والدبلوماسي ما يأتي :-
عقد الاتفاقيات والمعاهدات السياسية والعسكرية بين الدول الكبرى من اجل إيجاد تحالفات وتكتلات لإخضاع الدول الفقيرة ، والوقوف ضد الدول التي تعاديها إيديولوجيا ، ومن هذه التحالفات ( حلف شمال الأطلسي ، وحلف وارسو الذي انهار بانهيار الاتحاد السوفيتي) .
عقد اتفاقيات الدفاع المشترك بين الدول الكبرى وبعض الدول النامية بحجة حمايتها ، ومن ثم إنشاء قواعد عسكرية دائمة في هذه البلدان وهذا نوع جديد من أنواع الاستعمار .
التدخل السياسي في بعض الدول المضطربة ، عن طريق فرض قرارات من قبل منظمة الأمم المتحدة أو من خلال ما يسمى بقوات حفظ النظام التابعة لها ، والتي تكون بقيادة غربية .
الاحتلال العسكري المباشر لبعض الدول الضعيفة وخاصة الغنية بالثروات النفطية والطبيعية بحجة تهديدها للأمن والسلم الدوليين ، أو دعمها للإرهاب والجماعات الإرهابية .
فرض صفقات الأسلحة والمعدات العسكرية على الدول النامية والفقيرة لضمان تبعية هذه الدول عسكريا .
إيجاد مناطق توتر عالمية وخاصة في الشرق الأوسط حيث منابع الثروات ومنها البترول لضمان السيطرة الغربية وإيجاد الذرائع للتدخل السياسي والعسكري بحجة بسط الأمن وحماية إسرائيل .
القيام بانقلابات عسكرية في بعض الدول لزعزعة استقرارها عن طريق تدريب وتجنيد ضباط وقادة عسكريين في الغرب وإرسالهم إلى بلدانهم حيث يكونون عملاء تابعين يطبقون الأوامر الغربية .
الضغط على بعض الدول سياسيا عن طريق بعض التقارير التي تتحدث عن انتهاك حقوق الإنسان أو انتهاك للحرية والديمقراطية في هذا البلد أو ذاك ، حيث يستخدم هذا الأمر كوسيلة ضغط وابتزاز ضد الدول من اجل القيام بإصلاحات سياسية وإيجاد المبررات لقيام المعارضة المدعومة غالبا من الغرب بالتحرك الجماهيري لإسقاط الحكومة .
ازدواجية المعايير في تطبيق القوانين والتشريعات التي يدعى أنها دولية حيث تعمل الولايات المتحدة الأمريكية في فرض القرارات لإغراض نفعية وشخصية في حين تستخدم حق النقض الفيتو ضد أي قرار .
10- صناعة بعض القادة في هذه البلدان وإعدادهم لاستلام السلطة ومحاولة إظهارهم
بالمظهر اللائق أمام شعوبهم في حين أنهم يعملون لتكريس مصالح الغرب .
لقد كانت البوادر الهيمنة والإخضاع للشعوب يتمثل :
" بإسقاط أمريكا لأول قنبلتين ذريتين على مدينتي هيروشيما وناكازاكي باليابان ، (حيث) خطا الإنسان خطوات عدة في أكثر من اتجاه على طريق السيطرة والإخضاع : خطوة على طريق القوة التدميرية الهائلة للأنفس والممتلكات ، وخطوة على طريق التقاتل وإيقاع الخسائر بالعدو بأقل مواجهة تذكر مع استخدام أكثر للذكاء الإنساني في التخطيط والتنظيم والأدوات والتقنيات وخطوة على طريق التهديد بالقوة والبطش كرادع وقائي من اجل السيطرة والإخضاع ". (19)
لقد فضحت هذه الإعمال وغيرها استغلال الغرب لمصطلح الديمقراطية وحقوق الإنسان في السياسة الدولية ، إذ أنها حينما يتعلق الأمر بمصلحتها الآنية فان هذه الحقوق والمبادئ لا نكاد نراها أو نحس بها ولا يقام لها وزن .
وهي " تعمل بجد كي تصبح هذه المفاهيم مقاييس وقناعات أمم العالم وخاصة الأمة الإسلامية فقد عملت على إيجاد دول كارتونية ترفع شعار الإسلام وتدعي إنها تطبقه وهي في الحقيقة لا تطبق منه إلا بعض الإحكام وبشكل مشوه إلى أن جعلت الناس يضيقون ذرعا بهم ". (20)
بعد هذا نصل إلى قمة المأساة الإنسانية في خضوعها للرأسمالية وسياسة العولمة المنبثقة عنه واستغلال النظام الدولي إلى ابعد الحدود .
" فان هؤلاء السادة الذين وضع النظام الديمقراطي الرأسمالي في أيديهم كل نفوذ ، وزودهم بكل قوة وطاقة ، سوف يمدون أنظارهم - وبوحي من عقلية هذا النظام - الى الآفاق ويشعرون بوحي من مصالحهم وإغراضهم أنهم في حاجة الى مناطق نفوذ جديدة ". (21)


الرابط

http://www.sibtayn.com/ar/index.php?opt ... &catid=895