ريتشارد قلب الاسد
مرسل: الأحد مايو 05, 2013 1:31 am
ملك انجلترا من سنة 1189 لسنة 1199 ، من رموز الفروسيه و البطوله فى العصور الوسطى و اتلقب بقلب الأسد و هو لسه صغير بسبب شجاعته. كان من نسل النورمان ولاد ويليام الفاتح William the Conqueror ، و من نسل أمرا أنجر Angers الفرنسويين. ابوه كان الملك هنرى التانى Henry II و امه ايلينور دى اكويتان Elenor de Aquitaine ، و كان له اربع اخوات هما : وليام و هنرى و چيوفرى و چون و اربع اخوات بنات هما : ماود و ايلينور و چين. اخوه وليام اتوفى صغير [1]. أخته ايلينور اتجوزت الفونسو التامن ملك كاستيا و خلفو بلانكا دى كاستيا أم الملك لويس التاسع ( القديس لويس ).
مدبحة اليهود
فى 6 يوليه سنة 1189 إتوج ريتشارد فى كاتدرائية ويستمينيسر فى لندن و اتمنع اليهود من حضور احتفالات التتويج و دخول الكنيسه و اعتدى المسيحيين على اليهود اللى حاولو يحضرو الاحتفالات و ضربوهم فى الشوارع ، و بعدين اتجمعت الناس و هاجمو و حرقو احيائهم و بيوتهم ، و حصلت مدبحه كبيره فى يورك راح ضحيتها حوالى 500 يهودى غير ستتاهم و اطفالهم.
هرب يهود على قلعة يورك ( برج كليفورد ) و استخبو فيها لكن المسيحيين حاصروهم و اضطر اليهود المتحاصرين فى الأخر انهم يقتلو عيالهم و نفسهم بالسكاكين و غيرها بدل ما يقعو فى ايد المسيحيين و رمو دم اطفالهم على رووس المسيحيين اللى محاصرين القلعه و بعد كده حرقو القلعه و ماتو كلهم. دور ريتشارد فى الأحداث الإجراميه دى مش مؤكد
وصول ريتشارد قلب الأسد
فى 8 يونيو وصل ريتشارد قلب الأسد و معاه 25 مركب. ريتشارد كان طلع اسطوله من انجلترا و لف بيه حوالين ساحل اسبانيا و راح استناه فى مرسيليا مع معظم قواته البريه. و هو فى السكه اتوقف فى قبرص و استولى عليها و اتجوز برينجاريا Berengaria بنت سانشو الساتت ملك نافارا Sancho VI of Navarre ، وده و احداث تانيه هما اللى أخروه فى السكه. جيش فيليب كان أصغر من جيش ريتشارد لان جزء منه كان راح على الشرق قبل كده [6].
استسلمت حامية عكا لريتشارد و زمايله يوم 12 يوليه 1191 ، و وافق الصليبيين على ان عكا تسلم بكل اللى فيها ، بمراكبها و مخازن سلاحها ، و انهم لازم يدفعوا 200.000 حتة دهب للفرانسويه ، و فوق كده لازم يطلق سراح 1500 أسير صليبى ، و عليهم 100 واحد من علية القوم اللى حاتتعمل لسته بأساميهم ، و ترجيع صليب الصلبوت اللى خده صلاح الدين لما دخل القدس ، و لو عملوا كل ده حا يدوهم الامان و مش حا يقتلوهم [7].
فيليب راح مع كونراد على صور و من هناك رجع فيليب على فرنسا بعد ما وعد ريتشارد انه مش حايمس ممتلكاته فى فرنسا لغاية ما يرجع. ريتشارد و الانجليز اعتبروا رجوع فيليب فرنسا نداله و خيانه. فيليب من ناحيته كان بيشك فى نوايا ريتشارد و حاسس إنه ناوى يقتله و بعد ما مشى فيليب بقى ريتشارد هو قائد الحمله و المسئول عن المفاوضات مع صلاح الدين [8].
مفاوضات اطلاق سراح الاسرى و الفديه اتعقد و كان من الأسباب تلكع صلاح الدين فى تسديد المبالغ لإنه خاف يدفع و بعدين الصليبيين ما يسيبوش الامرا بتوعه ، لكن ريتشارد و فرسان المعبد مارضيوش يسلموا الاسرى من غير ما يستلموا الفلوس الأول. و اتعقد الموضوع و كانت النتيجه ان ريتشارد قلب الأسد أمر بقتل الأسرى الغلابه بحجة إن صلاح الدين مش عايز يدفع ، فادبحوا يوم 20 اغسطس فى مجزره رهيبه عند تل العياضية ، و كان عددهم بتاع 3000 أسير ، و دبحوا معاهم ستاتهم و عيالهم، لكن الصليبيين ماقتلوش الأمرا و الأغنيا [9][10][11] اللى كان من ضمنهم الأمير بهاء الدين قراقوش ، اللى بنى سور القاهره ، اللى فداه صلاح الدين بـ 10.000 أو 60.000 دينار [12].
يوم 22 اغسطس ، طلع ريتشارد بجيش من عكا و مشى على جهة عسقلان ، و قوات صلاح الدين و راهم بترميهم بالنبال و بتهجم عليهم بالسيوف. و أمر صلاح الدين بقتل أى صليبى يتإسر كإنتقام لمدبحة عكا. و لما وصل صلاح الدين قريه اسمها دير الراهب جنب أرسوف ، بعت ريتشارد يطلب مقابلة الملك العادل ، فلما راح له قاله اللى معناه : " احنا حاربنا بعض مده طويله ، و احنا جينا هنا عشان ننصر صحاب الساحل ، فلو اتصالحتوا انتوا معاهم يبقى خلاص مفيش عداوه بينا ". فلما سأله العادل يتصالحوا على أى أساس ، رد عليه ريتشارد اللى معناه : " على أساس انكوا تسلموا أهل الساحل المدن اللى أخدتوها منهم " ، فانتهت المقابله على كده و مشى العادل غضبان [13].
معركة أرسوففى 7 سبتمبر قامت معركة ارسوف و قدر ريتشارد ييفركش جيش صلاح الدين و ينتصر عليه نصر بيعتبر معنوى لكن لولا تماسك صلاح الدين كان انهزم هزيمه ساحقه. انتصار الصليبيين فى ارسوف اللى حصل بعد ما خدوا عكا خلاهم يحسوا بنشوه و يقتنعوا بإمكانية أخد القدس. صلاح الدين راح بجيشه على الرمله و استنى هناك عشان يشوف ريتشارد ناوى على إيه. الصليبيين راحوا على يافا و حصنوها ، و ابتدا ريتشارد يجهز للوصول للقدس. و هنا ، بيقول المؤرخين إن ريتشارد عمل غلطه انه استنى مده فى يافا ، فلو كان طلع من ارسوف على القدس طوالى كان ممكن ياخدها ، لكن ريتشارد كان عارف ان صلاح الدين انهزم بس ، لكن جيشه لسه موجود ، و لو راح على القدس طوالى كان جيش صلاح الدين قدر يعزله عن الساحل ، و بالتالى عن الإمدادات من البحر ، فكان لازم يعمل قاعده قويه فى يافا قبل مايغامر و يتوغل فى البر. لكن تأخيره فى يافا إدى فرصه لصلاح الدين إنه يعمل تحصينات و دفاعات متينه حوالين القدس [14].
صلاح الدين ، من ناحيه تانيه ، خاف ان ريتشارد يروح عسقلان و يبنى قاعده تانيه هناك ، فيقطع الطريق بينه و بين مصر مصدر قوته و عسكر جيشه و ترسانته ، فسبقه على هناك و دمرها و خلاها مش صالحه للإستعمال كقاعده عسكريه. ريتشارد ابتدا يواجه مصاعب ، عساكر من الجيش الصليبى ابتدوا يتسللوا و يهربوا على عكا، و فوق كده ابتدا يقلق من كونراد فى صور ، و من رجوع فيليب لفرنسا ، و من أخبار التمردات اللى بتحصل فى قبرص اللى عشان يخلص منها باعها لفرسان المعبد ، و ابتدا يجهز للتفاوض مع صلاح الدين
اتفاقيةالسلام ( صلح الرمله )
رجع صلاح الدين للرمله مع عسكر جديد واصل من مصر و ابتدت المفاوضات تانى ، وبعت ريتشارد اللى كان عيان للعادل اللى كان هو كمان عيان يترجاه يخلى صلاح الدين يسيبله عسقلان. صلاح الدين بعت كمترى و تلج من الجبل لريتشارد العيان لكن ما اتنازلش عن موضوع عسقلان اللى لازم تتساب و تتخرب [21].
يوم 2 سبتمبر 1192 اتوقعت معاهدة سلام ( اتعرفت باسم صلح الرمله ) مدتها خمس سنين بين ريتشارد و صلاح الدين. المعاهده اللى حلف عليها أمرا الطرفين ، و دخل فيها أمرا طرابلس و انطاكيه ، ادت المدن الساحليه من عكا ليافا للصليبيين و ادتهم حق زيارة الاماكن المقدسه مقابل إن عسقلان ، بعد تخريبها ، تكون فى ايد صلاح الدين مع كل المدن اللى فى جنوبها [22].
طوالى راحت العساكر الصليبيه من غير سلاح على القدس عشان يصلوا ، ريتشارد نفسه ما راحش و رفض انه يدى العساكر الفرانسويه باسبورتات عشان يدخلوا بيها القدس [22].
بعد توقيع الاتفاقيه راح ريتشارد على عكا و وضب شوية حاجات ، و دفع الديون اللى كانت عليه ، و فى يوم 9 اكتوبر 1192 ركب المركب و طلع على أوروبا ، بعد ما قعد يحارب فى الشرق ستاشر شهر [23] ، و بكده انتهت الحمله الصليبيه التالته اللى اتجمعت فيها جيوش امم كتيره و اتقتل فيها الآلاف ، و اللى كان من نتايجها ان ساحل فلسطين من صور ليافا بقى فى إيد الصليبيين رسمياً بمعاهده ، و ده كان ميلاد جديد لمملكة الصليبيين فى شرق البحر المتوسط. و من ناحيه تانيه ، انتصارات ريتشارد على الرغم انه فشل فى استرجاع بيت المقدس هزت صورة صلاح الدين الأيوبى كقائد عسكرى. لكن صلاح الدين فى الفتره دى كان عيان و بعد معركة حطين كان عساكره منهكين و مصر مصدره الرئيسى للامدادات و العسكر و المال كانت استنزفت من الحرب الطويله.
ريتشارد كان شجاع لكن ما كانش قديس أو بتاع دين ، و لما فكر فى انضمامه للحمله التالته ما كانش متأثر بحماسه دينيه و لا كان عايز يحقق هدف دينى لكن كان عايز يحقق انتصارات فى الشرق تديه مكانه مرموقه فى اوروبا[24].
القبض على ريتشارد
ريتشارد ماراحش طوالى على فرنسا لإنه كان عارف ان اعدائه وعلى راسهم اخوه جون و الملك فيليب اوجست متحدين و مستنيين رجوعه عشان يقضو عليه. ريتشارد خلع هدومه الملكيه و اتنكر على هيئة تاجر نورماندى بإسم " هيو التاجر " ، و عشان مايتعرفش ربى دقنه و طول شعره و خبى سيفه تحت هدومه و بعد شهر وصل جزرة كورفو و من هناك ابحر تانى على راجوسا لكن سؤ الاحوال الجويه وصله لايستيريا فسافر من هناك على جوريتس. جوريتس كان عايش فيها الكونت ماينارد ابن اخو كونارد دى مونتفريت اللى الحشاشين كانو اغتالوه فى صور. الكونت ماينرد كان بيعتقد ان ريتشارد هو اللى اتآمر على كونارد و سلط عليه الحشاشين و خلاهم يغتالوه فكان مستنى الفرصه عشان ينتقم لعمه. قدر ماينرد يتعرف على شخصية ريتشارد لكن ريتشارد قدر يفلت منه و وصل تريساخ و هناك كان عايش بيتسوف اخو الكونت ماينارد اللى كان هو كمان مستنى ريتشارد فدور عليه و عرف انه مقيم فى خان لكن ريتشارد قدر يهرب تانى و قعد يتنقل من مدينه لمدينه لغاية ما وصل ڤيينا فى النمسا سنة 1191. ليوپولد دوق النمسا كان متغاظ من ريتشارد من وقت حصار عكا لإنه كان اهانه و كان هو كمان عايز ينتقم منه و لإن ريتشارد كان منهك و عيان المره دى ما قدرش يهرب و قبض عليه ليوپولد و رماه فى السجن لغاية ما سلمه للامبراطور هنرى الساتت مقابل مبلغ ستين ألف جنيه فضه. هنرى الساتت كان هو كمان من اعداء ريتشارد فلما استلمه حبسه فى قلعة مدينة وورمس و ربطه من وسطه بالأغلال. لما عرف فيليپ اوجست بالقبض على ريتشارد فرح جداً لإنه هو كمان كان بيعتقد ان ريتشارد هو المسئول عن قتل كونارد دى مونتفريت و كان خايف ان ريتشارد يبعتله حد يغتاله هو التانى. جون لما عرف ان اخوه ريتشارد مسجون فرح و سافر طوالى على باريس و ادا فيليب اوجست اجزاء من نورماندى و رجع على انجلترا و نصب نفسه ملك عليها زو طلع فيليب بجيش و استولى على مناطق فى نورماندى و حصلت مجازر هنا و هناك لما عرف ان فضل ريتشارد محبوس و بعتت امه اليانور جوابات للبابا كيلستين التالت طلبت فيها منه انه يتدخل للإفراج عنه.
محاكمة ريتشارد و الافراج عنه
محاولات الافراج عن ريتشارد فضلت مستمره لغاية ما وافق الامبراطور هنرى الساتت على تقديمه للمحاكمه اللى هو بنفسه رأسها فى ابريل 1193 ، اتوجهت لريتشارد ست تهم كان من ضمنها تهمة انه عمل معاهدة صلح مع صلاح الدين وافق فيها على ان بيت المقدس يكون فى ايد الكفار و انه قبل هدايا من صلاح الدين. ريتشارد دافع عن نفسه و هو مربوط بالأغلال و قال انه اصلاً ما اخدش بيت المقدس لكن حاول انه يستردها بس ، و ان فشله ما كانش غلطته لكن غلطة اعدائه اللى مامكنهوش من اخدها و انه كان لازم يرجع انجلترا لإن رعاياه كانو محتاجين عونه. ريتشارد دافع عن نفسه بكلام منطقى لكن الامبراطور كان بيفكر فى ربح و فلوس فديه لإنه كان دفع لليوپولد مبلغ كبير عشان يسلمهوله. ريتشارد عمل صفقه مع الامبراطور و ابتدت فى انجلترا حمله تبرعات لجمع مبلغ الفديه المطلوبه. لما سمع فيليپ اوجست و چون عن موضوع الفديه عرضو على الامبراطور انهم يدفعوله مبلغ اكبر من الفديه المطلوبه فى مقابل انه ما يطلقش سراح ريتشارد ، و انهم حايدفعوله مبلغ عشرين الف جنيه مقابل كل سنه يتسجن فيها ريتشارد. فى انجلترا اتجمع من الناس اللى كانو اصلاً تعبانين مادياً مبلغ سبعين ألف جنيه فضه ، و سلم ريتشارد للامبراطور ناس كرهاين لغاية ما يسدد المبلغ المتبقى عليه.
فى فبراير 1194 نال ريتشارد قلب الأسد حريته بعد ما اتسجن اربعتاشر شهر. لما عرف فيليپ اوجست بإطلاق سراح ريتشارد بعت جواب لچون حذره فيه. وصل ريتشارد لمينا انتويرپ و ركب هناك مركب اخدته على ساندويش فى انجلترا و اتجمهرت الناس و استقبلته استقبال كبير و دخل لندن فى موكب ضخم.
مدبحة اليهود
فى 6 يوليه سنة 1189 إتوج ريتشارد فى كاتدرائية ويستمينيسر فى لندن و اتمنع اليهود من حضور احتفالات التتويج و دخول الكنيسه و اعتدى المسيحيين على اليهود اللى حاولو يحضرو الاحتفالات و ضربوهم فى الشوارع ، و بعدين اتجمعت الناس و هاجمو و حرقو احيائهم و بيوتهم ، و حصلت مدبحه كبيره فى يورك راح ضحيتها حوالى 500 يهودى غير ستتاهم و اطفالهم.
هرب يهود على قلعة يورك ( برج كليفورد ) و استخبو فيها لكن المسيحيين حاصروهم و اضطر اليهود المتحاصرين فى الأخر انهم يقتلو عيالهم و نفسهم بالسكاكين و غيرها بدل ما يقعو فى ايد المسيحيين و رمو دم اطفالهم على رووس المسيحيين اللى محاصرين القلعه و بعد كده حرقو القلعه و ماتو كلهم. دور ريتشارد فى الأحداث الإجراميه دى مش مؤكد
وصول ريتشارد قلب الأسد
فى 8 يونيو وصل ريتشارد قلب الأسد و معاه 25 مركب. ريتشارد كان طلع اسطوله من انجلترا و لف بيه حوالين ساحل اسبانيا و راح استناه فى مرسيليا مع معظم قواته البريه. و هو فى السكه اتوقف فى قبرص و استولى عليها و اتجوز برينجاريا Berengaria بنت سانشو الساتت ملك نافارا Sancho VI of Navarre ، وده و احداث تانيه هما اللى أخروه فى السكه. جيش فيليب كان أصغر من جيش ريتشارد لان جزء منه كان راح على الشرق قبل كده [6].
استسلمت حامية عكا لريتشارد و زمايله يوم 12 يوليه 1191 ، و وافق الصليبيين على ان عكا تسلم بكل اللى فيها ، بمراكبها و مخازن سلاحها ، و انهم لازم يدفعوا 200.000 حتة دهب للفرانسويه ، و فوق كده لازم يطلق سراح 1500 أسير صليبى ، و عليهم 100 واحد من علية القوم اللى حاتتعمل لسته بأساميهم ، و ترجيع صليب الصلبوت اللى خده صلاح الدين لما دخل القدس ، و لو عملوا كل ده حا يدوهم الامان و مش حا يقتلوهم [7].
فيليب راح مع كونراد على صور و من هناك رجع فيليب على فرنسا بعد ما وعد ريتشارد انه مش حايمس ممتلكاته فى فرنسا لغاية ما يرجع. ريتشارد و الانجليز اعتبروا رجوع فيليب فرنسا نداله و خيانه. فيليب من ناحيته كان بيشك فى نوايا ريتشارد و حاسس إنه ناوى يقتله و بعد ما مشى فيليب بقى ريتشارد هو قائد الحمله و المسئول عن المفاوضات مع صلاح الدين [8].
مفاوضات اطلاق سراح الاسرى و الفديه اتعقد و كان من الأسباب تلكع صلاح الدين فى تسديد المبالغ لإنه خاف يدفع و بعدين الصليبيين ما يسيبوش الامرا بتوعه ، لكن ريتشارد و فرسان المعبد مارضيوش يسلموا الاسرى من غير ما يستلموا الفلوس الأول. و اتعقد الموضوع و كانت النتيجه ان ريتشارد قلب الأسد أمر بقتل الأسرى الغلابه بحجة إن صلاح الدين مش عايز يدفع ، فادبحوا يوم 20 اغسطس فى مجزره رهيبه عند تل العياضية ، و كان عددهم بتاع 3000 أسير ، و دبحوا معاهم ستاتهم و عيالهم، لكن الصليبيين ماقتلوش الأمرا و الأغنيا [9][10][11] اللى كان من ضمنهم الأمير بهاء الدين قراقوش ، اللى بنى سور القاهره ، اللى فداه صلاح الدين بـ 10.000 أو 60.000 دينار [12].
يوم 22 اغسطس ، طلع ريتشارد بجيش من عكا و مشى على جهة عسقلان ، و قوات صلاح الدين و راهم بترميهم بالنبال و بتهجم عليهم بالسيوف. و أمر صلاح الدين بقتل أى صليبى يتإسر كإنتقام لمدبحة عكا. و لما وصل صلاح الدين قريه اسمها دير الراهب جنب أرسوف ، بعت ريتشارد يطلب مقابلة الملك العادل ، فلما راح له قاله اللى معناه : " احنا حاربنا بعض مده طويله ، و احنا جينا هنا عشان ننصر صحاب الساحل ، فلو اتصالحتوا انتوا معاهم يبقى خلاص مفيش عداوه بينا ". فلما سأله العادل يتصالحوا على أى أساس ، رد عليه ريتشارد اللى معناه : " على أساس انكوا تسلموا أهل الساحل المدن اللى أخدتوها منهم " ، فانتهت المقابله على كده و مشى العادل غضبان [13].
معركة أرسوففى 7 سبتمبر قامت معركة ارسوف و قدر ريتشارد ييفركش جيش صلاح الدين و ينتصر عليه نصر بيعتبر معنوى لكن لولا تماسك صلاح الدين كان انهزم هزيمه ساحقه. انتصار الصليبيين فى ارسوف اللى حصل بعد ما خدوا عكا خلاهم يحسوا بنشوه و يقتنعوا بإمكانية أخد القدس. صلاح الدين راح بجيشه على الرمله و استنى هناك عشان يشوف ريتشارد ناوى على إيه. الصليبيين راحوا على يافا و حصنوها ، و ابتدا ريتشارد يجهز للوصول للقدس. و هنا ، بيقول المؤرخين إن ريتشارد عمل غلطه انه استنى مده فى يافا ، فلو كان طلع من ارسوف على القدس طوالى كان ممكن ياخدها ، لكن ريتشارد كان عارف ان صلاح الدين انهزم بس ، لكن جيشه لسه موجود ، و لو راح على القدس طوالى كان جيش صلاح الدين قدر يعزله عن الساحل ، و بالتالى عن الإمدادات من البحر ، فكان لازم يعمل قاعده قويه فى يافا قبل مايغامر و يتوغل فى البر. لكن تأخيره فى يافا إدى فرصه لصلاح الدين إنه يعمل تحصينات و دفاعات متينه حوالين القدس [14].
صلاح الدين ، من ناحيه تانيه ، خاف ان ريتشارد يروح عسقلان و يبنى قاعده تانيه هناك ، فيقطع الطريق بينه و بين مصر مصدر قوته و عسكر جيشه و ترسانته ، فسبقه على هناك و دمرها و خلاها مش صالحه للإستعمال كقاعده عسكريه. ريتشارد ابتدا يواجه مصاعب ، عساكر من الجيش الصليبى ابتدوا يتسللوا و يهربوا على عكا، و فوق كده ابتدا يقلق من كونراد فى صور ، و من رجوع فيليب لفرنسا ، و من أخبار التمردات اللى بتحصل فى قبرص اللى عشان يخلص منها باعها لفرسان المعبد ، و ابتدا يجهز للتفاوض مع صلاح الدين
اتفاقيةالسلام ( صلح الرمله )
رجع صلاح الدين للرمله مع عسكر جديد واصل من مصر و ابتدت المفاوضات تانى ، وبعت ريتشارد اللى كان عيان للعادل اللى كان هو كمان عيان يترجاه يخلى صلاح الدين يسيبله عسقلان. صلاح الدين بعت كمترى و تلج من الجبل لريتشارد العيان لكن ما اتنازلش عن موضوع عسقلان اللى لازم تتساب و تتخرب [21].
يوم 2 سبتمبر 1192 اتوقعت معاهدة سلام ( اتعرفت باسم صلح الرمله ) مدتها خمس سنين بين ريتشارد و صلاح الدين. المعاهده اللى حلف عليها أمرا الطرفين ، و دخل فيها أمرا طرابلس و انطاكيه ، ادت المدن الساحليه من عكا ليافا للصليبيين و ادتهم حق زيارة الاماكن المقدسه مقابل إن عسقلان ، بعد تخريبها ، تكون فى ايد صلاح الدين مع كل المدن اللى فى جنوبها [22].
طوالى راحت العساكر الصليبيه من غير سلاح على القدس عشان يصلوا ، ريتشارد نفسه ما راحش و رفض انه يدى العساكر الفرانسويه باسبورتات عشان يدخلوا بيها القدس [22].
بعد توقيع الاتفاقيه راح ريتشارد على عكا و وضب شوية حاجات ، و دفع الديون اللى كانت عليه ، و فى يوم 9 اكتوبر 1192 ركب المركب و طلع على أوروبا ، بعد ما قعد يحارب فى الشرق ستاشر شهر [23] ، و بكده انتهت الحمله الصليبيه التالته اللى اتجمعت فيها جيوش امم كتيره و اتقتل فيها الآلاف ، و اللى كان من نتايجها ان ساحل فلسطين من صور ليافا بقى فى إيد الصليبيين رسمياً بمعاهده ، و ده كان ميلاد جديد لمملكة الصليبيين فى شرق البحر المتوسط. و من ناحيه تانيه ، انتصارات ريتشارد على الرغم انه فشل فى استرجاع بيت المقدس هزت صورة صلاح الدين الأيوبى كقائد عسكرى. لكن صلاح الدين فى الفتره دى كان عيان و بعد معركة حطين كان عساكره منهكين و مصر مصدره الرئيسى للامدادات و العسكر و المال كانت استنزفت من الحرب الطويله.
ريتشارد كان شجاع لكن ما كانش قديس أو بتاع دين ، و لما فكر فى انضمامه للحمله التالته ما كانش متأثر بحماسه دينيه و لا كان عايز يحقق هدف دينى لكن كان عايز يحقق انتصارات فى الشرق تديه مكانه مرموقه فى اوروبا[24].
القبض على ريتشارد
ريتشارد ماراحش طوالى على فرنسا لإنه كان عارف ان اعدائه وعلى راسهم اخوه جون و الملك فيليب اوجست متحدين و مستنيين رجوعه عشان يقضو عليه. ريتشارد خلع هدومه الملكيه و اتنكر على هيئة تاجر نورماندى بإسم " هيو التاجر " ، و عشان مايتعرفش ربى دقنه و طول شعره و خبى سيفه تحت هدومه و بعد شهر وصل جزرة كورفو و من هناك ابحر تانى على راجوسا لكن سؤ الاحوال الجويه وصله لايستيريا فسافر من هناك على جوريتس. جوريتس كان عايش فيها الكونت ماينارد ابن اخو كونارد دى مونتفريت اللى الحشاشين كانو اغتالوه فى صور. الكونت ماينرد كان بيعتقد ان ريتشارد هو اللى اتآمر على كونارد و سلط عليه الحشاشين و خلاهم يغتالوه فكان مستنى الفرصه عشان ينتقم لعمه. قدر ماينرد يتعرف على شخصية ريتشارد لكن ريتشارد قدر يفلت منه و وصل تريساخ و هناك كان عايش بيتسوف اخو الكونت ماينارد اللى كان هو كمان مستنى ريتشارد فدور عليه و عرف انه مقيم فى خان لكن ريتشارد قدر يهرب تانى و قعد يتنقل من مدينه لمدينه لغاية ما وصل ڤيينا فى النمسا سنة 1191. ليوپولد دوق النمسا كان متغاظ من ريتشارد من وقت حصار عكا لإنه كان اهانه و كان هو كمان عايز ينتقم منه و لإن ريتشارد كان منهك و عيان المره دى ما قدرش يهرب و قبض عليه ليوپولد و رماه فى السجن لغاية ما سلمه للامبراطور هنرى الساتت مقابل مبلغ ستين ألف جنيه فضه. هنرى الساتت كان هو كمان من اعداء ريتشارد فلما استلمه حبسه فى قلعة مدينة وورمس و ربطه من وسطه بالأغلال. لما عرف فيليپ اوجست بالقبض على ريتشارد فرح جداً لإنه هو كمان كان بيعتقد ان ريتشارد هو المسئول عن قتل كونارد دى مونتفريت و كان خايف ان ريتشارد يبعتله حد يغتاله هو التانى. جون لما عرف ان اخوه ريتشارد مسجون فرح و سافر طوالى على باريس و ادا فيليب اوجست اجزاء من نورماندى و رجع على انجلترا و نصب نفسه ملك عليها زو طلع فيليب بجيش و استولى على مناطق فى نورماندى و حصلت مجازر هنا و هناك لما عرف ان فضل ريتشارد محبوس و بعتت امه اليانور جوابات للبابا كيلستين التالت طلبت فيها منه انه يتدخل للإفراج عنه.
محاكمة ريتشارد و الافراج عنه
محاولات الافراج عن ريتشارد فضلت مستمره لغاية ما وافق الامبراطور هنرى الساتت على تقديمه للمحاكمه اللى هو بنفسه رأسها فى ابريل 1193 ، اتوجهت لريتشارد ست تهم كان من ضمنها تهمة انه عمل معاهدة صلح مع صلاح الدين وافق فيها على ان بيت المقدس يكون فى ايد الكفار و انه قبل هدايا من صلاح الدين. ريتشارد دافع عن نفسه و هو مربوط بالأغلال و قال انه اصلاً ما اخدش بيت المقدس لكن حاول انه يستردها بس ، و ان فشله ما كانش غلطته لكن غلطة اعدائه اللى مامكنهوش من اخدها و انه كان لازم يرجع انجلترا لإن رعاياه كانو محتاجين عونه. ريتشارد دافع عن نفسه بكلام منطقى لكن الامبراطور كان بيفكر فى ربح و فلوس فديه لإنه كان دفع لليوپولد مبلغ كبير عشان يسلمهوله. ريتشارد عمل صفقه مع الامبراطور و ابتدت فى انجلترا حمله تبرعات لجمع مبلغ الفديه المطلوبه. لما سمع فيليپ اوجست و چون عن موضوع الفديه عرضو على الامبراطور انهم يدفعوله مبلغ اكبر من الفديه المطلوبه فى مقابل انه ما يطلقش سراح ريتشارد ، و انهم حايدفعوله مبلغ عشرين الف جنيه مقابل كل سنه يتسجن فيها ريتشارد. فى انجلترا اتجمع من الناس اللى كانو اصلاً تعبانين مادياً مبلغ سبعين ألف جنيه فضه ، و سلم ريتشارد للامبراطور ناس كرهاين لغاية ما يسدد المبلغ المتبقى عليه.
فى فبراير 1194 نال ريتشارد قلب الأسد حريته بعد ما اتسجن اربعتاشر شهر. لما عرف فيليپ اوجست بإطلاق سراح ريتشارد بعت جواب لچون حذره فيه. وصل ريتشارد لمينا انتويرپ و ركب هناك مركب اخدته على ساندويش فى انجلترا و اتجمهرت الناس و استقبلته استقبال كبير و دخل لندن فى موكب ضخم.