بحث عن أمريكا
مرسل: الأحد مايو 05, 2013 5:46 am
بحث عن أمريكا
أمريكا هي أربعة أقسام الدنيا وقد سماها بعضهم بالدنيا الجديدة لقرب عهد اكتشافها. وهي قسمان كبيران أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية يتصلان ببعضهما ببرزخ بناما المشهور.
حدود أمريكا أمريكا مفصولة عن القارات الأربع ويحدها من الشمال المحيط المتجمد الشمالي ومن الجنوب المحيط المتجمد الجنوبي ومن الشرق المحيط الأطلانتيكي ومن الغرب المحيط الهادي.
طول القارة الأمريكية من رأس البرنس دوغال إلى رأس فوروارد (16) ألف كيلومتراً وعرضها من رأس البرنس دوغال إلى رأس شارل 5800 كيلو متر ومن سان فرنسيسكو إلى نيويورك 4 اَلاف كيلومتراً ومن رأس بارينا إلى رأس برانكو 5200 كيلومتراً.
بحار أمريكا يتكون من المحيط المتجمد الشمالي البحر القطبي بشمال كندا وبحر بفان بغرب جرونلنده. ومن المحيط الأطلانتيقي بحر هودسون بشمال كندا وبحر أو خليج مكسيكا بين مكسيكا والولايات المتحدة. وبحر أنتيل بين جزائر أنتيل وأمريكا الوسطى والجنوبية. ومن المحيط الهادي بحر بهرنغ بين ألاسكا واَسيا وبحر أو خليج كاليفورنيا.
خلجان أمريكا على المحيط الأطلانتيقي: خليج جمس وخليج سان لوران وخليج فوندي وخليج دلاوروسيزابيك وخليج كمبيس ومكسيكا وخليج هوندوراس وموسكيتوس وداريان وماراكيبو ومصب نهر الأمازون ومصب نهر لابلاتا وخليج سان ماتياس وسان جورج.
وعلى المحيط الهادي: خليج جوياكيل وخليج بناما وخليج كاليفورنيا.
بوغازات أمريكا أشهرها بوغاز بهرنغ وبوغاز ماك كلور وبوغاز فوكس وبوغاز هودسن وبوغاز دافي وبوغاز اسميث وبوغاز كندي وبوغاز بيل ايل وبوغاز فلوريده وبوغاز يوقاتان وبوغاز ماجلان وبوغاز لومير.
جزائر أمريكا في المحيط المتجمد الشمالي: جزيرة إيلندة وقد اعتبرها بعضهم من جزر أوروبا وجزيرة جرونلندة. وجزائر كثيرة في البحر القطبي أشهرها جزيرة البرنس ألبرت وجزيرة فيكتوريا وجزيرة بفان وكلها ثلجية شديدة البرودة.
وفي الميحط الأطلانتيكي: جزيرة الأرض الجديدة وجزائر رأس بريتون وجزائر البرنس إدوارد وجزائر برمود وجزائر الأنتيل وهي ثلاثة أقسام: (أولها) جزائر بهما أو نوكايس (ثانيها) جزائر أنتيل الكبيرة وأشهرها جزائر كوبا وبورتوريكو وجاماييك وهايتي (ثالثها) جزائر أنتيل الصغيرة التي منها جزائر الريح تابعة لدول مختلفة. وجزائر ماراجو وجزائر فلكند أو ملوين وجزيرة الحكومات وجزائر أرض النار ورأس هورن (لابلاتا وشيلي) وجزائر جالاباجوس (لحكومة خط الاستواء) وجزائر فانكوفر والملكة شارلوت ستكا وجزيرة كودياك وجزائر الأليوتيان.
أشباه جزائر أمريكا أشهرها شبه جزيرة بوتيا وشبه جزيرة وشبه جزيرة بلفيل وهما بالأراضي القطبية وشبه جزيرة بلفيل وهما بالأراضي القطبية وشبه جزيرة لابرادور وشبه جزيرة إيكوسيه الجديدة وفلوريدا ويوكاتان وكاليفورنية وألاسكا.
برازخ أمريكا برزخ بناما وعرضه 65 كيلو متر وبرزخ تيوانتبيك هذان البرزخان موصلان أمريكا الجنوبية بأمريكا الشمالية.
رؤوس أمريكا أشهرها رأس بارو ورأس بوتيا فيلكس في شمال كندا ورأس فرول بجزيرة جرونلنده ورأس شارل في لابرادور ورأس رأس في جزيرة الأرض الجديدة ورأس هتراس ورأس الرمل بشرق وجنوب الولايات المتحدة ورأس كاتوس في يوقاتان ورأس جالينا في كولومبيا ورأس سان روك ورأس برانكو في البرازيل ورأس فريو في ريو دو جانيرو ورأس فوروارد في باتاجونيا ورأس هورن ورأس بارينا في بيرو ورأس مارياتو في جنوب بناما ورأس كورنتس في المكسيكا ورأس سان لوقا في كاليفورنية ورأس مندوسينو في الولايات المتحدة ورأس البرنس دوغال في ألاسكا.
جبال أمريكا تمتاز أمريكا بسلسلة جبال في غربها هي أطول سلاسل جبال الأرض قاطبة وقد قسم الجغرافيون جبال أمريكا إلى ست مجاميع (أولها) مجموعة جبال أنتيل (وثانيتها) مجموعة كورديير الشمالية (وثالثتها) مجموعة جبال ألليحاني (رابعتها) مجموعة جبال أنده (خامستها) مجموعة جبال جويانه (سادستها) مجموعة جبال البرازيل وكل هذه المجاميع تفصلها عن بعضها سهول وأنهار عظيمة. من أعلى هذه الجبال ما يوجد في مجموعة أنده إذ يبلغ فيها بركان توليما بكولومبيا (5600) متر وتمتاز الجبال المارة بخط الاستواء بكثرة براكينها إذ يبلغ عددها عشرين بركاناً أشهرها بيشنشا وكوتوبا كسى وشمبرازو الذي يبلغ ارتفاعه (5600) متر.
وأعلى قمة في مجموعة أنده المذكورة بركان أكونكاجوا فيبلغ ارتفاعه (6840) متراً وهو أعلى جبل في أمريكا كلها.
بأمريكا نحو 110 بركاناً منها 20 بأمريكا الشمالية و50 بأمريكا الوسطى و50 بجزائر أنتيل.
هضبات أمريكا أشهرها هضبة كولومبيا وأوريجون وأوتاوه وارتفاعها يختلف بين 1000 و1500 متر وهضبة أناهواك ويبلغ ارتفاعها 1500 متر وهضبة مكسيكو وارتفاعها 2300 متر وهضبة كيتو وكوزكو 3000 متر وهضبة بحيرة تيتيكا 4000 متر وأوسع هذه الهضاب هضبة البريزبل.
سهول أمريكا يوجد بها خمسة سهول وهي إقليم البحيرات في وسط وشمال كندا. ثم سهول نهر مسيسيبي في وسط الولايات المتحدة. ثم سهول نهر الأورينوك وهي كثيرة الرمال تخضرها الأمطار في الشتاء. ثم سهول نهر الأمازون وهي أوسع وأخصب سهول الأرض وهي كثيرة الغابات والنباتات. ثم سهول لابلاتا وباتاجونيا.
هذا وفي أمريكا منخفضات ينخفض بعضها عن سطح البحر بنحو 70 متراً.
أنهار أمريكا بأمريكا أنهار كثيرة ثرارة تخصب ودياناً متسعة ونحن نسردها على الترتيب فنقول:
الأنهار التي تصب في المحيط المتجمد الشمالي أشهرها نهر ماكنزي طوله 3700 كيلو متر.
وأشهر الأنهار التي تصب في بحر هودسون أنهار شارشل ونلسون وسفرن والباني.
وأشهر الأنهار التي تصب في المحيط الأطلانتيكي هي نهر سان لوزان ونهر كونكنيكو ونهر هودسون ونهر دلاور ونهر سوسكهانا ونهر بوتوماك ونهر سافانا.
أشهر الأنهار التي تصب في خليج مكسيكا نهر الأباما ونهر مسيسيبي وطوله (4100) كيلو متر وهو يجري من الشمال إلى الجنوب في سهول مغطاة بغابات كثيفة ويصب في نهر منزوتا ثم وسكونس وبووا وإيلينو ومسوري وأهيو وطول المسوري وحده 4500 كيلو متر فإذا أضيف هذا القدر إلى طول المسيسيبي الأدنى لبلغ طوله (6500) متر.
وأشهر الأنهار التي تصب في المحيط الأطلانتيكي فهي نهر الأورينوك وأنهار استكيبو وكورنتين وسورينام ومارولي وأوبايوك والأمازون وتوكانتان وباراناهيبا وسان فرنسسكو ولابلاتا.
أهم هذه الأنهار كلها نهر الأمازون إذ يبلغ طوله 6000 كيلو متر وهو من أوسع أنهار الدنيا حوضاً.
أشهر الأنهار التي تصب في المحيط الهادي هي نهر ريو سانتياجو وأنهار كولورادو وسكرامانتو وأوريجون ونهر يوكون وطوله (3500) كيلو متر.
بحيرات أمريكا في أمريكا عدد كبير من البحيرات منها بحيرات الدب الأكبر والعبيد وأتاباسكا وكلها في شمال أمريكا. وبحيرة ونيبيج ومانيتوبا والبحيرات العليا ومشيجان وهورن وأيرييه وأونتاريو في كندا.
والبحيرة المالحة في هضبة أوتاوا بالولايات المتحدة وبحيرة تانيكاراجوا وماناجوا بأمريكا الوسطى.
جو أمريكا أمريكا ممتدة من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي فلا غرو إن وجدت فيها جميع الطقوس وقد قسمها الجغرافيون من حيث الجوالي أقاليم جليدية وباردة ومعتدلة وحارة.
فالإقليم الجليدي يشمل شمالها المتصل بالقطب وهو مغطى بالثلوج طول السنة ولا يوجد به من السكان إلا على بعض شواطىء جورنلاندة.
أما الأقاليم الباردة فهي في شمالها ولكن دون الأراضي الجليدية وهي قليلة السكان.
أما الأقاليم المعتدلة فهي التي تلي المتقدمة وهي اَهلة بالسكان عامرة بالمدنية.
أما الأقاليم الحارة فهي ما اقترب من خط الاستواء وساكنوها سود الوجوه كزنوج أفريقيا سواء بسواء.
أمريكا الاقتصادية أمريكا من أغنى قارات الأرض فيوجد فيه من المعادن الذهب في كاليفورنية والفضة في الولايات المتحدة ومكسيكا والحديد والرصاص والفحم وزيت البترول في الولايات المتحدة وكندا.
أما أشهر نباتاتها فالغلال في الولايات المتحدة والقطن بها أيضاً والكروم في كاليفورنية والفانيليا والكاكاو وخشب البقم في مكسيكا وأمريكا الوسطى. والتبغ وشجر الكابلي والبن وقصب السكر في جزائر أنتيل.
هذا كله عدا أشجار الغابات ذات الثمار والأخشاب المختلفة.
أما حيواناتها فالحيتان الكبيرة التي تؤخذ عظامها لتقليد العاج وكلب البحر والدب الأبيض والنسر والثور الوحشي ذو السنام واسمه عندهم البيزون ونوع غريب من الخراف الوحشية وأنواع من الاَيل وأنواع من الظباء والخنازير والثعابين.
الصناعة في أمريكا أمريكا غنية بالمواد الأولية من الحديد والفحم وغيرهما فلا عجب إن صارت من أكثر قارات العالم نشاط في الصناعة.
أما تجارتها فمن أوسع تجارات العالم في درجة تناسب صناعاتها وزراعتها العظيمة وسيرد تفصيل هذا عند ذكر دولها.
أما طرقها التجارية فمن أنظم طرق العالم ففيها من السكك الحديدية ما يبلغ طوله أضعاف ما هو موجود في أوروبا واَسيا وطرق الملاحة في الأنهر في غاية النظام. وفيه طرق للقوافل فتنقل منها البضائع في مركبات تجرها الخيول والثيران.
سكان أمريكا أمريكا قارة تكونت بالمهاجرات فهي دائمة النمو بنسبة لا توجد لغيرها ويقدر الاَن عدد أهلها بنحو 582 مليوناً من النفوس في أمريكا الشمالية نحو 280 مليون وفي الجنوبية نحو 302 مليوناً.
وهؤلاء السكان من أجناس أربعة وهي:
(1) الجنس الأحمر وهم سكان أمريكا الأصليين لا يزالون رغماً عن احتكاكهم بالتمدن الأوروبي في حالة الوحشية لا شغل لهم إلا ما يشتغل القبائل المتبدية من الحروب والغارات التي قاربت أن تبيدهم. لم يبق منهم إلا نحو مليون واحد موزعين إلى قبائل عديدة منها قبائل جبال أندة والكيشواس والاَروكان والبامبا والباتاجونيين والجواراني وكلها في أمريكا الشمالية.
أما متوحشوا أمريكا الشمالية فقبائل الأستيك والشيروكوا والناتشيز والهورون والأوروكوا والسيو والأباش وغيرها.
(2) والجنس الأسود وهم من نسل الزنوج الأفريقيين الذين كان يجلبهم مستعمرو أمريكا من الأوروبيين من جهات غينا قبل إبطال الاسترقاق وهم بكثرة في الولايات المتحدة ومكسيكا وجزائر الأنتيل يعتبرهم البيض من الأقذار فلا يصاهرونهم ولا يصافونهم حتى اتفق في سنة 1910 أن غلب مصارع أسود مضارباً أبيض فحدثت بسبب تذمر البيض من هذا الأمر معارك سالت فيها دماء المارة في الطرقات.
(3) والجنس الأصفر وهم الأسكيمو وسكان جزيرة جرونلندة والإليوتيانيون والصينيون الذين نزحوا إلى أمريكا طلباً للعمل وأكثرهم يقيم في كاليفورنية وبيرو وجزائر الأنتيل.
(4) الجنس الأبيض وهو الجنس السائد على أمريكا لأنه مكون من المهاجرات الأوروبية وهم مع ذلك أكثر عدداً. يتألفون من الإنجليز والألمانيين والإرلنديين والفرنسيين (بالولايات المتحدة وكندا) والإسبانيين بمكسيكا وأمريكا الوسطى والجنوبية إلا البرازيل فإن جمهور أهلها من البرتغاليين.
تتكلم هذه الأمة المختلطة بلغات عديدة فأكثرها شيوعاً الإنجليزية ثم الألمانية. وأما مكسيكا وأمريكا الوسطى والجنوبية فاللغة المنتشرة هنالك هي الإسبانية.
واللغة الفرنسية كثيرة الشيوع في كندا الجنوبية وعلى شواطىء نهر مسيسيبي. واللغة الهولاندية تستعمل في جزائر الأنتيل.
أما لغات القبائل فبقدر عددها.
الأديان في أمريكا هذه الأمم الساكنة لأمريكا تختلف في العقائد كما تختلف في اللغات. فيسود المذهب البروتستانتي حيث يكثر الإنجليز والألمان والهولانديين في الولايات المتحدة وكندا وجزائر الأنتيل ويسود المذهب الكاثوليكي في أمريكا الجنوبية لغلبة الإسبانيين هنالك قبل قرون.
وأما القبائل فدينها وثني بحت كأمثالهم في كل جيل.
المدنية الأمريكية لقد بلغت أمريكا من المدنية الحديثة مبلغاً بزت به أوروبا ولا عجب فأهلوها مهاجرون وجلهم من أهل الحرف والصنائع والجرأة فلما اجتمعوا في صعيد واحد ووجدوا مجال العمل أمامهم واسعاً ظهرت مواهبهم بأجلى مظاهرها فأثروا وبلغوا بصنائعهم في ذلك الجو الخالي من المزاحمات مبلغها الأقصى من الإتقان والإحكام فليس الاَن في أوروبا صناعة ولا مهنة إلا وفي أمريكا أمثالها بأحسن أسلوب وأتقن نظام.
زد على ذلك أن أكثر سراة الأمريكيين عصاميين وارتفعوا لقمة الثروة من حضيض الفاقة فمن الذين يملك الواحد منهم مائة مليون جنيه من كان لا يملك شروى نقير وإنما أوصلته إلى هذه المكانة نفسه العصامية، وهمته العلية، فلا جرم أمثال هؤلاء يكونون أعطف على العامة ممن نشأوا في الترف، ودرجوا من حجور النعيم. لذلك تراهم يبذلون الملايين لنشر العلم وتأسيس الجامعات، وإقامة المكتبات، وإنشاء الملاجىء. فكارنجي أحد أغنيائهم بلغ ما بذله للعلم نحو العشرين مليون جنيه وروكفلر من الذين يملكون أكثر من خمسين مليوناً من الجنيهات وقفها كلها لوجوه الخير وجعل لها ديوان خاصاً. وقس عليهما سواهما فلم لا ترتقي أمريكا بخطوات واسعة ولم لا ينبغ فيها كبار الأفئدة كبار العقول.
اكتشاف أمريكا باتت أمريكا مجهولة إلى سنة (1492) م ولا عبرة بما يقال من أن بعض الدانيماركيين اكتشفوا في القرن العاشر جزأ منها. وهذا القول يحتمل الصدق والكذب ولو فرضناه صحيحاً لما أثر ذلك بشيء على سمعة مكتشفها العظيم كريستوف كولومب الإيطالي.
نشأ كريستوف محباً للملاحة مغرماً بفنونها فخطر له يوماً أن الأرض مادامت كروية فلا بد من وجود نصف اَخر لها وهو غير الشامل للقارات القديمة. ورأى أنه لو اتجه غرب أوروبا فلا بد أن يصل إلى بلاد الهند من تلك الوجهة.
شغله هذا الخاطر زمناً حتى اختمر في عقله فكاشف به ملوك أوروبا وطلب أن يهبوه من السفن والذخيرة ما يحقق لهم هذا الاكتشاف الجليل فلم يأبه به أحد منهم وهزأ به جغرافيو عصره وعدوه من المتهوسين. فلم يثن ذلك من عزم كريستوف فذهب إلى إسبانيا وعرض الأمر على ملكتها إيزابيلا فقبلت أن تمده بالسفن والمال وحققت وعدها فجهزت له ثلاث سفن فأقلع بها من إسبانيا في وسط المحيط ومازال سائراً أياماً لقى فيها من امتعاض رجاله وتبرمهم ما لا يحتمله إلا كل كبيرة الفؤاد حتى إنهم ائتمروا به ليقتلوه ويتخلصوا من التطوح الذي يطوحهم إليه.
بعد ثلاثين يوماً من قيامه من إسبانيا صادف أول جزيرة من جزر أمريكا وهي جواناهاني وهي إحدى جزر أرخبيل لوكايس. ثم اكتشف جزيرة كوبا وجزيرة هايتي فأطلق على هذه الأراضي إسم الهند الغربية توهماً منه أنها من القارة الأسيوية ثم عاد إلى إسبانيا فلقبه ملكها فرديناند بوالي الهند.
ثم رجع إلى أمريكا ثانية فاكتشف جزائر أنتيل الصغيرة. ثم عاد إليها ثالثة ورابعة فاكتشف فنزويلا وأمريكا الوسطى فاستفادت إسبانيا من هذه الفتوحات ملكاً شاسع الأطراف يزيد عن ملكها في أوروبا أضعافاً مضاعفة. أما هو فما جنى من وراء كوه هذا إلا الاضطهاد والحبس ثم مات سنة (1506) م أنظر: كريستوف.
كان مع كريستوف كولومب بحري اسمه أمريك فسبوس عاد وحده إلى أمريكا سنة (1499) م فاكتشف شواطىء جويانه ومصبات نهر الأمازون وكتب رحلته في شكل قصة جذابة فاشتهر اسمه فسميت أمريكا باسمه.
ثم قصد أمريكا كابرال البرتغالي فاكتشف شواطىء البرازيل سنة (1500) م فسماها أرض الصليب المقدس.
وقصدها بعده سنة (1516) م أمادبس دوساليس فوصل إلى لا بلاتا.
وفي سنة (1520) م طاف ماجلان القارة من جنوبها مارا بالبوغاز المسمى باسمه إلى الاَن.
وفي سنة (1513) م اخترق بالبووابزرخ بناما واكتشف شيلي ولا بلاتا.
إلى هنا كانت أمريكا كلها معروفة إجمالاً بغير تفصيل فتوالت بعد ذلك الرحلة من كل أمة أشهرهم جاك كارتييه ودانيس وهودسون وبفان وكافلييه دولاسال وما كنزى وفانكوفير.
ثم تلاهم رجال القرن التاسع عشر فطافوا البلاد في جميع وجهاتها واستدعوا أممهم لامتلاكها وكانت إسبانيا أفوز الأمم سهماً فاستولت على جميع جزائر الأنتيل وأمريكا الوسطى ومكسيكا وكاليفورنية وفلوريدا وكل أمريكا الجنوبية ما عدا البرازيل وجزء من جويانه حيث احتلتهما البرتغال.
وأخذ الفرنسيون بعض جزر الأنتيل وكندا وسموها فرنسا الجديدة وحوض مسيسيبي وجزء من جويانه.
واستولى الإنجليز على جزيرة جاماييكا وجزء من الولايات المتحدة سموها إنجلترا الجديدة ثم طمحوا إلى ما بيد الفرنسيين فقاتلوهم في كندا قتالاً عنيفاً انتهى بأخذها من يدهم وأخذ أقاليم بحر هودسون وحوض نهر مسيسيبي وجزيرة الأرض الجديدة.
في أواخر القرن الثامن عشر ثارت أمريكا المحكومة بالإنجليز عليهم ونادت بطلب الاستقلال وساعدتها فرنسا انتقاماً من إنجلترة فتم لها ما أرادت وتأسست هنالك جمهورية باسم الممالك المتحدة الأمريكية وكان ذلك في سنة (1776) م.
ثم فقدت فرنسا جزيرة سان دومنيك فإن زنوجها ثاروا عليها وطلبوا استقلالهم ونالوه بقوة اتحادهم وشدة استبسالهم في الدفاع عن وطنهم وأقاموا لهم حكومة جمهورية.
أما مكسيكا وأمريكا الوسطى وكولومبيا وبيورو وشيلي الخ مما كان تحت سيادة إسبانيا فقد هب أهلها للثورة سنة (1810) م عندما احتل الفرنسيون إسبانيا في عهد نابليون الأول ولم تأت سنة (1820) م حتى لم يبق لها في تلك الأصقاع إلا جزيرتا كوبا وبورتوريكو.
وفي سنة (1898) م ثارت ثورة في كوبة طلباً للاستقلال فساعدتهم الولايات المتحدة وحطمت أسطول إسبانيا في مياه أمريكا وتألفت فيها حكومة جمهورية.
أما البرازيل فقد كان لجأ إليها ملوك البرتغال هرباً من الفرنسيين سنة (1807) م فلما زال الخطر عن بلادهم عاد هؤلاء الملوك إلى بلادهم فاستقلت البرازيل عن البرتغال وكان ذلك سنة (1821) م وتألفت فيها حكومة ملوكية ولكن مع حفظ حق الملك فيها للعائلة البرتغالية. وفي سنة (1889) م حدثت هنالك ثورة فتكونت فيها جمهورية بدل الملوكية.
أما كندا فهي أشبه بالحكومات المستقلة فإن فيها حكومة ذاتية وقد انقسمت إلى ولايات منفصلة عن بعضها وليس لإنجلترا فيها إلا سلطة إسمية.
فلم يبق في حوزة الأوروبيين في أمريكا إلا جزائر الأنتيل الصغيرة وبعض الأنتيل الكبيرة وجزر أخرى صغيرة ليست بذات أهمية.
وما حدا بالأمريكيين إلى الاستبسال في طرد الأوروبيين عن بلادهم إلا ما شاهدوه من عسف حكوماتهم في القرن التاسع عشر وما قبله فقد بادت من أمريكا أمم بأسرها تحت الاستعمار الأوروبي وفي ذلك أكبر زاجر لإخوانهم الذين أفلتوا من التلاشي عن الخضوع لتلك السلطات الجائرة فما زالوا يتربصون الفرص حتى لاحت لهم فلم ينوا في انتهازها فبلغوا ما أرادوا.
ممالك أمريكا في السابق
أمريكا هي أربعة أقسام الدنيا وقد سماها بعضهم بالدنيا الجديدة لقرب عهد اكتشافها. وهي قسمان كبيران أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية يتصلان ببعضهما ببرزخ بناما المشهور.
حدود أمريكا أمريكا مفصولة عن القارات الأربع ويحدها من الشمال المحيط المتجمد الشمالي ومن الجنوب المحيط المتجمد الجنوبي ومن الشرق المحيط الأطلانتيكي ومن الغرب المحيط الهادي.
طول القارة الأمريكية من رأس البرنس دوغال إلى رأس فوروارد (16) ألف كيلومتراً وعرضها من رأس البرنس دوغال إلى رأس شارل 5800 كيلو متر ومن سان فرنسيسكو إلى نيويورك 4 اَلاف كيلومتراً ومن رأس بارينا إلى رأس برانكو 5200 كيلومتراً.
بحار أمريكا يتكون من المحيط المتجمد الشمالي البحر القطبي بشمال كندا وبحر بفان بغرب جرونلنده. ومن المحيط الأطلانتيقي بحر هودسون بشمال كندا وبحر أو خليج مكسيكا بين مكسيكا والولايات المتحدة. وبحر أنتيل بين جزائر أنتيل وأمريكا الوسطى والجنوبية. ومن المحيط الهادي بحر بهرنغ بين ألاسكا واَسيا وبحر أو خليج كاليفورنيا.
خلجان أمريكا على المحيط الأطلانتيقي: خليج جمس وخليج سان لوران وخليج فوندي وخليج دلاوروسيزابيك وخليج كمبيس ومكسيكا وخليج هوندوراس وموسكيتوس وداريان وماراكيبو ومصب نهر الأمازون ومصب نهر لابلاتا وخليج سان ماتياس وسان جورج.
وعلى المحيط الهادي: خليج جوياكيل وخليج بناما وخليج كاليفورنيا.
بوغازات أمريكا أشهرها بوغاز بهرنغ وبوغاز ماك كلور وبوغاز فوكس وبوغاز هودسن وبوغاز دافي وبوغاز اسميث وبوغاز كندي وبوغاز بيل ايل وبوغاز فلوريده وبوغاز يوقاتان وبوغاز ماجلان وبوغاز لومير.
جزائر أمريكا في المحيط المتجمد الشمالي: جزيرة إيلندة وقد اعتبرها بعضهم من جزر أوروبا وجزيرة جرونلندة. وجزائر كثيرة في البحر القطبي أشهرها جزيرة البرنس ألبرت وجزيرة فيكتوريا وجزيرة بفان وكلها ثلجية شديدة البرودة.
وفي الميحط الأطلانتيكي: جزيرة الأرض الجديدة وجزائر رأس بريتون وجزائر البرنس إدوارد وجزائر برمود وجزائر الأنتيل وهي ثلاثة أقسام: (أولها) جزائر بهما أو نوكايس (ثانيها) جزائر أنتيل الكبيرة وأشهرها جزائر كوبا وبورتوريكو وجاماييك وهايتي (ثالثها) جزائر أنتيل الصغيرة التي منها جزائر الريح تابعة لدول مختلفة. وجزائر ماراجو وجزائر فلكند أو ملوين وجزيرة الحكومات وجزائر أرض النار ورأس هورن (لابلاتا وشيلي) وجزائر جالاباجوس (لحكومة خط الاستواء) وجزائر فانكوفر والملكة شارلوت ستكا وجزيرة كودياك وجزائر الأليوتيان.
أشباه جزائر أمريكا أشهرها شبه جزيرة بوتيا وشبه جزيرة وشبه جزيرة بلفيل وهما بالأراضي القطبية وشبه جزيرة بلفيل وهما بالأراضي القطبية وشبه جزيرة لابرادور وشبه جزيرة إيكوسيه الجديدة وفلوريدا ويوكاتان وكاليفورنية وألاسكا.
برازخ أمريكا برزخ بناما وعرضه 65 كيلو متر وبرزخ تيوانتبيك هذان البرزخان موصلان أمريكا الجنوبية بأمريكا الشمالية.
رؤوس أمريكا أشهرها رأس بارو ورأس بوتيا فيلكس في شمال كندا ورأس فرول بجزيرة جرونلنده ورأس شارل في لابرادور ورأس رأس في جزيرة الأرض الجديدة ورأس هتراس ورأس الرمل بشرق وجنوب الولايات المتحدة ورأس كاتوس في يوقاتان ورأس جالينا في كولومبيا ورأس سان روك ورأس برانكو في البرازيل ورأس فريو في ريو دو جانيرو ورأس فوروارد في باتاجونيا ورأس هورن ورأس بارينا في بيرو ورأس مارياتو في جنوب بناما ورأس كورنتس في المكسيكا ورأس سان لوقا في كاليفورنية ورأس مندوسينو في الولايات المتحدة ورأس البرنس دوغال في ألاسكا.
جبال أمريكا تمتاز أمريكا بسلسلة جبال في غربها هي أطول سلاسل جبال الأرض قاطبة وقد قسم الجغرافيون جبال أمريكا إلى ست مجاميع (أولها) مجموعة جبال أنتيل (وثانيتها) مجموعة كورديير الشمالية (وثالثتها) مجموعة جبال ألليحاني (رابعتها) مجموعة جبال أنده (خامستها) مجموعة جبال جويانه (سادستها) مجموعة جبال البرازيل وكل هذه المجاميع تفصلها عن بعضها سهول وأنهار عظيمة. من أعلى هذه الجبال ما يوجد في مجموعة أنده إذ يبلغ فيها بركان توليما بكولومبيا (5600) متر وتمتاز الجبال المارة بخط الاستواء بكثرة براكينها إذ يبلغ عددها عشرين بركاناً أشهرها بيشنشا وكوتوبا كسى وشمبرازو الذي يبلغ ارتفاعه (5600) متر.
وأعلى قمة في مجموعة أنده المذكورة بركان أكونكاجوا فيبلغ ارتفاعه (6840) متراً وهو أعلى جبل في أمريكا كلها.
بأمريكا نحو 110 بركاناً منها 20 بأمريكا الشمالية و50 بأمريكا الوسطى و50 بجزائر أنتيل.
هضبات أمريكا أشهرها هضبة كولومبيا وأوريجون وأوتاوه وارتفاعها يختلف بين 1000 و1500 متر وهضبة أناهواك ويبلغ ارتفاعها 1500 متر وهضبة مكسيكو وارتفاعها 2300 متر وهضبة كيتو وكوزكو 3000 متر وهضبة بحيرة تيتيكا 4000 متر وأوسع هذه الهضاب هضبة البريزبل.
سهول أمريكا يوجد بها خمسة سهول وهي إقليم البحيرات في وسط وشمال كندا. ثم سهول نهر مسيسيبي في وسط الولايات المتحدة. ثم سهول نهر الأورينوك وهي كثيرة الرمال تخضرها الأمطار في الشتاء. ثم سهول نهر الأمازون وهي أوسع وأخصب سهول الأرض وهي كثيرة الغابات والنباتات. ثم سهول لابلاتا وباتاجونيا.
هذا وفي أمريكا منخفضات ينخفض بعضها عن سطح البحر بنحو 70 متراً.
أنهار أمريكا بأمريكا أنهار كثيرة ثرارة تخصب ودياناً متسعة ونحن نسردها على الترتيب فنقول:
الأنهار التي تصب في المحيط المتجمد الشمالي أشهرها نهر ماكنزي طوله 3700 كيلو متر.
وأشهر الأنهار التي تصب في بحر هودسون أنهار شارشل ونلسون وسفرن والباني.
وأشهر الأنهار التي تصب في المحيط الأطلانتيكي هي نهر سان لوزان ونهر كونكنيكو ونهر هودسون ونهر دلاور ونهر سوسكهانا ونهر بوتوماك ونهر سافانا.
أشهر الأنهار التي تصب في خليج مكسيكا نهر الأباما ونهر مسيسيبي وطوله (4100) كيلو متر وهو يجري من الشمال إلى الجنوب في سهول مغطاة بغابات كثيفة ويصب في نهر منزوتا ثم وسكونس وبووا وإيلينو ومسوري وأهيو وطول المسوري وحده 4500 كيلو متر فإذا أضيف هذا القدر إلى طول المسيسيبي الأدنى لبلغ طوله (6500) متر.
وأشهر الأنهار التي تصب في المحيط الأطلانتيكي فهي نهر الأورينوك وأنهار استكيبو وكورنتين وسورينام ومارولي وأوبايوك والأمازون وتوكانتان وباراناهيبا وسان فرنسسكو ولابلاتا.
أهم هذه الأنهار كلها نهر الأمازون إذ يبلغ طوله 6000 كيلو متر وهو من أوسع أنهار الدنيا حوضاً.
أشهر الأنهار التي تصب في المحيط الهادي هي نهر ريو سانتياجو وأنهار كولورادو وسكرامانتو وأوريجون ونهر يوكون وطوله (3500) كيلو متر.
بحيرات أمريكا في أمريكا عدد كبير من البحيرات منها بحيرات الدب الأكبر والعبيد وأتاباسكا وكلها في شمال أمريكا. وبحيرة ونيبيج ومانيتوبا والبحيرات العليا ومشيجان وهورن وأيرييه وأونتاريو في كندا.
والبحيرة المالحة في هضبة أوتاوا بالولايات المتحدة وبحيرة تانيكاراجوا وماناجوا بأمريكا الوسطى.
جو أمريكا أمريكا ممتدة من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي فلا غرو إن وجدت فيها جميع الطقوس وقد قسمها الجغرافيون من حيث الجوالي أقاليم جليدية وباردة ومعتدلة وحارة.
فالإقليم الجليدي يشمل شمالها المتصل بالقطب وهو مغطى بالثلوج طول السنة ولا يوجد به من السكان إلا على بعض شواطىء جورنلاندة.
أما الأقاليم الباردة فهي في شمالها ولكن دون الأراضي الجليدية وهي قليلة السكان.
أما الأقاليم المعتدلة فهي التي تلي المتقدمة وهي اَهلة بالسكان عامرة بالمدنية.
أما الأقاليم الحارة فهي ما اقترب من خط الاستواء وساكنوها سود الوجوه كزنوج أفريقيا سواء بسواء.
أمريكا الاقتصادية أمريكا من أغنى قارات الأرض فيوجد فيه من المعادن الذهب في كاليفورنية والفضة في الولايات المتحدة ومكسيكا والحديد والرصاص والفحم وزيت البترول في الولايات المتحدة وكندا.
أما أشهر نباتاتها فالغلال في الولايات المتحدة والقطن بها أيضاً والكروم في كاليفورنية والفانيليا والكاكاو وخشب البقم في مكسيكا وأمريكا الوسطى. والتبغ وشجر الكابلي والبن وقصب السكر في جزائر أنتيل.
هذا كله عدا أشجار الغابات ذات الثمار والأخشاب المختلفة.
أما حيواناتها فالحيتان الكبيرة التي تؤخذ عظامها لتقليد العاج وكلب البحر والدب الأبيض والنسر والثور الوحشي ذو السنام واسمه عندهم البيزون ونوع غريب من الخراف الوحشية وأنواع من الاَيل وأنواع من الظباء والخنازير والثعابين.
الصناعة في أمريكا أمريكا غنية بالمواد الأولية من الحديد والفحم وغيرهما فلا عجب إن صارت من أكثر قارات العالم نشاط في الصناعة.
أما تجارتها فمن أوسع تجارات العالم في درجة تناسب صناعاتها وزراعتها العظيمة وسيرد تفصيل هذا عند ذكر دولها.
أما طرقها التجارية فمن أنظم طرق العالم ففيها من السكك الحديدية ما يبلغ طوله أضعاف ما هو موجود في أوروبا واَسيا وطرق الملاحة في الأنهر في غاية النظام. وفيه طرق للقوافل فتنقل منها البضائع في مركبات تجرها الخيول والثيران.
سكان أمريكا أمريكا قارة تكونت بالمهاجرات فهي دائمة النمو بنسبة لا توجد لغيرها ويقدر الاَن عدد أهلها بنحو 582 مليوناً من النفوس في أمريكا الشمالية نحو 280 مليون وفي الجنوبية نحو 302 مليوناً.
وهؤلاء السكان من أجناس أربعة وهي:
(1) الجنس الأحمر وهم سكان أمريكا الأصليين لا يزالون رغماً عن احتكاكهم بالتمدن الأوروبي في حالة الوحشية لا شغل لهم إلا ما يشتغل القبائل المتبدية من الحروب والغارات التي قاربت أن تبيدهم. لم يبق منهم إلا نحو مليون واحد موزعين إلى قبائل عديدة منها قبائل جبال أندة والكيشواس والاَروكان والبامبا والباتاجونيين والجواراني وكلها في أمريكا الشمالية.
أما متوحشوا أمريكا الشمالية فقبائل الأستيك والشيروكوا والناتشيز والهورون والأوروكوا والسيو والأباش وغيرها.
(2) والجنس الأسود وهم من نسل الزنوج الأفريقيين الذين كان يجلبهم مستعمرو أمريكا من الأوروبيين من جهات غينا قبل إبطال الاسترقاق وهم بكثرة في الولايات المتحدة ومكسيكا وجزائر الأنتيل يعتبرهم البيض من الأقذار فلا يصاهرونهم ولا يصافونهم حتى اتفق في سنة 1910 أن غلب مصارع أسود مضارباً أبيض فحدثت بسبب تذمر البيض من هذا الأمر معارك سالت فيها دماء المارة في الطرقات.
(3) والجنس الأصفر وهم الأسكيمو وسكان جزيرة جرونلندة والإليوتيانيون والصينيون الذين نزحوا إلى أمريكا طلباً للعمل وأكثرهم يقيم في كاليفورنية وبيرو وجزائر الأنتيل.
(4) الجنس الأبيض وهو الجنس السائد على أمريكا لأنه مكون من المهاجرات الأوروبية وهم مع ذلك أكثر عدداً. يتألفون من الإنجليز والألمانيين والإرلنديين والفرنسيين (بالولايات المتحدة وكندا) والإسبانيين بمكسيكا وأمريكا الوسطى والجنوبية إلا البرازيل فإن جمهور أهلها من البرتغاليين.
تتكلم هذه الأمة المختلطة بلغات عديدة فأكثرها شيوعاً الإنجليزية ثم الألمانية. وأما مكسيكا وأمريكا الوسطى والجنوبية فاللغة المنتشرة هنالك هي الإسبانية.
واللغة الفرنسية كثيرة الشيوع في كندا الجنوبية وعلى شواطىء نهر مسيسيبي. واللغة الهولاندية تستعمل في جزائر الأنتيل.
أما لغات القبائل فبقدر عددها.
الأديان في أمريكا هذه الأمم الساكنة لأمريكا تختلف في العقائد كما تختلف في اللغات. فيسود المذهب البروتستانتي حيث يكثر الإنجليز والألمان والهولانديين في الولايات المتحدة وكندا وجزائر الأنتيل ويسود المذهب الكاثوليكي في أمريكا الجنوبية لغلبة الإسبانيين هنالك قبل قرون.
وأما القبائل فدينها وثني بحت كأمثالهم في كل جيل.
المدنية الأمريكية لقد بلغت أمريكا من المدنية الحديثة مبلغاً بزت به أوروبا ولا عجب فأهلوها مهاجرون وجلهم من أهل الحرف والصنائع والجرأة فلما اجتمعوا في صعيد واحد ووجدوا مجال العمل أمامهم واسعاً ظهرت مواهبهم بأجلى مظاهرها فأثروا وبلغوا بصنائعهم في ذلك الجو الخالي من المزاحمات مبلغها الأقصى من الإتقان والإحكام فليس الاَن في أوروبا صناعة ولا مهنة إلا وفي أمريكا أمثالها بأحسن أسلوب وأتقن نظام.
زد على ذلك أن أكثر سراة الأمريكيين عصاميين وارتفعوا لقمة الثروة من حضيض الفاقة فمن الذين يملك الواحد منهم مائة مليون جنيه من كان لا يملك شروى نقير وإنما أوصلته إلى هذه المكانة نفسه العصامية، وهمته العلية، فلا جرم أمثال هؤلاء يكونون أعطف على العامة ممن نشأوا في الترف، ودرجوا من حجور النعيم. لذلك تراهم يبذلون الملايين لنشر العلم وتأسيس الجامعات، وإقامة المكتبات، وإنشاء الملاجىء. فكارنجي أحد أغنيائهم بلغ ما بذله للعلم نحو العشرين مليون جنيه وروكفلر من الذين يملكون أكثر من خمسين مليوناً من الجنيهات وقفها كلها لوجوه الخير وجعل لها ديوان خاصاً. وقس عليهما سواهما فلم لا ترتقي أمريكا بخطوات واسعة ولم لا ينبغ فيها كبار الأفئدة كبار العقول.
اكتشاف أمريكا باتت أمريكا مجهولة إلى سنة (1492) م ولا عبرة بما يقال من أن بعض الدانيماركيين اكتشفوا في القرن العاشر جزأ منها. وهذا القول يحتمل الصدق والكذب ولو فرضناه صحيحاً لما أثر ذلك بشيء على سمعة مكتشفها العظيم كريستوف كولومب الإيطالي.
نشأ كريستوف محباً للملاحة مغرماً بفنونها فخطر له يوماً أن الأرض مادامت كروية فلا بد من وجود نصف اَخر لها وهو غير الشامل للقارات القديمة. ورأى أنه لو اتجه غرب أوروبا فلا بد أن يصل إلى بلاد الهند من تلك الوجهة.
شغله هذا الخاطر زمناً حتى اختمر في عقله فكاشف به ملوك أوروبا وطلب أن يهبوه من السفن والذخيرة ما يحقق لهم هذا الاكتشاف الجليل فلم يأبه به أحد منهم وهزأ به جغرافيو عصره وعدوه من المتهوسين. فلم يثن ذلك من عزم كريستوف فذهب إلى إسبانيا وعرض الأمر على ملكتها إيزابيلا فقبلت أن تمده بالسفن والمال وحققت وعدها فجهزت له ثلاث سفن فأقلع بها من إسبانيا في وسط المحيط ومازال سائراً أياماً لقى فيها من امتعاض رجاله وتبرمهم ما لا يحتمله إلا كل كبيرة الفؤاد حتى إنهم ائتمروا به ليقتلوه ويتخلصوا من التطوح الذي يطوحهم إليه.
بعد ثلاثين يوماً من قيامه من إسبانيا صادف أول جزيرة من جزر أمريكا وهي جواناهاني وهي إحدى جزر أرخبيل لوكايس. ثم اكتشف جزيرة كوبا وجزيرة هايتي فأطلق على هذه الأراضي إسم الهند الغربية توهماً منه أنها من القارة الأسيوية ثم عاد إلى إسبانيا فلقبه ملكها فرديناند بوالي الهند.
ثم رجع إلى أمريكا ثانية فاكتشف جزائر أنتيل الصغيرة. ثم عاد إليها ثالثة ورابعة فاكتشف فنزويلا وأمريكا الوسطى فاستفادت إسبانيا من هذه الفتوحات ملكاً شاسع الأطراف يزيد عن ملكها في أوروبا أضعافاً مضاعفة. أما هو فما جنى من وراء كوه هذا إلا الاضطهاد والحبس ثم مات سنة (1506) م أنظر: كريستوف.
كان مع كريستوف كولومب بحري اسمه أمريك فسبوس عاد وحده إلى أمريكا سنة (1499) م فاكتشف شواطىء جويانه ومصبات نهر الأمازون وكتب رحلته في شكل قصة جذابة فاشتهر اسمه فسميت أمريكا باسمه.
ثم قصد أمريكا كابرال البرتغالي فاكتشف شواطىء البرازيل سنة (1500) م فسماها أرض الصليب المقدس.
وقصدها بعده سنة (1516) م أمادبس دوساليس فوصل إلى لا بلاتا.
وفي سنة (1520) م طاف ماجلان القارة من جنوبها مارا بالبوغاز المسمى باسمه إلى الاَن.
وفي سنة (1513) م اخترق بالبووابزرخ بناما واكتشف شيلي ولا بلاتا.
إلى هنا كانت أمريكا كلها معروفة إجمالاً بغير تفصيل فتوالت بعد ذلك الرحلة من كل أمة أشهرهم جاك كارتييه ودانيس وهودسون وبفان وكافلييه دولاسال وما كنزى وفانكوفير.
ثم تلاهم رجال القرن التاسع عشر فطافوا البلاد في جميع وجهاتها واستدعوا أممهم لامتلاكها وكانت إسبانيا أفوز الأمم سهماً فاستولت على جميع جزائر الأنتيل وأمريكا الوسطى ومكسيكا وكاليفورنية وفلوريدا وكل أمريكا الجنوبية ما عدا البرازيل وجزء من جويانه حيث احتلتهما البرتغال.
وأخذ الفرنسيون بعض جزر الأنتيل وكندا وسموها فرنسا الجديدة وحوض مسيسيبي وجزء من جويانه.
واستولى الإنجليز على جزيرة جاماييكا وجزء من الولايات المتحدة سموها إنجلترا الجديدة ثم طمحوا إلى ما بيد الفرنسيين فقاتلوهم في كندا قتالاً عنيفاً انتهى بأخذها من يدهم وأخذ أقاليم بحر هودسون وحوض نهر مسيسيبي وجزيرة الأرض الجديدة.
في أواخر القرن الثامن عشر ثارت أمريكا المحكومة بالإنجليز عليهم ونادت بطلب الاستقلال وساعدتها فرنسا انتقاماً من إنجلترة فتم لها ما أرادت وتأسست هنالك جمهورية باسم الممالك المتحدة الأمريكية وكان ذلك في سنة (1776) م.
ثم فقدت فرنسا جزيرة سان دومنيك فإن زنوجها ثاروا عليها وطلبوا استقلالهم ونالوه بقوة اتحادهم وشدة استبسالهم في الدفاع عن وطنهم وأقاموا لهم حكومة جمهورية.
أما مكسيكا وأمريكا الوسطى وكولومبيا وبيورو وشيلي الخ مما كان تحت سيادة إسبانيا فقد هب أهلها للثورة سنة (1810) م عندما احتل الفرنسيون إسبانيا في عهد نابليون الأول ولم تأت سنة (1820) م حتى لم يبق لها في تلك الأصقاع إلا جزيرتا كوبا وبورتوريكو.
وفي سنة (1898) م ثارت ثورة في كوبة طلباً للاستقلال فساعدتهم الولايات المتحدة وحطمت أسطول إسبانيا في مياه أمريكا وتألفت فيها حكومة جمهورية.
أما البرازيل فقد كان لجأ إليها ملوك البرتغال هرباً من الفرنسيين سنة (1807) م فلما زال الخطر عن بلادهم عاد هؤلاء الملوك إلى بلادهم فاستقلت البرازيل عن البرتغال وكان ذلك سنة (1821) م وتألفت فيها حكومة ملوكية ولكن مع حفظ حق الملك فيها للعائلة البرتغالية. وفي سنة (1889) م حدثت هنالك ثورة فتكونت فيها جمهورية بدل الملوكية.
أما كندا فهي أشبه بالحكومات المستقلة فإن فيها حكومة ذاتية وقد انقسمت إلى ولايات منفصلة عن بعضها وليس لإنجلترا فيها إلا سلطة إسمية.
فلم يبق في حوزة الأوروبيين في أمريكا إلا جزائر الأنتيل الصغيرة وبعض الأنتيل الكبيرة وجزر أخرى صغيرة ليست بذات أهمية.
وما حدا بالأمريكيين إلى الاستبسال في طرد الأوروبيين عن بلادهم إلا ما شاهدوه من عسف حكوماتهم في القرن التاسع عشر وما قبله فقد بادت من أمريكا أمم بأسرها تحت الاستعمار الأوروبي وفي ذلك أكبر زاجر لإخوانهم الذين أفلتوا من التلاشي عن الخضوع لتلك السلطات الجائرة فما زالوا يتربصون الفرص حتى لاحت لهم فلم ينوا في انتهازها فبلغوا ما أرادوا.
ممالك أمريكا في السابق