الثورة العربيه
مرسل: الأحد مايو 05, 2013 6:18 am
الربيع العربي الآخر
بقلم: توماس فريدمان
أليس من المثير للإهتمام أن تبدأ الصحوة العربية في تونس ببائع فاكهة تعرّض للمضايقة من قبل الشرطة لأنه لا يحمل ترخيصاً يجيز له بيع الأغذية – في نفس التوقيت بالضبط الذي سجّل فيه ارتفاع أسعار الأغذية رقماً قياسياً؟ وأن تبدأ في سوريا بفلاحين من قرية جنوبية اسمها درعا كانوا يطالبون بمنحهم حق بيع وشراء الأراضي القريبة من الحدود دونما حاجة للحصول على إذن رسمي من موظفي الأمن الفاسدين؟ وأن ما حرّكها في اليمن – الذي يعد البلد الأول في العالم الذي يتوقع نضوب الماء فيه – كان قائمة من الشكاوى بسبب الأداء الحكومي المتسم بالعجز وعدم الكفاءة، وأن تكون أبرز تلك الشكاوى هي قيام كبار المسؤولين بحفر آبار ماء في باحاتهم الخلفية في وقت يفترض أن الحكومة تحظر فيه مثل هذا التجاوز اللامشروع على الماء؟.
جميع هذه التوترات، المتعلقة بالأرض والماء والغذاء، تنبئنا بشيء، فهي تنم عن أن القوى الدافعة وراء الصحوة العربية لم تكن مقتصرة على الضغوط والتوترات السياسية والإقتصادية، بل أنها تشمل أيضاً، ولو على نحو قد لا يلحظه النظر، ضغوطاً وتوترات بيئية وسكّانية ومناخية. فإن نحن أبقينا تركيزنا محصوراً في الأولى فقط وأغفلنا الثانية فإننا لن نتمكن أبداً من المساعدة على إقرار الإستقرار في تلك المجتمعات.
خذ سوريا مثالاً. فقد كتب فرانسسكو فيميا وكيتلن ويريل في تقرير لهما إلى مركز المناخ والأمن في واشنطن يقولان: "عند أخذ حالة التململ الإجتماعي الجارية حالياً في سوريا وفق المفهوم المنطقي المباشر تبدو كأنها ردّة فعل انعكاسية بوجه نظام وحشي قاس أصم منغلق عن الإحساس بجماهيره، ولكن هذه ليست هي القصة بكاملها.
فقد شهدت السنوات القليلة الماضية عدداً من التغيّرات الإجتماعية والإقتصادية والبيئية والمناخية المهمّة التي أدّت إلى تهرؤ العقد الإجتماعي ما بين المواطن والحكومة. وإذا ما صدقت نيّة المجتمع الدولي وصناع السياسة المستقبليين في سوريا على التصدي للعوامل المحرّكة ومعالجتها في البلد، تحتّم عليهم استطلاع أمر هذه التغيّرات وإمعان النظر فيها بشكل معمّق."
فخلال الفترة بين عامي 2006 و2011، كما يشير كاتبا التقرير، عانت أكثر من 60 بالمئة من الأراضي السوريّة أسوأ ظروف جفاف وأقسى حالات فشل للمحاصيل الزراعية في تاريخ سوريا. ويمضي التقرير موضحاً: "وفقاً لدراسة أجريت على السوريين الأشد تـأثراً بسبب اعتمادهم بشكل كلّي على الزراعة، وخصوصاً في محافظة الحسكة الواقعة في الشمال الشرقي (وفي المناطق الجنوبية أيضاً)، وجد أن 75 بالمئة قد عانوا من فشل تام في المحصول. كذلك خسر مربّو الحيوانات في المناطق الشمالية نحو 85 بالمئة من قطعانهم.
وقد شمل هذا الوضع 1,3 مليون شخص." وتفيد تقارير الأمم المتحدة أن أرزاق 800 ألف سوري قد محقت بسبب حالات الجفاف والقحط المذكورة وأجبر كثير من هؤلاء على الإنتقال إلى المدن للبحث عن عمل، الأمر الذي ألقى بأعباء جديدة على كاهل حكومة تشكو العجز أصلاً.
ويمضي فرانسسكو فيميا في سوق حجته قائلاً: "إذا ما ثبتت هذه التغيّرات المناخية القاسية على نفس مسارها فإن أوضاع الجفاف في مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سوف تبقى تتردى بشكل متصاعد، وعندئذ سننتهي برؤية دورات متعاقبة من انعدام الإستقرار قد تتحول في المستقبل إلى دافع لحدوث ردود فعل سلطوية. والولايات المتحدة أمامها بضع سبل تستطيع من خلالها أن تقف موقف الصواب تاريخياً من العالم العربي. السبيل الأول هو إسداء الدعم للحركات الديمقراطيّة بكل حماس وفعّالية ونشاط. أما السبيل الثاني فهو الإستثمار في إنشاء البنى التحتية القادرة على التكيّف مع المناخ إلى جانب تحسين أساليب الإدارة المائية، من أجل جعل هذه البلدان أكثر تحملاً ومقاومة في زمن التغيّرات المناخية المعرقِلة.
يفيد تحليل أجرته الإدارة الأميركية الوطنية للمحيطات والأجواء ونشر في شهر تشرين الأول الماضي أن حالات الجفاف خلال موسم الشتاء في منطقة الشرق الأوسط (وهي الفترة التي تحصل فيها المنطقة اعتيادياً على معظم كميات المطر التي تعوض بها ما فقدته من مياه في طبقاتها الجوفية) آخذة في الإزدياد، وأن التغيرات المناخية التي أنتجتها يد الإنسان مسؤولة عن ذلك إلى حد ما.
يقول مارتن هويرلنغ، من الإدارة الأميركية الوطنية للمحيطات والأجواء، أن حجم حالات الجفاف التي وقعت وتكرار حدوثها أعظم بكثير من أن تعزى إلى التغيّرات الطبيعية وحدها، وهذه أنباء غير مفرحة لأنها تتضمن إشارة بأن التغيّرات الطبيعية لوحدها لا يتوقع لها أن تعيد مناخ المنطقة إلى الوضع الإعتيادي."
يصدق هذا الكلام خصوصاً إذا ما تأملنا الضغوط الأخرى.
فقد كتب نفيز مصدّق أحمد، المدير التنفيذي لمعهد بحوث وتطوير السياسات، في صحيفة النجم البيروتية يشير إلى أن 12 من أصل 15 بلد في العالم، التي تعتبر الأشد معاناة من شحّة المياه (وهي الجزائر وليبيا وتونس والأردن وقطر والعربية السعودية واليمن وعمان والإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين وإسرائيل وفلسطين) واقعة في منطقة الشرق الأوسط. وأن هذه ا لبلدان، بعد ثلاثة عقود من النمو السكاني الإنفجاري، غدت مؤهلة للتردي في ورطتها أسوأ فأسوأ.
ورغم أن معدلات الولادات قد أخذت بالإنخفاض فإن ثلث التعداد الكلي للسكان يقع ضمن أعمار ما دون 15 سنة، وهناك أعداد كبيرة من النساء الشابات قد بلغن سن الإنجاب أو على وشك بلوغه." ويضيف أن دراسة أجرتها وزارة الدفاع البريطانية تتوقع أن يزداد تعداد السكان في منطقة الشرق الأوسط بنسبة 132 بالمئة بحلول عام 2030، وأن هذا سوف يولّد تضخّماً لا سابق له في أعداد الشبّان.
زيادة في أعداد الأفواه تتطلب مزيداً من الطعام، وفي الجانب المقابل شحّة لا سابق لها في كميات الماء. يذكّرنا لستر براون، رئيس معهد سياسة الأرض ومؤلف كتاب "الأرض على الحافة" أن السعوديين أقدموا قبل 20 سنة على استخدام تكنولوجيا التنقيب عن النفط للنفوذ إلى طبقة مائية تقع عميقاً تحت رمال الصحراء من أجل توفير مياه الري لقمحهم وتحقيق الإكتفاء الذاتي.
ولكن معظم هذا الماء قد نضب الآن ومعه انتهى إنتاج القمح السعودي، لذا لجأ السعوديون إلى لإستثمار في الأراضي الزراعية في اثيوبيا والسودان، ولكن هذا معناه سحب مزيد من مياه الري من مصر التي تتعرض منطقة دلتا النيل لديها، وهي منطقة الزراعة الأغنى في مصر، لصعود مستويات ماء البحر وغزو المياه المالحة.
يقول براون: "لو سألتني ما هي التهديدات الحقيقية لأمننا اليوم لأجبت أن التغيّر المناخي والنمو السكاني وشحّة المياه وارتفاع أسعار الغذاء وعدد أنظمة الحكم الفاشلة في العالم تأتي على رأس القائمة. وإذ تتسع القائمة وتزداد طولاً يحق لنا أن نتساءل كم يجب أن يبلغ عدد أنظمة الحكم الفاشلة قبل أن تبدأ الحضارة على الأرض بالإنحلال، ومعها ينحل كل شيء ؟"
نأمل أن لا نبلغ هذه النقطة، ولكن علينا رغم هذا أن نتذكّر مقولة تنسب إلى ليون تروتسكي مفادها: "إن تكن غير معني بالحرب فإن الحرب معنيّة بك." وعلى غرار هذا، إن لم تكن أنت معنياً بالتغيّرات المناخية فإن التغيّرات المناخية معنيّة بك.
أعزّائي .. هذه ليست خدعة أو كذبة. علينا نحن والعرب معنا أن نستنبط، وبأقصى سرعة، سبلاً وأساليب للمساهمة في تخفيف وطأة التهديدات المناخية حيثما استطعنا، وأن نرفع من قدرتنا على الصمود والتحمّل إزاء تلك التي لا طاقة لنا بها. فبعد عشرين عاماً من يومنا قد يكون هذا الأمر هو كل ما يشغل أحاديثنا.
* عن صحيفة نيويورك تايمز
بقلم: توماس فريدمان
أليس من المثير للإهتمام أن تبدأ الصحوة العربية في تونس ببائع فاكهة تعرّض للمضايقة من قبل الشرطة لأنه لا يحمل ترخيصاً يجيز له بيع الأغذية – في نفس التوقيت بالضبط الذي سجّل فيه ارتفاع أسعار الأغذية رقماً قياسياً؟ وأن تبدأ في سوريا بفلاحين من قرية جنوبية اسمها درعا كانوا يطالبون بمنحهم حق بيع وشراء الأراضي القريبة من الحدود دونما حاجة للحصول على إذن رسمي من موظفي الأمن الفاسدين؟ وأن ما حرّكها في اليمن – الذي يعد البلد الأول في العالم الذي يتوقع نضوب الماء فيه – كان قائمة من الشكاوى بسبب الأداء الحكومي المتسم بالعجز وعدم الكفاءة، وأن تكون أبرز تلك الشكاوى هي قيام كبار المسؤولين بحفر آبار ماء في باحاتهم الخلفية في وقت يفترض أن الحكومة تحظر فيه مثل هذا التجاوز اللامشروع على الماء؟.
جميع هذه التوترات، المتعلقة بالأرض والماء والغذاء، تنبئنا بشيء، فهي تنم عن أن القوى الدافعة وراء الصحوة العربية لم تكن مقتصرة على الضغوط والتوترات السياسية والإقتصادية، بل أنها تشمل أيضاً، ولو على نحو قد لا يلحظه النظر، ضغوطاً وتوترات بيئية وسكّانية ومناخية. فإن نحن أبقينا تركيزنا محصوراً في الأولى فقط وأغفلنا الثانية فإننا لن نتمكن أبداً من المساعدة على إقرار الإستقرار في تلك المجتمعات.
خذ سوريا مثالاً. فقد كتب فرانسسكو فيميا وكيتلن ويريل في تقرير لهما إلى مركز المناخ والأمن في واشنطن يقولان: "عند أخذ حالة التململ الإجتماعي الجارية حالياً في سوريا وفق المفهوم المنطقي المباشر تبدو كأنها ردّة فعل انعكاسية بوجه نظام وحشي قاس أصم منغلق عن الإحساس بجماهيره، ولكن هذه ليست هي القصة بكاملها.
فقد شهدت السنوات القليلة الماضية عدداً من التغيّرات الإجتماعية والإقتصادية والبيئية والمناخية المهمّة التي أدّت إلى تهرؤ العقد الإجتماعي ما بين المواطن والحكومة. وإذا ما صدقت نيّة المجتمع الدولي وصناع السياسة المستقبليين في سوريا على التصدي للعوامل المحرّكة ومعالجتها في البلد، تحتّم عليهم استطلاع أمر هذه التغيّرات وإمعان النظر فيها بشكل معمّق."
فخلال الفترة بين عامي 2006 و2011، كما يشير كاتبا التقرير، عانت أكثر من 60 بالمئة من الأراضي السوريّة أسوأ ظروف جفاف وأقسى حالات فشل للمحاصيل الزراعية في تاريخ سوريا. ويمضي التقرير موضحاً: "وفقاً لدراسة أجريت على السوريين الأشد تـأثراً بسبب اعتمادهم بشكل كلّي على الزراعة، وخصوصاً في محافظة الحسكة الواقعة في الشمال الشرقي (وفي المناطق الجنوبية أيضاً)، وجد أن 75 بالمئة قد عانوا من فشل تام في المحصول. كذلك خسر مربّو الحيوانات في المناطق الشمالية نحو 85 بالمئة من قطعانهم.
وقد شمل هذا الوضع 1,3 مليون شخص." وتفيد تقارير الأمم المتحدة أن أرزاق 800 ألف سوري قد محقت بسبب حالات الجفاف والقحط المذكورة وأجبر كثير من هؤلاء على الإنتقال إلى المدن للبحث عن عمل، الأمر الذي ألقى بأعباء جديدة على كاهل حكومة تشكو العجز أصلاً.
ويمضي فرانسسكو فيميا في سوق حجته قائلاً: "إذا ما ثبتت هذه التغيّرات المناخية القاسية على نفس مسارها فإن أوضاع الجفاف في مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سوف تبقى تتردى بشكل متصاعد، وعندئذ سننتهي برؤية دورات متعاقبة من انعدام الإستقرار قد تتحول في المستقبل إلى دافع لحدوث ردود فعل سلطوية. والولايات المتحدة أمامها بضع سبل تستطيع من خلالها أن تقف موقف الصواب تاريخياً من العالم العربي. السبيل الأول هو إسداء الدعم للحركات الديمقراطيّة بكل حماس وفعّالية ونشاط. أما السبيل الثاني فهو الإستثمار في إنشاء البنى التحتية القادرة على التكيّف مع المناخ إلى جانب تحسين أساليب الإدارة المائية، من أجل جعل هذه البلدان أكثر تحملاً ومقاومة في زمن التغيّرات المناخية المعرقِلة.
يفيد تحليل أجرته الإدارة الأميركية الوطنية للمحيطات والأجواء ونشر في شهر تشرين الأول الماضي أن حالات الجفاف خلال موسم الشتاء في منطقة الشرق الأوسط (وهي الفترة التي تحصل فيها المنطقة اعتيادياً على معظم كميات المطر التي تعوض بها ما فقدته من مياه في طبقاتها الجوفية) آخذة في الإزدياد، وأن التغيرات المناخية التي أنتجتها يد الإنسان مسؤولة عن ذلك إلى حد ما.
يقول مارتن هويرلنغ، من الإدارة الأميركية الوطنية للمحيطات والأجواء، أن حجم حالات الجفاف التي وقعت وتكرار حدوثها أعظم بكثير من أن تعزى إلى التغيّرات الطبيعية وحدها، وهذه أنباء غير مفرحة لأنها تتضمن إشارة بأن التغيّرات الطبيعية لوحدها لا يتوقع لها أن تعيد مناخ المنطقة إلى الوضع الإعتيادي."
يصدق هذا الكلام خصوصاً إذا ما تأملنا الضغوط الأخرى.
فقد كتب نفيز مصدّق أحمد، المدير التنفيذي لمعهد بحوث وتطوير السياسات، في صحيفة النجم البيروتية يشير إلى أن 12 من أصل 15 بلد في العالم، التي تعتبر الأشد معاناة من شحّة المياه (وهي الجزائر وليبيا وتونس والأردن وقطر والعربية السعودية واليمن وعمان والإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين وإسرائيل وفلسطين) واقعة في منطقة الشرق الأوسط. وأن هذه ا لبلدان، بعد ثلاثة عقود من النمو السكاني الإنفجاري، غدت مؤهلة للتردي في ورطتها أسوأ فأسوأ.
ورغم أن معدلات الولادات قد أخذت بالإنخفاض فإن ثلث التعداد الكلي للسكان يقع ضمن أعمار ما دون 15 سنة، وهناك أعداد كبيرة من النساء الشابات قد بلغن سن الإنجاب أو على وشك بلوغه." ويضيف أن دراسة أجرتها وزارة الدفاع البريطانية تتوقع أن يزداد تعداد السكان في منطقة الشرق الأوسط بنسبة 132 بالمئة بحلول عام 2030، وأن هذا سوف يولّد تضخّماً لا سابق له في أعداد الشبّان.
زيادة في أعداد الأفواه تتطلب مزيداً من الطعام، وفي الجانب المقابل شحّة لا سابق لها في كميات الماء. يذكّرنا لستر براون، رئيس معهد سياسة الأرض ومؤلف كتاب "الأرض على الحافة" أن السعوديين أقدموا قبل 20 سنة على استخدام تكنولوجيا التنقيب عن النفط للنفوذ إلى طبقة مائية تقع عميقاً تحت رمال الصحراء من أجل توفير مياه الري لقمحهم وتحقيق الإكتفاء الذاتي.
ولكن معظم هذا الماء قد نضب الآن ومعه انتهى إنتاج القمح السعودي، لذا لجأ السعوديون إلى لإستثمار في الأراضي الزراعية في اثيوبيا والسودان، ولكن هذا معناه سحب مزيد من مياه الري من مصر التي تتعرض منطقة دلتا النيل لديها، وهي منطقة الزراعة الأغنى في مصر، لصعود مستويات ماء البحر وغزو المياه المالحة.
يقول براون: "لو سألتني ما هي التهديدات الحقيقية لأمننا اليوم لأجبت أن التغيّر المناخي والنمو السكاني وشحّة المياه وارتفاع أسعار الغذاء وعدد أنظمة الحكم الفاشلة في العالم تأتي على رأس القائمة. وإذ تتسع القائمة وتزداد طولاً يحق لنا أن نتساءل كم يجب أن يبلغ عدد أنظمة الحكم الفاشلة قبل أن تبدأ الحضارة على الأرض بالإنحلال، ومعها ينحل كل شيء ؟"
نأمل أن لا نبلغ هذه النقطة، ولكن علينا رغم هذا أن نتذكّر مقولة تنسب إلى ليون تروتسكي مفادها: "إن تكن غير معني بالحرب فإن الحرب معنيّة بك." وعلى غرار هذا، إن لم تكن أنت معنياً بالتغيّرات المناخية فإن التغيّرات المناخية معنيّة بك.
أعزّائي .. هذه ليست خدعة أو كذبة. علينا نحن والعرب معنا أن نستنبط، وبأقصى سرعة، سبلاً وأساليب للمساهمة في تخفيف وطأة التهديدات المناخية حيثما استطعنا، وأن نرفع من قدرتنا على الصمود والتحمّل إزاء تلك التي لا طاقة لنا بها. فبعد عشرين عاماً من يومنا قد يكون هذا الأمر هو كل ما يشغل أحاديثنا.
* عن صحيفة نيويورك تايمز