المشكلة الصومالية وسبل معالجتها
مرسل: الأحد مايو 05, 2013 7:43 am
لا شك أن أي حل للأزمة الصومالية يتوقف على عدة عوامل داخلية وإقليمية ودولية، ومستقبل آمنٌ للصوماليين رهنٌ على جهود صادقة يبذلها المجتمع الدولي بالإضافة إلى القوى الفاعلة في الداخل لاحتواء الأزمة القائمة في البلاد.
ويقول المحللون المتابعون للوضع الصومالي إن أي حل من شأنه أن يعيد للأمة الصومالية تقرير مصيرها ينبغي أن يستلهم من ماضي الحكومات السابقة التي شهدتها الصومال بعد انهيار الحكومة المركزية بزعامة سياد بري عام ١٩٩٠م. فهذه الحكومات التي شكلت جميعها خارج الوطن لم تعمر طويلا بكونها لم تنسجم مع اهتمامات طول الجوار أعني دول شرق إفريقيا كما لم تتناغم مع رغبة الولايات المتحدة التي باتت تنظر إلى الصومال بنظرة سوداوية منذ عام ثلاثة وتسعين حيث خرج جنودها من الصومال مخلفين وراءهم عشرات من القتلى والجرحى.
فلكل دولة مصالحها الخاصة في الصومال ولذلك فشلت أكثر من عشرة محاولات لإعادة النظام إلى بلاد الصومال ما دامت لم ترض هذه الدولة أو تلك كأثيوبيا وكينيا وأريتريا وكينيا وجيبوتي
ما هى المآلات المتوقعة في المرحلة القادمة
قد أثبتت وتيرة الأحداث المتسارعة التي أطلت برأسها في الساحة الصومالية بعد انتخاب شريف شيخ أحمد رئيسا للبلاد مطلع العام الجاري أن الوضع في الصومال ما زال معقدا وأن حلا عاجلا لم يلح بعد في الأفق.
وحسب تحليلات المراقبين فإن أقصى ما تقدر عليه حكومة الرئيس شريف شيخ أحمد هو أن تعمل في التقارب بينها وبين الفصائل المناوئة لها لاسيما بينها وبين الحزب الإسلامي الذي يصفه الكثيرون بأنه أكثر اعتدالا من حركة الشباب المجاهدين المصنفة أمريكيا في المنظمات الإرهابية فبين الفينة والأخرى كانت تظهر أصداء لمحادثات سرية جرت بين الحكومة الصومالية وبين شخصيات بارزة من الحزب الإسلامي، أضف إلى أن المعارك الأخيرة التي نشبت بين الحزب وحركة الشباب للسيطرة على مدينة كسمايو تجعل الحزب الإسلامي يعيد النظر في علاقاته مع حركة الشباب وهو من شأنه أن يحدث عدة تقلبات في الساحة السياسية في المرحلة القادمة أهمها حدوث انشقاق كبير في صف المعارضة الصومالية وتشكل تقارب بين الحكومة وبين القيادات البارزة من الحزب الإسلامي في حال استمرار الخلافات بينها وبين حركة الشباب المجاهدين.
وعلى ضوء هذه التطورات يبقى الشعب بين أمل بانفراج الأزمة المستحكمة عليى البلاد تتمتع يوما بأمن واستقرار خالدين، وبين يأس مما آلت إليه الأوضاع في بلادهم فما إن تهدأ جبهة قتال حتى تندلع الحرب في منطقة أخرى لتتغير بذلك خارطة التحالفات والتكتلات.
وكان الشعب قد عقد آمالا عريضة على الحكومة الصومالية لكنها وبعد قدومها من منفاها في جيبوتي لم تغير شيئا يذكر على الأرض بل قضت جل وقتها في حروب بينها وبين المعارضة كما لم تحظ بتأييد شعبي حيث ترى شريحة كبيرة من الصوماليين أنها مفروضة على البلاد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ولا تقدر على البقاء إلا بالآلة العسكرية التابعة لبعثة الاتحاد الإفريقي.
وبهذا ضعف أداؤها في العاصمة الصومالية مقديشو كحكومة ناهيك عن المناطق الأخرى التي توالى سقوطها بيد المعارضة الصومالية ما جعلها محصورة في عدة أحياء من العاصمة الصومالية
و من ثم فالأمن والاستقرار وهما أهم ما يحتاج إليه الصوماليون يظلان مفتقدين في الصومال وخاصة في عاصمة مقديشو، التي عادت إليها ظاهرة القتل العشوائي والاغتيالات وهو ما أصبح مصدر قلق دائم لمواطنين الصوماليين.
خلافات إقليمية ودولية
اتفاق دولي على تسوية لحل المشكلة الصومالية قد يرسم مستقبلا يتمتع معه الصوماليون حكومة وحدة وطنية تعيد إلى هذا البلد ما فقده من الأمن والاستقرار في حقبة أمراء الحرب السابقين التي أعقبت انهيار الحكومة الصومالية وما لم يوجد ذلك فإن الصومال سيكون مترنحا بين متاهات وأدوار مشبوهة تتشابه ظروفها ويختلف فيها فقط أبطالها أما الضحية فذلك المدنيون الذين يصبحون في كل نزاع مسلح وغير مسلح وقودا مجبرين وغير مختارين.
فالتنافس الشديد بين أمريكا وإيطاليا المستعمرة السابقة للجزء الجنوبي من الصومال قد وقف عائقا في وجه المحاولات التي بذلت لحلحلة مشاكل الصومال فغالبا ما تحاول إيطاليا أن تكون الصومال منطقة نفوذ تابعة لها وتؤيد أي قوة تزعج الولايات المتحدة وهي أيدت عدة مرات مختلفة جماعات مناهضة للأهداف الأمريكية في الصومال كالدعم الذي قدمته لجنرال عيديد لما كان يقاتل ضد قوات المارينز الأمريكية في مقديشو عام واحد وتسعين
كيف تكون المعالجة؟
إذا كان المجتمع الدولي صادقا في تسوية المعضلة الصومالية فعليه جمع القوى الفاعلة وأهل الحل والعقد في البلد على مائدة مستديرة والامتناع عن تدخلاته السافرة في الشأن الصومالي وإملاء سياساته ثم الانصياع لما يتمخض عن هذا الاجتماع وتقديم الدعم اللازم له.
ويقول المحللون المتابعون للوضع الصومالي إن أي حل من شأنه أن يعيد للأمة الصومالية تقرير مصيرها ينبغي أن يستلهم من ماضي الحكومات السابقة التي شهدتها الصومال بعد انهيار الحكومة المركزية بزعامة سياد بري عام ١٩٩٠م. فهذه الحكومات التي شكلت جميعها خارج الوطن لم تعمر طويلا بكونها لم تنسجم مع اهتمامات طول الجوار أعني دول شرق إفريقيا كما لم تتناغم مع رغبة الولايات المتحدة التي باتت تنظر إلى الصومال بنظرة سوداوية منذ عام ثلاثة وتسعين حيث خرج جنودها من الصومال مخلفين وراءهم عشرات من القتلى والجرحى.
فلكل دولة مصالحها الخاصة في الصومال ولذلك فشلت أكثر من عشرة محاولات لإعادة النظام إلى بلاد الصومال ما دامت لم ترض هذه الدولة أو تلك كأثيوبيا وكينيا وأريتريا وكينيا وجيبوتي
ما هى المآلات المتوقعة في المرحلة القادمة
قد أثبتت وتيرة الأحداث المتسارعة التي أطلت برأسها في الساحة الصومالية بعد انتخاب شريف شيخ أحمد رئيسا للبلاد مطلع العام الجاري أن الوضع في الصومال ما زال معقدا وأن حلا عاجلا لم يلح بعد في الأفق.
وحسب تحليلات المراقبين فإن أقصى ما تقدر عليه حكومة الرئيس شريف شيخ أحمد هو أن تعمل في التقارب بينها وبين الفصائل المناوئة لها لاسيما بينها وبين الحزب الإسلامي الذي يصفه الكثيرون بأنه أكثر اعتدالا من حركة الشباب المجاهدين المصنفة أمريكيا في المنظمات الإرهابية فبين الفينة والأخرى كانت تظهر أصداء لمحادثات سرية جرت بين الحكومة الصومالية وبين شخصيات بارزة من الحزب الإسلامي، أضف إلى أن المعارك الأخيرة التي نشبت بين الحزب وحركة الشباب للسيطرة على مدينة كسمايو تجعل الحزب الإسلامي يعيد النظر في علاقاته مع حركة الشباب وهو من شأنه أن يحدث عدة تقلبات في الساحة السياسية في المرحلة القادمة أهمها حدوث انشقاق كبير في صف المعارضة الصومالية وتشكل تقارب بين الحكومة وبين القيادات البارزة من الحزب الإسلامي في حال استمرار الخلافات بينها وبين حركة الشباب المجاهدين.
وعلى ضوء هذه التطورات يبقى الشعب بين أمل بانفراج الأزمة المستحكمة عليى البلاد تتمتع يوما بأمن واستقرار خالدين، وبين يأس مما آلت إليه الأوضاع في بلادهم فما إن تهدأ جبهة قتال حتى تندلع الحرب في منطقة أخرى لتتغير بذلك خارطة التحالفات والتكتلات.
وكان الشعب قد عقد آمالا عريضة على الحكومة الصومالية لكنها وبعد قدومها من منفاها في جيبوتي لم تغير شيئا يذكر على الأرض بل قضت جل وقتها في حروب بينها وبين المعارضة كما لم تحظ بتأييد شعبي حيث ترى شريحة كبيرة من الصوماليين أنها مفروضة على البلاد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ولا تقدر على البقاء إلا بالآلة العسكرية التابعة لبعثة الاتحاد الإفريقي.
وبهذا ضعف أداؤها في العاصمة الصومالية مقديشو كحكومة ناهيك عن المناطق الأخرى التي توالى سقوطها بيد المعارضة الصومالية ما جعلها محصورة في عدة أحياء من العاصمة الصومالية
و من ثم فالأمن والاستقرار وهما أهم ما يحتاج إليه الصوماليون يظلان مفتقدين في الصومال وخاصة في عاصمة مقديشو، التي عادت إليها ظاهرة القتل العشوائي والاغتيالات وهو ما أصبح مصدر قلق دائم لمواطنين الصوماليين.
خلافات إقليمية ودولية
اتفاق دولي على تسوية لحل المشكلة الصومالية قد يرسم مستقبلا يتمتع معه الصوماليون حكومة وحدة وطنية تعيد إلى هذا البلد ما فقده من الأمن والاستقرار في حقبة أمراء الحرب السابقين التي أعقبت انهيار الحكومة الصومالية وما لم يوجد ذلك فإن الصومال سيكون مترنحا بين متاهات وأدوار مشبوهة تتشابه ظروفها ويختلف فيها فقط أبطالها أما الضحية فذلك المدنيون الذين يصبحون في كل نزاع مسلح وغير مسلح وقودا مجبرين وغير مختارين.
فالتنافس الشديد بين أمريكا وإيطاليا المستعمرة السابقة للجزء الجنوبي من الصومال قد وقف عائقا في وجه المحاولات التي بذلت لحلحلة مشاكل الصومال فغالبا ما تحاول إيطاليا أن تكون الصومال منطقة نفوذ تابعة لها وتؤيد أي قوة تزعج الولايات المتحدة وهي أيدت عدة مرات مختلفة جماعات مناهضة للأهداف الأمريكية في الصومال كالدعم الذي قدمته لجنرال عيديد لما كان يقاتل ضد قوات المارينز الأمريكية في مقديشو عام واحد وتسعين
كيف تكون المعالجة؟
إذا كان المجتمع الدولي صادقا في تسوية المعضلة الصومالية فعليه جمع القوى الفاعلة وأهل الحل والعقد في البلد على مائدة مستديرة والامتناع عن تدخلاته السافرة في الشأن الصومالي وإملاء سياساته ثم الانصياع لما يتمخض عن هذا الاجتماع وتقديم الدعم اللازم له.