- الأحد مايو 05, 2013 8:00 am
#62293
من القضايا التي تهم الدول النامية، والمطروحة على قمة الدول الثمانية الصناعية، قضية نقص وسلامة الغذاء، والقضاء على المجاعات في العالم؛ فمن حق الشعوب أن تحصل على الغذاء الكافي وأن تختار نوعية الزراعة والغذاء الذي تعتمد عليه.
وعلى الرغم من وفرة الإنتاج في العالم إلا أن عدد الفقراء الذين لا مأوى لهم ولا يحصلون على الغذاء الكافي في تزايد مستمر، والمنطق يقول: إن الدول الصناعية الثمانية يمكن أن تتصرف حيال هذه المشكلة بطرق عديدة، تهدف في النهاية إلى مساعدة الدول الفقيرة على زيادة إنتاجها من الغذاء، ومساعدة الدول الفقيرة التي تعتبر مستوردًا صافيًا للغذاء؛ حيث سترتفع أسعار الغذاء في ظل اتفاقية منظمة التجارة العالمية، وإلغاء الدول المتقدمة للدعم المقدم للمزارعين في الدول الصناعية، ولكن الواقع يشير إلى عكس هذا المنطق؛ فالملاحظ أن الدول الصناعية، وخاصة مجموعة الثمانية، تلجأ دائما إلى الزيف والخداع لتبرير سطوة اقتصاديات السوق، وتحل مشكلة نقص الغذاء بالطرق التي تخدم مصالحها، وذلك عن طريق استخدام الهندسة الوراثية والجينات، وهو ما يعكس جشع آليات السوق، والمتاجرة بأقوات وحياة الشعوب؛ ففرنسا مثلا زعمت أنه بسبب حرصها على ألا تظل متأخرة عن الولايات المتحدة الأمريكية، فإنها تأخذ بأساليب الجينات المعدلة لإنتاج الغذاء النباتي والحيواني، وحجة فرنسا في ذلك واضحة، بمعنى أنه مادام ابن العم سام الأكبر قد قام بخوض التجربة دون أن يعبأ بالأضرار التي تلحق بالآخرين، فليس هناك ما يمنع فرنسا من ذلك.
والغريب في الأمر أن لجوء الدول الصناعية إلى هذه الأساليب لزيادة إنتاج الغذاء ينطوي على خطورة، حتى على المواطن في هذه الدول نفسها، والدليل على ذلك أن مزارعي الولايات المتحدة قاموا برفع دعاوى أمام المحاكم ضد مروجي استخدام الجينات المعدلة وراثيًا في الإنتاج الزراعي، وفي أوروبا تأثر المجتمع الأوروبي قبل غيره بهذه الطريقة لزيادة إنتاج الغذاء؛ حيث أدى أسلوب إنتاج الأرز باستخدام الجينات إلى إفقار المزارعين الأوروبيين المنتجين له، وجعلهم ينضمون إلى كتائب الفقراء الذين يأكلون في المطاعم الأوروبية المجانية.
ومثال آخر في فرنسا؛ حيث كشفت دراسة ميدانية أن 60% من الفرنسيين يرون أن استخدام الجينات المعدلة في إنتاج الفواكه جريمة لا تغتفر؛ لأنها أدت إلى تغيير طعم الفواكه والخضراوات إلى الأسوأ في السنوات العشر الأخيرة، وفي بريطانيا من المعروف أن استخدام البروتين الحيواني المطحون لزيادة إنتاج اللحوم أدى إلى كارثة جنون البقر، وجنون الدواجن الذي دمر الثروة الحيوانية في أوروبا، وكان مصير هذه الحيوانات المريضة التصدير إلى أسواق الدول الفقيرة ليأكلها فقراء العالم.
وفي قمة اليابان للدول الثمانية هناك إدراك لخطورة هذه المشكلة المتعلقة بسلامة الغذاء، ولكن كل دولة من دول المجموعة تسعى إلى حماية المستهلكين لديها، ولكن لا أحد يتحدث عن حماية المستهلك في بقية دول العالم، وخاصة الدول الفقيرة؛ ولذلك فإن قمة الثمانية مطالبة بوضع قواعد ضد هذه الموجة من الأغذية الرديئة التي يلجأ إليها المنتجون في الدول الصناعية؛ من أجل الربح والجشع، وبدعوى المنافسة وآليات السوق، وهي في الحقيقة تضر بالإنسان.
وعلى الرغم من وفرة الإنتاج في العالم إلا أن عدد الفقراء الذين لا مأوى لهم ولا يحصلون على الغذاء الكافي في تزايد مستمر، والمنطق يقول: إن الدول الصناعية الثمانية يمكن أن تتصرف حيال هذه المشكلة بطرق عديدة، تهدف في النهاية إلى مساعدة الدول الفقيرة على زيادة إنتاجها من الغذاء، ومساعدة الدول الفقيرة التي تعتبر مستوردًا صافيًا للغذاء؛ حيث سترتفع أسعار الغذاء في ظل اتفاقية منظمة التجارة العالمية، وإلغاء الدول المتقدمة للدعم المقدم للمزارعين في الدول الصناعية، ولكن الواقع يشير إلى عكس هذا المنطق؛ فالملاحظ أن الدول الصناعية، وخاصة مجموعة الثمانية، تلجأ دائما إلى الزيف والخداع لتبرير سطوة اقتصاديات السوق، وتحل مشكلة نقص الغذاء بالطرق التي تخدم مصالحها، وذلك عن طريق استخدام الهندسة الوراثية والجينات، وهو ما يعكس جشع آليات السوق، والمتاجرة بأقوات وحياة الشعوب؛ ففرنسا مثلا زعمت أنه بسبب حرصها على ألا تظل متأخرة عن الولايات المتحدة الأمريكية، فإنها تأخذ بأساليب الجينات المعدلة لإنتاج الغذاء النباتي والحيواني، وحجة فرنسا في ذلك واضحة، بمعنى أنه مادام ابن العم سام الأكبر قد قام بخوض التجربة دون أن يعبأ بالأضرار التي تلحق بالآخرين، فليس هناك ما يمنع فرنسا من ذلك.
والغريب في الأمر أن لجوء الدول الصناعية إلى هذه الأساليب لزيادة إنتاج الغذاء ينطوي على خطورة، حتى على المواطن في هذه الدول نفسها، والدليل على ذلك أن مزارعي الولايات المتحدة قاموا برفع دعاوى أمام المحاكم ضد مروجي استخدام الجينات المعدلة وراثيًا في الإنتاج الزراعي، وفي أوروبا تأثر المجتمع الأوروبي قبل غيره بهذه الطريقة لزيادة إنتاج الغذاء؛ حيث أدى أسلوب إنتاج الأرز باستخدام الجينات إلى إفقار المزارعين الأوروبيين المنتجين له، وجعلهم ينضمون إلى كتائب الفقراء الذين يأكلون في المطاعم الأوروبية المجانية.
ومثال آخر في فرنسا؛ حيث كشفت دراسة ميدانية أن 60% من الفرنسيين يرون أن استخدام الجينات المعدلة في إنتاج الفواكه جريمة لا تغتفر؛ لأنها أدت إلى تغيير طعم الفواكه والخضراوات إلى الأسوأ في السنوات العشر الأخيرة، وفي بريطانيا من المعروف أن استخدام البروتين الحيواني المطحون لزيادة إنتاج اللحوم أدى إلى كارثة جنون البقر، وجنون الدواجن الذي دمر الثروة الحيوانية في أوروبا، وكان مصير هذه الحيوانات المريضة التصدير إلى أسواق الدول الفقيرة ليأكلها فقراء العالم.
وفي قمة اليابان للدول الثمانية هناك إدراك لخطورة هذه المشكلة المتعلقة بسلامة الغذاء، ولكن كل دولة من دول المجموعة تسعى إلى حماية المستهلكين لديها، ولكن لا أحد يتحدث عن حماية المستهلك في بقية دول العالم، وخاصة الدول الفقيرة؛ ولذلك فإن قمة الثمانية مطالبة بوضع قواعد ضد هذه الموجة من الأغذية الرديئة التي يلجأ إليها المنتجون في الدول الصناعية؛ من أجل الربح والجشع، وبدعوى المنافسة وآليات السوق، وهي في الحقيقة تضر بالإنسان.