صفحة 1 من 1

مقالة عن القوه الناعمه

مرسل: الأحد مايو 05, 2013 12:11 pm
بواسطة محمدالحقباني333
إذا كان لبعض الأشخاص كاريزما، فإن لبعض الدول «قوة ناعمة». وقد شهدت التسعينيات مولد هذا المصطلح على يد جوزيف ناي (أمريكي) الذي يرى أن أي نظام سياسي يقوم على ثلاث قوى: القوتين العسكرية، والاقتصادية، ويشار إليهما بالقوة الخشنة، في مقابلة القوة الناعمة التي يمكن تحقيقها من خلال العلاقات الإيجابية مع الحلفاء والدعم الاقتصادي والتبادل الثقافي.
فمكونات القوة الناعمة تعزز التأييد والمصداقية لدى الرأي العام الإقليمي والعالمي. ومن خلالها تسعى الدولة للحصول على التأييد والتمدد في المجتمع الدولي من خلال انجذاب الآخرين للنموذج الذي تقدمه.
وترتكز القوة الناعمة على أركان أهمها صناعة الإعلام والسينما، والأفكار الأيديولوجية التي تقدم نجاحات على أرض الواقع.
فبوسع القوة الناعمة تحدى الإرهاب وتجفف منابعه، وباستطاعتها تحقيق شراكات اقتصادية ناجحة وخطط تنموية بعيدة المدى.
وهي البديل الأفضل لمفهوم الحرب الشاملة أو استخدام القوة المسلحة دون أن تتحمل كلفة الحرب الباهظة أو فاتورة الرشوة تحت اسم المعونة.
فالقوة الناعمة هي بمثابة سلطة شرعية تمنحك سلطانا وتأثيرا في الآخرين وحملهم على السمع والطاعة. ولعل صناعة السينما والإعلام تحظى بالنصيب الأوفر في رصيد القوة الناعمة وكذلك المؤسسات ذات البعد الإقليمي والعالمي "الأزهر في الحالة المصرية"، وكذلك الموارد البشرية "المكون الديموجرافي" كما كان حال العمالة المصرية في صناعة النهضة في اقتصادات النفط الخليجية.
ولقد كانت السينما والدراما المصرية ومن قبلهما الأدب بشعره ونثره أكبر مكونات القوة الناعمة المصرية في محيطها العربي.
وكما هو الحال الآن مع قناة الجزيرة القطرية التي تراكم المزيد من النقاط لصالح القوة الناعمة لدولة نفطية، تحاول التحرر من الصورة الذهنية عن الدولة النفطية الثرية لدولة مناصرة لحرية الإعلام وتحرير الشعوب، وهو دور مصر في ستينيات القرن الماضي الذي مارسته عبر عديد من القنوات منها إذاعة صوت العرب.
ولا تقتصر القوة الناعمة على الدولة ككيان اعتباري ولكن دخل إلى المشهد لاعبون جدد على المستوى العالمي.
ومن بين هؤلاء اللاعبين الجماعات الدينية العابرة للقوميات "الإخوان المسلمين"، والمنظمات الإرهابية أو ذات الأفكار الهدامة "الماسونية"، والشركات متعددة الجنسية "آيرباص لصناعة الطائرات".
ولم يتغير مفهوم القوة فقط بل تغير معه مفهوم الأمن القومي ذاته فتجاوز فكرة التعدي على السلامة الإقليمية للدول فأصبح يعني التهديد الاقتصادي كالتهديد لموارد المياه "مشكلة تقاسم مياه النيل". والطريقة المثلى للتصدي لمثل هذه التهديدات تتمثل في اللجوء للقوة الناعمة وليس القوة المسلحة، مثل الدخول في شراكات اقتصادية مع الدول وربط مصالحها الاقتصادية بمصالحك فتغدو أحرص ما تكون على التوافق مع تطلعاتك.



المصدر:لأهرام اليومى.

بقلم: محمود حامد.