- الأحد مايو 05, 2013 12:49 pm
#62355
جورجيا (بالجورجية:საქართველო، أصد: [sɑkʰɑrtʰvɛlɔ]) هي دولة ذات سيادة في منطقة القوقاز من أوراسيا. تتوضع عند ملتقى أوروبا الشرقية مع غرب آسيا،[5] كما يحدها من الغرب البحر الأسود، من الشمال روسيا، تركيا وارمينيا من الجنوب، وأذربيجان من الشرق. تغطي جورجيا مساحة 69.700 كم2 ويبلغ تعداد السكان 4.385.000 نسمة.
يمكن العودة بتاريخ جورجيا إلى مملكتي كولخيس وأيبيريا، كما أنها من أول الدول التي اعتنقت المسيحية، في القرن الرابع. بلغت جورجيا ذروة مجدها السياسي والاقتصادي خلال حكم الملك ديفيد والملكة تامار في القرن الحادي والثاني عشر. في بداية القرن التاسع عشر، الحقت جورجيا بالامبراطورية الروسية. بعد فترة قصيرة من الاستقلال تلت الثورة الروسية عام 1917، اجتاحت الجيوش البلشفية جورجيا عام 1921م وضمتها للاتحاد السوفييتي عام 1922 م. استعادت جورجيا استقلالها عام 1991م. ومثلها مثل العديد من الدول التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي، عانت جورجيا من أزمة اقتصادية واضطرابات داخلية خلال التسعينات. برزت بعد ثورة الزهور قيادة سياسة قدمت إصلاحات ديمقراطية،[6] لكن الاستثمارات الأجنبية والنمو الاقتصادي الذي حل مباشرة بعد الثورة تباطأ منذ تلك الحين.
ينص الدستور الجورجي على ديمقراطية تمثيلية (رغم أن بيت الحرية قد صرح أن البلد "ليس ديمقراطية انتخابية[7]) – ما يزال هذا الطرح محل جدل بين السلطات الجورجية – منظمة على أنها جمهورية وحدوية نصف رئاسية. جورجيا عضو في الامم المتحدة، المجلس الأوروبي، منظمة التجارة العالمية، منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود، منظمة الأمن والتعاون الأوروبية (OSCE)، جمعية الخيار الديمقراطي، منظمة غوام GUAM للتطوير الديمقراطي والاقتصادي، وبنك التنمية الآسيوي. تطمح جورجيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والناتو. تخضع التزامات جورجيا الدولية للمراقبة وفقا للجنة U.S.Helsinki كونها عضو مشارك في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.[8] دخلت جورجيا في نزاع مسلح عام 2008 ضد روسيا وجماعات انفصالية مسلحة في اوسيتيا الجنوبية. تجلى ذاك النزاع نهاية في اعتراف روسيا باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا، لكن لم يحذو حذوها في ذلك الا نيكاراغوا، فنزويلا، ناورو، وجمهورية ترانسنيستريا المستقلة بحكم الأمر الواقع.[9][10] مرر البرلمان الجورجي في 28 أب 2008 تشريعاً يعتبر ابخازيا واوسيتيا الجنوبية تحت الاحتلال الروسي.دعو الجورجيون أنفسهم كارتفيليبي (ქართველები)، وأرضهم ساكارتفيلو (საქართველო) والتي تعني أرض الكارتفليين، ولغتهم كارتولي (ქართული). وفقاً للرويات الجورجية، فإن الشعب الكارتفيلي يعود في أصله إلى كارتلوس (حفيد يافث بن نوح). يتألف الاسم ساكارتفيلو من شقين. يعرف جذره كارتفيل - ي (ქართველ-ი) ساكن قلب المنطقة الشرق مركزية الجورجية كارتلي-أيبيريا والتي تعود لمصادر كلاسيكية وبيزنطية.
أطلق الإغريق القدامى (سترابون، هيرودوت، بلوتارك، هومر، الخ) والرومان (تيتوس ليفيوس، كورنيليوس تاسيتوس، الخ) على الجورجيين الشرقيين الأوائل اسم الايبيريين وسكان القسم الغربي الأوائل الكولخيين.[13]
لا ينضوي الجورجيون، مثلهم كبقية شعوب القوقاز، تحت أي من الفئات العرقية في أوروبا وآسيا. كما أن اللغة الجورجية والتي تعد أكثر اللغات الجنوب قوقازية استخداماً لا تصنف ضمن اللغات الهندواوروبية أو التركية أو السامية. حالياً ودون شك، الشعب الجورجي أو الكارتفيلي ناجم عن اندماج السكان الأصليين مع المهاجرين إلى القوقاز من جهة الأناضول النائية في العصور القديمة.[14] يذكر يوسفوس في الرواية اليهودية القديمة الجورجيين على أنهم ايبيريين وكانوا يدعون أيضاً توبل توبال.
ظهرت التسمية جورجيا والجورجيون في غرب أوروبا في العديد من الحوليات في بداية العصور الوسطى. ذكر كل من المؤرخ الفرنسي جاك دو فيتري والرحالة الإنجليزي سير جون ماندفيل أن سبب تسمية الجورجيين نسبة إلى القديس جورج.[15] تبنت جورجيا في الشهر الأول من عام 2004 العلم خماسي الصلبان، الذي يعد علم القديس جورج. حيث يوجد من يجادل بأن العلم قد استخدم في جورجيا في العصور الوسطى ابتداء من القرن الخامس الميلادي.[16][17]
[عدل]التاريخ
[عدل]كولخيس وايبيريا أولى الممالك الجورجية
مملكتا كولخيس وايبيريا
الأراضي التي تعرف اليوم بجورجيا مأهولة باستمرار منذ بداية العصر الحجري. بينما شهدت الفترة الكلاسيكية بروز مملكتي كولخيس وأيبيريا. أول ما ظهرت القبائل قبل الجورجية في التاريخ المكتوب في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.[18] تكشف الاكتشافات الأثرية والمراجع في المصادر القديمة عن عناصر من تشكيلات سياسية وكيانية اولية تتميز بتقنيات متقدمة في صياغة الذهب وصهر المعادن والتي تعود في تاريخها إلى القرن 7 قبل الميلاد وما تلاه.[19] ظهرت في القرن 4 ق.م مملكة جورجية موحدة – تعد مثالاً مبكراً على نظام دولة متقدم تحت حكم ملك واحد، تتبعه طبقة أرستقراطية ضمن التسلسل الهرمي.[20]
تعد المملكتان الجورجيتان القديمتان المعروفتان للإغريق والرومان باسم أيبيريا (الجورجية : იბერია) (في الشرق) وكولخيس (الجورجية : კოლხეთი) (في الغرب) من أوائل الشعوب في المنطقة التي اعتنقت المسيحية (عام 337م أو 319م كما تشير الأبحاث الأخيرة). في الأساطير اليونانية كولخيس هي مكان الصوف الذهبي الذي سعى إليه جاسون وبحارو الأرغو في ملحمة "أرغوناوتيكا". قد يرجع دمج الصوف الذهبي في الأسطورة إلى الممارسة المحلية من استخدام الأصواف لاستخلاص غبار الذهب من الأنهار. في القرون الأخيرة من العهد ما قبل المسيحية، تأثرت المنطقة في شكل مملكة كارتلي – ايبيريا بشدة من اليونان إلى الغرب وبلاد فارس إلى الشرق.[21]
جعل الملك ميريان الثالث الديانة المسيحية الدين الرسمي للدولة في 327 ميلادي.
بعد أن أتمت الإمبراطورية الرومانية سيطرتها على منطقة القوقاز في 66 ق.م، أصبحت تلك المملكة دولة عميلة وحليفة للرومان لما يقرب من 400 سنة.[21] أعلنت المسيحية دين الدولة من قبل الملك ميريان الثالث عام 327 م، مما أعطى حافزا كبيرا لتطور الأدب والفنون إضافة إلى توحيد البلاد. لكون جورجيا في ملتقى الطرق بين المسيحية والإسلام، شهدت تلك المملكة تبادلاً ديناميكياً بين هذين العالمين والذي بلغ ذروته في عصر النهضة الثقافية بين القرنين الحادي والثالث عشر.[22] نتيجة لاعتناق الملك ميريان الثالث للمسيحية في 330 م، أدى ذلك في نهاية المطاف إلى ارتباطها بقوة بالامبراطورية البيزنطية المجاورة، والتي كان لها تأثير ثقافي كبير لعدة قرون.[21]
كانت كولخيس (و التي تعرف أيضاً لسكانها إغريزي أو لازيكا) في كثير من الأحيان ساحة الحرب والمنطقة الفاصلة بين القوتين المتناحرتين فارس وبيزنطة، مع تبادل السيطرة على المنطقة ذهاباً وإياباً. نتيجة لذلك تفككت المملكة إلى دويلات وممالك إقطاعية مع بداية العصور الوسطى. سهل هذا الأمر على العرب غزو جورجيا في القرن السابع الميلادي. مع بداية القرن الحادي عشر توحدت المناطق المتمردة في المملكة الجورجية الموحدة. امتد نفوذ جورجيا ابتداء من القرن الثاني عشر على جزء كبير من جنوب القوقاز، بما في ذلك الأجزاء الشمالية الشرقية وتقريبا كامل الساحل الشمالي من ما هو الآن تركيا.
اتحد شطرا جورجيا الغربي والشرقي تحت حكم باغرات الخامس (حكم 1027-1072). في القرن التالي، بدأ ديفيد الرابع (المعروف بالمنشئ، حكم 1089-1125) العصر الذهبي الجورجي، حيث افتتحه بطرد الأتراك السلاجقة من البلاد، وتوسيع النفوذ الجورجي الثقافي والسياسي إلى أرمينيا جنوبا وشرقا إلى بحر قزوين.
رغم سيطرة العرب على العاصمة تبليسي في 645 م، حافظت كارتلي - ايبيريا على استقلال كبير في ظل الحكام العرب المحليين.[21] أصبح الأمير آشوت الأول (المعروف أيضاً آشوت كورابالات) عام 813 م أول حاكم للمملكة من أسرة باغراتيوني. افتتح عهد أشوت ما يقرب من 1000 سنة من حكم بيت باغراتيوني لجزء من الجمهورية الحالية على الأقل.
[عدل]العصور الوسطى
الملكة تمار كما هو مبين على لوحة جدارية في دير فاردزيا
بلغت المملكة الجورجية ذروتها في القرن الثاني عشر إلى بداية القرن الثالث عشر. اعتبرت هذه الفترة على نطاق واسع على أنها العصر الذهبي لجورجيا أو عصر النهضة الجورجي خلال عهد ديفيد المنشئ والملكة تامار.[23] تميزت هذه النهضة الجورجية المبكرة، التي سبقت نظيرتها في أوروبا، بازدهار التقليد الفروسي الرومانسي، تقدم فلسفي، ومجموعة من الابتكارات السياسية في المجتمع وتنظيم الدولة، بما في ذلك التسامح الديني والعرقي.[24]
خلف العصر الذهبي لجورجيا إرثا من الكاتدرائيات العظيمة، الأدب والشعر الرومانسي، والقصيدة الملحمية "فارس في جلد النمر".[25] يعتبر الملك ديفيد المنشئ أعظم وأنجح الحكام الجورجيين عبر التاريخ. حيث نجح في طرد السلاجقة خارج البلاد، وقاد بلاده للنصر في معركة ديدجوري الكبرى عام 1121. مكنته إصلاحاته الإدارية والعسكرية من إعادة توحيد البلاد وإخضاع معظم أراضي القوقاز تحت السيطرة الجورجية.
تمكنت ابنة ديفيد المنشئ الكبرى تامار من تحييد هذه المعارضة، وشرعت في سياسة خارجية نشطة ساعدها في ذلك سقوط القوى المنافسة من السلاجقة وبيزنطة. بدعم من نخبة عسكرية قوية، استطاعت تامار البناء على النجاحات التي حققها سلفها في توطيد امبراطورية طغت على القوقاز حتى انهيارها في ظل هجمات المغول في غصون عقدين من الزمن بعد وفاة تامار.
هكذا فإن إعادة إحياء المملكة الجورجية لم تدم طويلاً، حيث سقطت تبليسي عام 1226 بيد جلال الدين منكبرتي وخضعت المملكة نهاية للمغول عام 1236. تلا ذلك نزاع بين الحكام المحليين سعياً للاستقلال عن الحكم المركزي الجورجي، حتى تفككت المملكة كلياً في القرن الخامس عشر. تعرضت جورجيا بين 1386 و 1404، لعدة غزوات مدمرة من قبل تيمورلنك. استغلت الممالك المجاورة الوضع وانطلاقاً من القرن السادس عشر أخضعت الامبراطورية الفارسية القسم الشرقي بينما تولّت الامبراطورية العثمانية أمر القسم الغربي.
قام حكام المناطق التي حافظت جزئياً على استقلالها بعدة محاولات مختلفة للتمرد. لكن الغزو الفارسي والعثماني التي أدت إلى المزيد من الضعف في الممالك المحلية. نتيجة لهذه الحروب تراجع عدد سكان جورجيا في مرحلة ما إلى 250 ألف نسمة. خضع شرق جورجيا المؤلف من مملكتي كارتلي وكاخيتي للهيمنة الفارسية منذ 1555 م. ومع ذلك، مع وفاة نادر شاه (نابليون الفارسي) عام 1747 م، خرجت كلا المملكتان من تحت السيطرة الفارسية، وأعيد توحيدهما تحت حكم الملك هرقل الثاني في 1762.
[عدل]جورجيا تحت الحكم الروسي
جورج الحادي عشر هو آخر ملك كاثوليكي لشرق جورجيا
وقعت روسيا والمملكة الجورجية الشرقية كارتلي كاخيتي معاهدة جورجيفسك عام 1783 م. تنص هذه المعاهدة على خضوع كارتلي كاخيتي للحماية الروسية. على الرغم من التزام روسيا بالدفاع عن جورجيا، فإنها لم تحرك ساكناً عندما غزاها الأتراك والفرس عامي 1785م و 1795م، حيث دمرت تبليسي كلياً وذبح سكّانها. تفاقم الانتهاك الروسي لمعاهدة جورجيفسك وبلغ ذروته عام 1801 م عندما ضمت روسيا كامل الأراضي الجورجية للامبراطورية، وما تلا ذلك من عزل سلالة باغراتيوني وقمع الكنيسة الجورجية.
وقّع القيصر الروسي بولس الأول يوم 22 كانون الأول 1800 م، بناء على طلب مزعوم من الملك الجورجي جورج الثاني عشر، على إعلان ضم جورجيا (كارتلي - كاخيتي) إلى الإمبراطورية الروسية، الأمر الذي تم الانتهاء منه بموجب مرسوم في 8 كانون الثاني 1801، [26][27] وأكده القيصر الكسندر الأول في 12 أيلول 1801. رد المبعوث الجورجي في سانت بطرسبورغ بمذكرة احتجاج قدمت إلى الأمير كوراكين نائب المستشار الروسي. في أيار 1801، [28][29] قام الجنرال الروسي كارل هاينريش كنورينغ بعزل وريث العرش الجورجي ديفيد باتونيشفيلي، وشكّل حكومة يرأسها الجنرال ايفان بتروفيتش لاساريف.[30] بيوتر باغراتيون، رجل من طبقة النبلاء الجورجية، انضم إلى الجيش الروسي بعمر 17 كرقيب وصعد في التسلسل العسكري إلى أن أصبح جنرالاً في الحروب النابليونية.
لم تقبل طبقة النبلاء الجورجية بالقرار حتى نيسان 1802 م عندما قام الجنرال كنورينغ بجمعهم في كاتدرائية سيوني تبليسي وأجبرهم على أداء قسم الولاء للتاج الامبراطوري الروسي. أما من عارض فقد اعتقل بصورة مؤقتة.[31]
في صيف عام 1805 م، هزمت القوات الروسية على نهر اسكيراني القريب من زاغام الجيش الفارسي وأنقذت تبليسي من الغزو.
حصلت الإمارات الجورجية الغربية منغريليا وغوريا على الحماية الروسية في بدايات القرن التاسع عشر. وبعد حرب قصيرة خضعت مملكة ايميريتي والحقت من قبل القيصر الروسي الكسندر الأول عام 1810.[32] توفي آخر ملك لايميريتي وآخر حاكم من سلالة باغراتيوني الجورجية سولومون الثاني في المنفى في 1815. نتيجة للحروب العديدة التي خاضتها روسيا ضد تركيا وإيران بين عامي 1803-1878، تم ضم العديد من المناطق المحتلة لأراضي جورجيا. هذه المناطق (باتومي، أخالتسيخه، بوتي، أبخازيا) تمثل الآن جزءا كبيرا من أراضي جورجيا. ألغيت إمارة غوريا في عام 1828، وتلك في ساميغريلو (منغريليا) في 1857. ضمت منطقة سفانيتي تدريجياً في 1857-1859.
يمكن العودة بتاريخ جورجيا إلى مملكتي كولخيس وأيبيريا، كما أنها من أول الدول التي اعتنقت المسيحية، في القرن الرابع. بلغت جورجيا ذروة مجدها السياسي والاقتصادي خلال حكم الملك ديفيد والملكة تامار في القرن الحادي والثاني عشر. في بداية القرن التاسع عشر، الحقت جورجيا بالامبراطورية الروسية. بعد فترة قصيرة من الاستقلال تلت الثورة الروسية عام 1917، اجتاحت الجيوش البلشفية جورجيا عام 1921م وضمتها للاتحاد السوفييتي عام 1922 م. استعادت جورجيا استقلالها عام 1991م. ومثلها مثل العديد من الدول التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي، عانت جورجيا من أزمة اقتصادية واضطرابات داخلية خلال التسعينات. برزت بعد ثورة الزهور قيادة سياسة قدمت إصلاحات ديمقراطية،[6] لكن الاستثمارات الأجنبية والنمو الاقتصادي الذي حل مباشرة بعد الثورة تباطأ منذ تلك الحين.
ينص الدستور الجورجي على ديمقراطية تمثيلية (رغم أن بيت الحرية قد صرح أن البلد "ليس ديمقراطية انتخابية[7]) – ما يزال هذا الطرح محل جدل بين السلطات الجورجية – منظمة على أنها جمهورية وحدوية نصف رئاسية. جورجيا عضو في الامم المتحدة، المجلس الأوروبي، منظمة التجارة العالمية، منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود، منظمة الأمن والتعاون الأوروبية (OSCE)، جمعية الخيار الديمقراطي، منظمة غوام GUAM للتطوير الديمقراطي والاقتصادي، وبنك التنمية الآسيوي. تطمح جورجيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والناتو. تخضع التزامات جورجيا الدولية للمراقبة وفقا للجنة U.S.Helsinki كونها عضو مشارك في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.[8] دخلت جورجيا في نزاع مسلح عام 2008 ضد روسيا وجماعات انفصالية مسلحة في اوسيتيا الجنوبية. تجلى ذاك النزاع نهاية في اعتراف روسيا باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا، لكن لم يحذو حذوها في ذلك الا نيكاراغوا، فنزويلا، ناورو، وجمهورية ترانسنيستريا المستقلة بحكم الأمر الواقع.[9][10] مرر البرلمان الجورجي في 28 أب 2008 تشريعاً يعتبر ابخازيا واوسيتيا الجنوبية تحت الاحتلال الروسي.دعو الجورجيون أنفسهم كارتفيليبي (ქართველები)، وأرضهم ساكارتفيلو (საქართველო) والتي تعني أرض الكارتفليين، ولغتهم كارتولي (ქართული). وفقاً للرويات الجورجية، فإن الشعب الكارتفيلي يعود في أصله إلى كارتلوس (حفيد يافث بن نوح). يتألف الاسم ساكارتفيلو من شقين. يعرف جذره كارتفيل - ي (ქართველ-ი) ساكن قلب المنطقة الشرق مركزية الجورجية كارتلي-أيبيريا والتي تعود لمصادر كلاسيكية وبيزنطية.
أطلق الإغريق القدامى (سترابون، هيرودوت، بلوتارك، هومر، الخ) والرومان (تيتوس ليفيوس، كورنيليوس تاسيتوس، الخ) على الجورجيين الشرقيين الأوائل اسم الايبيريين وسكان القسم الغربي الأوائل الكولخيين.[13]
لا ينضوي الجورجيون، مثلهم كبقية شعوب القوقاز، تحت أي من الفئات العرقية في أوروبا وآسيا. كما أن اللغة الجورجية والتي تعد أكثر اللغات الجنوب قوقازية استخداماً لا تصنف ضمن اللغات الهندواوروبية أو التركية أو السامية. حالياً ودون شك، الشعب الجورجي أو الكارتفيلي ناجم عن اندماج السكان الأصليين مع المهاجرين إلى القوقاز من جهة الأناضول النائية في العصور القديمة.[14] يذكر يوسفوس في الرواية اليهودية القديمة الجورجيين على أنهم ايبيريين وكانوا يدعون أيضاً توبل توبال.
ظهرت التسمية جورجيا والجورجيون في غرب أوروبا في العديد من الحوليات في بداية العصور الوسطى. ذكر كل من المؤرخ الفرنسي جاك دو فيتري والرحالة الإنجليزي سير جون ماندفيل أن سبب تسمية الجورجيين نسبة إلى القديس جورج.[15] تبنت جورجيا في الشهر الأول من عام 2004 العلم خماسي الصلبان، الذي يعد علم القديس جورج. حيث يوجد من يجادل بأن العلم قد استخدم في جورجيا في العصور الوسطى ابتداء من القرن الخامس الميلادي.[16][17]
[عدل]التاريخ
[عدل]كولخيس وايبيريا أولى الممالك الجورجية
مملكتا كولخيس وايبيريا
الأراضي التي تعرف اليوم بجورجيا مأهولة باستمرار منذ بداية العصر الحجري. بينما شهدت الفترة الكلاسيكية بروز مملكتي كولخيس وأيبيريا. أول ما ظهرت القبائل قبل الجورجية في التاريخ المكتوب في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.[18] تكشف الاكتشافات الأثرية والمراجع في المصادر القديمة عن عناصر من تشكيلات سياسية وكيانية اولية تتميز بتقنيات متقدمة في صياغة الذهب وصهر المعادن والتي تعود في تاريخها إلى القرن 7 قبل الميلاد وما تلاه.[19] ظهرت في القرن 4 ق.م مملكة جورجية موحدة – تعد مثالاً مبكراً على نظام دولة متقدم تحت حكم ملك واحد، تتبعه طبقة أرستقراطية ضمن التسلسل الهرمي.[20]
تعد المملكتان الجورجيتان القديمتان المعروفتان للإغريق والرومان باسم أيبيريا (الجورجية : იბერია) (في الشرق) وكولخيس (الجورجية : კოლხეთი) (في الغرب) من أوائل الشعوب في المنطقة التي اعتنقت المسيحية (عام 337م أو 319م كما تشير الأبحاث الأخيرة). في الأساطير اليونانية كولخيس هي مكان الصوف الذهبي الذي سعى إليه جاسون وبحارو الأرغو في ملحمة "أرغوناوتيكا". قد يرجع دمج الصوف الذهبي في الأسطورة إلى الممارسة المحلية من استخدام الأصواف لاستخلاص غبار الذهب من الأنهار. في القرون الأخيرة من العهد ما قبل المسيحية، تأثرت المنطقة في شكل مملكة كارتلي – ايبيريا بشدة من اليونان إلى الغرب وبلاد فارس إلى الشرق.[21]
جعل الملك ميريان الثالث الديانة المسيحية الدين الرسمي للدولة في 327 ميلادي.
بعد أن أتمت الإمبراطورية الرومانية سيطرتها على منطقة القوقاز في 66 ق.م، أصبحت تلك المملكة دولة عميلة وحليفة للرومان لما يقرب من 400 سنة.[21] أعلنت المسيحية دين الدولة من قبل الملك ميريان الثالث عام 327 م، مما أعطى حافزا كبيرا لتطور الأدب والفنون إضافة إلى توحيد البلاد. لكون جورجيا في ملتقى الطرق بين المسيحية والإسلام، شهدت تلك المملكة تبادلاً ديناميكياً بين هذين العالمين والذي بلغ ذروته في عصر النهضة الثقافية بين القرنين الحادي والثالث عشر.[22] نتيجة لاعتناق الملك ميريان الثالث للمسيحية في 330 م، أدى ذلك في نهاية المطاف إلى ارتباطها بقوة بالامبراطورية البيزنطية المجاورة، والتي كان لها تأثير ثقافي كبير لعدة قرون.[21]
كانت كولخيس (و التي تعرف أيضاً لسكانها إغريزي أو لازيكا) في كثير من الأحيان ساحة الحرب والمنطقة الفاصلة بين القوتين المتناحرتين فارس وبيزنطة، مع تبادل السيطرة على المنطقة ذهاباً وإياباً. نتيجة لذلك تفككت المملكة إلى دويلات وممالك إقطاعية مع بداية العصور الوسطى. سهل هذا الأمر على العرب غزو جورجيا في القرن السابع الميلادي. مع بداية القرن الحادي عشر توحدت المناطق المتمردة في المملكة الجورجية الموحدة. امتد نفوذ جورجيا ابتداء من القرن الثاني عشر على جزء كبير من جنوب القوقاز، بما في ذلك الأجزاء الشمالية الشرقية وتقريبا كامل الساحل الشمالي من ما هو الآن تركيا.
اتحد شطرا جورجيا الغربي والشرقي تحت حكم باغرات الخامس (حكم 1027-1072). في القرن التالي، بدأ ديفيد الرابع (المعروف بالمنشئ، حكم 1089-1125) العصر الذهبي الجورجي، حيث افتتحه بطرد الأتراك السلاجقة من البلاد، وتوسيع النفوذ الجورجي الثقافي والسياسي إلى أرمينيا جنوبا وشرقا إلى بحر قزوين.
رغم سيطرة العرب على العاصمة تبليسي في 645 م، حافظت كارتلي - ايبيريا على استقلال كبير في ظل الحكام العرب المحليين.[21] أصبح الأمير آشوت الأول (المعروف أيضاً آشوت كورابالات) عام 813 م أول حاكم للمملكة من أسرة باغراتيوني. افتتح عهد أشوت ما يقرب من 1000 سنة من حكم بيت باغراتيوني لجزء من الجمهورية الحالية على الأقل.
[عدل]العصور الوسطى
الملكة تمار كما هو مبين على لوحة جدارية في دير فاردزيا
بلغت المملكة الجورجية ذروتها في القرن الثاني عشر إلى بداية القرن الثالث عشر. اعتبرت هذه الفترة على نطاق واسع على أنها العصر الذهبي لجورجيا أو عصر النهضة الجورجي خلال عهد ديفيد المنشئ والملكة تامار.[23] تميزت هذه النهضة الجورجية المبكرة، التي سبقت نظيرتها في أوروبا، بازدهار التقليد الفروسي الرومانسي، تقدم فلسفي، ومجموعة من الابتكارات السياسية في المجتمع وتنظيم الدولة، بما في ذلك التسامح الديني والعرقي.[24]
خلف العصر الذهبي لجورجيا إرثا من الكاتدرائيات العظيمة، الأدب والشعر الرومانسي، والقصيدة الملحمية "فارس في جلد النمر".[25] يعتبر الملك ديفيد المنشئ أعظم وأنجح الحكام الجورجيين عبر التاريخ. حيث نجح في طرد السلاجقة خارج البلاد، وقاد بلاده للنصر في معركة ديدجوري الكبرى عام 1121. مكنته إصلاحاته الإدارية والعسكرية من إعادة توحيد البلاد وإخضاع معظم أراضي القوقاز تحت السيطرة الجورجية.
تمكنت ابنة ديفيد المنشئ الكبرى تامار من تحييد هذه المعارضة، وشرعت في سياسة خارجية نشطة ساعدها في ذلك سقوط القوى المنافسة من السلاجقة وبيزنطة. بدعم من نخبة عسكرية قوية، استطاعت تامار البناء على النجاحات التي حققها سلفها في توطيد امبراطورية طغت على القوقاز حتى انهيارها في ظل هجمات المغول في غصون عقدين من الزمن بعد وفاة تامار.
هكذا فإن إعادة إحياء المملكة الجورجية لم تدم طويلاً، حيث سقطت تبليسي عام 1226 بيد جلال الدين منكبرتي وخضعت المملكة نهاية للمغول عام 1236. تلا ذلك نزاع بين الحكام المحليين سعياً للاستقلال عن الحكم المركزي الجورجي، حتى تفككت المملكة كلياً في القرن الخامس عشر. تعرضت جورجيا بين 1386 و 1404، لعدة غزوات مدمرة من قبل تيمورلنك. استغلت الممالك المجاورة الوضع وانطلاقاً من القرن السادس عشر أخضعت الامبراطورية الفارسية القسم الشرقي بينما تولّت الامبراطورية العثمانية أمر القسم الغربي.
قام حكام المناطق التي حافظت جزئياً على استقلالها بعدة محاولات مختلفة للتمرد. لكن الغزو الفارسي والعثماني التي أدت إلى المزيد من الضعف في الممالك المحلية. نتيجة لهذه الحروب تراجع عدد سكان جورجيا في مرحلة ما إلى 250 ألف نسمة. خضع شرق جورجيا المؤلف من مملكتي كارتلي وكاخيتي للهيمنة الفارسية منذ 1555 م. ومع ذلك، مع وفاة نادر شاه (نابليون الفارسي) عام 1747 م، خرجت كلا المملكتان من تحت السيطرة الفارسية، وأعيد توحيدهما تحت حكم الملك هرقل الثاني في 1762.
[عدل]جورجيا تحت الحكم الروسي
جورج الحادي عشر هو آخر ملك كاثوليكي لشرق جورجيا
وقعت روسيا والمملكة الجورجية الشرقية كارتلي كاخيتي معاهدة جورجيفسك عام 1783 م. تنص هذه المعاهدة على خضوع كارتلي كاخيتي للحماية الروسية. على الرغم من التزام روسيا بالدفاع عن جورجيا، فإنها لم تحرك ساكناً عندما غزاها الأتراك والفرس عامي 1785م و 1795م، حيث دمرت تبليسي كلياً وذبح سكّانها. تفاقم الانتهاك الروسي لمعاهدة جورجيفسك وبلغ ذروته عام 1801 م عندما ضمت روسيا كامل الأراضي الجورجية للامبراطورية، وما تلا ذلك من عزل سلالة باغراتيوني وقمع الكنيسة الجورجية.
وقّع القيصر الروسي بولس الأول يوم 22 كانون الأول 1800 م، بناء على طلب مزعوم من الملك الجورجي جورج الثاني عشر، على إعلان ضم جورجيا (كارتلي - كاخيتي) إلى الإمبراطورية الروسية، الأمر الذي تم الانتهاء منه بموجب مرسوم في 8 كانون الثاني 1801، [26][27] وأكده القيصر الكسندر الأول في 12 أيلول 1801. رد المبعوث الجورجي في سانت بطرسبورغ بمذكرة احتجاج قدمت إلى الأمير كوراكين نائب المستشار الروسي. في أيار 1801، [28][29] قام الجنرال الروسي كارل هاينريش كنورينغ بعزل وريث العرش الجورجي ديفيد باتونيشفيلي، وشكّل حكومة يرأسها الجنرال ايفان بتروفيتش لاساريف.[30] بيوتر باغراتيون، رجل من طبقة النبلاء الجورجية، انضم إلى الجيش الروسي بعمر 17 كرقيب وصعد في التسلسل العسكري إلى أن أصبح جنرالاً في الحروب النابليونية.
لم تقبل طبقة النبلاء الجورجية بالقرار حتى نيسان 1802 م عندما قام الجنرال كنورينغ بجمعهم في كاتدرائية سيوني تبليسي وأجبرهم على أداء قسم الولاء للتاج الامبراطوري الروسي. أما من عارض فقد اعتقل بصورة مؤقتة.[31]
في صيف عام 1805 م، هزمت القوات الروسية على نهر اسكيراني القريب من زاغام الجيش الفارسي وأنقذت تبليسي من الغزو.
حصلت الإمارات الجورجية الغربية منغريليا وغوريا على الحماية الروسية في بدايات القرن التاسع عشر. وبعد حرب قصيرة خضعت مملكة ايميريتي والحقت من قبل القيصر الروسي الكسندر الأول عام 1810.[32] توفي آخر ملك لايميريتي وآخر حاكم من سلالة باغراتيوني الجورجية سولومون الثاني في المنفى في 1815. نتيجة للحروب العديدة التي خاضتها روسيا ضد تركيا وإيران بين عامي 1803-1878، تم ضم العديد من المناطق المحتلة لأراضي جورجيا. هذه المناطق (باتومي، أخالتسيخه، بوتي، أبخازيا) تمثل الآن جزءا كبيرا من أراضي جورجيا. ألغيت إمارة غوريا في عام 1828، وتلك في ساميغريلو (منغريليا) في 1857. ضمت منطقة سفانيتي تدريجياً في 1857-1859.
ساس 499
ساس 245
ساس 380
ساس 245
ساس 380