نور.. طموح أم انتقام؟
مرسل: الأحد مايو 05, 2013 3:55 pm
عندما يفقد الإنسان التحدي في عمله وحياته، يتحول من مبدع خلاق إلى مؤد فقط, ولا يوقد التحدي في النفس الإنسانية مثل الطموح فهو جذوته ورأس سنامه ووقوده.
.. في اللحظة التي يغادر الطموح, الروح, يتحول الجسد أوتوماتيكيا إلى جثة متحركة تنتظر موعد الدفن, بعد أن فقدت غذاءها الروحي, وفي كل مرحلة من مراحل العمر تختلف الطموحات وتتشكل, وتقابلها صعوبات تختلف عن شبيهاتها في المراحل السابقة أيضا.
يبدأ الطموح بحلم, يرسمه الخيال، كالجنين في بطن أمه، نطفة فعلقة فمضغة ثم عظاما, وهي السلسلة نفسها: حلم، فخيال يتحول إلى طموح، ثم هدف نركض إليه.
.. كل الطموحات تحتاج إلى تحد مع النفس أولا ثم مع أعضاء المسرح الكبير بمعوقاته البشرية وغير البشرية، وإلا لا طعم لها ولا مذاق، وستكون أشبه برجل أعمال يكتب سيرته الذاتية عن نضاله المزعوم في بناء ثروته، وهو الذي ورثها عن أبويه.
أحيانا لا تبرح الأحلام في خيالات البعض الحلم نفسه, وهي بذلك تفرق بين الأذكياء والأغبياء أو العاملين والكسالى كما يقول الكاتب الساخر آرفنج واشنطن: "الفرق بين الأغبياء والأذكياء: أن الأغبياء يملكون حلماً فقط، والأذكياء يملكون حلما ينمو ليصبح هدفاً".
.. الفرنسي الأسطورة زين الدين زيدان, اعتزل اللعب الدولي مع بلاده ثم عاد وارتدى قميص الديوك, وقادهم في مونديال 2006, وشهد النهائي نطحته الشهيرة, سأله صحافي قبيل المونديال: هل بقي شيء لم تحققه يستحق هذه المغامرة؟. لا شك أن الصحافي كان يشير إلى تحقيق زين الدين كل الألقاب, بما فيها المونديال نفسه, لكن زيزو رد بهدوء: "هناك شيء في داخلي لم ينطفئ بعد". وأظنه يقصد بشكل أو آخر أن التحدي الذي يسكنه ما زال مشتعلا.
سائق سيارات الفورمولا الألماني الأسطوري مايكل شوماخر الفائز ببطولة الفئة الأولى سبع مرات, وهل من مجد بقي بعد ذاك؟ اعتزل وبقي أربعة أعوام بعيدا عن حلبات السباق, ثم عاد, استوقفه صحافي وقال متهكما: هل نسيت شيئا في الحلبة وعدت للبحث عنه؟ أجاب مايكل بثقة: اشتقت للحظات الانتصار, وسمعت صوتا في داخلي ينادي فأجبت.
.. الأسطورة مايكل جوردان لاعب كرة السلة الأمريكية, صاحب الأرقام القياسية في كل شيء: هداف الدوري عشر مرات, صاحب أعلى معدل التسجيل في مباراة الواحدة, وفي تاريخ الدوري, أغلى لاعب, أفضل رياضي في جيله. فجأة أعلن الاعتزال في عام 1993, سألوه: لماذا؟ ببساطة قال: "فقدت الرغبة". بعد عامين عاد للعب. سألوه لماذا؟ بالبساطة نفسها أجاب: عادت فعدت.
الأسطورة محمد نور تسكنه هذه الأيام روح الانتقام الشريرة, وهي روح تتلبس ثياب الطموح مرات فتغدر بنا, وتوقعنا في المهالك, تهاجمنا في لحظات الانكسار, منا من يروضها ويكشف خداعها, ومنا من تتملكه. أتفهم ما يمر به أسطورة الاتحاد, وأتفهم ما يسكنه من ألم, وحرقة مبكية, قبل أن يقرر الدفاع عن ألوان أخرى غير صُفرَة الاتحاد, عليه أن يكون صادقا مع نفسه, ويسأل ويجيب: هل ما زال التحدي مشتعلا في داخله, والطموح الحقيقي حاضرا؟ إن أجاب بنعم, فليمض إلى الملعب يتمرن بجد.. وكدّ وسيرد كما يريد, إن رأى أن الجذوة انطفأت, ففي تاريخه ما يسد عين الشمس لا الحساد, وعليه أن يعلق الحذاء ويمضي.. فقد مضى قبله أولون .. وسيتبعه آخرون.
.. في اللحظة التي يغادر الطموح, الروح, يتحول الجسد أوتوماتيكيا إلى جثة متحركة تنتظر موعد الدفن, بعد أن فقدت غذاءها الروحي, وفي كل مرحلة من مراحل العمر تختلف الطموحات وتتشكل, وتقابلها صعوبات تختلف عن شبيهاتها في المراحل السابقة أيضا.
يبدأ الطموح بحلم, يرسمه الخيال، كالجنين في بطن أمه، نطفة فعلقة فمضغة ثم عظاما, وهي السلسلة نفسها: حلم، فخيال يتحول إلى طموح، ثم هدف نركض إليه.
.. كل الطموحات تحتاج إلى تحد مع النفس أولا ثم مع أعضاء المسرح الكبير بمعوقاته البشرية وغير البشرية، وإلا لا طعم لها ولا مذاق، وستكون أشبه برجل أعمال يكتب سيرته الذاتية عن نضاله المزعوم في بناء ثروته، وهو الذي ورثها عن أبويه.
أحيانا لا تبرح الأحلام في خيالات البعض الحلم نفسه, وهي بذلك تفرق بين الأذكياء والأغبياء أو العاملين والكسالى كما يقول الكاتب الساخر آرفنج واشنطن: "الفرق بين الأغبياء والأذكياء: أن الأغبياء يملكون حلماً فقط، والأذكياء يملكون حلما ينمو ليصبح هدفاً".
.. الفرنسي الأسطورة زين الدين زيدان, اعتزل اللعب الدولي مع بلاده ثم عاد وارتدى قميص الديوك, وقادهم في مونديال 2006, وشهد النهائي نطحته الشهيرة, سأله صحافي قبيل المونديال: هل بقي شيء لم تحققه يستحق هذه المغامرة؟. لا شك أن الصحافي كان يشير إلى تحقيق زين الدين كل الألقاب, بما فيها المونديال نفسه, لكن زيزو رد بهدوء: "هناك شيء في داخلي لم ينطفئ بعد". وأظنه يقصد بشكل أو آخر أن التحدي الذي يسكنه ما زال مشتعلا.
سائق سيارات الفورمولا الألماني الأسطوري مايكل شوماخر الفائز ببطولة الفئة الأولى سبع مرات, وهل من مجد بقي بعد ذاك؟ اعتزل وبقي أربعة أعوام بعيدا عن حلبات السباق, ثم عاد, استوقفه صحافي وقال متهكما: هل نسيت شيئا في الحلبة وعدت للبحث عنه؟ أجاب مايكل بثقة: اشتقت للحظات الانتصار, وسمعت صوتا في داخلي ينادي فأجبت.
.. الأسطورة مايكل جوردان لاعب كرة السلة الأمريكية, صاحب الأرقام القياسية في كل شيء: هداف الدوري عشر مرات, صاحب أعلى معدل التسجيل في مباراة الواحدة, وفي تاريخ الدوري, أغلى لاعب, أفضل رياضي في جيله. فجأة أعلن الاعتزال في عام 1993, سألوه: لماذا؟ ببساطة قال: "فقدت الرغبة". بعد عامين عاد للعب. سألوه لماذا؟ بالبساطة نفسها أجاب: عادت فعدت.
الأسطورة محمد نور تسكنه هذه الأيام روح الانتقام الشريرة, وهي روح تتلبس ثياب الطموح مرات فتغدر بنا, وتوقعنا في المهالك, تهاجمنا في لحظات الانكسار, منا من يروضها ويكشف خداعها, ومنا من تتملكه. أتفهم ما يمر به أسطورة الاتحاد, وأتفهم ما يسكنه من ألم, وحرقة مبكية, قبل أن يقرر الدفاع عن ألوان أخرى غير صُفرَة الاتحاد, عليه أن يكون صادقا مع نفسه, ويسأل ويجيب: هل ما زال التحدي مشتعلا في داخله, والطموح الحقيقي حاضرا؟ إن أجاب بنعم, فليمض إلى الملعب يتمرن بجد.. وكدّ وسيرد كما يريد, إن رأى أن الجذوة انطفأت, ففي تاريخه ما يسد عين الشمس لا الحساد, وعليه أن يعلق الحذاء ويمضي.. فقد مضى قبله أولون .. وسيتبعه آخرون.