صناعة النجوم في الاعلام
مرسل: الأحد مايو 05, 2013 5:34 pm
أحمد بو شهاب
سأتكلم اليوم عن صناعة النجوم وكيفية إدارتها.. أخبرتكم أن الإعلام يستطيع تحقيق ما لا تستطيع القنابل والصواريخ أن تحققه.
لا يتخيل أحد أن النجوم البارزين على الفضائيات في عهد الرئيس المخلوع مبارك كانوا، وما زالوا، صناعة أمنية في الإعلام.. حدّث ولا حرج عن الأسماء الإعلامية البارزة التي يتابعها الكثيرين، ومخدوعين فيها للأسف الشديد.. وما زالوا يمارسون وظيفتهم هذه كموهبة تربّوا عليها، وتم إثقال إمكانياتهم بدورات إعلامية مكثفة، رغم عدم دراستهم للإعلام، بجانب أنهم موهومين بأن دورهم لم ينته بتقمصهم المشين، وليس عندهم أدنى شك أن جمهور الشعب المصري فهم اللعبة جيدًا، فيما يحاك من حوله بعد نجاح الثورة في مصر، ويدل أيضًا على حبهم وعبوديتهم الكبيرة للشهرة والظهور في وسائل الإعلام.. فلقد انكشفت الوجوه..
أغلب الأنظمة الفاسدة التي تربت على الاستبداد، على مستوى العالم، يجب أن يكون لديها مسلسل "تمثيلية" أو مسرحية هزلية يتم صناعتها أمام الجميع في الإقليم أو خارج الإقليم .. للكذب وتضليل الشعوب.. حتى يتبادر لدى الآخرين أن هذا النظام له باع كبير في السياسة، ويستطيع السيطرة على الدولة، ويمتلك من الدهاء والقدرات العالية في إدارة البلاد، فى حين أنه لا يملك أي شيء سوى تقمص الأدوار.
تبدأ خطة السيطرة على الشعوب من خلال استثمار الإعلام لخدمة الأنظمة الفاسدة، وذلك باختيار رموز إعلامية لها تاريخ سيء، ويتم السيطرة عليها، مثلما كان يفعل صفوت الشريف وزير إعلام مبارك المخلوع، ويتم تلميعها إعلاميًا بطريقة ما، يتم الاتفاق عليها بشكل مكذوب وخدّاع، حتى تخوض العملية الإعلامية للسيطرة على عقول الشعوب من خلال لجان إعلامية مدربة بكفاءة عالية، قادرة على وضع خطة لكل إعلامي بارز، من حيث المتابعة والإعداد والتنفيذ وطريقة الأداء الصوتي وطريقة اللبس وطريقة المكياج واختيار ديكور البرنامج وتكلفته وتجهيز أفراد عاديين للاتصال بالتليفون في وسط البرنامج للمداخلة، والاستفسار عن مواضيع يتم الاتفاق عليها، لجذب أنظار المشاهدين وأيضا يتم افتعال مشكلة ما على الهواء مباشرة أمام المشاهدين، لتضخيم الموقف، ويتم التركيز على هؤلاء الشخصيات التي يتم إبرازهم إعلاميًا؛ بحيث ينتهج كل واحد منهم طريقة خاصة في التعامل مع العقول التي تشاهده بطريقة مدروسة.
مثال.. توفيق عكاشة، في قناة الفراعين، أسلوبه فيه تهجم وأحيانا قلة أدب متعمدة، ويتكلم بصورة فلاح تارة وصعيدة تارة، وكأنه لا يفقه شيء، رغم أن توفيق عكاشة دكتور مثقف، ورأيته في أكثر من حديث تليفزيوني هادئ الأعصاب ويتكلم برجولة.. يعنى ما اقصده أنه يفهم جيداً ما يفعله، وليس إنسان غبي مثلما يشاع بين كثير من الناس.. وكنت أستشعر أنه مدرب بصورة كبيرة جدا في التعامل مع الكاميرا التي لا يفقه شيء عنها إعلاميًا سوى أنه يجلس إمام الكاميرا ويتحدث فقط.
هناك جهات أمنية لها دور كبير جدا في صناعة توفيق عكاشة.. واستطاع أن يؤثر في شريحة كبار السن من الرجال والنساء؛ لأنه موجه لتلك الشريحة من المجتمع وبعض من الشباب تأثر به أيضا ...ويسكن بجواري رجل عجوز سألته في إحدى المرات: هل تصدق ما يقوله توفيق عكاشة في التليفزيون؟ رد عليا قائلا: نعم أصدقه فكل ما يقوله حقيقة!!
صدمني فى رده، وكما أخبرتكم من قبل أن الشعوب العربية تربت على أن كل ما يقال في الإعلام عبر الفضائيات فهو حقيقة، ولا تستطيع أن تميز بين التضليل الإعلامي أو الحقيقة الإعلامية. ويجب توعية الشعب على ذلك.
طالعتنا الأخبار قبل الثورة في كل الجرائد والمواقع الإلكترونية وخاصة في جريدة الدستور وهى تحكى لنا ما فعله إبراهيم عيسى ضد الرئيس المخلوع مبارك آنذاك ..قال إيه بحجة إن إبراهيم عيسى قام بنقد مبارك .. ومهاجمته والتهجم على صحته.. عندما تحدث في أشياء كثيرة خاصة بصحة الرئيس مبارك ..وفجأة يتم تحويل إبراهيم عيسى للقضاء وحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق وفجأة أيضا صدور حكم ضده وفجأة يصدر عفو من القصر الرئاسي.. إمضاءً من مبارك بالعفو عن إبراهيم عيسى.. وقبل النطق بالحكم.. نرى إبراهيم عيسى يتصدر كل مانشتات الجرائد الرسمية وغير الرسمية، وجريدة الدستور تطرح صورة كاملة في إحدى صفحاتها للمناضل إبراهيم عيسى كأنه قائد ثورة المعارضة.. وللأسف عندما نظرت للصورة لم أجد إلا النصب والاحتيال والغباء في عينيه ونظراته، وشعرت بمدى الاستغفال الذي تطرحه الحكومة للشعب المصري ونحن نقبله دون ادني اعتراض.
أرادو إثارة الرأي العام في هذا الوقت حتى يصنعوا بطلا من ورق؛ ليخدم مصالحهم فيما بعد.. والدليل على ذلك ما يحدث من رد فعل لإبراهيم عيسى تجاه النظام الحالي الذي أختاره الشعب.. لو أن إبراهيم عيسى فعلا على خلاف مع مبارك.. ما كان تحدث عن مبارك وتمنى رجوعه، وما كان ضد الثورة الآن.. ولكنى أعتقد أن إبراهيم عيسى نسي أنه كانت هناك تمثيلية قبل الثورة ليخدع الشعب المصري في نقده ومعارضته لمبارك وأسرته (أنساه الله ليفضحه). يا سادة المصالح لها دور كبير جدا.
تلجأ الحكومات الفاسدة دائما لإشغال الرأي العام عندما تريد تمرير قانون ما، أو تريد إرباك الشعوب لتبرير قانون الطوارئ مثلاً، وأحياناً تلجأ إلى القتل والانفجارات، لتضيق الخناق على الشعب حتى يلزم كل واحد منا بيته، ولا يخرج ولا يفكر في الاحتجاج ضد إهانة كرامته.
لو يتذكر البعض منكم أخر حادثة انفجار قنبلة حدثت في منطقة الحسين في عام 2005 واهتزت يومها مصر لما حدث وبعدها بأيام تم إطلاق الرصاص على بعض من السياح إمام قلعة صلاح الدين.. وتم قتل مطلق الرصاص .. وأيضا إلقاء قنبلة من أعلى كوبري أكتوبر بميدان التحرير على وفد سياحي، وللأسف انفجرت أثناء إلقائها في صاحبها.. وأصابت صاحبها، والسياح، حتى يقال إنه منتحر.. كل هذا كان أيضا تمثيلية هزلية لإشغال الرؤى العام لأن في هذه الفترة ساد الهدوء على أرجاء مصر، ولم نسمع عن أية انفجارات أو حادثة تهز مصر، وكاد الناس لا يصدقون أن الوضع في مصر هادئ.
وكان حبيب العادلي يتحكم بكل وضع أمني في مصر؛ بحيث استطاع أن يلجم كل الخلايا الإجرامية التي ضده وبدأ يستعملها في إرهاب الشعب المصري ليمكن لحكم مبارك، ويمكن لتوريث جمال مبارك بعده.. وعندما يحدث الانفجار يذهب حبيب العادل بصفته وزير الداخلية ليتفقد مكان الحادث.. ويمشى يمينا ويسارا ويتوقع كيف كان يتحرك الجاني بعد إلقاء القنبلة في المكان.. حتى يعطينا إحساس أن الحس الأمني لديه قوى جدا.. ونحن لا نعلم أنه هو المخطط الرئيسي لإحداث هذه الفوضى، وعلى دراية بكل ما يحدث في الانفجار لحظة بلحظة.. ويتم تصوير العملية له.
وأيضا أكدت كل المصادر والمحللين أنه المدبر الرئيسي لحادثة تفجير كنيسة مارى جرجس بالإسكندرية .. واتضح أن الانتحاري الذي لفقوا له التهمة كان أخرس وأطرش .. أعتقد أنهم جاءوا به رغم أنفه ووضعوه في السيارة الملغمة وتم تفجير السيارة عن بعد .. حقائق كثيرة سيكشفها التاريخ ... وسنعرفها أمام رب العزة جل وعلا .. ولكن هيهات..
وفي هذه الأيام، الكثير منكم يتابع بجدية ما يحدث بين مرتضى منصور وباسم يوسف من تلاسن بالألفاظ السيئة ولقاءات فضائية لمرتضى منصور يرد بكل ما أوتيا من قوة، ويرد عليه باسم يوسف تارة أخرى أيضا بنفس الأسلوب .. هذه تمثيلية ممنهجة يا سادة، يريدون بها لفت الأنظار إليهم لكسب الرؤى العام، ومحاولة منهم لإرجاع مرتضى منصور بقوة للفضائيات وللجمهور، وحتى يتصدر المشهد في الفترة القادمة، ولأنهم يتوقعون مثول باسم يوسف أمام القضاء عند تحويله لتحقيق بقرار من النائب العام، نتيجة للقضايا المرفوعة ضده، من إهانة رئيس الجمهورية، وازدراء الأديان.
أريد أن ألفت نظركم لنقاط مهمة جدا:
1 - لاحظوا ظهور مرتضى منصور على الكثير من الفضائيات رغم لسانه السليط وكيف يتحدثون إليه وعدم منعه رغم إن ذلك يتنافى مع لوائح القنوات الفضائية.
2 - السماح لمرتضى منصور بمداخلات تليفونية لبعض من الفضائيات و مواصلة حديثه دون انقطاع رغم ألفاظه السيئة التي يتحدث بها، وعدم مقاطعته، يدل على أن هناك ترتيب لهذه المداخلة التليفونية.
3 - أين اختفى مرتضى منصور عندما تم اتهامه في موقعة الجمل ولم نسمع له صوتا على مدار سنة كاملة، ولم يره أحد على الفضائيات، لأن الموضوع كان حقيقيا واتهامه في قتل الثوار في موقعة الجمل حقيقيا .. وهو يعلم ذلك جيداً، وهناك اعترافات ضده، وهناك احتمال كبير أن تتم محاكمته، لولا القضاء الشامخ في مصر .. ما أقصده في هذا الحدث أن الأمر يتعلق بحقيقة ما تحدث .. وهذا سبب في اختفاءه.
4 - ظهور مرتضى منصور وإصرار القنوات الفضائية على تلميعه يؤكد أنهم يريدون إعادة مرتضى منصور للساحة الإعلامية وإعطائه فرصة أخرى، ولكن كبيرة، حتى ترجع ثقة الشعب فيه، حتى يلعب دورا في الفترة القادمة، يتم التجهيز له حالياً. ما هو؟ ستكشفه الأيام القادمة لنا.
5 - باسم يوسف يعتبر الآن ورقة محروقة، وسوف يتم إقصائه قريباً، ما دام مرتضى منصور ظهر في الوقت الراهن لإضعافه، ولكنى أتوقع أن يصبح باسم يوسف نجم شباك، ونجده ضمن أبطال فيلم سينمائي قريباً.. هذه توقعاتي للوضع الراهن.
6 - هل رأيتم أحد في مصر أو في الوطن العربي يحب مرتضى منصور.. إطلاقاً لن تجدوا لأنكم تعلمون جيداً صفاته التي تشاهدونها عبر الفضائيات.
7 – سكوت مرتضى منصور عن إهانته التي كان يوجهها باسم يوسف.. وعدم رد باسم يوسف عليه.. شىء غريب!
صناعة النجوم تعتبر أهم عناصر جهاز الموساد والمخابرات المركزية في أمريكا وفى أوروبا ولقد تعلمت الأنظمة العربية هذا الأمر الغاية في الأهمية منذ عقود لأنها كانت لا تلقى له أي اهتمام.
باسم يوسف - صنيعة الجهات الأمنية - يلعب بالأعصاب عن طريق السخرية التي يستخدمها وهو يقلد المذيع الأمريكي المخابراتي أيضاً جون ستيورات؛ حيث بدء الثاني يوجه رسائل للمصريين عن طريق برنامجه.
لو تم استثمار نجوم الإعلام في صناعة إعلام محايد يخدم مؤسسات الدولة.. ليس في ذلك ضير ..ولكن إذا تم استخدام الإعلام في صناعة نجوم يكون لها مآرب أخرى كإثارة الفتنة والبلبلة وتحيد الشعوب وإطلاق الشائعات والتلون بكل ما هو مناسب في الوضع الراهن .. فهذا غير مقبول بالمرة ولن نسمح بتنفيذه مرة أخرى على أرض الواقع.
المشكلة الكبيرة التي تواجهنا الآن هو عدم امتلاكنا "حائط صد إعلامي" يوازى الإعلام القائم الذي يحاول هدم كل مؤسسات الدولة من خلال التضليل الإعلامي وإرباك مؤسسة الرئاسة بالإشاعات.
هل تتخيل أن الإبراشي كان يعمل ضابط أمن دولة وتم صناعته من جهات أمنية حتى يكون إعلاميا ناجحا يخدم إعلامياً على أرض الواقع ويتم توجيهه.. هل تذكرون برنامجه الذي كان يوهمنا أنه يهاجم الحكومة في عصر الرئيس المخلوع مبارك.. وتتحدث القنوات الفضائية والجرائد والمواقع الالكترونية أنه ممنوع من الظهور وسيتم التحقيق معه.. هذه إعادة لصناعة بطل إعلامي من ورق يا سادة .. أذكر في الثلاثة أسابيع الأولى في بداية الثورة قبل تنحى المخلوع مبارك ...كان وائل الإبراشى ينزل ميدان التحرير وكنت أقف على مقربة منه حتى أسمع مثل الباقي ماذا يقول للثوار في ميدان التحرير، كنت في تركيز كبير جدا معه أثناء حديثه مع الشباب.. لم يقل شيئا .. كان الشباب ينقلوا له شعورهم تجاه ما يحدث وردود أفعال الفضائيات .. كان وائل الإبراشى يستمع بكل إنصات لهم وهم لا يعلمون شيء سوى أنهم يقفون مع وائل الإبراشى النجم الإعلامي المعروف .. كان لا يتكلم في شيء سوى انه ينصت ويؤكد كلام من يتكلم .. لأني أعلم جيدًا أنه ينزل ميدان التحرير حتى ينقل الصورة الطبيعية لكل ما يحدث للجهات الأمنية..
كل ما انقله لكم وأكتبه الآن لتقرءوه وأتوقعه وأتحدث به .. كلها أحاسيس كنت أستشعرها وأسجلها في ورقة حتى أخرجها في يوم من الأيام ليفهمها العالم.. المؤمن يرى بنور الله .. اتقوا فراسة المؤمن.
الطريق طويل وصعب ويحتاج منا الأخذ بكل الأسباب الممكنة للنجاح، والتقرب لله عز وجل كثيرًا، ويحتاج صبر ودعاء وصلاة حتى تصل أهدافنا ورسالتنا السامية للعالم كله.. فلا تيأسوا، إنما النصر من عند الله يعطيه الله عز وجل للمؤمنين الصادقين والصابرين في السراء والضراء.
النجوم الذين يتم صناعتهم لخدمة الدولة المستبدة وديكتاتورية طاغية تريد أن تحكم بالقوة دون النظر لما يعانيه الشعب، هذه شخصيات باعت نفسها للشيطان من اجل مكتسبات شخصية وتربح.. الله يراهم وسوف ينتقم منهم يوماً ما، فلا تتعجلوا النصر .. فهو قادم لا محالة!
سأتكلم اليوم عن صناعة النجوم وكيفية إدارتها.. أخبرتكم أن الإعلام يستطيع تحقيق ما لا تستطيع القنابل والصواريخ أن تحققه.
لا يتخيل أحد أن النجوم البارزين على الفضائيات في عهد الرئيس المخلوع مبارك كانوا، وما زالوا، صناعة أمنية في الإعلام.. حدّث ولا حرج عن الأسماء الإعلامية البارزة التي يتابعها الكثيرين، ومخدوعين فيها للأسف الشديد.. وما زالوا يمارسون وظيفتهم هذه كموهبة تربّوا عليها، وتم إثقال إمكانياتهم بدورات إعلامية مكثفة، رغم عدم دراستهم للإعلام، بجانب أنهم موهومين بأن دورهم لم ينته بتقمصهم المشين، وليس عندهم أدنى شك أن جمهور الشعب المصري فهم اللعبة جيدًا، فيما يحاك من حوله بعد نجاح الثورة في مصر، ويدل أيضًا على حبهم وعبوديتهم الكبيرة للشهرة والظهور في وسائل الإعلام.. فلقد انكشفت الوجوه..
أغلب الأنظمة الفاسدة التي تربت على الاستبداد، على مستوى العالم، يجب أن يكون لديها مسلسل "تمثيلية" أو مسرحية هزلية يتم صناعتها أمام الجميع في الإقليم أو خارج الإقليم .. للكذب وتضليل الشعوب.. حتى يتبادر لدى الآخرين أن هذا النظام له باع كبير في السياسة، ويستطيع السيطرة على الدولة، ويمتلك من الدهاء والقدرات العالية في إدارة البلاد، فى حين أنه لا يملك أي شيء سوى تقمص الأدوار.
تبدأ خطة السيطرة على الشعوب من خلال استثمار الإعلام لخدمة الأنظمة الفاسدة، وذلك باختيار رموز إعلامية لها تاريخ سيء، ويتم السيطرة عليها، مثلما كان يفعل صفوت الشريف وزير إعلام مبارك المخلوع، ويتم تلميعها إعلاميًا بطريقة ما، يتم الاتفاق عليها بشكل مكذوب وخدّاع، حتى تخوض العملية الإعلامية للسيطرة على عقول الشعوب من خلال لجان إعلامية مدربة بكفاءة عالية، قادرة على وضع خطة لكل إعلامي بارز، من حيث المتابعة والإعداد والتنفيذ وطريقة الأداء الصوتي وطريقة اللبس وطريقة المكياج واختيار ديكور البرنامج وتكلفته وتجهيز أفراد عاديين للاتصال بالتليفون في وسط البرنامج للمداخلة، والاستفسار عن مواضيع يتم الاتفاق عليها، لجذب أنظار المشاهدين وأيضا يتم افتعال مشكلة ما على الهواء مباشرة أمام المشاهدين، لتضخيم الموقف، ويتم التركيز على هؤلاء الشخصيات التي يتم إبرازهم إعلاميًا؛ بحيث ينتهج كل واحد منهم طريقة خاصة في التعامل مع العقول التي تشاهده بطريقة مدروسة.
مثال.. توفيق عكاشة، في قناة الفراعين، أسلوبه فيه تهجم وأحيانا قلة أدب متعمدة، ويتكلم بصورة فلاح تارة وصعيدة تارة، وكأنه لا يفقه شيء، رغم أن توفيق عكاشة دكتور مثقف، ورأيته في أكثر من حديث تليفزيوني هادئ الأعصاب ويتكلم برجولة.. يعنى ما اقصده أنه يفهم جيداً ما يفعله، وليس إنسان غبي مثلما يشاع بين كثير من الناس.. وكنت أستشعر أنه مدرب بصورة كبيرة جدا في التعامل مع الكاميرا التي لا يفقه شيء عنها إعلاميًا سوى أنه يجلس إمام الكاميرا ويتحدث فقط.
هناك جهات أمنية لها دور كبير جدا في صناعة توفيق عكاشة.. واستطاع أن يؤثر في شريحة كبار السن من الرجال والنساء؛ لأنه موجه لتلك الشريحة من المجتمع وبعض من الشباب تأثر به أيضا ...ويسكن بجواري رجل عجوز سألته في إحدى المرات: هل تصدق ما يقوله توفيق عكاشة في التليفزيون؟ رد عليا قائلا: نعم أصدقه فكل ما يقوله حقيقة!!
صدمني فى رده، وكما أخبرتكم من قبل أن الشعوب العربية تربت على أن كل ما يقال في الإعلام عبر الفضائيات فهو حقيقة، ولا تستطيع أن تميز بين التضليل الإعلامي أو الحقيقة الإعلامية. ويجب توعية الشعب على ذلك.
طالعتنا الأخبار قبل الثورة في كل الجرائد والمواقع الإلكترونية وخاصة في جريدة الدستور وهى تحكى لنا ما فعله إبراهيم عيسى ضد الرئيس المخلوع مبارك آنذاك ..قال إيه بحجة إن إبراهيم عيسى قام بنقد مبارك .. ومهاجمته والتهجم على صحته.. عندما تحدث في أشياء كثيرة خاصة بصحة الرئيس مبارك ..وفجأة يتم تحويل إبراهيم عيسى للقضاء وحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق وفجأة أيضا صدور حكم ضده وفجأة يصدر عفو من القصر الرئاسي.. إمضاءً من مبارك بالعفو عن إبراهيم عيسى.. وقبل النطق بالحكم.. نرى إبراهيم عيسى يتصدر كل مانشتات الجرائد الرسمية وغير الرسمية، وجريدة الدستور تطرح صورة كاملة في إحدى صفحاتها للمناضل إبراهيم عيسى كأنه قائد ثورة المعارضة.. وللأسف عندما نظرت للصورة لم أجد إلا النصب والاحتيال والغباء في عينيه ونظراته، وشعرت بمدى الاستغفال الذي تطرحه الحكومة للشعب المصري ونحن نقبله دون ادني اعتراض.
أرادو إثارة الرأي العام في هذا الوقت حتى يصنعوا بطلا من ورق؛ ليخدم مصالحهم فيما بعد.. والدليل على ذلك ما يحدث من رد فعل لإبراهيم عيسى تجاه النظام الحالي الذي أختاره الشعب.. لو أن إبراهيم عيسى فعلا على خلاف مع مبارك.. ما كان تحدث عن مبارك وتمنى رجوعه، وما كان ضد الثورة الآن.. ولكنى أعتقد أن إبراهيم عيسى نسي أنه كانت هناك تمثيلية قبل الثورة ليخدع الشعب المصري في نقده ومعارضته لمبارك وأسرته (أنساه الله ليفضحه). يا سادة المصالح لها دور كبير جدا.
تلجأ الحكومات الفاسدة دائما لإشغال الرأي العام عندما تريد تمرير قانون ما، أو تريد إرباك الشعوب لتبرير قانون الطوارئ مثلاً، وأحياناً تلجأ إلى القتل والانفجارات، لتضيق الخناق على الشعب حتى يلزم كل واحد منا بيته، ولا يخرج ولا يفكر في الاحتجاج ضد إهانة كرامته.
لو يتذكر البعض منكم أخر حادثة انفجار قنبلة حدثت في منطقة الحسين في عام 2005 واهتزت يومها مصر لما حدث وبعدها بأيام تم إطلاق الرصاص على بعض من السياح إمام قلعة صلاح الدين.. وتم قتل مطلق الرصاص .. وأيضا إلقاء قنبلة من أعلى كوبري أكتوبر بميدان التحرير على وفد سياحي، وللأسف انفجرت أثناء إلقائها في صاحبها.. وأصابت صاحبها، والسياح، حتى يقال إنه منتحر.. كل هذا كان أيضا تمثيلية هزلية لإشغال الرؤى العام لأن في هذه الفترة ساد الهدوء على أرجاء مصر، ولم نسمع عن أية انفجارات أو حادثة تهز مصر، وكاد الناس لا يصدقون أن الوضع في مصر هادئ.
وكان حبيب العادلي يتحكم بكل وضع أمني في مصر؛ بحيث استطاع أن يلجم كل الخلايا الإجرامية التي ضده وبدأ يستعملها في إرهاب الشعب المصري ليمكن لحكم مبارك، ويمكن لتوريث جمال مبارك بعده.. وعندما يحدث الانفجار يذهب حبيب العادل بصفته وزير الداخلية ليتفقد مكان الحادث.. ويمشى يمينا ويسارا ويتوقع كيف كان يتحرك الجاني بعد إلقاء القنبلة في المكان.. حتى يعطينا إحساس أن الحس الأمني لديه قوى جدا.. ونحن لا نعلم أنه هو المخطط الرئيسي لإحداث هذه الفوضى، وعلى دراية بكل ما يحدث في الانفجار لحظة بلحظة.. ويتم تصوير العملية له.
وأيضا أكدت كل المصادر والمحللين أنه المدبر الرئيسي لحادثة تفجير كنيسة مارى جرجس بالإسكندرية .. واتضح أن الانتحاري الذي لفقوا له التهمة كان أخرس وأطرش .. أعتقد أنهم جاءوا به رغم أنفه ووضعوه في السيارة الملغمة وتم تفجير السيارة عن بعد .. حقائق كثيرة سيكشفها التاريخ ... وسنعرفها أمام رب العزة جل وعلا .. ولكن هيهات..
وفي هذه الأيام، الكثير منكم يتابع بجدية ما يحدث بين مرتضى منصور وباسم يوسف من تلاسن بالألفاظ السيئة ولقاءات فضائية لمرتضى منصور يرد بكل ما أوتيا من قوة، ويرد عليه باسم يوسف تارة أخرى أيضا بنفس الأسلوب .. هذه تمثيلية ممنهجة يا سادة، يريدون بها لفت الأنظار إليهم لكسب الرؤى العام، ومحاولة منهم لإرجاع مرتضى منصور بقوة للفضائيات وللجمهور، وحتى يتصدر المشهد في الفترة القادمة، ولأنهم يتوقعون مثول باسم يوسف أمام القضاء عند تحويله لتحقيق بقرار من النائب العام، نتيجة للقضايا المرفوعة ضده، من إهانة رئيس الجمهورية، وازدراء الأديان.
أريد أن ألفت نظركم لنقاط مهمة جدا:
1 - لاحظوا ظهور مرتضى منصور على الكثير من الفضائيات رغم لسانه السليط وكيف يتحدثون إليه وعدم منعه رغم إن ذلك يتنافى مع لوائح القنوات الفضائية.
2 - السماح لمرتضى منصور بمداخلات تليفونية لبعض من الفضائيات و مواصلة حديثه دون انقطاع رغم ألفاظه السيئة التي يتحدث بها، وعدم مقاطعته، يدل على أن هناك ترتيب لهذه المداخلة التليفونية.
3 - أين اختفى مرتضى منصور عندما تم اتهامه في موقعة الجمل ولم نسمع له صوتا على مدار سنة كاملة، ولم يره أحد على الفضائيات، لأن الموضوع كان حقيقيا واتهامه في قتل الثوار في موقعة الجمل حقيقيا .. وهو يعلم ذلك جيداً، وهناك اعترافات ضده، وهناك احتمال كبير أن تتم محاكمته، لولا القضاء الشامخ في مصر .. ما أقصده في هذا الحدث أن الأمر يتعلق بحقيقة ما تحدث .. وهذا سبب في اختفاءه.
4 - ظهور مرتضى منصور وإصرار القنوات الفضائية على تلميعه يؤكد أنهم يريدون إعادة مرتضى منصور للساحة الإعلامية وإعطائه فرصة أخرى، ولكن كبيرة، حتى ترجع ثقة الشعب فيه، حتى يلعب دورا في الفترة القادمة، يتم التجهيز له حالياً. ما هو؟ ستكشفه الأيام القادمة لنا.
5 - باسم يوسف يعتبر الآن ورقة محروقة، وسوف يتم إقصائه قريباً، ما دام مرتضى منصور ظهر في الوقت الراهن لإضعافه، ولكنى أتوقع أن يصبح باسم يوسف نجم شباك، ونجده ضمن أبطال فيلم سينمائي قريباً.. هذه توقعاتي للوضع الراهن.
6 - هل رأيتم أحد في مصر أو في الوطن العربي يحب مرتضى منصور.. إطلاقاً لن تجدوا لأنكم تعلمون جيداً صفاته التي تشاهدونها عبر الفضائيات.
7 – سكوت مرتضى منصور عن إهانته التي كان يوجهها باسم يوسف.. وعدم رد باسم يوسف عليه.. شىء غريب!
صناعة النجوم تعتبر أهم عناصر جهاز الموساد والمخابرات المركزية في أمريكا وفى أوروبا ولقد تعلمت الأنظمة العربية هذا الأمر الغاية في الأهمية منذ عقود لأنها كانت لا تلقى له أي اهتمام.
باسم يوسف - صنيعة الجهات الأمنية - يلعب بالأعصاب عن طريق السخرية التي يستخدمها وهو يقلد المذيع الأمريكي المخابراتي أيضاً جون ستيورات؛ حيث بدء الثاني يوجه رسائل للمصريين عن طريق برنامجه.
لو تم استثمار نجوم الإعلام في صناعة إعلام محايد يخدم مؤسسات الدولة.. ليس في ذلك ضير ..ولكن إذا تم استخدام الإعلام في صناعة نجوم يكون لها مآرب أخرى كإثارة الفتنة والبلبلة وتحيد الشعوب وإطلاق الشائعات والتلون بكل ما هو مناسب في الوضع الراهن .. فهذا غير مقبول بالمرة ولن نسمح بتنفيذه مرة أخرى على أرض الواقع.
المشكلة الكبيرة التي تواجهنا الآن هو عدم امتلاكنا "حائط صد إعلامي" يوازى الإعلام القائم الذي يحاول هدم كل مؤسسات الدولة من خلال التضليل الإعلامي وإرباك مؤسسة الرئاسة بالإشاعات.
هل تتخيل أن الإبراشي كان يعمل ضابط أمن دولة وتم صناعته من جهات أمنية حتى يكون إعلاميا ناجحا يخدم إعلامياً على أرض الواقع ويتم توجيهه.. هل تذكرون برنامجه الذي كان يوهمنا أنه يهاجم الحكومة في عصر الرئيس المخلوع مبارك.. وتتحدث القنوات الفضائية والجرائد والمواقع الالكترونية أنه ممنوع من الظهور وسيتم التحقيق معه.. هذه إعادة لصناعة بطل إعلامي من ورق يا سادة .. أذكر في الثلاثة أسابيع الأولى في بداية الثورة قبل تنحى المخلوع مبارك ...كان وائل الإبراشى ينزل ميدان التحرير وكنت أقف على مقربة منه حتى أسمع مثل الباقي ماذا يقول للثوار في ميدان التحرير، كنت في تركيز كبير جدا معه أثناء حديثه مع الشباب.. لم يقل شيئا .. كان الشباب ينقلوا له شعورهم تجاه ما يحدث وردود أفعال الفضائيات .. كان وائل الإبراشى يستمع بكل إنصات لهم وهم لا يعلمون شيء سوى أنهم يقفون مع وائل الإبراشى النجم الإعلامي المعروف .. كان لا يتكلم في شيء سوى انه ينصت ويؤكد كلام من يتكلم .. لأني أعلم جيدًا أنه ينزل ميدان التحرير حتى ينقل الصورة الطبيعية لكل ما يحدث للجهات الأمنية..
كل ما انقله لكم وأكتبه الآن لتقرءوه وأتوقعه وأتحدث به .. كلها أحاسيس كنت أستشعرها وأسجلها في ورقة حتى أخرجها في يوم من الأيام ليفهمها العالم.. المؤمن يرى بنور الله .. اتقوا فراسة المؤمن.
الطريق طويل وصعب ويحتاج منا الأخذ بكل الأسباب الممكنة للنجاح، والتقرب لله عز وجل كثيرًا، ويحتاج صبر ودعاء وصلاة حتى تصل أهدافنا ورسالتنا السامية للعالم كله.. فلا تيأسوا، إنما النصر من عند الله يعطيه الله عز وجل للمؤمنين الصادقين والصابرين في السراء والضراء.
النجوم الذين يتم صناعتهم لخدمة الدولة المستبدة وديكتاتورية طاغية تريد أن تحكم بالقوة دون النظر لما يعانيه الشعب، هذه شخصيات باعت نفسها للشيطان من اجل مكتسبات شخصية وتربح.. الله يراهم وسوف ينتقم منهم يوماً ما، فلا تتعجلوا النصر .. فهو قادم لا محالة!