مفهوم القيادة في الاسلام
مرسل: الأحد مايو 05, 2013 7:31 pm
أولاً : تعريف القيادة
القيادة هي «عملية تحريك مجموعة من الناس باتجاه محدد ومخطط وذلك بتحفيزهم على العمل باختيارهم». والقيادة الناجحة تحرك الناس في الاتجاه الذي يحقق مصالحهم على المدى البعيد. وقد يكون ذلك اتجاهاً عاماً مثل نشر الدعوة الاسلامية في العالم، أو اتجاهاً محدداً مثل عقد مؤتمر يتناول قضية معينة. ومهما كان الامر، فان الوسائل والغايات يجب أن تخدم المصالح الكبرى للناس المعنيين حاضراً وعلى المدى البعيد.
والقيادة دور وعملية تهدف الى التأثير في الاخرين. والشخص القيادي هو الذي يحتل مرتبة معينة في المجموعة ويتوقع منه تأدية عمله باسلوب يتناسق مع تلك المرتبة. والقائد هو الذي ينتظر منه ممارسة دور مؤثر في تحديد وانجاز اهداف الجماعة. والقائد الامين هو الذي يقود فعلاً وليس الشخص الذي يناور ليتزعم الناس.
ويمكن فهم ظاهرة القيادة بناءً على المفاهيم الاساسية التالية:
1 - القيادة قوة تتدفق بين القادة والافراد بطريقة مبهمة يترتب عليها توجيه طاقات الافراد باسلوب متناسق ومتناغم باتجاه الاهداف التي حددها القادة. والسعي لتحقيق هدف معين والمحافظة عليه هو مبعث رضى مشترك لكل من القادة والافراد في آن واحد.
2 - وهي قوة تتفاعل - أخذاً وعطاءً - مع محيطها وبيئتها وجوها الذي تعمل فيه، فهي لا تتحرك في الفراغ وانما حسب المعطيات القائمة.
3 - وهي قوة دائبة الفعالية والحركة لا تتوقف. قد ترتفع درجة نشاطها وكثافتها ومداها وقد تنخفض. لكنها لا تهمد، فهي اما موجودة بفاعلية أو غير موجودة على الاطلاق.
4 - والقيادة توظيف المبادىء والوسائل والاساليب من اجل غايات واضحة، وعلى نحو محدد ومتسق.
ثانياً : القيادة الفعالة
أ - ما هي القيادة الفعالة؟
القيادة الفعالة هي عملية ابتكار الرؤية البعيدة الرحبة وصياغة الهدف ووضع الاستراتيجية وتحقيق التعاون واستنهاض الهمم للعمل، والقائد الناجح هو الذي:
يصوغ الرؤى للمستقبل آخذاً في الاعتبار المصالح المشروعة البعيدة المدى لجميع الاطراف المعنية.
يضع استراتيجية راشدة للتحرك في اتجاه تلك الرؤى.
يضمن دعم مراكز القوة الرئيسة له والتي يعد تعاونها أو توافقها او العمل معها أمراً ضرورياً في انجاز التحرك المطلوب.
يستنهض همم النواة الرئيسة للعمل من حوله، والتي يعد تحركها أساسياً لتحقيق استراتيجية الحركة.
ان توافر الامكانية القيادية في شخص ما يتوقف على ائتلاف عوامل بيولوجية واجتماعية ونفسية مركبة، كما ينبغي أن توظف تلك الامكانات القيادية في ممارسات ناجحة لتحقيق الفعالية. فقد يمتلك المرء صفات قيادية عالية، لكنه لا يمارس القيادة. وقد تبرز الخصائص القيادية عند مختلف الناس في مواقف معينة وفي مراحل مختلفة، كما ان ممارسة القيادة امر يتأثر بالبيئة والفرص والقيود التي تواجه الفرد.
ب - القادة والمشرفون والاتباع
يوجه القائد من حوله نحو الاهداف من خلال التحفيز والقدوة الشخصية. اما المدير فينجز العمل بحكم سلطته الرسمية العلى في السلم التنظيمى.
والقائد الحصيف يدرك ان عليه ان يكون جندياً ناجحاً ايضاً، فهو نفسه مسؤول امام غيره سواء أكان ذلك فرداً أم مجموعة، وعليه الالتزام تجاههم بالطاعة والامتثال. وعلى الجندي الجيد ان يتفادى التنافس مع قائده، وأن يظهر له الاخلاص والولاء في جميع تصرفاته، وان يواجه قائده وافكاره وتصرفاته بالنقد البناء.
وتربط القادة والاتباع علاقة هادفة لها غاياتها المحددة، وعلى القائد ان يسعى دائماً لخير جماعته ورعايتهم.
ثالثاً : خصائص القائد الاسلامي
يقول النبي عليه السلام: «سيدُ القومِ خادمهم».(1) أي ان قائد الجماعة هو من يقوم على خدمتها، مما يعني ان يكون القائد منهمكاً في خدمة الاخرين ومساعدتهم للسير نحو الامام. والعوامل الهامة التي تميز القيادة الاسلامية هي:
أ - الولاء
ان ولاء كلٍّ من القائد والاتباع هو لله سبحانه وتعالى.
ب - الاهداف الاسلامية الكبرى
لا يقتصر فهم القائد الاسلامي لاهداف العمل من خلال اهداف او مصالح المنظمة فقط، وانما يفهمها في ضوء الاهداف الاسلامية الكبرى أيضاً.
ج - الالتزام بالشريعة والسلوك الاسلامي
لا يمكن أن يعلو القائد على واجب الالتزام بأوامر الاسلام واجتناب نواهيه، فهو يستمر في موقعه القيادي ما دام ملتزماً باحكام الشريعة. كما ان عليه في اداء مهامه القيادية أن يلتزم السلوك الاسلامي، ولا سيما عند التعامل مع معارضيه او مع المنشقين عنه.
د - الامانة الموكلة
يمارس القيادي المسؤول سلطاته كأمانة من الله يتعهدها بما يترتب على ذلك من مسؤولية عظيمة. ويأمر القرآن الكريم القادة بأن يؤدوا واجبهم نحو الله سبحانه وتعالى وأن يبدو الرأفة والشفقة تجاه مرؤوسيهم اذ يقول:
الذينَ ان مكنهم في الارضِ أقاموا الصلوةَ وءاتوا الزكوةَ وأمروا بالمعروفِ ونهوا عنِ المنكرِ... (41) (الحج)
رابعاً : مبادىء أساسية لممارسة القيادة
هناك ثلاثة مبادىء اساسية تحكم عمل القيادة الاسلامية وهي: الشورى والعدل وحرية التفكير.
أ - الشورى
وهي أول مبدأ في القيادة الاسلامية. لقد أوضح القرآن الكريم ضرورة التزام القائد المسلم بالتشاور مع اهل العلم والمعرفة ومن بوسعهم تقديم النصح والمشورة الصحيحة، اذ قال تعالى:
والذينَ استجابوا لربهم وأقاموا الصلوةَ وأمرهم شورى بينهم ومما رزقنهم ينفقونَ (38) (الشورى)
كما وجه القرآن النبي عليه السلام نفسه للتشاور مع اصحابه فقال:
فبما رحمة منَ اللهِ لنتَ لهم ولو كنتَ فظاً غليظَ القلبِ لانفضوا من حولك فاعفُ عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامرِ فاذا عزمتَ فتوكل على اللهِ انَّ اللهَ يحبُّ المتوكلينَ (159) (آل عمران)
وممارسة الشورى تمكّن أفراد الحركة من المشاركة في صناعة القرار، وتحكم سلوك القائد، وترشده في حالة الانحراف عن الاهداف الكلية.
والقائد غير ملزم بممارسة الشورى في جميع الامور. فالاعمال اليومية العادية لا تعامل بالاسلوب الذي تعامل فيه الامور المتعلقة برسم السياسات وصياغتها، وعلى المنظمة أن تفرق بى ما هو يومي عادي وما عدا ذلك، طبقاً لحجم العمل واحتياجه والموارد البشرية المطلوبة والمعطيات القائمة. وعلى القائد أن يلتزم بما تحده عملية الشورى من قرارات وأن يقوم على تنفيذه. وعليه أن يتجنب المناورة والتلاعب بالال لفاظ لفرض آرائه الشخصية أو لنقض القرارات التى اتخذت عن طريق الشورى.
ژ وتحدد النقاط التالية بصورة عامة نطاق ممارسة الشورى:
1 - يترك القرار في الشؤون الادارية والتنفيذية للقائد المسؤول.
2 - للقائد أن يبيتّ في الامور التي تساعد قرارات عاجلة على أن يطرح ذلك على المسؤولين الاخرين في أول اجتماع لاحق أو عبر الاتصال الهاتفي.
3 - على الاعضاء أو ممثليهم أن يكونا قادرين على متابعة أداء القائد ومساءلته بحرية ومن دون تحرّج أو تردد.
4 - ينبغي تحديد السياسات والاهداف البعيدة المدى واتخاذ القرارات من قبل ممثلين منتخبى وبالتزام أسلوب الشورى، وينبغي ألا يترك للقائد المسؤول وحده القيام بتلك المهام.
ب - العدل
على القائد أن يعامل مع الاخرى بالعدل والانصاف بغضّ النظر عن أجناسهم أو ألوانهم أو أصولهم القومية أو الدينية. والقرآن الكريم يأمر المسلمين أن يكونوا قوّامين بالقسط حتى في التعامل مع خصومهم، إ يقول:
إنَ اللهَ يأمركُم أن تؤدوا الامنتِ إلى أهلهَا وإذا حكمتُم بينَ الناسِ أن تحكُمُوا بالعدلِ... (58) ( النساء)
... وَلا يجرِ منكُم شنئانُ قوم على ألا تعدلُوا اعدِلوا هوَ أقربُ للتقوى... (8) ( المائدة)
يأيها الذينَ ءامنوا كونوا قومينَ بالقسطِ شهداءَ للهِ ولو على أنفسكُم أو الولدينِ والاقربينَ إن يكُن غنيّاً أو فقيراً وأولى بهمَا... (135) ( النساء)
و بالاضافة إلى مراعاة المبدأ العام بأن العدل هو أساس المجتمع المسلم، فإن على القائد أن يقيم هيئة للقضاء والتحكيم داخل الحركة لتسوية المنازعات الداخلية وردّ المظالم، ويكون أفرادها من ذوى الدراية والتقوى والحكمة.
ج - حرية الفكر
على القائد أن يوفر المناخ المناسب للنقد البنّاء للنقد البنّاء وأن يطالب به شخصياً، وللاعضاء حق التعبير الحر عن آرائهم وإبداء اعتراضاتهم والمطالبة بالردّ على أسئلتهم واستفساراتهم. لقد اعتبر الخلفاء الراشدون ذلك أمراً أساسياً في قيادتهم، فحيما قاطعت امرأة مسنّة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يلقى خطبة بالمسجد، أقر بخطئه في الحال، وشكر الله سبحانه وتعالى أن كان هناك من يقوم خطأه. كما سأل عمر بن الخطاب مرة الجمهور عما سيفعلونه، إذا ما خالف هو مبدأ من مبادىء الاسلام، فأجابه أحدهم بأنهم سوف يقوّمونه بسيوفهم فشكر أمير المؤمنى الله سبحانه وتعالى أن وجد في الامة من يقوّم عمراً بسيفه إذا ضل.
وعلى القائد أن يسعى لتوفير المناخ المناسب للتفكير الحر والتبادل السليم للافكار والنقد والشورى، كي يشعر الافراد بالطمأنينة فلي النقاش وتداول ما يهمهم من أمور. والمسلمون مأمورون بتقديم النصيحة المخلصة إذا ما دعت الحاجة. حدّث تميم بن أوس أن النبي عليه السلام قال:
« الدينُ النصيحةُ فُلنا لِمن ؟ قالَ: « لله، ولرسولهِ / ولكتابهِ، ولائمةِ المسلمينَ وعامتهِم ». (1)
فالقيادة الاسلامية، باختصار، هي قيادة لا تعرف الاستبداد أو الفوضى. فإذا ما انطلق القائد المسلم من مبادىء الاسلام متشاوراً مع زملائه باحترام وموضوعية، فأنه يتخذ القرارات بعداله وتجرد قدر المستطاع، فهو ليس مسؤولاً أمام أتباعه ومرؤوسيه فيى الدنيا فحسب ولكنه - وهذا هو الاهم - مسؤول أمام ربه سبحانه وتعالى. هذا النموذج للقيادة من خلال إشراك الاخرين هو النموذج الافضل، لانه يمي آصرة الاخوة فيما بيهم، ويعزز مستوى أدائهم.
خامساً : ممارسة القيادة
أ - أنماط القيادة
تتنوع أنماط القيادة فيى الواقع العلمي من الاتوقراطية التي تمثل حكم الفرد المطلق إلى الليبرالية الحرة.
فالقائد المستبد:
لديه قدر قليل من الثقة في قدرات الاعضاء.
ويعتقد أن الثواب المادي وحده هو الذي يحفر الناس للعمل.
ويصدر الاوامر لتنفذ من دون نقاش.
والقائد المستبد الطيب:
ينصت بعناية لما يقوله الاتباع.
ويعطي الانطباع بأنه ديمقراطى شورى.
ولكنه يخذ قراراته بشكل فردي ( شخصي ) دائماً.
القائد الديمقراطي ( الشوري )
يشرك الاعضاء في اتخاذ القرار.
يشرح لاتباعه الاسباب الموجبة للقرارات التي يتخذها.
يعبّر عن امتداحه أو نقده للاخرى بموضوعية.
أما القائد الليبرالى:
فثقته في قدراته القيادية ضعيفة.
ولا يقوم بتحديد أى أهداف لاتباعه.
قليل الاتصال بالافراد والتفاعل معهم.
والاسلوب الديمقراطي في القدة هو أكثر هذه الاساليب فعالية وإنتاجاً، وهو أقربها لروح الشريعة، لانه يؤدي إلى توليد أفكار جديدة وإحداث تغييرات إيجابية وترسيخ الشعور بالمسؤولية الجماعية.
ب - عناصر القيادة
هناك خمسة عناصر ينبغي على القادة غرسها فيى نفوس الاعضاء، وهي:
1 - تحكم بمسار الوقت، وامسك بزمام أوقاتك، ولا تدعها تتحكم بك، وأنفق كل ثانية فيى خدمة العمل الهادف.
2 - ركز على الانجازات الحقيقية الملموسة. اهتم بالنتائج أكثر من اهتمامك بالعمل ذاته، وحاول ألا تفقد الصورة الكلية بالانهماك فيى العمل بل تطلع نحو الخارج والاهداف الكبرى.
3 - نمَّ عوامل القوة ولا تنمّ عوامل الضعف، سواء في ما يتعلق بك شخصياً أو في ما يعلق بغيرك. تعرّف على نقاط القوة والضعف لديك، واقبل بها، وكن قادراً على تقبّل أفضل ما عند الاخرين دون الشعور بأنهم يهددون مركزك.
4 - تمحور فيى عملك حول مجالات رئيسية محددة وقليلة، والتي من شأن العمل الجاد المتسق فيها أن يأتي بنتائج كبيرة. افعل ذلك بتحديد الاولويات والالتزام بها.
5 - ضع ثقتك الكاملة بالله سبحانه وتعالى، وكن طموحاً في ما تصبو إلى تحقيقه، ولا ترضَ بالسهل الممكن القليل، وطالما كنت تعمل في سبيل الله فلا تخش غير الله.
هل تستطيع أن تخبرني
من هو اللاقيادي ؟
الشخص اللاقيدي هو الذي يأتي إلى اجتماع دون إعداد مسبق، ويقول:
« ما أنا لا واحد منكم. أخبروني ما المطلوب وسأبذل جهدي لاكون معكم فيما تقررونه على الطريق».
سؤال: من هو الشخص القيادي؟
من واجب القائد أن يجز ما عليه من واجبات واستعداد للاجتماع قبل أن يصل إلى مكان الاجتماع وعليه أن يعد بدائل للنقاش ويدرس احتمالات القرارات التي قد تتخذ.
لقد اعتاد أحد الاخوة أن يطلب ألا يخبر بالموضوع المطلوب منه التحدث فيه إلا أثناء صوده إلى المنصة.. وفي ذلك استهخانة كبيرة بذكاء الحاضرين وإهدار للوقت وتضييع لفرص النمو لدى القائد والاتباع.
من طرائف القيادة
القائد الذى يسعى لارضاء الجميع!
بيما كان أحدهم يزور صديقاً له مسؤولاً عن أحد المصانع أتى المشرف عن العمال يشكو أحد العاملى فقال له المسؤول: «إنك على حق في ما تقول »، وبعد أن غادر المشرف جاء العامل نفسه وشكى المشرف فرد عليه المسؤول: «إنك على حق». احتار الزائر وسأل صديقه مسؤول المصنع: « لقد اشتكى لك كل منهما الاخر وأخبرت الاثنين أن كلاً منهما عل يحق، فكيف يكون ذلك؟ » . رد المسؤول على الزائر بقوله: « والله إنك أنت أيضاً على حق في ما تقول ».
هذا النوع من القيادة الادارية لا يوصل إلى شيء مفيد، بل إنه يدمر المؤسسة. فالكل سيكتشف نقطة الضعف في المسؤول ويفقد الجميع الثقة فيه.
القائد والناس
ژ قال ديغول: « إذا لم اُعجِب الناس فسأغادر البلد ».
ويقول الدكتاتور: « إذا لم اُعجِب الناس فيمكنهم مغادرة البلاد ).
صندوق الاقتراع المقدس!
توجه بدوي أثناء الحملة الانتخابية بين الجنرال زاهدي و د. محمد مصدق في إيران فيى الخمسينات إلى أحد صناديق الاقتراع، وأخذ يسجد له ويقبّله، فسأله أحد الجنود: « ماذا تفعل؟ ما هذا إلا صندوق من خشب ». فرد الرجل: « لا! إنكم لا تعرفون حقيقة هذا الصندوق. إنه صندوق عجيب ومقدس ويستحق أن يعبد. فقد صوّت الناس إلى مصدق لكن الذي فاز هو زاهدي.. فسبحان الله! »
ج - مبدأ پيتر -
يقول هذا المبدأ إن كل شخص في هيكل تنظيمى يتجه للارتقاء حتى يصل مستوى انعدام الكفاءة في العمل. أي أن الشخص يبدأ من الموقع الذي يناسب مع مؤهلاته وكفاءته ثم يتدرج في السلم الوظيفي بحكم الاقدامية وبالترقيت إلى موقع لا يملك فيه المؤهل للقيم بالعمل المناط به... وأن هذا الامر ينسحب في نهايةة الامر على جميع العاملى في الهيكل التنظيمية.
ويرجع هذا المبدأ إلى ما يسمى بزيادة العبء، حيث يصل الفرد إلى أقصى قدرة على العطاء دون أن يفي بمتطلبات عمله في الموقع الجديد وما يستدعيه من مهارات خاصة ومستوى علمي يفوق إمكاناته وقدراته.
ژ وأفضل مثال على ذلك ما نراه في المنظمات عندما يتم اختيار أفضل مسؤول شعبة لتولي مهام ممثل منطقة أوسع، ثم يرتقي في السلم التنظيمي حتى يصل إلى منصب نائب الرئيس ويظل مع ذلك كله محافظاً على مستواه الجيد في الاداء. إلا أن هذا الشخص قد يخفق تماماً عندما يُختار رئيساً للمؤسسة كلها. إذ رغم حُسن أدائه قبل ذلك، قد لا يملك الامكانات التي تؤهله لاتخاذ قرارات فعالة بثقة واستقلالية. فهو يجيد أن يكون الشخص الثاني أو الثالث إلا أنه أضعف من أن يكون المسؤول الاول.
فكرة للنقاش
يقول بعضهم إن نقطة الضعف الرئيسية في مبدأ پيتر هي تجاهله لامكانية نمو قدرات الشخص مع مرور الوقت، وإن كثيراً من الناس تنمو قدراتهم كلما ارتقوا في سلم المسؤولية.
ويقول آخرون إن هذا الامر مأخوذ في الاعتبار، وإن المرء يظل ينمو إلى الحد الذى ليس بعده مزيد.
فما رأيك أنت؟
القيادة تقود! الاتباع يتّبعون! هل يم ذلك حقاً؟
أحياناً يتبع بعض القادة جنودهم، وبذلك يتخلون عن مهام القيادة، وتصبح أفعالهم مجرد انعكاسات لرغبات الجنود أو ممارساتهم، ويتوقفون عندئذ عن مهمة تعيين وجههة التحرك. ويسود بين الجنود الاعتقاد الخاطىء بأن قرارات القادة شعبية ومقبولة لدى الجميع. وهناك سيكتشف الجنود عاجلاً أم آجلاً إمكانية استغنائهم عن أمثال أولئك القادة.
ژ الاسلام يحاسب القادة أيضاً عن أعمال جنودهم.
قال الرئيس الامريكي السابق كينيدي: « لا نريد أن نكون كقائد الثورة الفرنسية الذي قال:
« إذا انطلق أبناء شعبي فعليّ أن أتعرف على اتجاهع سيرهم كي أقودهم إلى حيث يرغبون الذهاب ».
وقد نشرت صحيفة أنديانا ديل ستيونت بتاريخ 6 شباط / فبراير 1958 ، للكاتب ريكس ألن ريديفر وصفاً رائعاً لهذا النوع من القادة تحت عنوان:
« إتّبع القائد.. أسطورة حديثة »
بيما كان موكب استعراضي يعبر أحد شوارع الضاحية، ارتفع صوت من بين الجمهور الغفير صائحاً:
« انتبهوا أيها الحمقى! لقد ضللتم الطريق، وطريقكم هذا لا يؤدي إلى شيء سوى السراب والخطر ».
ژ توقف الركب وفزع الناس: « لكن كيف يكون ذلك؟ ». تطلعوا إلى المقدمة بنظرة واحدة وإذا بقائدهم يشق طريقه نحو الامام فيى فخر وكبرىء.. فقالوا:
« لا شك في أنه يسير في الاتجاعه الصحيح، فها هو يمشي شامخاً مرفوع الرأس.. إنه حقاً يسير في الاتجاه الصحيح ».. وانطلقوا وراءه بحماسة.
لكن القائد الوسيم توقف وبدت على وجهه ملامح الفزع.. فالتفت وراءه يسائل نفسه: « هل أنا في حلم أم في واقع؟.. لا شك أني أسير في الاتجاه الصحيح، فها هي الاعداد الهائلة من الناس تتبعني ولا يمكن إلا أن أكون على الطريق القويم ».
ژ وانطلق في مسيرته.. نحو الهاوية.
ما العبرة؟ قد تختار القائد ونسير وراءه طوعاً، لكن عليا دوماً مراقبته والتفكير في أعماله وتقويمها. إ مسؤولية الفرد المسلم في اتباع الحق قائمة إلى يوم القيمة يوم يأتي كل منا رذبه فرداً.
تمرى في القيادة
المعايير القيادية
خطب أمير المؤمنى أبو بكر الصديق رضي الله عنه في الناس يوم توليه الخلافة كأول خليفة لرسول الله عليه السلام فقال:
« أيّها الناسُ: وليتُ أمركم ولستُ بخيركم وإنّ أقواكم عندي الضعيفُ حتى آخذ بحقّه، وإنّ أضعفكم عندى القويُّ حتى آخذ منه الحقَّ، أيّها الناس: إنَّنما أنا متّبعٌ ولستُ بمبتدع، فإن أحسنتُ لأعينوني وإن زغتُ فقوَّمونى. وحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، ولا يدع قومٌ الجهاد في سبيل الله إلا ضرَبَهَم الله بالذُّلَّ، ولا ظهرت الفاحشةُ في قوم إلا عمّهمُ الله بالبلاء. فأطيعوني ما أطعتُ الله، فإذا عصيتُ الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم. ولوددتُ أنّه كفاني هذا الامر أحدكُم وإن أنتم أردتموني على ما كان الله يقيم نبيَّه من الوحي ما ذلك عندي، إنما أنا بشرُ فراعوني ...» (1)
السؤال:
إذا تم اختيارك اليوم خليفة للمسلمين فماذا ت ضيف على كلمة الخليفة أبي بكر وماذا تحذف منها.
( لاحظ أنه لا يمكن تكرار خطبة أبي بكر حرفياً لان العالم قد تغير كثيراً منذ عهده رضي الله عنه! أوجز في الاجابة! ).
تذكرة ربانية
...ورفعَا بعضُهم فوقَ بعض درجت ليتخذَ بعضهُم بعضاً سخرياً ورحمتُ ربك خيرُ ممَّا يجمعونَ (32) ( الزحرف)
المناقشة
1 - ما دور الرؤية الثاقبة فيى التكوين القيادي؟
2 - كيف يختلف الجنود عن القادة ؟
3 - ما المبادىء الرئيسية الثلاثة التى تحكم عمل القيادة المسلمة ؟
4 - ما دور الشورى في القيادة الاسلامية ؟
التطبيق
الموضوع: تم انتخابك من قبل الجمعية العمومية رئيساً لمنظمة إسلامية. وكنت قد قطعت شوطاً طويلاً منذ تعيينك منسقاً للرحلات قبل عشر سنوات، ويتوقع منك الكثير، وهناك العديد من الاعضاء المعجبين بقدراتك القيادية بيما يساور بعضهم شكوك حيالها. هذه أول مرة يكون لك دور بارز في المجتمع رغم أنك توليت مسؤولية السكرتير المالي للمنظمة في العام الماضي.
1 - ضع العناصر الرئيسية لاول خطاب ستلقيه كرئيس للجمعية، وحدّد النقاط التي ستكسب بها المتشككين من الاعضاء .
2 - وجّه مذكرة لاعضاء اللجنة التنقيذية، تشرح فيها كيف ستؤدي مهمتك كرئيس ضمن نموذج إسلامي.
3 - ضع الخطوط العريضة لخطة طوارىء يتم من خلالها حل المنازعات إذا أثيرت.
الرابط http://www.ibtesama.com/vb/showthread-t_19487.html
القيادة هي «عملية تحريك مجموعة من الناس باتجاه محدد ومخطط وذلك بتحفيزهم على العمل باختيارهم». والقيادة الناجحة تحرك الناس في الاتجاه الذي يحقق مصالحهم على المدى البعيد. وقد يكون ذلك اتجاهاً عاماً مثل نشر الدعوة الاسلامية في العالم، أو اتجاهاً محدداً مثل عقد مؤتمر يتناول قضية معينة. ومهما كان الامر، فان الوسائل والغايات يجب أن تخدم المصالح الكبرى للناس المعنيين حاضراً وعلى المدى البعيد.
والقيادة دور وعملية تهدف الى التأثير في الاخرين. والشخص القيادي هو الذي يحتل مرتبة معينة في المجموعة ويتوقع منه تأدية عمله باسلوب يتناسق مع تلك المرتبة. والقائد هو الذي ينتظر منه ممارسة دور مؤثر في تحديد وانجاز اهداف الجماعة. والقائد الامين هو الذي يقود فعلاً وليس الشخص الذي يناور ليتزعم الناس.
ويمكن فهم ظاهرة القيادة بناءً على المفاهيم الاساسية التالية:
1 - القيادة قوة تتدفق بين القادة والافراد بطريقة مبهمة يترتب عليها توجيه طاقات الافراد باسلوب متناسق ومتناغم باتجاه الاهداف التي حددها القادة. والسعي لتحقيق هدف معين والمحافظة عليه هو مبعث رضى مشترك لكل من القادة والافراد في آن واحد.
2 - وهي قوة تتفاعل - أخذاً وعطاءً - مع محيطها وبيئتها وجوها الذي تعمل فيه، فهي لا تتحرك في الفراغ وانما حسب المعطيات القائمة.
3 - وهي قوة دائبة الفعالية والحركة لا تتوقف. قد ترتفع درجة نشاطها وكثافتها ومداها وقد تنخفض. لكنها لا تهمد، فهي اما موجودة بفاعلية أو غير موجودة على الاطلاق.
4 - والقيادة توظيف المبادىء والوسائل والاساليب من اجل غايات واضحة، وعلى نحو محدد ومتسق.
ثانياً : القيادة الفعالة
أ - ما هي القيادة الفعالة؟
القيادة الفعالة هي عملية ابتكار الرؤية البعيدة الرحبة وصياغة الهدف ووضع الاستراتيجية وتحقيق التعاون واستنهاض الهمم للعمل، والقائد الناجح هو الذي:
يصوغ الرؤى للمستقبل آخذاً في الاعتبار المصالح المشروعة البعيدة المدى لجميع الاطراف المعنية.
يضع استراتيجية راشدة للتحرك في اتجاه تلك الرؤى.
يضمن دعم مراكز القوة الرئيسة له والتي يعد تعاونها أو توافقها او العمل معها أمراً ضرورياً في انجاز التحرك المطلوب.
يستنهض همم النواة الرئيسة للعمل من حوله، والتي يعد تحركها أساسياً لتحقيق استراتيجية الحركة.
ان توافر الامكانية القيادية في شخص ما يتوقف على ائتلاف عوامل بيولوجية واجتماعية ونفسية مركبة، كما ينبغي أن توظف تلك الامكانات القيادية في ممارسات ناجحة لتحقيق الفعالية. فقد يمتلك المرء صفات قيادية عالية، لكنه لا يمارس القيادة. وقد تبرز الخصائص القيادية عند مختلف الناس في مواقف معينة وفي مراحل مختلفة، كما ان ممارسة القيادة امر يتأثر بالبيئة والفرص والقيود التي تواجه الفرد.
ب - القادة والمشرفون والاتباع
يوجه القائد من حوله نحو الاهداف من خلال التحفيز والقدوة الشخصية. اما المدير فينجز العمل بحكم سلطته الرسمية العلى في السلم التنظيمى.
والقائد الحصيف يدرك ان عليه ان يكون جندياً ناجحاً ايضاً، فهو نفسه مسؤول امام غيره سواء أكان ذلك فرداً أم مجموعة، وعليه الالتزام تجاههم بالطاعة والامتثال. وعلى الجندي الجيد ان يتفادى التنافس مع قائده، وأن يظهر له الاخلاص والولاء في جميع تصرفاته، وان يواجه قائده وافكاره وتصرفاته بالنقد البناء.
وتربط القادة والاتباع علاقة هادفة لها غاياتها المحددة، وعلى القائد ان يسعى دائماً لخير جماعته ورعايتهم.
ثالثاً : خصائص القائد الاسلامي
يقول النبي عليه السلام: «سيدُ القومِ خادمهم».(1) أي ان قائد الجماعة هو من يقوم على خدمتها، مما يعني ان يكون القائد منهمكاً في خدمة الاخرين ومساعدتهم للسير نحو الامام. والعوامل الهامة التي تميز القيادة الاسلامية هي:
أ - الولاء
ان ولاء كلٍّ من القائد والاتباع هو لله سبحانه وتعالى.
ب - الاهداف الاسلامية الكبرى
لا يقتصر فهم القائد الاسلامي لاهداف العمل من خلال اهداف او مصالح المنظمة فقط، وانما يفهمها في ضوء الاهداف الاسلامية الكبرى أيضاً.
ج - الالتزام بالشريعة والسلوك الاسلامي
لا يمكن أن يعلو القائد على واجب الالتزام بأوامر الاسلام واجتناب نواهيه، فهو يستمر في موقعه القيادي ما دام ملتزماً باحكام الشريعة. كما ان عليه في اداء مهامه القيادية أن يلتزم السلوك الاسلامي، ولا سيما عند التعامل مع معارضيه او مع المنشقين عنه.
د - الامانة الموكلة
يمارس القيادي المسؤول سلطاته كأمانة من الله يتعهدها بما يترتب على ذلك من مسؤولية عظيمة. ويأمر القرآن الكريم القادة بأن يؤدوا واجبهم نحو الله سبحانه وتعالى وأن يبدو الرأفة والشفقة تجاه مرؤوسيهم اذ يقول:
الذينَ ان مكنهم في الارضِ أقاموا الصلوةَ وءاتوا الزكوةَ وأمروا بالمعروفِ ونهوا عنِ المنكرِ... (41) (الحج)
رابعاً : مبادىء أساسية لممارسة القيادة
هناك ثلاثة مبادىء اساسية تحكم عمل القيادة الاسلامية وهي: الشورى والعدل وحرية التفكير.
أ - الشورى
وهي أول مبدأ في القيادة الاسلامية. لقد أوضح القرآن الكريم ضرورة التزام القائد المسلم بالتشاور مع اهل العلم والمعرفة ومن بوسعهم تقديم النصح والمشورة الصحيحة، اذ قال تعالى:
والذينَ استجابوا لربهم وأقاموا الصلوةَ وأمرهم شورى بينهم ومما رزقنهم ينفقونَ (38) (الشورى)
كما وجه القرآن النبي عليه السلام نفسه للتشاور مع اصحابه فقال:
فبما رحمة منَ اللهِ لنتَ لهم ولو كنتَ فظاً غليظَ القلبِ لانفضوا من حولك فاعفُ عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامرِ فاذا عزمتَ فتوكل على اللهِ انَّ اللهَ يحبُّ المتوكلينَ (159) (آل عمران)
وممارسة الشورى تمكّن أفراد الحركة من المشاركة في صناعة القرار، وتحكم سلوك القائد، وترشده في حالة الانحراف عن الاهداف الكلية.
والقائد غير ملزم بممارسة الشورى في جميع الامور. فالاعمال اليومية العادية لا تعامل بالاسلوب الذي تعامل فيه الامور المتعلقة برسم السياسات وصياغتها، وعلى المنظمة أن تفرق بى ما هو يومي عادي وما عدا ذلك، طبقاً لحجم العمل واحتياجه والموارد البشرية المطلوبة والمعطيات القائمة. وعلى القائد أن يلتزم بما تحده عملية الشورى من قرارات وأن يقوم على تنفيذه. وعليه أن يتجنب المناورة والتلاعب بالال لفاظ لفرض آرائه الشخصية أو لنقض القرارات التى اتخذت عن طريق الشورى.
ژ وتحدد النقاط التالية بصورة عامة نطاق ممارسة الشورى:
1 - يترك القرار في الشؤون الادارية والتنفيذية للقائد المسؤول.
2 - للقائد أن يبيتّ في الامور التي تساعد قرارات عاجلة على أن يطرح ذلك على المسؤولين الاخرين في أول اجتماع لاحق أو عبر الاتصال الهاتفي.
3 - على الاعضاء أو ممثليهم أن يكونا قادرين على متابعة أداء القائد ومساءلته بحرية ومن دون تحرّج أو تردد.
4 - ينبغي تحديد السياسات والاهداف البعيدة المدى واتخاذ القرارات من قبل ممثلين منتخبى وبالتزام أسلوب الشورى، وينبغي ألا يترك للقائد المسؤول وحده القيام بتلك المهام.
ب - العدل
على القائد أن يعامل مع الاخرى بالعدل والانصاف بغضّ النظر عن أجناسهم أو ألوانهم أو أصولهم القومية أو الدينية. والقرآن الكريم يأمر المسلمين أن يكونوا قوّامين بالقسط حتى في التعامل مع خصومهم، إ يقول:
إنَ اللهَ يأمركُم أن تؤدوا الامنتِ إلى أهلهَا وإذا حكمتُم بينَ الناسِ أن تحكُمُوا بالعدلِ... (58) ( النساء)
... وَلا يجرِ منكُم شنئانُ قوم على ألا تعدلُوا اعدِلوا هوَ أقربُ للتقوى... (8) ( المائدة)
يأيها الذينَ ءامنوا كونوا قومينَ بالقسطِ شهداءَ للهِ ولو على أنفسكُم أو الولدينِ والاقربينَ إن يكُن غنيّاً أو فقيراً وأولى بهمَا... (135) ( النساء)
و بالاضافة إلى مراعاة المبدأ العام بأن العدل هو أساس المجتمع المسلم، فإن على القائد أن يقيم هيئة للقضاء والتحكيم داخل الحركة لتسوية المنازعات الداخلية وردّ المظالم، ويكون أفرادها من ذوى الدراية والتقوى والحكمة.
ج - حرية الفكر
على القائد أن يوفر المناخ المناسب للنقد البنّاء للنقد البنّاء وأن يطالب به شخصياً، وللاعضاء حق التعبير الحر عن آرائهم وإبداء اعتراضاتهم والمطالبة بالردّ على أسئلتهم واستفساراتهم. لقد اعتبر الخلفاء الراشدون ذلك أمراً أساسياً في قيادتهم، فحيما قاطعت امرأة مسنّة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يلقى خطبة بالمسجد، أقر بخطئه في الحال، وشكر الله سبحانه وتعالى أن كان هناك من يقوم خطأه. كما سأل عمر بن الخطاب مرة الجمهور عما سيفعلونه، إذا ما خالف هو مبدأ من مبادىء الاسلام، فأجابه أحدهم بأنهم سوف يقوّمونه بسيوفهم فشكر أمير المؤمنى الله سبحانه وتعالى أن وجد في الامة من يقوّم عمراً بسيفه إذا ضل.
وعلى القائد أن يسعى لتوفير المناخ المناسب للتفكير الحر والتبادل السليم للافكار والنقد والشورى، كي يشعر الافراد بالطمأنينة فلي النقاش وتداول ما يهمهم من أمور. والمسلمون مأمورون بتقديم النصيحة المخلصة إذا ما دعت الحاجة. حدّث تميم بن أوس أن النبي عليه السلام قال:
« الدينُ النصيحةُ فُلنا لِمن ؟ قالَ: « لله، ولرسولهِ / ولكتابهِ، ولائمةِ المسلمينَ وعامتهِم ». (1)
فالقيادة الاسلامية، باختصار، هي قيادة لا تعرف الاستبداد أو الفوضى. فإذا ما انطلق القائد المسلم من مبادىء الاسلام متشاوراً مع زملائه باحترام وموضوعية، فأنه يتخذ القرارات بعداله وتجرد قدر المستطاع، فهو ليس مسؤولاً أمام أتباعه ومرؤوسيه فيى الدنيا فحسب ولكنه - وهذا هو الاهم - مسؤول أمام ربه سبحانه وتعالى. هذا النموذج للقيادة من خلال إشراك الاخرين هو النموذج الافضل، لانه يمي آصرة الاخوة فيما بيهم، ويعزز مستوى أدائهم.
خامساً : ممارسة القيادة
أ - أنماط القيادة
تتنوع أنماط القيادة فيى الواقع العلمي من الاتوقراطية التي تمثل حكم الفرد المطلق إلى الليبرالية الحرة.
فالقائد المستبد:
لديه قدر قليل من الثقة في قدرات الاعضاء.
ويعتقد أن الثواب المادي وحده هو الذي يحفر الناس للعمل.
ويصدر الاوامر لتنفذ من دون نقاش.
والقائد المستبد الطيب:
ينصت بعناية لما يقوله الاتباع.
ويعطي الانطباع بأنه ديمقراطى شورى.
ولكنه يخذ قراراته بشكل فردي ( شخصي ) دائماً.
القائد الديمقراطي ( الشوري )
يشرك الاعضاء في اتخاذ القرار.
يشرح لاتباعه الاسباب الموجبة للقرارات التي يتخذها.
يعبّر عن امتداحه أو نقده للاخرى بموضوعية.
أما القائد الليبرالى:
فثقته في قدراته القيادية ضعيفة.
ولا يقوم بتحديد أى أهداف لاتباعه.
قليل الاتصال بالافراد والتفاعل معهم.
والاسلوب الديمقراطي في القدة هو أكثر هذه الاساليب فعالية وإنتاجاً، وهو أقربها لروح الشريعة، لانه يؤدي إلى توليد أفكار جديدة وإحداث تغييرات إيجابية وترسيخ الشعور بالمسؤولية الجماعية.
ب - عناصر القيادة
هناك خمسة عناصر ينبغي على القادة غرسها فيى نفوس الاعضاء، وهي:
1 - تحكم بمسار الوقت، وامسك بزمام أوقاتك، ولا تدعها تتحكم بك، وأنفق كل ثانية فيى خدمة العمل الهادف.
2 - ركز على الانجازات الحقيقية الملموسة. اهتم بالنتائج أكثر من اهتمامك بالعمل ذاته، وحاول ألا تفقد الصورة الكلية بالانهماك فيى العمل بل تطلع نحو الخارج والاهداف الكبرى.
3 - نمَّ عوامل القوة ولا تنمّ عوامل الضعف، سواء في ما يتعلق بك شخصياً أو في ما يعلق بغيرك. تعرّف على نقاط القوة والضعف لديك، واقبل بها، وكن قادراً على تقبّل أفضل ما عند الاخرين دون الشعور بأنهم يهددون مركزك.
4 - تمحور فيى عملك حول مجالات رئيسية محددة وقليلة، والتي من شأن العمل الجاد المتسق فيها أن يأتي بنتائج كبيرة. افعل ذلك بتحديد الاولويات والالتزام بها.
5 - ضع ثقتك الكاملة بالله سبحانه وتعالى، وكن طموحاً في ما تصبو إلى تحقيقه، ولا ترضَ بالسهل الممكن القليل، وطالما كنت تعمل في سبيل الله فلا تخش غير الله.
هل تستطيع أن تخبرني
من هو اللاقيادي ؟
الشخص اللاقيدي هو الذي يأتي إلى اجتماع دون إعداد مسبق، ويقول:
« ما أنا لا واحد منكم. أخبروني ما المطلوب وسأبذل جهدي لاكون معكم فيما تقررونه على الطريق».
سؤال: من هو الشخص القيادي؟
من واجب القائد أن يجز ما عليه من واجبات واستعداد للاجتماع قبل أن يصل إلى مكان الاجتماع وعليه أن يعد بدائل للنقاش ويدرس احتمالات القرارات التي قد تتخذ.
لقد اعتاد أحد الاخوة أن يطلب ألا يخبر بالموضوع المطلوب منه التحدث فيه إلا أثناء صوده إلى المنصة.. وفي ذلك استهخانة كبيرة بذكاء الحاضرين وإهدار للوقت وتضييع لفرص النمو لدى القائد والاتباع.
من طرائف القيادة
القائد الذى يسعى لارضاء الجميع!
بيما كان أحدهم يزور صديقاً له مسؤولاً عن أحد المصانع أتى المشرف عن العمال يشكو أحد العاملى فقال له المسؤول: «إنك على حق في ما تقول »، وبعد أن غادر المشرف جاء العامل نفسه وشكى المشرف فرد عليه المسؤول: «إنك على حق». احتار الزائر وسأل صديقه مسؤول المصنع: « لقد اشتكى لك كل منهما الاخر وأخبرت الاثنين أن كلاً منهما عل يحق، فكيف يكون ذلك؟ » . رد المسؤول على الزائر بقوله: « والله إنك أنت أيضاً على حق في ما تقول ».
هذا النوع من القيادة الادارية لا يوصل إلى شيء مفيد، بل إنه يدمر المؤسسة. فالكل سيكتشف نقطة الضعف في المسؤول ويفقد الجميع الثقة فيه.
القائد والناس
ژ قال ديغول: « إذا لم اُعجِب الناس فسأغادر البلد ».
ويقول الدكتاتور: « إذا لم اُعجِب الناس فيمكنهم مغادرة البلاد ).
صندوق الاقتراع المقدس!
توجه بدوي أثناء الحملة الانتخابية بين الجنرال زاهدي و د. محمد مصدق في إيران فيى الخمسينات إلى أحد صناديق الاقتراع، وأخذ يسجد له ويقبّله، فسأله أحد الجنود: « ماذا تفعل؟ ما هذا إلا صندوق من خشب ». فرد الرجل: « لا! إنكم لا تعرفون حقيقة هذا الصندوق. إنه صندوق عجيب ومقدس ويستحق أن يعبد. فقد صوّت الناس إلى مصدق لكن الذي فاز هو زاهدي.. فسبحان الله! »
ج - مبدأ پيتر -
يقول هذا المبدأ إن كل شخص في هيكل تنظيمى يتجه للارتقاء حتى يصل مستوى انعدام الكفاءة في العمل. أي أن الشخص يبدأ من الموقع الذي يناسب مع مؤهلاته وكفاءته ثم يتدرج في السلم الوظيفي بحكم الاقدامية وبالترقيت إلى موقع لا يملك فيه المؤهل للقيم بالعمل المناط به... وأن هذا الامر ينسحب في نهايةة الامر على جميع العاملى في الهيكل التنظيمية.
ويرجع هذا المبدأ إلى ما يسمى بزيادة العبء، حيث يصل الفرد إلى أقصى قدرة على العطاء دون أن يفي بمتطلبات عمله في الموقع الجديد وما يستدعيه من مهارات خاصة ومستوى علمي يفوق إمكاناته وقدراته.
ژ وأفضل مثال على ذلك ما نراه في المنظمات عندما يتم اختيار أفضل مسؤول شعبة لتولي مهام ممثل منطقة أوسع، ثم يرتقي في السلم التنظيمي حتى يصل إلى منصب نائب الرئيس ويظل مع ذلك كله محافظاً على مستواه الجيد في الاداء. إلا أن هذا الشخص قد يخفق تماماً عندما يُختار رئيساً للمؤسسة كلها. إذ رغم حُسن أدائه قبل ذلك، قد لا يملك الامكانات التي تؤهله لاتخاذ قرارات فعالة بثقة واستقلالية. فهو يجيد أن يكون الشخص الثاني أو الثالث إلا أنه أضعف من أن يكون المسؤول الاول.
فكرة للنقاش
يقول بعضهم إن نقطة الضعف الرئيسية في مبدأ پيتر هي تجاهله لامكانية نمو قدرات الشخص مع مرور الوقت، وإن كثيراً من الناس تنمو قدراتهم كلما ارتقوا في سلم المسؤولية.
ويقول آخرون إن هذا الامر مأخوذ في الاعتبار، وإن المرء يظل ينمو إلى الحد الذى ليس بعده مزيد.
فما رأيك أنت؟
القيادة تقود! الاتباع يتّبعون! هل يم ذلك حقاً؟
أحياناً يتبع بعض القادة جنودهم، وبذلك يتخلون عن مهام القيادة، وتصبح أفعالهم مجرد انعكاسات لرغبات الجنود أو ممارساتهم، ويتوقفون عندئذ عن مهمة تعيين وجههة التحرك. ويسود بين الجنود الاعتقاد الخاطىء بأن قرارات القادة شعبية ومقبولة لدى الجميع. وهناك سيكتشف الجنود عاجلاً أم آجلاً إمكانية استغنائهم عن أمثال أولئك القادة.
ژ الاسلام يحاسب القادة أيضاً عن أعمال جنودهم.
قال الرئيس الامريكي السابق كينيدي: « لا نريد أن نكون كقائد الثورة الفرنسية الذي قال:
« إذا انطلق أبناء شعبي فعليّ أن أتعرف على اتجاهع سيرهم كي أقودهم إلى حيث يرغبون الذهاب ».
وقد نشرت صحيفة أنديانا ديل ستيونت بتاريخ 6 شباط / فبراير 1958 ، للكاتب ريكس ألن ريديفر وصفاً رائعاً لهذا النوع من القادة تحت عنوان:
« إتّبع القائد.. أسطورة حديثة »
بيما كان موكب استعراضي يعبر أحد شوارع الضاحية، ارتفع صوت من بين الجمهور الغفير صائحاً:
« انتبهوا أيها الحمقى! لقد ضللتم الطريق، وطريقكم هذا لا يؤدي إلى شيء سوى السراب والخطر ».
ژ توقف الركب وفزع الناس: « لكن كيف يكون ذلك؟ ». تطلعوا إلى المقدمة بنظرة واحدة وإذا بقائدهم يشق طريقه نحو الامام فيى فخر وكبرىء.. فقالوا:
« لا شك في أنه يسير في الاتجاعه الصحيح، فها هو يمشي شامخاً مرفوع الرأس.. إنه حقاً يسير في الاتجاه الصحيح ».. وانطلقوا وراءه بحماسة.
لكن القائد الوسيم توقف وبدت على وجهه ملامح الفزع.. فالتفت وراءه يسائل نفسه: « هل أنا في حلم أم في واقع؟.. لا شك أني أسير في الاتجاه الصحيح، فها هي الاعداد الهائلة من الناس تتبعني ولا يمكن إلا أن أكون على الطريق القويم ».
ژ وانطلق في مسيرته.. نحو الهاوية.
ما العبرة؟ قد تختار القائد ونسير وراءه طوعاً، لكن عليا دوماً مراقبته والتفكير في أعماله وتقويمها. إ مسؤولية الفرد المسلم في اتباع الحق قائمة إلى يوم القيمة يوم يأتي كل منا رذبه فرداً.
تمرى في القيادة
المعايير القيادية
خطب أمير المؤمنى أبو بكر الصديق رضي الله عنه في الناس يوم توليه الخلافة كأول خليفة لرسول الله عليه السلام فقال:
« أيّها الناسُ: وليتُ أمركم ولستُ بخيركم وإنّ أقواكم عندي الضعيفُ حتى آخذ بحقّه، وإنّ أضعفكم عندى القويُّ حتى آخذ منه الحقَّ، أيّها الناس: إنَّنما أنا متّبعٌ ولستُ بمبتدع، فإن أحسنتُ لأعينوني وإن زغتُ فقوَّمونى. وحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، ولا يدع قومٌ الجهاد في سبيل الله إلا ضرَبَهَم الله بالذُّلَّ، ولا ظهرت الفاحشةُ في قوم إلا عمّهمُ الله بالبلاء. فأطيعوني ما أطعتُ الله، فإذا عصيتُ الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم. ولوددتُ أنّه كفاني هذا الامر أحدكُم وإن أنتم أردتموني على ما كان الله يقيم نبيَّه من الوحي ما ذلك عندي، إنما أنا بشرُ فراعوني ...» (1)
السؤال:
إذا تم اختيارك اليوم خليفة للمسلمين فماذا ت ضيف على كلمة الخليفة أبي بكر وماذا تحذف منها.
( لاحظ أنه لا يمكن تكرار خطبة أبي بكر حرفياً لان العالم قد تغير كثيراً منذ عهده رضي الله عنه! أوجز في الاجابة! ).
تذكرة ربانية
...ورفعَا بعضُهم فوقَ بعض درجت ليتخذَ بعضهُم بعضاً سخرياً ورحمتُ ربك خيرُ ممَّا يجمعونَ (32) ( الزحرف)
المناقشة
1 - ما دور الرؤية الثاقبة فيى التكوين القيادي؟
2 - كيف يختلف الجنود عن القادة ؟
3 - ما المبادىء الرئيسية الثلاثة التى تحكم عمل القيادة المسلمة ؟
4 - ما دور الشورى في القيادة الاسلامية ؟
التطبيق
الموضوع: تم انتخابك من قبل الجمعية العمومية رئيساً لمنظمة إسلامية. وكنت قد قطعت شوطاً طويلاً منذ تعيينك منسقاً للرحلات قبل عشر سنوات، ويتوقع منك الكثير، وهناك العديد من الاعضاء المعجبين بقدراتك القيادية بيما يساور بعضهم شكوك حيالها. هذه أول مرة يكون لك دور بارز في المجتمع رغم أنك توليت مسؤولية السكرتير المالي للمنظمة في العام الماضي.
1 - ضع العناصر الرئيسية لاول خطاب ستلقيه كرئيس للجمعية، وحدّد النقاط التي ستكسب بها المتشككين من الاعضاء .
2 - وجّه مذكرة لاعضاء اللجنة التنقيذية، تشرح فيها كيف ستؤدي مهمتك كرئيس ضمن نموذج إسلامي.
3 - ضع الخطوط العريضة لخطة طوارىء يتم من خلالها حل المنازعات إذا أثيرت.
الرابط http://www.ibtesama.com/vb/showthread-t_19487.html