الإسلام في أندونيسيا
مرسل: الأحد مايو 05, 2013 8:09 pm
مقدمة
كان انتشار الدين الإسلامي بشكل واسع وعلى شكل مدارس وحلقات علم عندما تفرغ كثير من التجار العرب والمسلمين للدعوة بعد أن وجدوا الترحيب من سكان تلك البلاد والتي كانت تسمي جزر الهند الصينية أواسط أيام الدولة الأموية حيث سبر اسود البحار العرب العالم المجهول وبدئوا البحث في المحيط حيث وجدوا سكان الهند الصينية الصدق في التعامل والوفاء بالأمانة والتواصل والتراحم بين التجار المسلمين وخصوصاً تجار اليمن (أهل حضرموت) مما حداء بأهل الهند الصينية وخصوصاً سكان سومطرة إلى التأثر بهؤلاء القادمون من خلف المحيط ، وحيث أن أهل تلك البلاد أصحاب فطرة سليمة وصافية ولم يغز بلادهم بعد التبشير المسيحي ، فقد دخلوا فرادا وجماعات في هذا الدين العظيم الذي يدعو إلى العدل والمساواة والطهارة والصدق والأمانة في القول والعمل وتخليص العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، وكان من الممكن أن تكون الفلبين دولة تدين بالإسلام لولا وصول الأسبان إليها قبل المسلمين وفرضهم النصرانية المحرفة بقوة السيف ، وقد قطعت رؤوس ألاف البشر على حد المقصلة على يد القراصنة الأسبان فيما يمسى حالياً بالفلبين ممن رفضوا الديانة النصرانية والتبعية للكنيسة البرتغالية ، آما الإسلام فقد انتشر في أرجاء الأرخبيل الاندونيسي بإقبال من أهل البلاد أنفسهم وبدون إجبار لأنه دين الفطرة السليمة .
الإسلام في اندونيسيا
نبذة عن اندونيسيا :
إندونيسيا هي دولة تقع في جنوب شرق آسيا وفي أوقيانيا. إندونيسيا تضم 17508 جزر. ويبلغ عدد سكانها حوالي 238 مليون شخص، وهذه هي رابع دولة من حيث عدد السكان، وأكبر عدد سكان في العالم من المسلمين. اندونيسيا هي جمهورية، مع وجود مجلس تشريعي منتخب والرئيس. المدينة عاصمة البلاد جاكرتا. الحدود البرية القطرية أسهم مع بابوا غينيا الجديدة وتيمور الشرقية وماليزيا .
وإندونيسيا هي أحد الأعضاء المؤسسين للأسيان وعضو في مجموعة العشرين للاقتصاديات الرئيسية. الاقتصاد الإندونيسي في العالم هو الثامن العشر في تسلسل الناتج المحلي الإجمالي الاسمي والخامس عشر من حيث القوة الشرائية.
أولاً : الخلفية التاريخية لانتشار الإسلام في اندونيسيا :
اندونيسيا أكبر دولة إسلاميه بعدد السكان ففيها خمس المسلمين في العالم وغالبية سكانها ال (165 ) مليون هم مسلمين ولم يدخل الاندونيسيون الدين الإسلامي بالفتح بل عن طريق التجار المسلمين . أول منطقه اندونيسيه وصلها الإسلام هي شواطئ جزيرة سومطرة (أكبر جزرها) ففي عهد من وصل الإسلام إلى سومطرة ؟في عهد الخلفاء الراشدين وكانت أول المناطق التي وصل إليها الإسلام في العام 55 الهجري (674 م)في عهد الخلفاء الراشدين هي شواطئ سومطرة الشمالية وأول مملكه إسلاميه قامت في اندونيسيا وفي منطقة جنوب شرق أسيا كلها هي مملكة بيرلاك عام 840 ه(226 م) في شمال سومطرة .
ثانياً : الديانات في اندونيسيا
الإسلام 86.1٪
البروتستانتية 2%
الكاثوليكية 4%
الهندوسية 3 ٪
البوذية 2%
الكونفوشيوسية 3%
وعلى الرغم من أنها ليست دولة إسلامية، فإن إندونيسيا هي الأمة الأكبر في العالم من حيث عدد السكان مسلمين، 86.1٪ من الإندونيسيين هم مسلمون وفقاً لتعداد عام2000 وفي 21 أيار 2011 أنشئ مجلس بين السنة والشيعة الاندونيسية (MUHSIN) يهدف المجلس إلى عقد اللقاءات والحوارات والأنشطة الاجتماعية، زكان رداً على العنف المرتكب باسم الدين. غالبية المسلمين في إندونيسيا هم من السنة، ونسبة 9٪ من السكان هم مسيحيون و3٪ هندوس، و 2٪ بوذيون أو أقليات أخرى. معظم الهندوس الإندونيسيون هي باليون، ومعظم البوذيين الحاليين في إندونيسيا هم من العرقية الصينية.
الموقع الجغرافي لاندونيسيا
تقع إندونيسيا بين خطي عرض 11° جنوباً و6° شمالاً، وخطي طول 95° و141° شرقاً. وتتألف من 17508 جزيرة، 6000 منها مأهولة مبعثرة على جانبي خط الاستواء. أكبرها جاوةوسومطرة وبورنيو (المقسمة مع بروناي وماليزيا) وغينيا الجديدة(المقسمة مع بابوا غينيا الجديدة، وسولاوسي.
إندونيسيا لها حدود برية مشتركة مع ماليزيا في جزيرة بورنيو وبابوا غينيا الجديدة في جزيرة غينيا الجديدة وتيمور الشرقية في جزيرة تيمور. كما أن لها حدوداً بحرية عبر مضائق ضيقة مع سنغافورة وماليزيا والفلبين في الشمال، ومع أستراليا في الجنوب. العاصمة جاكرتا، في جاوة، وأكبر مدينة في البلاد، تليها سورابايا وباندونج ومدان وسيمارانج.
مساحة إندونيسيا هي 1919440 كم² (741050 ميلاً مربعاً)، وهي الدولة السادسة عشر من حيث المساحة متوسط الكثافة السكانية هو 134 نسمة لكل كيلومتر مربع (347 لكل ميل مربع)، وتحمل التسلسل 79 في العالم، مع العلم أن جزيرة جاوة هي أكثر جزر العالم من حيث عدد السكان، حيث أن الكثافة السكانية فيها هي 940 نسمة لكل كيلومتر مربع (2435 لكل ميل مربع). أعلى قمة في إندونيسيا هي بونتشاك جايا في بابوا البالغ ارتفاعها 4884 متراً (16024 قدماً(، وبحيرة توبا في سومطرة هي أكبر بحيرة، مساحتها 1145 كم² (442 ميلاً مربعاً). أطول الأنهار تقع في كاليمانتان، وتشمل نهر ماهاكام ونهر باريتو؛ مثل هذه الأنهار تنفع في التواصل والتنقل بين المدن والقرى في الجزيرة.
رابعاً : صلة العرب باندونيسيا
ابتداء صلات بلاد العرب بالشرق الأسيوي قديمة قدم حضارتي وادي الرافدين ووادي النيل، ربما تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد( ). ركبت البحر على جناح التجارة عبر المحيط الهندي متخذةً من ضياء أكيلا (Acilla) الواقع على مقربة من رأس الخيمة (مسندم) في الخليج العربي منطلقاً لها. وفيما بعد تتابعت هجرات عرب جنوب شبه الجزيرة العربية في هذا الاتجاه. وتعد هجرة الحضارمة في الألف الرابع الميلادي، وعلى وجه التحديد قبيل انقراض الدولة الحميرية في اليمن، أعظم هجرة عربية منظمة إلى ربوع الشرق، حيث كون هؤلاء العرب في كوجرات التي يسميها العرب قزرات جالية كبيرة أطلق الهنود عليها اسم عربتو (Arabito)، ومنها انطلقوا صوب جزائر الهند الشرقية (أندونيسيا) والفلبين والصين( ).
هذه الفعاليات التجارية كانت بداية صلات العرب بالشرق الأقصى عموماً وباندونيسيا على وجه الخصوص. ذلك بأن التجار العرب اتخذوا من الهند محطة توصلهم إلى سرنديب أولاً ثم إلى اندونيسيا ثانياً وإلى الصين وأطراف الشرق الأقصى أخيراً، وهو ما أكدته مؤلفات بلدانيِّينا أمثال سليمان التاجر في رحلته إلى الصين والهند والتي يرجع زمنها إلى سنة 237 هـ/ 851 م، وابن خرداذبة في مؤلفه أو دليله السياحي "المسالك والممالك" أواخر القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي، والمسعودي في كتابه "مروج الذهب ومعادن الجوهر" الذي ألفه في حدود النصف الثاني من القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي ( ).
وتشكل الدراسات الجادة التي قام بها ثلاثة من المؤرخين الأندونيسيين مؤخراً أهمية خاصة. فقد أثبتت هذه الدراسات وجود التجار العرب في شواطئ سومطرة الشمالية وبالذات في أتشيه (Atjeh) قبل مجيء الإسلام حتى أن هذه الدراسات أطلقت عليها »الواجهة العربية في أندونيسيا« وأنه بظهور الإسلام تحول معظم هؤلاء المستوطنين إلى دعاة للدين الجديد. من هذه الدراسات ما ذكره البروفسور قدر الله الفاطمي الذي لخص تاريخ دخول الإسلام إلى أندونيسيا على النحو التالي:
1 ـ أول اتصال جرى بين المسلمين والأندونيسيين كان عام 55 هـ/ 674 م.
2 ـ وصل الإسلام إلى مدن السواحل، أي سواحل سومطرة الشمالية منذ سنة 59 هـ/ 678 م.
3 ـ نال الإسلام السلطة السياسية وانتشر في أندونيسيا عام 602 هـ/ 1205 م.
أما الأستاذ نجيب الغطاس، فقد أكد أن أقدم المخطوطات التي تحدثت عن استيطان العرب المسلمين للأرخبيل الأندونيسيّ هي عبارة عن تقارير صينية، في حين ذهب الأستاذ محمد حسين نانيا إل أن وصول الإسلام إلى أندونيسيا قد حدث زمن الرسول.
خامساً : كيفية وصول الإسلام إلى اندونيسيا
من المناسب أن نطرح جانباً احتمال أن يكون الإسلام قد دخل إلى أندونيسيا عن طريق المبشرين. ذلك بأن كلمة »مبشر« أو»إرسالية« (Missionary) لا وجود لها إلا في الدين المسيحي، فليس في الإسلام كنيسة أو رئاسة بابوية، بل هناك دين يتداخل مع الدولة يمثله الرسول أو الخليفة الذي يجمع السلطتين الدينية والدنيوية، وأن انتشار الإسلام كان بطريقتين: إحداهما الفتح وفرضه بالقوة العسكرية إن لم تنفع الوسائل الإرضائية، ومن ثم دخول سكان البلاد المفتوحة في دين الدولة التي رعت مصالحهم وكفلت حقوقهم ناهيك عن الإيجابية التي تحلت بها العقيدة الإسلامية السمحاء، وهذا النمط في نشر الدعوة لم تتجاوز حدوده سواحل الهند. ومرد ذلك إلى البعد وضعف إمكانات الدولة البحرية إن لم نقل تهيبها من البحر ومخاطره. هنا يبرز السؤال: كيف وصل الإسلام إلى أندونيسيا؟
بالتأكيد، الإجابة تفرض نفسها؛ إذ لا وسيلة لهذا الوصول إلا بالطريق السلمي الذي تعد التجارة مرتكزه الأساسي. فطبيعة هذه الفعالية تتطلب انفتاحاً على الناس وتقرباً إليهم بإظهار الخلق والمعاملة الحسنة وبالصداقة وأحياناً بالزواد والمصاهرة التي كثيراً ما تنتهي بالاستيطان( ). وهذا ما درج عليه العرب الحضارمة الذين وصلت طلائعهم إلى جزائر الهند الشرقية (أندونيسيا) منذ عهد مبكر يرجع إلى ثلاثة قرون سبقت الإسلام هذا، إذا كان التاجر ينشد الاتجار وسيلة عيش وربح ليس غير. أما إذا كان التاجر مسيساً يدعو لمعتقد، فلابد ـ والحالة هذه ـ من توافر قدر معين من المنطق يمكن أن يستعمله التاجر لبث ما يحمله من أفكار أو معتقدات؛ وهذا ما حدث للتجار الدعاة الذين نشروا الإسلام في هذه الأصقاع بالمنطق والمجادلة والموعظة الحسنة والإقناع مستندين في ذلك إلى قوله تعالى: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ( ).
وبشأن وصول الإسلام إلى أندونيسيا، نطرح الآراء التالية:
ـ الرأي الأول: يفترض أن التجار العرب ـ والحضارمة في مقدمتهم ـ هم أول من حمل الإسلام إلى »أرض الهند« ( ).وأندونيسيا منه. وبعد ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي وتنامي قوته وتبلور مفاهيمه، تحول معظم هؤلاء التجار من العرب ـ وبعضهم كان قد استوطن ـ إلى دعاة لنشر الإسلام في أندونيسيا، وفي ذلك ضمان لمصالحهم التجارية وإبقاء لعقيدتهم التي آمنوا بها ( ).
ـ الرأي الثاني: يفترض أن الدعاة الهنود هم أول من نشروا الإسلام في أرخبيل الملايو ويستند أصحاب هذا الرأي إلى أن معرفة الهنود بأندونيسيا قديمة تمتد إلى بداية القرن الأول الميلادي. وخلال القرون التي تلت ظل الهنود يتجولون على طول شواطئ الأرخبيل تجّاراً ودعاة للهندوسية. وخلال ذلك، كانت الحضارة الأندونيسية تعرف بالحضارة الهندو ـ جاوية.
ـ الرأي الثالث: ومفاده أن الإسلام دخل إلى أندونيسيا على يد الدعاة الفرس. وأصحاب هذا الرأي يستندون إلى حجج ودلائل، منها الخبرة التجارية التي عرف بها الإيرانيون
ـ الرأي الرابع: يفترض أن الإسلام دخل إلى أندونيسيا بوساطة التجار الأندلسيين أنفسهم الذين وصل بعضهم بتجاراته إلى الخليج العربي منذ القرن السابع الميلادي، وكانت لهم علاقات رفاقية ومصالح متبادلة مع التجار المسلمين من الهنود ةالصينيِّين والعرب( ).
سادساً : العوامل المؤثرة في إسلام الاندونيسيين
ظاهرة تحول أندونيسيا السريع نحو الإسلام ظاهرة لافاتة للنظر، ونرى أنها ترجع إلى عدة عوامل.
وفي مقدمة هذه العوامل العامل الديني المتمثل في عقيدة الإسلام ومبادئه التي دعت إلى رفع شأن انفرد وتحقيق ذاته، والقضاء على سلطة الكهنة البراهميين والنظام الطبقي الهندوكي، فضلاً عن أن الإسلام أشبع ميول السكان المحليين الروحية. فقد كان ممثلاً للسلطة في أشخاص الحكام المسلمين، وممثلاً للحضارة في أشخاص التجار الوافدين , إن معتقدات المسلمين الصوفية وجدت توافقاً إلى حد ما مع المعتقدات الأندونيسية القديمة التي تميل إلى الفلسفة الغيبية كالإيمان بإلاهات الحسن الثلاث: الجمال والفنون والمهارات وهي على الأكثر تركة هندوسية، وإن الأساس الذي قامت عليه هذه المعتقدات هو ما يعرف بالحيوية (Animism) التي تشكل الأساس لكل تصورات الأندونيسيين الدينية القائمة على فكرة أن كل تقلبات الطبيعة ومظاهرها هي نتيجة لعمل قوى غيبية (فوق الطبيعة) وأغلبها أرواح شريرة يمكن إرضاؤها وتجنب غضبها بمنتهى الحذر والتعقل، وأن المكونات الأساسية لهذا الدين الأندونيسي قائمة على اعتقادين :
أ- الاعتقاد الأول : اعتقاد مفاده أن كل حي له نفس (soul) هي قوة حياته؛ وهي وإن كانت واحدة عند الجميع، فإنها قد تكون أقوى في واحد دون آخر أو إنها أكثر تمركزاً في جزء من أجزاء جسم الإنسان منه في جزء آخر.
ب- الاعتقاد الثاني : واعتقاد ثانٍ يؤمن بوجود نفس فردية تلازم الشخص الحي طوال حياته؛ وعند موته تبقى ملازمة للأماكن التي كان فيها أو ما يجاورها، وإن هذه النفس لا تنسحب من الاهتمام بشؤون الجماعة بل تبقى مهتمة بها ومشاركة فيها، وإن هذه النفس تغضب إذا ما خرج الأبناء على عادات الأجداد أو كفوا عن تأدية الواجبات لهذه الأرواح؛ ولذلك يحرص الأندونيسيون على المحافظة على قيمهم القديمة من خلال عبادة الأجداد والتمسك بالتراث.
ثم العامل السياسي المتمثل في الصراع الداخلي بين الدويلات والإمارات الأندونيسية أولاً، وصراع هذه الكيانات المستمر ضد السلطة المركزية الهندوكية ثانياً. أسهم هذا العامل في دفع بعض أمراء هذه الدويلات وزعمائها ونبلائها إلى اعتناق الإسلام بوصفه سلاحاً فعالاً ضد الهندوك يحظى بتأييد شعبي يمكن أن نتلمسه في الإقبال الشديد الذي لقيه الإسلام بين السكان المحليين الذي خفف من اختلافاتهم العنصرية والعصبية والمصلحية في وحدة وطنية تنشد التحرر من السيطرة الأجنبية وبناء أندونيسيا المسلمة ( ).هذه الإيجابيات سهلت من مهمة الدعاة المسلمين على المستويين الشعبي والرسمي. ( )
ومن العوامل التي أسهمت في الأسلمة الأندونيسية، العامل الاقتصادي الذي تمثله التجارة النشيطة بين جزر الأرخبيل أو التي تتجاوز المياه الأندونيسية إلى الصين والهند والخليج العربي، والتي يعول عليها بوصفها مصدراً للربح وزيادة الدخول عن طريق المكوس والضرائب المفروضة على التجارات التي تمر بموانئهم فضلاً عن البضائع المصدرة والمستوردة.
إن الرأي القائل بأن العاملين الاقتصادي والسياسي كانا الأساس في انتشار الإسلام في أندونيسيا، كما ذهب إلى ذلك فان لير، بتأكيده دور الطبقة الأرستقراطية والفئة الحاكمة، ويغفل ـ بقصد أو من غير قصد ـ خاصية الإسلام الإصلاحية الشاملة لكل نواحي الحياة، وأسلوبه الإقناعي الذي بدا في وقت ما ملائماً لنمط الحياة الأندونيسية الدارجة( ).
سابعاًُ : المعاناه التي تواجه الإسلام في اندونيسيا :
مؤامرة تشويه الإسلام :
ـ هناك مؤامرات معادية بدأت في عهد الاستعمار الهولندي، حيث تكوَّنت نخبة هولندية برئاسة المستشرق سنوك هور خورنيه لدراسة علوم الإسلام فدرسوا اللغة العربية دراسة جيدة وكتبوا الكثير من المؤلفات والدراسات والمقالات التي تحتوي على كثير من المغالطات عن الدين الإسلامي الحنيف•
وأضاف: في العام 1884م تنكَّر سنوك هوخورنية في ملابس رجل مسلم مُحرم••• وأطلق على نفسه اسم الدكتور عبدالغفار طبيب العيون، وذهب إلى الحجاز للمزيد من الدراسات عن الإسلام، وكان منهج بحثه هو الوقوف على مواطن الضعف بين المسلمين••• ولما عاد من رحلته قدَّم إلى حكومته تقريراً يهدف إلى بث الفرقة بين المسلمين الذين يمثِّلون الأغلبية الساحقة في إندونيسيا وزرع بذور الفتنة والمنازعات بين المسلمين••• ثم تشويه الإسلام لدى الشباب المسلم••• وذلك بدسّ المغالطات في تعاليمه وأحكامه ومسخ تاريخ الإسلام حتى يُعرض عنه الشباب المسلم•
واستطرد: وقد بدأت هولندا في تنفيذ مخططها وذلك بوضع مناهج دراسية جديدة للمعاهد والمدارس في إندونيسيا تحقق أهدافهم••• وكان هذا بناء على توصية من المستشرق الهولندي سنوك هور خورنيه التي جاء بها: في مواجهتنا للإسلام من الضروري فصل الأمة الإسلامية عن دينها وذلك بوضع منهج تعليمي مخطط وأي صحوة إسلامية يجب تحطيمها• .
تحديات معاصرة :
ويواصل الشيخ، عمر شهاب، حديثه قائلاً: أما التحديات المعادية المعاصرة••• فتمثلت في المحاولات الشيوعية المستمرة للتسرب إلى الكيان الإسلامي في إندونيسيا لنشر الإلحاد بين الشباب المسلم في المعاهد والجامعات••• وقد رفض المجتمع المسلم المعتقدات الفاسدة التي روَّجت لها الشيوعية••• فتكوَّنت منظمات الشباب الإسلامي بالمدارس والجامعات الإندونيسية••• كما تأسست الجبهة الإسلامية لمقاومة الشيوعية وأخطارها< والتف حولها الشعب المسلم وشارك الدعاة في قيادة هذه الحملة••• ولله الحمد، فقد انتصر المسلمون وتم القضاء نهائياً على الأفكار الشيوعية وحُرّمت تحريماً باتاً في بلادنا•
الحرية العقائدية :
تحاول بعض المؤسسات المعادية للإسلام والمسلمين استقلال مناخ الحرية العقائدية السائد في إندونيسيا لتغيير عقيدة المسلمين••• فكيف تصديتم لهذه المحاولات المعادية؟
- بالرغم من ضمان الحرية الدينية الكافية لمعتنقي الديانات ـ لأداء شعائر دينهم في حرية وعلنية والقيام بالدعوة••• إلا أن الحكومة الإندونيسية قررت ألا تترك العنان أمام هذه الحرية خصوصاً بعد أن زادت معونات بعض دول الغرب للمؤسسات الدينية اللاإسلامية••• لأن ترك هذا المجال مفتوحاً بغير ضوابط قد يُستثمر ضد المسلمين••• بما لا يتحقق الاستقرار الوطني المنشود••• وخصوصاً أن مسألة العقائد من المسائل ذات الحساسية•
وأضاف: فقد أصدر وزير الشؤون الدينية في إندونسيا قراراً يحدد وسائل الدعوة للأديان•• وآخر يحدد طرق استلام المساعدات الخارجية••• إذ إن الدعوة للأديان يجب أن تؤدى بروح طيبة ويجب أن تراعى فيها مشاعر الآخرين لأجل مراعاة الاستقرار الوطني••• وعدم حدوث ما يعكّر صفو الأخوّة التي تربط بين أتباع الديانات المختلفة••• وقد منع القرار أي دعوة موجهة إلى الأشخاص الذين يعتنقون ديناً آخر••• كما منع التحريض والإغراء لجذب الناس لاعتناق ديانة معينة•
واستطرد: ومنع قرار وزير الشؤون الدينية في إندونسيا••• استخدام النشرات والمجلات والكتب وغيرها من الوسائل الدعائية في المناطق أوالمنازل التي يسكنها من هم من غير أتباع الدين الإسلامي••• وقد قامت الحكومة الإندونيسية بتقديم المساعدات لبناء المساجد ودور العبادة لغير المسلمين أيضاً•
ثامناً : العادات والتقاليد الاندونيسية :
أقسام الشعب الاندونيسي وعادتهم
ينقسم الشعب الاندونيسي إلى ثلاثة شعوب كبرى وثلاثة شعوب صغرى ... فالشعوب الكبرى هم : الشعب الجاوي – والشعب الصنداوي والشعب المدوري اما الشعوب الصغرى فهم سكان جاكرتا وما حولها وسكان جبل تنغقر وسكان جنوب بانتن وهم المعروفون بالبادوى.
وجميع الشعوب المذكورة يطلق عليهم اسم الشعوب الماليزية ما عدا الشعبين الاخيرين ( سكان تنغقر والبادوى ) فانهما من بقايا سلالة الهنود الجاويين الذين أسسو ممالك عظيمة في جاوة قبل دخول الإسلام فيها وتختلف هذه الشعوب المذكورة في اللغة , والطبيعة والعادة. ( ).
العادات والطبع الاندونيسي:
في الطبع الجاوي ميل الى البذخ والترف ، وعطف الى فنونهم القديمة ,فمعظمهم يجيدون الرقص المعروف ( ببدويو ) كما أن جميع البنات يجدن الرقص المعروف ( بسريمفى ) , واصحاب المناصب الكبيرة منهم في جوقجاكرتا يسكنون في بيوت عامرة حاوية جميع أصناف الاثاث الفاخر ويتمتعون بجميع وسائل الرفاهية ويعيشون عيشة دلال وخدم وحشم وحريم مابين زوجة شرعية وسراري وكلهن يتمتعن بحلى غالية تقدر قيمتها بألوف من الروبيات وثياب انيقة مزركشة بخيوط الذهب وقلما يخلو بيت من بيوت كبراء الجاويين من الآلات الموسيقية المعروفة ( بالقملان ) . واللغة الجاوية غنية بالألفاظ والأمثال( ).
رمضان في اندونيسيا :
• يبلغ عدد السكان في دولة إندونيسيا حوالي ( 230 ) مليون نسمة، يشكل المسلمون منهم النسبة الأكبر في هذا البلد، إذ تصل نسبتهم إلى ( 89% ) من مجموع السكان .
والحديث عن رمضان في تلك البلاد يبدأ من التماس هلال رمضان، والخبر يقول: إن القليل من الناس يخرج طلبًا لالتماس الهلال، بل يكتفي أغلب الناس هناك بخبر وسائل الإعلام، والبعض قد يتبع في ذلك ما تثبته المملكة العربية السعودية، فيصوم مع صيامها ويفطر مع فطرها .
ونظرًا لسعة تلك البلاد وتعدد جزرها وانتشار رقعتها، فقد تختلف رؤية الهلال من مكان لآخر. وعلى العموم، فعندما تثبت رؤية هلال شهر رمضان يُعلن عن ذلك رسميًا بواسطة وزارة الشؤون الدينية، ويقوم الأفراد بقرع الطبول داخل المساجد حتى السحور، احتفالاً بقدوم الشهر المبارك. وتبدأ التهاني والمباركات وتعم الفرحة والبهجة الجميع، ويجسد تلك المظاهر عبارات تتدوالها الألسنة مثل: ( أهلاً يا رمضان ) و( مرحبًا يا رمضان)
• ومن أشهر الأطعمة الرمضانية التي يفطر عليها مسلمو إندونيسيا طعام يسمى ( أبهم ) وهو عبارة عن نوع من الحلوى أشبه ما يكون بـ ( الكعك ) ويقدم التمر إلى جانبه. ومن المأكولات الرمضانية أيضًا ( الرز ) مع ( الخضروات ) و( الدجاج ) و( اللحوم (.
• ومن أشهر أنواع الحلوى التي تقدم في هذا الشهر حلوى تسمى ( kolak - كولاك ) تقدم مع التمر
• وتنشط دروس العلم الشرعي، وحلقات تلاوة القرآن من أول رمضان إلى آخره؛ فترى المساجد تزدحم بالمصلين وطلبة العلم الذين يتسابقون في حضور مجالس العلماء، وهم في أغلبهم من علماء إندونيسيا، الذين تلقوا علومهم الإسلامية في بعض الدول العربية، كما وتستضيف الدولة بعض أهل العلم من خارج إندونيسيا ليدلوا بدلوهم في هذا الموسم المبارك، ويُلحظ تواجد الدعاة بكثافة في تلك البقاع، حيث يتنقلون من مكان إلى آخر داعين إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وصلاة التراويح في إندونيسيا يصليها المسلمون ثمان ركعات في بعض المساجد، وفي بعضها الآخر تصلى عشرين ركعة؛ ولا تلتزم تلك المساجد في أغلبها ختم القرآن كاملاً، بل تقرأ في صلاة التراويح ما تيسر من القرآن؛ وقد تتخلل صلاة التراويح أحيانًا كلمة وعظ، أو درس ديني( ).
• من عادة أغلب المساجد أن تقرأ بعض الأذكار بين كل ركعتين من ركعات التراويح، كالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والترضي على الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم وعن الصحابة أجمعين. وتشارك النساء في صلاة التراويح، يصلين من وراء ستائر خاصة بهن، موضوعة في مؤخرة المسجد
• ومن التقاليد المرعية في هذا البلد المسلم، أن المسلمين ينتهزون فرصة هذا الشهر المبارك ليتصالح المتخاصمون، ويتسامح المتهاجرون، ويتناسوا ما وقع بينهم من خلاف وشقاق، وتقام حفلات التصالح هذه عادة في المساجد، وتسمى عندهم ( حلال بحلال ) ويشرف على ترتيب المجالس التصالحية وجهاء الناس وعلماؤهم .
• ويحتفل المسلمون الاندونيسيون بالعشر الأواخر من رمضان؛ وهم يرون أن ليلة القدر في الليالي المفردة من العشر، لذلك نجدهم ينشطون ويجتهدون في العبادة والطاعة في هذه الليالي الفضيلة، والبعض منهم يلزمون الاعتكاف في المساجد فلا يخرجون منها؛ ابتغاء مرضات الله، وطلبًا لثوابه.
والمسلمون الأندونيسيون حريصون كل الحرص على الالتزام بتعاليم الإسلام، وتطبيق أحكامه، لأجل هذا فهم يسارعون في الخيرات، ويتسابقون في الطاعات، فيقيمون موائد الإفطار للفقراء والمساكين ويدعونهم إليها، ويحتفلون بهم كل الاحتفال، كما ويسارع الجميع لإخراج صدقة الفطر، بشكل فردي أو عن طريق تقديمها للجمعيات الخيرية، التي تتولى توزيعها على الفقراء والمساكين مواساة لهم، وقضاءً لحاجتهم، وإدخالاً للفرحة إلى قلوبهم .
• وفي ليلة العيد يخرج المسلمون في إندونيسيا إلى الشوارع، يطوفون خلالها بسياراتهم أو على أرجلهم، وأصوات الجميع تهتف بالتكبير، ويرافق ذلك القرع على الطبول، والعزف على بعض الآلات الموسيقة؛ تعبيرًا عن فرحة العيد، وابتهاجًا بقدومه. وقد حدثنا بعض أهل تلك البلاد أن ثمة فريق من الناس - وخاصة من أهل القرى - له من العادات والتقاليد في تلك الليلة ما لا يمت إلى الإسلام بصلة. ( ).
الخاتمة
وفي خاتمة هذا البحث أذكر نفسي وغيري بقوله سبحانه وتعالى): فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّه فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )
وبحمد الباري ونعمة منه وفضل ورحمه نضع قطراتنا الأخيرة وقد كانت رحلة جاهده للارتقاء بدرجات العقل ومعراج الأفكار , فما هذا إلا جهد مقل ولا ندعي فيه الكمال ولكن عذرنا أنا بذلنا فيه قصارى جهدنا فان أصبنا فذاك مرادنا وان أخطئنا فلنا شرف المحاولة والتعلم .
ومما استنتجته من هذا البحث أن العرب وصلوا إلى هذه الأصقاع منذ وقت مبكر على جناح التجارة واستوطنوا هناك. وبعد القرن السابع الميلادي، تحولوا إلى دعاة للإسلام الحنيف الذي وجد فيه الاندونيسيون حلولاً شافية لما يعانونه من تمزق ديني وظلم اجتماعي. وهذا يفسر لنا الإقبال المنقطع النظير الذي حظي به الإسلام.
بالإضافة إلى ذلك ثبت أن أكثر تعداد للمسلمين في اندونيسيا حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 86% من أصل سكان اندونيسيا وأغلبهم من السنة وباقي عدد السكان يتوزعون على بعض الديانات الأخرى , كما أن الاندونيسيون محافظين جداً على عاداتهم وتقاليدهم الإسلامية الخاصة حيث لهم بعض العادات والطقوس الذين يقومون بها وخاصة في شهر رمضان الكريم وكل ذلك يثبت أن الإسلام وصل اندونيسيا عن طريق السلم وليس بالحرب أو حد السيف كما يقول بعض المستشرقين الأوربيون .
آملين من الله أن ينال إعجابكم ,,,,
المراجع
1- مغنلو, حوراني جورج .(1985), العرب والملاحة في المحيط الهندي في العصور القديمة وأوائل القرون الوسطى، دار الكتاب بمصر: ص. 1.
2- البكري، صلاح الدين.(1946) , "هجرة العرب إلى اندونيسيا"، ضمن مجلة الثقافة العربية المصرية، العدد 386، : ص. 19.
3- الألوسي، عادل محيي الدين.(1984), تجارة العراق البحرية مع اندونيسيا حتى أواخر ق 7 هـ، بغداد، الشؤون الثقافية: ص. 127.
4- الندوي، محمد إسماعيل .تاريخ الصلات بين الهند والبلاد العربية، دار فتح، بيروت، د. ت.، ص. 18.
5- ابن بطوطة.(1994), (ت 779 عـ/ 1377 م)، تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، مصر، ج 2: ص. 152
6- السامر، فيصل.(1977م), الأصول التاريخية للحضارة العربية الإسلامية في الشرق الأقصى، دار الطليعة، باريس : ص. 66.
7- يجزه،نيووينهو.(1957م) , "أندونيسيا"، تراث الإسلام، ترجمة حسن إبراهيم وعبد المجيد عابدين، مصر: ص. 402.
8- أرنولد، سير توماس (1957م) , الدعوة إلى الإسلام، ترجمة حسن إبراهيم وعبد المجيد عابدين، مصر، 1957، ص. 402
9- محاضرة عن جزر الهند الشرقية الهولندية، ألقاها إسماعيل الغطاس في نادي الشبان المسلمين بمصر، 1929، نشرت ضمن كتاب حاضر العالم الإسلامي: ص. 367.
10- ابن خلدون, عبد الرحمن بن محمد الحضرمي.( 1405 م)، المقدمة، إحياء التراث، بيروت، د. ت.:ص. 55.
كان انتشار الدين الإسلامي بشكل واسع وعلى شكل مدارس وحلقات علم عندما تفرغ كثير من التجار العرب والمسلمين للدعوة بعد أن وجدوا الترحيب من سكان تلك البلاد والتي كانت تسمي جزر الهند الصينية أواسط أيام الدولة الأموية حيث سبر اسود البحار العرب العالم المجهول وبدئوا البحث في المحيط حيث وجدوا سكان الهند الصينية الصدق في التعامل والوفاء بالأمانة والتواصل والتراحم بين التجار المسلمين وخصوصاً تجار اليمن (أهل حضرموت) مما حداء بأهل الهند الصينية وخصوصاً سكان سومطرة إلى التأثر بهؤلاء القادمون من خلف المحيط ، وحيث أن أهل تلك البلاد أصحاب فطرة سليمة وصافية ولم يغز بلادهم بعد التبشير المسيحي ، فقد دخلوا فرادا وجماعات في هذا الدين العظيم الذي يدعو إلى العدل والمساواة والطهارة والصدق والأمانة في القول والعمل وتخليص العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، وكان من الممكن أن تكون الفلبين دولة تدين بالإسلام لولا وصول الأسبان إليها قبل المسلمين وفرضهم النصرانية المحرفة بقوة السيف ، وقد قطعت رؤوس ألاف البشر على حد المقصلة على يد القراصنة الأسبان فيما يمسى حالياً بالفلبين ممن رفضوا الديانة النصرانية والتبعية للكنيسة البرتغالية ، آما الإسلام فقد انتشر في أرجاء الأرخبيل الاندونيسي بإقبال من أهل البلاد أنفسهم وبدون إجبار لأنه دين الفطرة السليمة .
الإسلام في اندونيسيا
نبذة عن اندونيسيا :
إندونيسيا هي دولة تقع في جنوب شرق آسيا وفي أوقيانيا. إندونيسيا تضم 17508 جزر. ويبلغ عدد سكانها حوالي 238 مليون شخص، وهذه هي رابع دولة من حيث عدد السكان، وأكبر عدد سكان في العالم من المسلمين. اندونيسيا هي جمهورية، مع وجود مجلس تشريعي منتخب والرئيس. المدينة عاصمة البلاد جاكرتا. الحدود البرية القطرية أسهم مع بابوا غينيا الجديدة وتيمور الشرقية وماليزيا .
وإندونيسيا هي أحد الأعضاء المؤسسين للأسيان وعضو في مجموعة العشرين للاقتصاديات الرئيسية. الاقتصاد الإندونيسي في العالم هو الثامن العشر في تسلسل الناتج المحلي الإجمالي الاسمي والخامس عشر من حيث القوة الشرائية.
أولاً : الخلفية التاريخية لانتشار الإسلام في اندونيسيا :
اندونيسيا أكبر دولة إسلاميه بعدد السكان ففيها خمس المسلمين في العالم وغالبية سكانها ال (165 ) مليون هم مسلمين ولم يدخل الاندونيسيون الدين الإسلامي بالفتح بل عن طريق التجار المسلمين . أول منطقه اندونيسيه وصلها الإسلام هي شواطئ جزيرة سومطرة (أكبر جزرها) ففي عهد من وصل الإسلام إلى سومطرة ؟في عهد الخلفاء الراشدين وكانت أول المناطق التي وصل إليها الإسلام في العام 55 الهجري (674 م)في عهد الخلفاء الراشدين هي شواطئ سومطرة الشمالية وأول مملكه إسلاميه قامت في اندونيسيا وفي منطقة جنوب شرق أسيا كلها هي مملكة بيرلاك عام 840 ه(226 م) في شمال سومطرة .
ثانياً : الديانات في اندونيسيا
الإسلام 86.1٪
البروتستانتية 2%
الكاثوليكية 4%
الهندوسية 3 ٪
البوذية 2%
الكونفوشيوسية 3%
وعلى الرغم من أنها ليست دولة إسلامية، فإن إندونيسيا هي الأمة الأكبر في العالم من حيث عدد السكان مسلمين، 86.1٪ من الإندونيسيين هم مسلمون وفقاً لتعداد عام2000 وفي 21 أيار 2011 أنشئ مجلس بين السنة والشيعة الاندونيسية (MUHSIN) يهدف المجلس إلى عقد اللقاءات والحوارات والأنشطة الاجتماعية، زكان رداً على العنف المرتكب باسم الدين. غالبية المسلمين في إندونيسيا هم من السنة، ونسبة 9٪ من السكان هم مسيحيون و3٪ هندوس، و 2٪ بوذيون أو أقليات أخرى. معظم الهندوس الإندونيسيون هي باليون، ومعظم البوذيين الحاليين في إندونيسيا هم من العرقية الصينية.
الموقع الجغرافي لاندونيسيا
تقع إندونيسيا بين خطي عرض 11° جنوباً و6° شمالاً، وخطي طول 95° و141° شرقاً. وتتألف من 17508 جزيرة، 6000 منها مأهولة مبعثرة على جانبي خط الاستواء. أكبرها جاوةوسومطرة وبورنيو (المقسمة مع بروناي وماليزيا) وغينيا الجديدة(المقسمة مع بابوا غينيا الجديدة، وسولاوسي.
إندونيسيا لها حدود برية مشتركة مع ماليزيا في جزيرة بورنيو وبابوا غينيا الجديدة في جزيرة غينيا الجديدة وتيمور الشرقية في جزيرة تيمور. كما أن لها حدوداً بحرية عبر مضائق ضيقة مع سنغافورة وماليزيا والفلبين في الشمال، ومع أستراليا في الجنوب. العاصمة جاكرتا، في جاوة، وأكبر مدينة في البلاد، تليها سورابايا وباندونج ومدان وسيمارانج.
مساحة إندونيسيا هي 1919440 كم² (741050 ميلاً مربعاً)، وهي الدولة السادسة عشر من حيث المساحة متوسط الكثافة السكانية هو 134 نسمة لكل كيلومتر مربع (347 لكل ميل مربع)، وتحمل التسلسل 79 في العالم، مع العلم أن جزيرة جاوة هي أكثر جزر العالم من حيث عدد السكان، حيث أن الكثافة السكانية فيها هي 940 نسمة لكل كيلومتر مربع (2435 لكل ميل مربع). أعلى قمة في إندونيسيا هي بونتشاك جايا في بابوا البالغ ارتفاعها 4884 متراً (16024 قدماً(، وبحيرة توبا في سومطرة هي أكبر بحيرة، مساحتها 1145 كم² (442 ميلاً مربعاً). أطول الأنهار تقع في كاليمانتان، وتشمل نهر ماهاكام ونهر باريتو؛ مثل هذه الأنهار تنفع في التواصل والتنقل بين المدن والقرى في الجزيرة.
رابعاً : صلة العرب باندونيسيا
ابتداء صلات بلاد العرب بالشرق الأسيوي قديمة قدم حضارتي وادي الرافدين ووادي النيل، ربما تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد( ). ركبت البحر على جناح التجارة عبر المحيط الهندي متخذةً من ضياء أكيلا (Acilla) الواقع على مقربة من رأس الخيمة (مسندم) في الخليج العربي منطلقاً لها. وفيما بعد تتابعت هجرات عرب جنوب شبه الجزيرة العربية في هذا الاتجاه. وتعد هجرة الحضارمة في الألف الرابع الميلادي، وعلى وجه التحديد قبيل انقراض الدولة الحميرية في اليمن، أعظم هجرة عربية منظمة إلى ربوع الشرق، حيث كون هؤلاء العرب في كوجرات التي يسميها العرب قزرات جالية كبيرة أطلق الهنود عليها اسم عربتو (Arabito)، ومنها انطلقوا صوب جزائر الهند الشرقية (أندونيسيا) والفلبين والصين( ).
هذه الفعاليات التجارية كانت بداية صلات العرب بالشرق الأقصى عموماً وباندونيسيا على وجه الخصوص. ذلك بأن التجار العرب اتخذوا من الهند محطة توصلهم إلى سرنديب أولاً ثم إلى اندونيسيا ثانياً وإلى الصين وأطراف الشرق الأقصى أخيراً، وهو ما أكدته مؤلفات بلدانيِّينا أمثال سليمان التاجر في رحلته إلى الصين والهند والتي يرجع زمنها إلى سنة 237 هـ/ 851 م، وابن خرداذبة في مؤلفه أو دليله السياحي "المسالك والممالك" أواخر القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي، والمسعودي في كتابه "مروج الذهب ومعادن الجوهر" الذي ألفه في حدود النصف الثاني من القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي ( ).
وتشكل الدراسات الجادة التي قام بها ثلاثة من المؤرخين الأندونيسيين مؤخراً أهمية خاصة. فقد أثبتت هذه الدراسات وجود التجار العرب في شواطئ سومطرة الشمالية وبالذات في أتشيه (Atjeh) قبل مجيء الإسلام حتى أن هذه الدراسات أطلقت عليها »الواجهة العربية في أندونيسيا« وأنه بظهور الإسلام تحول معظم هؤلاء المستوطنين إلى دعاة للدين الجديد. من هذه الدراسات ما ذكره البروفسور قدر الله الفاطمي الذي لخص تاريخ دخول الإسلام إلى أندونيسيا على النحو التالي:
1 ـ أول اتصال جرى بين المسلمين والأندونيسيين كان عام 55 هـ/ 674 م.
2 ـ وصل الإسلام إلى مدن السواحل، أي سواحل سومطرة الشمالية منذ سنة 59 هـ/ 678 م.
3 ـ نال الإسلام السلطة السياسية وانتشر في أندونيسيا عام 602 هـ/ 1205 م.
أما الأستاذ نجيب الغطاس، فقد أكد أن أقدم المخطوطات التي تحدثت عن استيطان العرب المسلمين للأرخبيل الأندونيسيّ هي عبارة عن تقارير صينية، في حين ذهب الأستاذ محمد حسين نانيا إل أن وصول الإسلام إلى أندونيسيا قد حدث زمن الرسول.
خامساً : كيفية وصول الإسلام إلى اندونيسيا
من المناسب أن نطرح جانباً احتمال أن يكون الإسلام قد دخل إلى أندونيسيا عن طريق المبشرين. ذلك بأن كلمة »مبشر« أو»إرسالية« (Missionary) لا وجود لها إلا في الدين المسيحي، فليس في الإسلام كنيسة أو رئاسة بابوية، بل هناك دين يتداخل مع الدولة يمثله الرسول أو الخليفة الذي يجمع السلطتين الدينية والدنيوية، وأن انتشار الإسلام كان بطريقتين: إحداهما الفتح وفرضه بالقوة العسكرية إن لم تنفع الوسائل الإرضائية، ومن ثم دخول سكان البلاد المفتوحة في دين الدولة التي رعت مصالحهم وكفلت حقوقهم ناهيك عن الإيجابية التي تحلت بها العقيدة الإسلامية السمحاء، وهذا النمط في نشر الدعوة لم تتجاوز حدوده سواحل الهند. ومرد ذلك إلى البعد وضعف إمكانات الدولة البحرية إن لم نقل تهيبها من البحر ومخاطره. هنا يبرز السؤال: كيف وصل الإسلام إلى أندونيسيا؟
بالتأكيد، الإجابة تفرض نفسها؛ إذ لا وسيلة لهذا الوصول إلا بالطريق السلمي الذي تعد التجارة مرتكزه الأساسي. فطبيعة هذه الفعالية تتطلب انفتاحاً على الناس وتقرباً إليهم بإظهار الخلق والمعاملة الحسنة وبالصداقة وأحياناً بالزواد والمصاهرة التي كثيراً ما تنتهي بالاستيطان( ). وهذا ما درج عليه العرب الحضارمة الذين وصلت طلائعهم إلى جزائر الهند الشرقية (أندونيسيا) منذ عهد مبكر يرجع إلى ثلاثة قرون سبقت الإسلام هذا، إذا كان التاجر ينشد الاتجار وسيلة عيش وربح ليس غير. أما إذا كان التاجر مسيساً يدعو لمعتقد، فلابد ـ والحالة هذه ـ من توافر قدر معين من المنطق يمكن أن يستعمله التاجر لبث ما يحمله من أفكار أو معتقدات؛ وهذا ما حدث للتجار الدعاة الذين نشروا الإسلام في هذه الأصقاع بالمنطق والمجادلة والموعظة الحسنة والإقناع مستندين في ذلك إلى قوله تعالى: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ( ).
وبشأن وصول الإسلام إلى أندونيسيا، نطرح الآراء التالية:
ـ الرأي الأول: يفترض أن التجار العرب ـ والحضارمة في مقدمتهم ـ هم أول من حمل الإسلام إلى »أرض الهند« ( ).وأندونيسيا منه. وبعد ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي وتنامي قوته وتبلور مفاهيمه، تحول معظم هؤلاء التجار من العرب ـ وبعضهم كان قد استوطن ـ إلى دعاة لنشر الإسلام في أندونيسيا، وفي ذلك ضمان لمصالحهم التجارية وإبقاء لعقيدتهم التي آمنوا بها ( ).
ـ الرأي الثاني: يفترض أن الدعاة الهنود هم أول من نشروا الإسلام في أرخبيل الملايو ويستند أصحاب هذا الرأي إلى أن معرفة الهنود بأندونيسيا قديمة تمتد إلى بداية القرن الأول الميلادي. وخلال القرون التي تلت ظل الهنود يتجولون على طول شواطئ الأرخبيل تجّاراً ودعاة للهندوسية. وخلال ذلك، كانت الحضارة الأندونيسية تعرف بالحضارة الهندو ـ جاوية.
ـ الرأي الثالث: ومفاده أن الإسلام دخل إلى أندونيسيا على يد الدعاة الفرس. وأصحاب هذا الرأي يستندون إلى حجج ودلائل، منها الخبرة التجارية التي عرف بها الإيرانيون
ـ الرأي الرابع: يفترض أن الإسلام دخل إلى أندونيسيا بوساطة التجار الأندلسيين أنفسهم الذين وصل بعضهم بتجاراته إلى الخليج العربي منذ القرن السابع الميلادي، وكانت لهم علاقات رفاقية ومصالح متبادلة مع التجار المسلمين من الهنود ةالصينيِّين والعرب( ).
سادساً : العوامل المؤثرة في إسلام الاندونيسيين
ظاهرة تحول أندونيسيا السريع نحو الإسلام ظاهرة لافاتة للنظر، ونرى أنها ترجع إلى عدة عوامل.
وفي مقدمة هذه العوامل العامل الديني المتمثل في عقيدة الإسلام ومبادئه التي دعت إلى رفع شأن انفرد وتحقيق ذاته، والقضاء على سلطة الكهنة البراهميين والنظام الطبقي الهندوكي، فضلاً عن أن الإسلام أشبع ميول السكان المحليين الروحية. فقد كان ممثلاً للسلطة في أشخاص الحكام المسلمين، وممثلاً للحضارة في أشخاص التجار الوافدين , إن معتقدات المسلمين الصوفية وجدت توافقاً إلى حد ما مع المعتقدات الأندونيسية القديمة التي تميل إلى الفلسفة الغيبية كالإيمان بإلاهات الحسن الثلاث: الجمال والفنون والمهارات وهي على الأكثر تركة هندوسية، وإن الأساس الذي قامت عليه هذه المعتقدات هو ما يعرف بالحيوية (Animism) التي تشكل الأساس لكل تصورات الأندونيسيين الدينية القائمة على فكرة أن كل تقلبات الطبيعة ومظاهرها هي نتيجة لعمل قوى غيبية (فوق الطبيعة) وأغلبها أرواح شريرة يمكن إرضاؤها وتجنب غضبها بمنتهى الحذر والتعقل، وأن المكونات الأساسية لهذا الدين الأندونيسي قائمة على اعتقادين :
أ- الاعتقاد الأول : اعتقاد مفاده أن كل حي له نفس (soul) هي قوة حياته؛ وهي وإن كانت واحدة عند الجميع، فإنها قد تكون أقوى في واحد دون آخر أو إنها أكثر تمركزاً في جزء من أجزاء جسم الإنسان منه في جزء آخر.
ب- الاعتقاد الثاني : واعتقاد ثانٍ يؤمن بوجود نفس فردية تلازم الشخص الحي طوال حياته؛ وعند موته تبقى ملازمة للأماكن التي كان فيها أو ما يجاورها، وإن هذه النفس لا تنسحب من الاهتمام بشؤون الجماعة بل تبقى مهتمة بها ومشاركة فيها، وإن هذه النفس تغضب إذا ما خرج الأبناء على عادات الأجداد أو كفوا عن تأدية الواجبات لهذه الأرواح؛ ولذلك يحرص الأندونيسيون على المحافظة على قيمهم القديمة من خلال عبادة الأجداد والتمسك بالتراث.
ثم العامل السياسي المتمثل في الصراع الداخلي بين الدويلات والإمارات الأندونيسية أولاً، وصراع هذه الكيانات المستمر ضد السلطة المركزية الهندوكية ثانياً. أسهم هذا العامل في دفع بعض أمراء هذه الدويلات وزعمائها ونبلائها إلى اعتناق الإسلام بوصفه سلاحاً فعالاً ضد الهندوك يحظى بتأييد شعبي يمكن أن نتلمسه في الإقبال الشديد الذي لقيه الإسلام بين السكان المحليين الذي خفف من اختلافاتهم العنصرية والعصبية والمصلحية في وحدة وطنية تنشد التحرر من السيطرة الأجنبية وبناء أندونيسيا المسلمة ( ).هذه الإيجابيات سهلت من مهمة الدعاة المسلمين على المستويين الشعبي والرسمي. ( )
ومن العوامل التي أسهمت في الأسلمة الأندونيسية، العامل الاقتصادي الذي تمثله التجارة النشيطة بين جزر الأرخبيل أو التي تتجاوز المياه الأندونيسية إلى الصين والهند والخليج العربي، والتي يعول عليها بوصفها مصدراً للربح وزيادة الدخول عن طريق المكوس والضرائب المفروضة على التجارات التي تمر بموانئهم فضلاً عن البضائع المصدرة والمستوردة.
إن الرأي القائل بأن العاملين الاقتصادي والسياسي كانا الأساس في انتشار الإسلام في أندونيسيا، كما ذهب إلى ذلك فان لير، بتأكيده دور الطبقة الأرستقراطية والفئة الحاكمة، ويغفل ـ بقصد أو من غير قصد ـ خاصية الإسلام الإصلاحية الشاملة لكل نواحي الحياة، وأسلوبه الإقناعي الذي بدا في وقت ما ملائماً لنمط الحياة الأندونيسية الدارجة( ).
سابعاًُ : المعاناه التي تواجه الإسلام في اندونيسيا :
مؤامرة تشويه الإسلام :
ـ هناك مؤامرات معادية بدأت في عهد الاستعمار الهولندي، حيث تكوَّنت نخبة هولندية برئاسة المستشرق سنوك هور خورنيه لدراسة علوم الإسلام فدرسوا اللغة العربية دراسة جيدة وكتبوا الكثير من المؤلفات والدراسات والمقالات التي تحتوي على كثير من المغالطات عن الدين الإسلامي الحنيف•
وأضاف: في العام 1884م تنكَّر سنوك هوخورنية في ملابس رجل مسلم مُحرم••• وأطلق على نفسه اسم الدكتور عبدالغفار طبيب العيون، وذهب إلى الحجاز للمزيد من الدراسات عن الإسلام، وكان منهج بحثه هو الوقوف على مواطن الضعف بين المسلمين••• ولما عاد من رحلته قدَّم إلى حكومته تقريراً يهدف إلى بث الفرقة بين المسلمين الذين يمثِّلون الأغلبية الساحقة في إندونيسيا وزرع بذور الفتنة والمنازعات بين المسلمين••• ثم تشويه الإسلام لدى الشباب المسلم••• وذلك بدسّ المغالطات في تعاليمه وأحكامه ومسخ تاريخ الإسلام حتى يُعرض عنه الشباب المسلم•
واستطرد: وقد بدأت هولندا في تنفيذ مخططها وذلك بوضع مناهج دراسية جديدة للمعاهد والمدارس في إندونيسيا تحقق أهدافهم••• وكان هذا بناء على توصية من المستشرق الهولندي سنوك هور خورنيه التي جاء بها: في مواجهتنا للإسلام من الضروري فصل الأمة الإسلامية عن دينها وذلك بوضع منهج تعليمي مخطط وأي صحوة إسلامية يجب تحطيمها• .
تحديات معاصرة :
ويواصل الشيخ، عمر شهاب، حديثه قائلاً: أما التحديات المعادية المعاصرة••• فتمثلت في المحاولات الشيوعية المستمرة للتسرب إلى الكيان الإسلامي في إندونيسيا لنشر الإلحاد بين الشباب المسلم في المعاهد والجامعات••• وقد رفض المجتمع المسلم المعتقدات الفاسدة التي روَّجت لها الشيوعية••• فتكوَّنت منظمات الشباب الإسلامي بالمدارس والجامعات الإندونيسية••• كما تأسست الجبهة الإسلامية لمقاومة الشيوعية وأخطارها< والتف حولها الشعب المسلم وشارك الدعاة في قيادة هذه الحملة••• ولله الحمد، فقد انتصر المسلمون وتم القضاء نهائياً على الأفكار الشيوعية وحُرّمت تحريماً باتاً في بلادنا•
الحرية العقائدية :
تحاول بعض المؤسسات المعادية للإسلام والمسلمين استقلال مناخ الحرية العقائدية السائد في إندونيسيا لتغيير عقيدة المسلمين••• فكيف تصديتم لهذه المحاولات المعادية؟
- بالرغم من ضمان الحرية الدينية الكافية لمعتنقي الديانات ـ لأداء شعائر دينهم في حرية وعلنية والقيام بالدعوة••• إلا أن الحكومة الإندونيسية قررت ألا تترك العنان أمام هذه الحرية خصوصاً بعد أن زادت معونات بعض دول الغرب للمؤسسات الدينية اللاإسلامية••• لأن ترك هذا المجال مفتوحاً بغير ضوابط قد يُستثمر ضد المسلمين••• بما لا يتحقق الاستقرار الوطني المنشود••• وخصوصاً أن مسألة العقائد من المسائل ذات الحساسية•
وأضاف: فقد أصدر وزير الشؤون الدينية في إندونسيا قراراً يحدد وسائل الدعوة للأديان•• وآخر يحدد طرق استلام المساعدات الخارجية••• إذ إن الدعوة للأديان يجب أن تؤدى بروح طيبة ويجب أن تراعى فيها مشاعر الآخرين لأجل مراعاة الاستقرار الوطني••• وعدم حدوث ما يعكّر صفو الأخوّة التي تربط بين أتباع الديانات المختلفة••• وقد منع القرار أي دعوة موجهة إلى الأشخاص الذين يعتنقون ديناً آخر••• كما منع التحريض والإغراء لجذب الناس لاعتناق ديانة معينة•
واستطرد: ومنع قرار وزير الشؤون الدينية في إندونسيا••• استخدام النشرات والمجلات والكتب وغيرها من الوسائل الدعائية في المناطق أوالمنازل التي يسكنها من هم من غير أتباع الدين الإسلامي••• وقد قامت الحكومة الإندونيسية بتقديم المساعدات لبناء المساجد ودور العبادة لغير المسلمين أيضاً•
ثامناً : العادات والتقاليد الاندونيسية :
أقسام الشعب الاندونيسي وعادتهم
ينقسم الشعب الاندونيسي إلى ثلاثة شعوب كبرى وثلاثة شعوب صغرى ... فالشعوب الكبرى هم : الشعب الجاوي – والشعب الصنداوي والشعب المدوري اما الشعوب الصغرى فهم سكان جاكرتا وما حولها وسكان جبل تنغقر وسكان جنوب بانتن وهم المعروفون بالبادوى.
وجميع الشعوب المذكورة يطلق عليهم اسم الشعوب الماليزية ما عدا الشعبين الاخيرين ( سكان تنغقر والبادوى ) فانهما من بقايا سلالة الهنود الجاويين الذين أسسو ممالك عظيمة في جاوة قبل دخول الإسلام فيها وتختلف هذه الشعوب المذكورة في اللغة , والطبيعة والعادة. ( ).
العادات والطبع الاندونيسي:
في الطبع الجاوي ميل الى البذخ والترف ، وعطف الى فنونهم القديمة ,فمعظمهم يجيدون الرقص المعروف ( ببدويو ) كما أن جميع البنات يجدن الرقص المعروف ( بسريمفى ) , واصحاب المناصب الكبيرة منهم في جوقجاكرتا يسكنون في بيوت عامرة حاوية جميع أصناف الاثاث الفاخر ويتمتعون بجميع وسائل الرفاهية ويعيشون عيشة دلال وخدم وحشم وحريم مابين زوجة شرعية وسراري وكلهن يتمتعن بحلى غالية تقدر قيمتها بألوف من الروبيات وثياب انيقة مزركشة بخيوط الذهب وقلما يخلو بيت من بيوت كبراء الجاويين من الآلات الموسيقية المعروفة ( بالقملان ) . واللغة الجاوية غنية بالألفاظ والأمثال( ).
رمضان في اندونيسيا :
• يبلغ عدد السكان في دولة إندونيسيا حوالي ( 230 ) مليون نسمة، يشكل المسلمون منهم النسبة الأكبر في هذا البلد، إذ تصل نسبتهم إلى ( 89% ) من مجموع السكان .
والحديث عن رمضان في تلك البلاد يبدأ من التماس هلال رمضان، والخبر يقول: إن القليل من الناس يخرج طلبًا لالتماس الهلال، بل يكتفي أغلب الناس هناك بخبر وسائل الإعلام، والبعض قد يتبع في ذلك ما تثبته المملكة العربية السعودية، فيصوم مع صيامها ويفطر مع فطرها .
ونظرًا لسعة تلك البلاد وتعدد جزرها وانتشار رقعتها، فقد تختلف رؤية الهلال من مكان لآخر. وعلى العموم، فعندما تثبت رؤية هلال شهر رمضان يُعلن عن ذلك رسميًا بواسطة وزارة الشؤون الدينية، ويقوم الأفراد بقرع الطبول داخل المساجد حتى السحور، احتفالاً بقدوم الشهر المبارك. وتبدأ التهاني والمباركات وتعم الفرحة والبهجة الجميع، ويجسد تلك المظاهر عبارات تتدوالها الألسنة مثل: ( أهلاً يا رمضان ) و( مرحبًا يا رمضان)
• ومن أشهر الأطعمة الرمضانية التي يفطر عليها مسلمو إندونيسيا طعام يسمى ( أبهم ) وهو عبارة عن نوع من الحلوى أشبه ما يكون بـ ( الكعك ) ويقدم التمر إلى جانبه. ومن المأكولات الرمضانية أيضًا ( الرز ) مع ( الخضروات ) و( الدجاج ) و( اللحوم (.
• ومن أشهر أنواع الحلوى التي تقدم في هذا الشهر حلوى تسمى ( kolak - كولاك ) تقدم مع التمر
• وتنشط دروس العلم الشرعي، وحلقات تلاوة القرآن من أول رمضان إلى آخره؛ فترى المساجد تزدحم بالمصلين وطلبة العلم الذين يتسابقون في حضور مجالس العلماء، وهم في أغلبهم من علماء إندونيسيا، الذين تلقوا علومهم الإسلامية في بعض الدول العربية، كما وتستضيف الدولة بعض أهل العلم من خارج إندونيسيا ليدلوا بدلوهم في هذا الموسم المبارك، ويُلحظ تواجد الدعاة بكثافة في تلك البقاع، حيث يتنقلون من مكان إلى آخر داعين إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وصلاة التراويح في إندونيسيا يصليها المسلمون ثمان ركعات في بعض المساجد، وفي بعضها الآخر تصلى عشرين ركعة؛ ولا تلتزم تلك المساجد في أغلبها ختم القرآن كاملاً، بل تقرأ في صلاة التراويح ما تيسر من القرآن؛ وقد تتخلل صلاة التراويح أحيانًا كلمة وعظ، أو درس ديني( ).
• من عادة أغلب المساجد أن تقرأ بعض الأذكار بين كل ركعتين من ركعات التراويح، كالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والترضي على الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم وعن الصحابة أجمعين. وتشارك النساء في صلاة التراويح، يصلين من وراء ستائر خاصة بهن، موضوعة في مؤخرة المسجد
• ومن التقاليد المرعية في هذا البلد المسلم، أن المسلمين ينتهزون فرصة هذا الشهر المبارك ليتصالح المتخاصمون، ويتسامح المتهاجرون، ويتناسوا ما وقع بينهم من خلاف وشقاق، وتقام حفلات التصالح هذه عادة في المساجد، وتسمى عندهم ( حلال بحلال ) ويشرف على ترتيب المجالس التصالحية وجهاء الناس وعلماؤهم .
• ويحتفل المسلمون الاندونيسيون بالعشر الأواخر من رمضان؛ وهم يرون أن ليلة القدر في الليالي المفردة من العشر، لذلك نجدهم ينشطون ويجتهدون في العبادة والطاعة في هذه الليالي الفضيلة، والبعض منهم يلزمون الاعتكاف في المساجد فلا يخرجون منها؛ ابتغاء مرضات الله، وطلبًا لثوابه.
والمسلمون الأندونيسيون حريصون كل الحرص على الالتزام بتعاليم الإسلام، وتطبيق أحكامه، لأجل هذا فهم يسارعون في الخيرات، ويتسابقون في الطاعات، فيقيمون موائد الإفطار للفقراء والمساكين ويدعونهم إليها، ويحتفلون بهم كل الاحتفال، كما ويسارع الجميع لإخراج صدقة الفطر، بشكل فردي أو عن طريق تقديمها للجمعيات الخيرية، التي تتولى توزيعها على الفقراء والمساكين مواساة لهم، وقضاءً لحاجتهم، وإدخالاً للفرحة إلى قلوبهم .
• وفي ليلة العيد يخرج المسلمون في إندونيسيا إلى الشوارع، يطوفون خلالها بسياراتهم أو على أرجلهم، وأصوات الجميع تهتف بالتكبير، ويرافق ذلك القرع على الطبول، والعزف على بعض الآلات الموسيقة؛ تعبيرًا عن فرحة العيد، وابتهاجًا بقدومه. وقد حدثنا بعض أهل تلك البلاد أن ثمة فريق من الناس - وخاصة من أهل القرى - له من العادات والتقاليد في تلك الليلة ما لا يمت إلى الإسلام بصلة. ( ).
الخاتمة
وفي خاتمة هذا البحث أذكر نفسي وغيري بقوله سبحانه وتعالى): فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّه فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )
وبحمد الباري ونعمة منه وفضل ورحمه نضع قطراتنا الأخيرة وقد كانت رحلة جاهده للارتقاء بدرجات العقل ومعراج الأفكار , فما هذا إلا جهد مقل ولا ندعي فيه الكمال ولكن عذرنا أنا بذلنا فيه قصارى جهدنا فان أصبنا فذاك مرادنا وان أخطئنا فلنا شرف المحاولة والتعلم .
ومما استنتجته من هذا البحث أن العرب وصلوا إلى هذه الأصقاع منذ وقت مبكر على جناح التجارة واستوطنوا هناك. وبعد القرن السابع الميلادي، تحولوا إلى دعاة للإسلام الحنيف الذي وجد فيه الاندونيسيون حلولاً شافية لما يعانونه من تمزق ديني وظلم اجتماعي. وهذا يفسر لنا الإقبال المنقطع النظير الذي حظي به الإسلام.
بالإضافة إلى ذلك ثبت أن أكثر تعداد للمسلمين في اندونيسيا حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 86% من أصل سكان اندونيسيا وأغلبهم من السنة وباقي عدد السكان يتوزعون على بعض الديانات الأخرى , كما أن الاندونيسيون محافظين جداً على عاداتهم وتقاليدهم الإسلامية الخاصة حيث لهم بعض العادات والطقوس الذين يقومون بها وخاصة في شهر رمضان الكريم وكل ذلك يثبت أن الإسلام وصل اندونيسيا عن طريق السلم وليس بالحرب أو حد السيف كما يقول بعض المستشرقين الأوربيون .
آملين من الله أن ينال إعجابكم ,,,,
المراجع
1- مغنلو, حوراني جورج .(1985), العرب والملاحة في المحيط الهندي في العصور القديمة وأوائل القرون الوسطى، دار الكتاب بمصر: ص. 1.
2- البكري، صلاح الدين.(1946) , "هجرة العرب إلى اندونيسيا"، ضمن مجلة الثقافة العربية المصرية، العدد 386، : ص. 19.
3- الألوسي، عادل محيي الدين.(1984), تجارة العراق البحرية مع اندونيسيا حتى أواخر ق 7 هـ، بغداد، الشؤون الثقافية: ص. 127.
4- الندوي، محمد إسماعيل .تاريخ الصلات بين الهند والبلاد العربية، دار فتح، بيروت، د. ت.، ص. 18.
5- ابن بطوطة.(1994), (ت 779 عـ/ 1377 م)، تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، مصر، ج 2: ص. 152
6- السامر، فيصل.(1977م), الأصول التاريخية للحضارة العربية الإسلامية في الشرق الأقصى، دار الطليعة، باريس : ص. 66.
7- يجزه،نيووينهو.(1957م) , "أندونيسيا"، تراث الإسلام، ترجمة حسن إبراهيم وعبد المجيد عابدين، مصر: ص. 402.
8- أرنولد، سير توماس (1957م) , الدعوة إلى الإسلام، ترجمة حسن إبراهيم وعبد المجيد عابدين، مصر، 1957، ص. 402
9- محاضرة عن جزر الهند الشرقية الهولندية، ألقاها إسماعيل الغطاس في نادي الشبان المسلمين بمصر، 1929، نشرت ضمن كتاب حاضر العالم الإسلامي: ص. 367.
10- ابن خلدون, عبد الرحمن بن محمد الحضرمي.( 1405 م)، المقدمة، إحياء التراث، بيروت، د. ت.:ص. 55.