- الأحد مايو 05, 2013 8:48 pm
#62743
في القرن السابع عشر ولد مفهوم يسمى بمفهوم الليبرالية ومن أوائل من نادى بهذا المفهوم هو (جون لوك) حيث نادى بالحقوق الطبيعية للإنسان وهي : حق الانسان في التفكير والتعبير والقرار السياسي, ومن أوائل المفكرين العرب الذين اعتنقوا الاتجاه الليبرالي هو ( مصطفى السيد ) وقد ألف كتابا لاقى رواجا كبيرا تحت عنوان الشخصية المصرية
قبل البدء وجب إيضاح الفرق بين مبادئ الفكر الاسلامي والليبرالي بالنسبة لمبدأ الولاء والسيادة والأصالة وبناء عليه سأقوم بشرح بعض النقاط التي اساسها جوهر هذه المبادئ:
الولاء في الاتجاه الليبرالي : هو القومية والوطن
الولاء في الاتجا الاسلامي : هو اولا الدين ثم القومية والوطن
السيادة في الاتجاه الليبرالي : هي للأمة والمجتمع من خلال الانتخاب وصناديق الاقتراع
السيادة في الاتجاه الاسلامي : السيادة لله وبتبع الصيغة الشرعية يمكن جعل الحرية للمجتمع في مجال الانتخاب
الاصالة في الاتجاه الليبرالي : ان الحرية هي المبدأ الاول
الاصالة في الاتجاة الاسلامي : هي الاستخلاف وان الانسان لم يولد حراً إنما ولد خليفة يجري على وفق القانون الذي استُخلف عليه ( إني جاعلٌ في الارض خليفة )
ونلاحظ ان بين الاتجاهين تغاير واضح ولست في مقام محاكمة الاتجاه الليبرالي وإنما اريد المقارنة بين ما يطرحه بعض الليبراليين وما يطرحه الاتجاه الاسلامي في مفردات ثلاث وهي ( الحقيقة المطلقة والحرية والقداسة )
الحقيقة المطلقة في الفكر الليبرالي
يقول الليبراليون : انه قبل قرون كان مصدر المعرفة الوحيد هو المسجد والمنبر فلذاك كان يعتقد المجتمع ان الحقيقة حكر على رجال الدين ولكن في زماننا وبعد تعدد وسائل الاتصال تعددت مصادر المعرفة وتنوعت روافدها فتبين بذلك امران الاول ان الحقيقة ليست حكرا على فئة معينة وهم العلماء بل الحقيقة ميسورة ومنتشرة لكل افراد المجتمع , الامر الثاني ان الحقيقة نسبية فلا توجد لدينا حقيقة مطلقة فكل فرد ينال من الحقيقة نصيبا بقمدار عقليته وثقافته وعلى هذا الاساس يمكن قبول كل الاديان وكل المذاهب فلا يوجد دين لديه حقيقة مطلقة بل جميع الاديان والمذاهب نالت من الحقيقة نصيبا وبذلك يمكن تحقيق الوحدة الدينية بين جميع الاديان والمذاهب بناء على مسلك النسبية ! ويستشهد الليبرالون بالقرآن في قوله تعالي ( وإنا أو اياكم على هدىً او في ضلال مبين ) بإعتبار ان الآية تعني انه لا يوجد هناك حقيقة مطلقة!
الحقيقة المطلقة في الفكر الاسلامي
الفكر الاسلامي يقسم نسبية الحقيقة لقسمان:
النسبية الواقعية : ان ترى ان الواقع ليس واحدا انما متعددا, وهو امر غير مقبول . فلا يمكن ان يكون الواقع متعددا بتعدد العقول والثقافات ! فلو قلنا بكروية الارض كواقع فلا يمكن ان نقول ان هناك ثقافات اخرى تقول انها مسطحة فالواقع ثابت هنا ولا يقبل التعددية فالنسبة الواقعية عقلا يرفضها الاتجاه الاسلامي الذي يعتبر ان الواقع لا يتعدد ولا يتجزأ بتعدد العقول والثقافات وبالتالي فهو يرفض النسبية الواقعية جملة وتفصيلا
النسبة الايدراكية: وهي تعني ان الواقع لا يتغير إنما يتغير إدراك الواقع لدى الانسان فإدراكنا متفاوت ونسبي بالبعض يمكن ان يدرك الواقع بنسبة معينة حسب مدى استيعابه وهنا يمكن تنطبيق النسبة الادراكية على الحقائق العلمية كالموت مثلا فهو لا يقبل نسبة ادراكية عالية فأما ان نقول ان فلان مات او لم يمت , فلا يمكن تأويل الادراك النسبي هنا ان فلان لم يمت كليا او مات وربما يعود بعد دقايق!
فبعض المعارف بسيطة كالموت كما اشرت وبعض المعارض مشككة كمعرفة الله فمن الناس من يدرك ان الله وحده لا شريك له فقط لان عقله لا يمكن إدراك امثر من هذه النسبة في المعرفة ومن الناس من يعرف ان الله له صفحات ثبوتية وجمالية وكمالية وأحدية .. الخ, ومن الناس من يعرف سر الذات الإلهية كمحمد وآل محمد (ص) فأغلب الحقائق الدينية هي حقائق بسيطة كنبوبة النبي محمد فإما ان يوحى إليه او لا يوحى وهي حقيقة بسيطة وليس لها درجات, او كأصول الدين فإما ان تكون خمسة او لا تكون, إذاً اغلب المعارف الدينية بسيطة ولا تحتاج لنسبة كبيرة من الادراك.
الحرية بين الفكر الليبرالي والفكر الاسلامي
إذا ما قلنا ان الفكر الليبرالي قائم على الايمان والاعتقاد بالتعددية الدينية والحرية المطلقة للفرد في الاختيار والتفكير والقرار والسلوك فهل يسمح للفكر الاسلامي بالانتشار ؟ أذا قال لا فقد نقض نفسه بنفسه لانه يؤمن بالحرية الدينية واذا قال نعم فيلزم من ذلك الصراع والفوضى لانه لا يمكن اجتماع الفكرين في مقام التطبيق فالليبالي يرى السيادة للقومية والمجتمع والاسلامي يرى السيادة لله وحده ويرى الاصالة للحرية والاسلامي يراها في الاستخلاف إذاً لا بد من التضحية بأحدهما, من هنا يؤمن الاتجاه الاسلامي بضرورة سيطرة الاتجاه الديني الذي تنبثق عقيده في النظام والسيادة والولاء والاصالة من الفكر السماوي فان الله الخالق للإنسان وهو الاعرف بمصلحته من العقل الوضعي ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة )
الحرية المطلقة:
لا يوجد حرية مطلقة ! فعندما يقول ان الحرية مقيدة بعدم سلب الحرية عن الآخر فالسلام يقول انها اكثر من ذلك لان الفكر الاسلامي يقسم القيم لنوعان قيم خادمة وقيم مخدومة
القيم المخدومة : هي قيم مطلقة لا تتغير مثل العدالة والانصاف وحفظ النظام لانها القيم الاولى للمصلحة الاجتماعية العامة
القيم الخادمة : وهنا يفصل الفكر الاسلامي انها قيم لا قيمة لها بالضرورة امام المصلحة الاجتماعية العامة مثل التسامح احترام الآخر التواضع الكرم والبخل فمتى ما كانت لهذه الامور تأثير مباشر على المصلحة العامة فيمكن اعتبارها قيمة مخدومة وليست خادمة فالحرية تكون قيمة إذا ساهمت في المصلحة العامة وإلا لا قيمة لها
مثال:
الدول المتحضرة أجمعت على محاربة المخدرات فكرا ترويجا تناولا.. الخ , لو إنسانا او مجتمعا أصر على تناول المخدرات او على ترويج المخدرات بإسم الحرية على انه لا يؤذي احد وإنما سؤذي نفسه فهل يمكن القبول بذلك؟ فليست الحرية هنا مبرر لتعاطي المخدرات لان هذا يهدم المصلحة العامة ولا يخدمها فالحرية هنا ليست قيمة مظلقة ولا يمكن لها ان تكون كذلك لا عقلا ولا منطقا.
في التدوينة القادمة ساكتب عن الفرق بين الفكرين فيما يتعلق بالانسان المثالي والتبعية والقداسة
قبل البدء وجب إيضاح الفرق بين مبادئ الفكر الاسلامي والليبرالي بالنسبة لمبدأ الولاء والسيادة والأصالة وبناء عليه سأقوم بشرح بعض النقاط التي اساسها جوهر هذه المبادئ:
الولاء في الاتجاه الليبرالي : هو القومية والوطن
الولاء في الاتجا الاسلامي : هو اولا الدين ثم القومية والوطن
السيادة في الاتجاه الليبرالي : هي للأمة والمجتمع من خلال الانتخاب وصناديق الاقتراع
السيادة في الاتجاه الاسلامي : السيادة لله وبتبع الصيغة الشرعية يمكن جعل الحرية للمجتمع في مجال الانتخاب
الاصالة في الاتجاه الليبرالي : ان الحرية هي المبدأ الاول
الاصالة في الاتجاة الاسلامي : هي الاستخلاف وان الانسان لم يولد حراً إنما ولد خليفة يجري على وفق القانون الذي استُخلف عليه ( إني جاعلٌ في الارض خليفة )
ونلاحظ ان بين الاتجاهين تغاير واضح ولست في مقام محاكمة الاتجاه الليبرالي وإنما اريد المقارنة بين ما يطرحه بعض الليبراليين وما يطرحه الاتجاه الاسلامي في مفردات ثلاث وهي ( الحقيقة المطلقة والحرية والقداسة )
الحقيقة المطلقة في الفكر الليبرالي
يقول الليبراليون : انه قبل قرون كان مصدر المعرفة الوحيد هو المسجد والمنبر فلذاك كان يعتقد المجتمع ان الحقيقة حكر على رجال الدين ولكن في زماننا وبعد تعدد وسائل الاتصال تعددت مصادر المعرفة وتنوعت روافدها فتبين بذلك امران الاول ان الحقيقة ليست حكرا على فئة معينة وهم العلماء بل الحقيقة ميسورة ومنتشرة لكل افراد المجتمع , الامر الثاني ان الحقيقة نسبية فلا توجد لدينا حقيقة مطلقة فكل فرد ينال من الحقيقة نصيبا بقمدار عقليته وثقافته وعلى هذا الاساس يمكن قبول كل الاديان وكل المذاهب فلا يوجد دين لديه حقيقة مطلقة بل جميع الاديان والمذاهب نالت من الحقيقة نصيبا وبذلك يمكن تحقيق الوحدة الدينية بين جميع الاديان والمذاهب بناء على مسلك النسبية ! ويستشهد الليبرالون بالقرآن في قوله تعالي ( وإنا أو اياكم على هدىً او في ضلال مبين ) بإعتبار ان الآية تعني انه لا يوجد هناك حقيقة مطلقة!
الحقيقة المطلقة في الفكر الاسلامي
الفكر الاسلامي يقسم نسبية الحقيقة لقسمان:
النسبية الواقعية : ان ترى ان الواقع ليس واحدا انما متعددا, وهو امر غير مقبول . فلا يمكن ان يكون الواقع متعددا بتعدد العقول والثقافات ! فلو قلنا بكروية الارض كواقع فلا يمكن ان نقول ان هناك ثقافات اخرى تقول انها مسطحة فالواقع ثابت هنا ولا يقبل التعددية فالنسبة الواقعية عقلا يرفضها الاتجاه الاسلامي الذي يعتبر ان الواقع لا يتعدد ولا يتجزأ بتعدد العقول والثقافات وبالتالي فهو يرفض النسبية الواقعية جملة وتفصيلا
النسبة الايدراكية: وهي تعني ان الواقع لا يتغير إنما يتغير إدراك الواقع لدى الانسان فإدراكنا متفاوت ونسبي بالبعض يمكن ان يدرك الواقع بنسبة معينة حسب مدى استيعابه وهنا يمكن تنطبيق النسبة الادراكية على الحقائق العلمية كالموت مثلا فهو لا يقبل نسبة ادراكية عالية فأما ان نقول ان فلان مات او لم يمت , فلا يمكن تأويل الادراك النسبي هنا ان فلان لم يمت كليا او مات وربما يعود بعد دقايق!
فبعض المعارف بسيطة كالموت كما اشرت وبعض المعارض مشككة كمعرفة الله فمن الناس من يدرك ان الله وحده لا شريك له فقط لان عقله لا يمكن إدراك امثر من هذه النسبة في المعرفة ومن الناس من يعرف ان الله له صفحات ثبوتية وجمالية وكمالية وأحدية .. الخ, ومن الناس من يعرف سر الذات الإلهية كمحمد وآل محمد (ص) فأغلب الحقائق الدينية هي حقائق بسيطة كنبوبة النبي محمد فإما ان يوحى إليه او لا يوحى وهي حقيقة بسيطة وليس لها درجات, او كأصول الدين فإما ان تكون خمسة او لا تكون, إذاً اغلب المعارف الدينية بسيطة ولا تحتاج لنسبة كبيرة من الادراك.
الحرية بين الفكر الليبرالي والفكر الاسلامي
إذا ما قلنا ان الفكر الليبرالي قائم على الايمان والاعتقاد بالتعددية الدينية والحرية المطلقة للفرد في الاختيار والتفكير والقرار والسلوك فهل يسمح للفكر الاسلامي بالانتشار ؟ أذا قال لا فقد نقض نفسه بنفسه لانه يؤمن بالحرية الدينية واذا قال نعم فيلزم من ذلك الصراع والفوضى لانه لا يمكن اجتماع الفكرين في مقام التطبيق فالليبالي يرى السيادة للقومية والمجتمع والاسلامي يرى السيادة لله وحده ويرى الاصالة للحرية والاسلامي يراها في الاستخلاف إذاً لا بد من التضحية بأحدهما, من هنا يؤمن الاتجاه الاسلامي بضرورة سيطرة الاتجاه الديني الذي تنبثق عقيده في النظام والسيادة والولاء والاصالة من الفكر السماوي فان الله الخالق للإنسان وهو الاعرف بمصلحته من العقل الوضعي ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة )
الحرية المطلقة:
لا يوجد حرية مطلقة ! فعندما يقول ان الحرية مقيدة بعدم سلب الحرية عن الآخر فالسلام يقول انها اكثر من ذلك لان الفكر الاسلامي يقسم القيم لنوعان قيم خادمة وقيم مخدومة
القيم المخدومة : هي قيم مطلقة لا تتغير مثل العدالة والانصاف وحفظ النظام لانها القيم الاولى للمصلحة الاجتماعية العامة
القيم الخادمة : وهنا يفصل الفكر الاسلامي انها قيم لا قيمة لها بالضرورة امام المصلحة الاجتماعية العامة مثل التسامح احترام الآخر التواضع الكرم والبخل فمتى ما كانت لهذه الامور تأثير مباشر على المصلحة العامة فيمكن اعتبارها قيمة مخدومة وليست خادمة فالحرية تكون قيمة إذا ساهمت في المصلحة العامة وإلا لا قيمة لها
مثال:
الدول المتحضرة أجمعت على محاربة المخدرات فكرا ترويجا تناولا.. الخ , لو إنسانا او مجتمعا أصر على تناول المخدرات او على ترويج المخدرات بإسم الحرية على انه لا يؤذي احد وإنما سؤذي نفسه فهل يمكن القبول بذلك؟ فليست الحرية هنا مبرر لتعاطي المخدرات لان هذا يهدم المصلحة العامة ولا يخدمها فالحرية هنا ليست قيمة مظلقة ولا يمكن لها ان تكون كذلك لا عقلا ولا منطقا.
في التدوينة القادمة ساكتب عن الفرق بين الفكرين فيما يتعلق بالانسان المثالي والتبعية والقداسة