منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#62767
بدأت يوم أمس عملية الاقتراع لانتخاب بابا جديد للفاتيكان ، ولكن كيف يتم الاختيار ؟

فكما جاء في موسوعة الوكيبيديا :

تعتبر طريقة انتخاب البابا طريقة معقدة بعض الشيء، ومرت بمراحل عديدة من التطور، فقد عدل نظام انتخاب البابا ثلاثًا وخمسين مرة خلال العشرين قرنًا من تاريخ الفاتيكان، وآخر إرشاد رسولي أو قانون ينظم عملية الانتخاب صدر عام 1996 خلال حبرية يوحنا بولس الثاني.

الطريقة الأولى هي اختيار البابوات من سابقيهم، أي أن البابا يسمي في وصيته الأخيرة أحد الأساقفة لخلافته، وعلى الرغم من أن هذه الطريقة لم يعد معمولاً بها فلا يزال البابا يقترح أحد الكرادلة كخليفة له، لكن الكرادلة في ظل قوانين اليوم غير ملزمين بأخذ الترشيح من البابا السابق؛ ألغيت الطريقة الأولى عقب مجمع نيقية عام 325 حيث ألزم المجمع أن يتم انتخاب رؤساء الأساقفة انتخابًا لا أن يتم تعينهم تعيينًا. ولما كان البابا وهو أسقف روما، رئيس أساقفة فلم تعد الطريقة الأولى تجدي نفعًا وأخذت تتم عمليات انتخاب من بين الأساقفة.



لكن انتشار الدين المسيحي بسرعة في أوروبا وتزايد عدد الأساقفة دفع الفاتيكان لاستحداث منصب جديد عام 1180 هو منصب الكاردينال، أي المرشح الرئيسي، والكرادلة بهذا المعنى هم الناخبون والمرشحون لانتخاب البابا، بدلاً من الأساقفة، وقد عدل عدد أعضاء مجمع الكرادلة المقدس عددًا من المرات فهو بدء باثنين وسبعين كاردينالاً إشارة إلى السنهدرين الذي أنشأه موسى وكان مؤلفًا من هذا العدد ورفعه أخيرًا يوحنا بولس الثاني إلى مائة وعشرين، 20 منهم من إيطاليا و28 من أوروبا و21 من أمريكا الجنوبية و14 من أمريكا الشمالية في حين أن حصة آسيا تساوي 11 وكذلك حصة أفريقيا.

أما فكرة أن يتم انتخاب البابا في جلسة سرية مغلقة فهو يعود لسكان مدينة فيتربو وسط إيطاليا بهدف تسريع عملية الانتخاب، خصوصًا أنها من حيث المبدأ قد تطول إلى ما لا نهاية. يروي التاريخ أنه في عام 1247 أدخل سكان المدينة الكرادلة إلى كاتدرائية المدينة وأغلقوا الأبواب ومنعوا أحدًا من الخروج أو الدخول حتى ينتخب الكرادلة البابا، ولا يدخل إليهم إلاّ خبزًا وماءًا عن طريق كوة في الجدار.



وقد أجدت هذه الطريقة نفعًا إذ انتخب الكرادلة سريعًا خلفًا للبابا كلمنت الرابع بعد شغور دام أربع سنوات؛ لكن قانون عام 1996 قد خفف من شروط الخلوة المغلقة هذه، فجعلها مؤلفة من ثلاث اجتماعات يوميًا بدلاً من أن تكون متواصلة وسمح فيها للكرادلة بالخروج من الكنيسة لكن لم يسمح لهم الخروج من الفاتيكان، كذلك فإن الكرادلة يخضعون للمراقبة إذ يمنع عليهم طوال فترة الانتخاب إجراء أي اتصال بالعالم الخارجي، وذلك لكي “يضعوا الله نصب أعينهم” فقط.



بعد إشهار نبأ وفاة البابا، يوجه عميد مجمع الكرادلة دعوات لكرادلة العالم أجمع للحضور إلى روما على وجه السرعة، وبعد خمسة عشر يومًا من وفاة البابا يجتمع مجلس الكرادلة في الكنيسة السيستينية قرب كاتدرائية القديس بطرس ومشرفة على الساحة المدعوة باسمه؛ وعندما تغلق الأبواب تبدأ عملية الاقتراع، يعتبر مرشحًا كل كاردينال لم يتم الثمانين من العمر في يوم بدأ العملية الاقتراعية، ويحتاج إلى أصوات الثلثين من الكرادلة خلال الأيام الثلاثة الأولى ثم الأغلبية البسيطة، فإذا تعذر ذلك أوجب القانون على عميد مجمع الكرادلة حصر المنافسة في أقرب مرشحين؛ عند حصول أحد الكرادلة على الأصوات اللازمة يعلن انتخاب البابا للعالم الخارجي عن طريق إحراق أوراق الاقتراع بمواد كيميائية خاصة فيتصاعد دخان أبيض من الكنيسة السيستينية؛ وعند نهاية كل عملية انتخابية فاشلة تحرق الأوراق ويتصاعد الدخان الأسود علامة على الفشل في انتخاب البابا؛ ثم يتلقى البابا التهنئة من قبل الكرادلة ويوقع على مرسوم قبول مهامه ويختار اسمًا جديدًا ومن الممكن ألا يقوم بتغيير اسمه، ثم يتوجه عبر شرفة كاتدرائية القديس بطرس ليحي الجماهير في الساحة ويتلو صلاة مباركة المدينة والعالم. وغالبًا ما يكون قداس التنصيب في الأحد الأول الذي يتلو انتخابه.