الخلافات الأوربية الأمريكية تهيمن على "قمة مستقبل الناتو"
مرسل: الاثنين مايو 06, 2013 2:24 am
يرى خبراء الأمن الدولي أن سياسة الناتو يجب أن تتغير، ولكن كيف؟ حول ذلك تختلف تصورات الأوروبيين والأمريكيين. نقاط الخلاف ستكون بين الطرفين حاضرة في القمة المقررة عقدها يومي 20ـ21 من آيار/ مايو الجاري في شيكاغو
مطاردة القراصنة في سواحل الصومال، القصف الجوي لقوات القذافي في ليبيا، تكوين وتدريب الجيش في أفغانستان وغيرها من الأدوار العديدة التي أصبحت منظمة حلف شمال الأطلسي " الناتو" تقوم بها خارج أدوارها الطبيعية الموكولة إليها وذلك على نحو يخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية. وقال نيكولاس بورنس، الذي شغل بين سنة 2001 وسنة 2005 منصب سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى الناتو، في إحدى مداخلاته أمام منظمة مجلس شيكاغو للقضايا العالمية " يجب على الناتو أن يكون المساعد الأول في حل مشاكل العالم". ويسعى الناتو حاليا إلى دعم وتقوية التعاون المستقبلي على الأقل مع الدول العربية كتونس ومصر وبلدان الشرق الأوسط.
وعبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في أحد خطاباتها في شهر أبريل/ نيسان من العام الجاري أن "الناتو كان ولا يزال منظمة تجمع ضفتي الأطلسي" . وتضيف كلينتون قائلة " المشاكل التي تواجهنا الآن اليوم لا تقتصر على محيط واحد، بل تتعداه إلى مناطق أخرى".
الأمريكيون ينتظرون دعما أوروبيا في المجال الأمني العالمي
خلاف أوروبي أمريكي
يرى الدكتور غودرون أدامس، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة واشنطن بين سنة 1993 و1997 والمسئول الحالي عن مراقبة قضايا الدفاع في البيت الأبيض، أن "الأوربيين يركزون سياستهم الأمنية على أوروبا والمناطق المجاورة، بينما تشمل السياسة الأمنية الأمريكية كل بلدان العالم". بالإضافة إلى ذلك بينت عمليات مكافحة الإرهاب أن الأوربيين يعتبرون مكافحة الإرهاب مسؤولية الشرطة وحدها، بينما يتحدث الأمريكيون عن مسؤولية الجيش في محاربة الإرهاب.ويرى أدامس أن الألمان على وجه الخصوص، يعتبرون حلف الناتو الأجدر بالقيام بالعمليات العسكرية عالميا، خصوصا عندما لا يكون هناك إجماع دولي في مجلس الأمم المتحدة.
الأمريكيون يعولون على الأوروبيين
وبخصوص مستقبل السياسة الأمنية تجاه أفغانستان بعد الانسحاب المنتظر للقوات الدولية عام 2014، فإن الصورة لاتزال غير واضحة كما يقول أدامس، الذي يتساءل في نفس الوقت قائلا " ماهو مستقبل الناتو في أفغانستان؟ هل يريد الأوربيون حقا لعب دور فعال هناك؟". وأقدمت الولايات المتحدة على مبادرات لدعم حلف الناتو، ففي سنة 2009 عينت ضابط البحرية الأمريكي أدميرال جيمس ستافريديس كقائد أعلى لقوات الناتو. ويرى أدامس ذلك التعيين بأنه "تعبير من الولايات المتحدة الأمريكية على أن الخطر لم يعد مصدره أوروبا الشرقية’.
ويأمِِِل الأمريكيون أن يلعب حلفاؤهم الأوربيون دورا أكبر في السياسة الأمنية. ويتحدث سفير الولايات المتحدة الأمريكية السابق بورنز عن ألمانيا قائلا "ألمانيا تعتبر أكبر قوة اقتصادية في أوربا، ولها تأثير كبير في المجال الاقتصادي. لكن هذا التأثير غائب في المجالين العسكري والسياسي". لكن غودرون أدامس يشدد القول " إن لكل دولة فهم خاص للسياسة الأمنية وهو ما جب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تفهمه".
السلاح الجوي المشترك مشروع يراود أمريكا
ولا تنفق دول الإتحاد الأوربي ميزانيات كثيرة على الدفاع العسكري كما تتمناه الولايات المتحدة الأمريكية. ويُلزم حلف الناتو الدول الأعضاء بدفع 2 بالمائة من الدخل الوطني الخام للمعاملات التجارية، لصالح الحلف، إلا أن أغلب الدول لا تدفع هذه النسبة. فألمانيا مثلا تدفع فقط نسبة 1،4 بالمائة. و تقترح الولايات المتحدة حلولا أخرى لتجاوز الوضع، حيث عبرت على لسان وزيرتها لشؤون الخارجية عن آمالها في دعم التعاون الأمني الأوروبي الأمريكي عبر شراء أجهزة المراقبة الجوية. و ستساهم 14 دولة في هذا المشروع من بينها ألمانيا، وستتقاسم هذه الدول نفقات المشروع فيما بينها.
الاعتماد على جنود الدولة المجاورة !
من بين الأسئلة التي تتبادر إلى الذهن، إلى أي مدى يمكن إنجاح خطة اقتسام الموارد؟. "سيكون من المفيد لو تساءلت كل دولة عضو في الناتو هل هي في حاجة ماسة إلى قوات السلاح الجوي في يومنا هذا" كما يقول ستيفن بيفر،السفير السابق للولايات المتحدة في أوكرانيا والعضو السابق في مجلس الأمن الفدرالي الأمريكي. ويضيف قائلا "من الصعب إقناع دولة معينة أنه يمكنها الاعتماد على جنود الدولة المجاورة في حالة تعرضها للخطر"
رغم اختلاف وجهات النظر بين أوروبا وأمريكا إلا أن الولايات المتحدة لاتستطيع أن تتخلى عن حلف الناتو. "نحن في حاجة إلى الناتو للحفاظ على الأمن والوحدة والديمقراطية في أوروبا" يقول نيكولاس بورنز. وسيسهل حضور الناتو الأمر على الولايات المتحدة الأمريكية في حالة سحب قواتها في مناطق معينة كما هو الحال في آسيا .
مطاردة القراصنة في سواحل الصومال، القصف الجوي لقوات القذافي في ليبيا، تكوين وتدريب الجيش في أفغانستان وغيرها من الأدوار العديدة التي أصبحت منظمة حلف شمال الأطلسي " الناتو" تقوم بها خارج أدوارها الطبيعية الموكولة إليها وذلك على نحو يخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية. وقال نيكولاس بورنس، الذي شغل بين سنة 2001 وسنة 2005 منصب سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى الناتو، في إحدى مداخلاته أمام منظمة مجلس شيكاغو للقضايا العالمية " يجب على الناتو أن يكون المساعد الأول في حل مشاكل العالم". ويسعى الناتو حاليا إلى دعم وتقوية التعاون المستقبلي على الأقل مع الدول العربية كتونس ومصر وبلدان الشرق الأوسط.
وعبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في أحد خطاباتها في شهر أبريل/ نيسان من العام الجاري أن "الناتو كان ولا يزال منظمة تجمع ضفتي الأطلسي" . وتضيف كلينتون قائلة " المشاكل التي تواجهنا الآن اليوم لا تقتصر على محيط واحد، بل تتعداه إلى مناطق أخرى".
الأمريكيون ينتظرون دعما أوروبيا في المجال الأمني العالمي
خلاف أوروبي أمريكي
يرى الدكتور غودرون أدامس، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة واشنطن بين سنة 1993 و1997 والمسئول الحالي عن مراقبة قضايا الدفاع في البيت الأبيض، أن "الأوربيين يركزون سياستهم الأمنية على أوروبا والمناطق المجاورة، بينما تشمل السياسة الأمنية الأمريكية كل بلدان العالم". بالإضافة إلى ذلك بينت عمليات مكافحة الإرهاب أن الأوربيين يعتبرون مكافحة الإرهاب مسؤولية الشرطة وحدها، بينما يتحدث الأمريكيون عن مسؤولية الجيش في محاربة الإرهاب.ويرى أدامس أن الألمان على وجه الخصوص، يعتبرون حلف الناتو الأجدر بالقيام بالعمليات العسكرية عالميا، خصوصا عندما لا يكون هناك إجماع دولي في مجلس الأمم المتحدة.
الأمريكيون يعولون على الأوروبيين
وبخصوص مستقبل السياسة الأمنية تجاه أفغانستان بعد الانسحاب المنتظر للقوات الدولية عام 2014، فإن الصورة لاتزال غير واضحة كما يقول أدامس، الذي يتساءل في نفس الوقت قائلا " ماهو مستقبل الناتو في أفغانستان؟ هل يريد الأوربيون حقا لعب دور فعال هناك؟". وأقدمت الولايات المتحدة على مبادرات لدعم حلف الناتو، ففي سنة 2009 عينت ضابط البحرية الأمريكي أدميرال جيمس ستافريديس كقائد أعلى لقوات الناتو. ويرى أدامس ذلك التعيين بأنه "تعبير من الولايات المتحدة الأمريكية على أن الخطر لم يعد مصدره أوروبا الشرقية’.
ويأمِِِل الأمريكيون أن يلعب حلفاؤهم الأوربيون دورا أكبر في السياسة الأمنية. ويتحدث سفير الولايات المتحدة الأمريكية السابق بورنز عن ألمانيا قائلا "ألمانيا تعتبر أكبر قوة اقتصادية في أوربا، ولها تأثير كبير في المجال الاقتصادي. لكن هذا التأثير غائب في المجالين العسكري والسياسي". لكن غودرون أدامس يشدد القول " إن لكل دولة فهم خاص للسياسة الأمنية وهو ما جب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تفهمه".
السلاح الجوي المشترك مشروع يراود أمريكا
ولا تنفق دول الإتحاد الأوربي ميزانيات كثيرة على الدفاع العسكري كما تتمناه الولايات المتحدة الأمريكية. ويُلزم حلف الناتو الدول الأعضاء بدفع 2 بالمائة من الدخل الوطني الخام للمعاملات التجارية، لصالح الحلف، إلا أن أغلب الدول لا تدفع هذه النسبة. فألمانيا مثلا تدفع فقط نسبة 1،4 بالمائة. و تقترح الولايات المتحدة حلولا أخرى لتجاوز الوضع، حيث عبرت على لسان وزيرتها لشؤون الخارجية عن آمالها في دعم التعاون الأمني الأوروبي الأمريكي عبر شراء أجهزة المراقبة الجوية. و ستساهم 14 دولة في هذا المشروع من بينها ألمانيا، وستتقاسم هذه الدول نفقات المشروع فيما بينها.
الاعتماد على جنود الدولة المجاورة !
من بين الأسئلة التي تتبادر إلى الذهن، إلى أي مدى يمكن إنجاح خطة اقتسام الموارد؟. "سيكون من المفيد لو تساءلت كل دولة عضو في الناتو هل هي في حاجة ماسة إلى قوات السلاح الجوي في يومنا هذا" كما يقول ستيفن بيفر،السفير السابق للولايات المتحدة في أوكرانيا والعضو السابق في مجلس الأمن الفدرالي الأمريكي. ويضيف قائلا "من الصعب إقناع دولة معينة أنه يمكنها الاعتماد على جنود الدولة المجاورة في حالة تعرضها للخطر"
رغم اختلاف وجهات النظر بين أوروبا وأمريكا إلا أن الولايات المتحدة لاتستطيع أن تتخلى عن حلف الناتو. "نحن في حاجة إلى الناتو للحفاظ على الأمن والوحدة والديمقراطية في أوروبا" يقول نيكولاس بورنز. وسيسهل حضور الناتو الأمر على الولايات المتحدة الأمريكية في حالة سحب قواتها في مناطق معينة كما هو الحال في آسيا .