الثورات العربيه
مرسل: الاثنين مايو 06, 2013 3:15 am
الصحية وانتشار الفقر والجهل، ولا يمكن التعامي عن ارتفاع نسب البطالة بشكل مخيف وانهيار العديد من مجالات التصنيع والانتاج او عن الانهيار الثقافي وبطالة العقول والكوادر العلمية.
وكان من الطبيعي فى سياق حالة الأزمة، التى بدأت بوادرها منذ منتصف الثمانينيات ان تتوجه مختلف قطاعات الشارع العربي للبحث عن قيادات بديلة. واسفر تفتت الحركات السياسية القومية واليسارية والليبرالية وتشظيها فى الساحة السياسية العربية، إلى نجاح قوى الاسلام السياسي في محاولاتها لانتزاع قيادة حراك الشارع العربي– التي فشلت بامتياز منتصف القرن الماضي- من أجل تحقيق هذه المهام او على الأقل انقاذ بلادنا من حالة الانهيار السياسي والثقافي والاقتصادي التي نمر بها.
لكن هذا البديل كان الاختيار الأسوأ، اذ تكمن ازمة التيار الديني في عقلية التآمر والمغامرة، التي دفعت العالم الجليل جمال الدين الأفغاني في القرن التاسع عشر للانضمام للمحفل الماسوني من أجل اصلاح الوضع في مصر تارة، او محاولة استقطاب على الخديو لتحقيق نفس الهدف تارة أخرى، وهي امور تراجع عنها العالم الثائر لانه ادرك عقمها. ولا يهتم التيار الديني كثيرا بصياغة برامجه وأهدافه فى اطار مراعاة امكانية تحقيقها الواقعية، وانما يحاول باستخدام الشعارات الحماسية استقطاب عواطف الجماهير، والتي لا تكفي لتنظيم حركة تحرر فاعلة قادرة على انهاء الهيمنة الأمريكية. ويتهرب الاسلاميون من تقديم برامج واضحة للجماهير، كما فعل امامهم الأول حسن البنا، حين اقتصرت اجابته على تساؤل عن البرامج الملموسة للتعامل مع قضايا العصر، مثل الحرب وتوزيع الثروة والصلة بين المالك والمستهلك واكتفى بالقول "ان المقام لا يسمح بالتفصيل وبأن الأمر يحتاج لجولات". ووعد أن يفصل فيها القول. ولم يف البنا بوعده أبداً، وكان دائماً غامضاً في حديثه عن المقترحات المتعلقة بالحكومة الإسلامية. هذا الأسلوب في العمل يمنح قوى الاسلامية مساحة واسعة في التحول وتغيير المواقف تنعدم فيها الرؤية المبدئية القائمة على تحقيق مصالح الوطن، بل وتسمح لهم بالرهان على عقد تسويات مع النخب السياسية الحاكمة، يمكن أن تكون حتى مع الخصم الصديق (الولايات المتحدة).
ومنذ انطلاقة ربيع الثورات العربية، كان واضحا أن قوى الاسلام السياسي ترفضه لأنها تعادي المنطق الثوري، وترفض اسلوب الثورات. رغم ان الحراك الثوري الواسع للجماهير كان سلميا.
وكان من الطبيعي فى سياق حالة الأزمة، التى بدأت بوادرها منذ منتصف الثمانينيات ان تتوجه مختلف قطاعات الشارع العربي للبحث عن قيادات بديلة. واسفر تفتت الحركات السياسية القومية واليسارية والليبرالية وتشظيها فى الساحة السياسية العربية، إلى نجاح قوى الاسلام السياسي في محاولاتها لانتزاع قيادة حراك الشارع العربي– التي فشلت بامتياز منتصف القرن الماضي- من أجل تحقيق هذه المهام او على الأقل انقاذ بلادنا من حالة الانهيار السياسي والثقافي والاقتصادي التي نمر بها.
لكن هذا البديل كان الاختيار الأسوأ، اذ تكمن ازمة التيار الديني في عقلية التآمر والمغامرة، التي دفعت العالم الجليل جمال الدين الأفغاني في القرن التاسع عشر للانضمام للمحفل الماسوني من أجل اصلاح الوضع في مصر تارة، او محاولة استقطاب على الخديو لتحقيق نفس الهدف تارة أخرى، وهي امور تراجع عنها العالم الثائر لانه ادرك عقمها. ولا يهتم التيار الديني كثيرا بصياغة برامجه وأهدافه فى اطار مراعاة امكانية تحقيقها الواقعية، وانما يحاول باستخدام الشعارات الحماسية استقطاب عواطف الجماهير، والتي لا تكفي لتنظيم حركة تحرر فاعلة قادرة على انهاء الهيمنة الأمريكية. ويتهرب الاسلاميون من تقديم برامج واضحة للجماهير، كما فعل امامهم الأول حسن البنا، حين اقتصرت اجابته على تساؤل عن البرامج الملموسة للتعامل مع قضايا العصر، مثل الحرب وتوزيع الثروة والصلة بين المالك والمستهلك واكتفى بالقول "ان المقام لا يسمح بالتفصيل وبأن الأمر يحتاج لجولات". ووعد أن يفصل فيها القول. ولم يف البنا بوعده أبداً، وكان دائماً غامضاً في حديثه عن المقترحات المتعلقة بالحكومة الإسلامية. هذا الأسلوب في العمل يمنح قوى الاسلامية مساحة واسعة في التحول وتغيير المواقف تنعدم فيها الرؤية المبدئية القائمة على تحقيق مصالح الوطن، بل وتسمح لهم بالرهان على عقد تسويات مع النخب السياسية الحاكمة، يمكن أن تكون حتى مع الخصم الصديق (الولايات المتحدة).
ومنذ انطلاقة ربيع الثورات العربية، كان واضحا أن قوى الاسلام السياسي ترفضه لأنها تعادي المنطق الثوري، وترفض اسلوب الثورات. رغم ان الحراك الثوري الواسع للجماهير كان سلميا.