- الاثنين مايو 06, 2013 1:31 pm
#63109
الربيع العربي: أمن أم خوف؟
هشام محمد سعيد قربان
بسم الله الرحمن الرحيم
لم تزل الملايين من البشر مسحوقةً تحت مطارق الظلم والاستبداد في هذا الجزء من العالم, ولم يسمع انينهم احد لسنين طويلة, ولم يعبأ احد لسجن ابنائهم, واغتصاب نسائهم, ومصادرة انسانيتهم, وإهدار كرامتهم. إنهم اناس طيبون, ولدوا وشبوا وشابوا, وهرم بعضهم وهم يعيشون في أسر وهم كبير, وهم كان ولم يزل يزين لهم صباحا و مساءا, وهم اسمه استحالة الاصلاح, وليس بالامكان افضل مما كان.
لقد سقوا الذل مرارا حتى آلفوه, آلفوه ظاهرا ولكنهم اضمروا كرهه في اعماقهم, كرهوه وانفوا منه لزمن, حتى جاء نفر بعضهم طوعا وطمعا واخرون قسرا واكراها فقالوا بجواز الذل ومشروعيته واستحبابه, فتحول الكره القديم للذل الى حب فطلبوه بايديهم, وكتبوا المعاريض وقصائد المدح ليمنحوا المزيد منه هم واهليهم, ولم لا يطلبونه وقد اخبرهم زورا كل جاهل ومخذل بأن الذل جوهرالاسلام, وسمت اهله الكرام, وشيمة سلفه العظام, وأن العزة والكرامة , والمساواة والحرية, رجس شيطان وعمالة اجنبية, ولا ينشغل بهذه الوساوس الا خارجي جاهل أو مجهل يمرق من حمى التوحيد والدين الصحيح.
اوصوا الجميع بالحذر من مزالق الفكر الخارجي, والتأثر بالكافر والأجنبي, وحضوا على لزوم المسلك الناجي, فحسن السمت- في رأيهم- في العجز والجبن واليأس والصمت, ألا فالزم عقر دارك وانتظر دورك, ليطرق بابك طارق او- ان شاء- خلعه بالرفس والمطارق, فترحب به في حسن نية, وتلومه على الابطاء والتأخير, فيجيبك بصوت طالما ظننت صدقه, و اعتقدت اخلاصه ونصحه, قائلا: أدر ظهرك وعره فقد حان موعد جلده, وادفع مالك الينا فقد حل اجل نهبه وسلبه, فيم تعجبك واستغرابك؟ كأنك لم تسمع الحديث والخطاب, اما فكرك وعزيمتك, وروحك وعزتك, وجسدك وكرامتك فسوف نقوم ما اعوج منها, وننزع ما فسد منها في ضيافة طويلة رهيبة, في جحور مظلمة كئيبة, اسماؤها محيرة غريبة, ونخبئك بعيدا عن عين ام مريضة تحبك, وصديق صدوق يودك, وزوجة مكلومة ملتاعة, ينكأ جرحها سؤال طفلك عنك ساعة تلو ساعة: اين أبي ومتى يعود؟
لاتخف ولاتقلق فلن تستوحش ابدا في زنزانتك, فسوف تدعى مرارا الى الزيارة, من اهل الفكر الصريح, وحماة الدين الصحيح, وأرباب الصدق والمسائلة والتقى والتحقيق, وبعضهم – كما اشتهر – ماكر معسول المقال, يقول انا لك ناصح امين, فلا تضع في الممانعة عمرك الثمين, وبح بكل سر دفين, و اعلم ان السلامة, والبعد عن شرك الملامة, في الاعتراف بما فعلته - ليس كما فعلته - بل كما نتخيله ونفسره ونوؤله, و الاعتراف بما لم تفعله, وماكنت تحلم ان تفعله, وما كنت تنوي ان تفعله, و اذكر ان من صلب الدين, وليس هو بالمسلك المشين, أن تشي بأمك وابيك, و تورط ابن عمك واخيك, وإن لم تقبل خالص نصحي فإبن عمومتي تقي الدين بالباب, وفي يمينه عصا غليظة, وكهرباء وسوط, ومنشار وحديدة, وفي شماله ألف تهمة ملفقة مخترعة, وقياد كلاب هائجة شرسة مجوعة, واما لسانه فلا تسل عن خبثه وعصيانه, شتم وسب وقذف, وعض وبصق ورفس, و كل مقال خسيس ترفع عن سماعه ونقله واستحى ابليس.
علمتنا التجارب وابدت لنا الايام بأن هذا من دأب الأسود في غاباتنا, ونهج كل عقيد وفاتح من حولنا, وسيرة بعض قائد مبارك في مصرنا وسربنا, ومسلك اهل اليمن والعلا والصلاح, وشيمة زينة العباد اجمعين.
أما الاخرون المتوجسون, والمتفرجون الناقدون لهذا المسلك المشين فيخاطبهم الاديب الاريب: نحسن الظن بكم, وندعو في إسرار سجودنا بصلاحكم, وان يعز الاسلام واهله بكم, وان يؤسس على الدين حكمكم, وكما تعلمنا منكم فالحكيم دوما يقدم حسن ظنه, ويخلط كثيره بقليل من حيطة وحذر, فالقلوب بين يدي مقلب القلوب, واخبار الناس ومعادنهم وسرائرهم لايبلو حقيقتها زمن الرخاء, وجزى الله الشدائد عنا كل خير, عرفنا بها عدوا من صديق, فلا تبلى المخابر والحقائق الا في أتون الشدة, وعواصف التحدي, ومنعطفات التغيير, وعند تقلب الفصول من شتاء زمهرير الي ربيع معشب مطير.
من وحي مانرى ونسمع تنبثق اسئلة عديدة تؤرق الكثير, وتدعوهم للتأمل والتفكير, ولا بأس من عرضها حتى يحسوا بنا, ويعرفوا همومنا و بعض خلجات قلوبنا, وعرض هذه الاسئلة المعادة غرضه العظة والافادة, وتحذير الجميع من الغفلة والبلادة, ويدعو كل محب للخير: اللهم اجعل النفي بقول لا منهم - بلا استثاء - هو كل الاجابة, وأنعم بها من إجابة, يحبها الله والرسول والصحابة, ونسائل انفسنا بحسن ظن يشوبه بعض حذروحيطة طائفة من الاسئلة البسيطة, نروم بها صلاح البلاد والعباد والطريقة, وكل ما على البسيطة:
1- لو فعل نفر من بني جلدتنا مثلهم متأولين أومجتهدين مخطئين او مغررين هل يقتلون في الطرقات مثلهم؟
2- هل لدينا وحولنا ومعنا ومنا شبيحة وبلطجية ومرتزقة - لا دين لهم - ينتظرون الامرالصارم ليقوموا بعمل اللازم؟
3- هل يتبخر ويزول حلم الرخاء وسماحة العقيدة وحنكة الأزمة وكرم المرحلة في زمن المحنة ( ابعدنا الله عن كل البلايا والمحن)؟
4- هل يجوز التضحية بارواح الالاف من الشعوب المسلمة من اجل الكرسي؟
5- هل يسمى الشعب جرذانا وعملاء وخونة وخوارج وارهابيين وتكفيريين لانهم طالبوا بحقهم في حياة كريمة؟
6- هل تختزل كل مصالح الشعوب ومستقبلها في مصلحة فرد او افراد في سنام الهرم؟
7- هل تدير الجيوش التي جهزت بمال الشعب لتحمي الشعب مدافعها ورشاشاتها ونيرانها من جهة العدو الغاشم الى صدور الشعب الواهم؟
8- هل يوالي الاخ القائد والعقيد الفاتح الشيطان وعدو الشعب ليضمن كرسيه؟
9- هل ننسى ونخالف الاسس العقدية والمواثيق الايمانية وخطى التأسيس الرشيدة والثورة المجيدة حين تعاملنا مع اخينا المخالف ؟
هشام محمد سعيد قربان
بسم الله الرحمن الرحيم
لم تزل الملايين من البشر مسحوقةً تحت مطارق الظلم والاستبداد في هذا الجزء من العالم, ولم يسمع انينهم احد لسنين طويلة, ولم يعبأ احد لسجن ابنائهم, واغتصاب نسائهم, ومصادرة انسانيتهم, وإهدار كرامتهم. إنهم اناس طيبون, ولدوا وشبوا وشابوا, وهرم بعضهم وهم يعيشون في أسر وهم كبير, وهم كان ولم يزل يزين لهم صباحا و مساءا, وهم اسمه استحالة الاصلاح, وليس بالامكان افضل مما كان.
لقد سقوا الذل مرارا حتى آلفوه, آلفوه ظاهرا ولكنهم اضمروا كرهه في اعماقهم, كرهوه وانفوا منه لزمن, حتى جاء نفر بعضهم طوعا وطمعا واخرون قسرا واكراها فقالوا بجواز الذل ومشروعيته واستحبابه, فتحول الكره القديم للذل الى حب فطلبوه بايديهم, وكتبوا المعاريض وقصائد المدح ليمنحوا المزيد منه هم واهليهم, ولم لا يطلبونه وقد اخبرهم زورا كل جاهل ومخذل بأن الذل جوهرالاسلام, وسمت اهله الكرام, وشيمة سلفه العظام, وأن العزة والكرامة , والمساواة والحرية, رجس شيطان وعمالة اجنبية, ولا ينشغل بهذه الوساوس الا خارجي جاهل أو مجهل يمرق من حمى التوحيد والدين الصحيح.
اوصوا الجميع بالحذر من مزالق الفكر الخارجي, والتأثر بالكافر والأجنبي, وحضوا على لزوم المسلك الناجي, فحسن السمت- في رأيهم- في العجز والجبن واليأس والصمت, ألا فالزم عقر دارك وانتظر دورك, ليطرق بابك طارق او- ان شاء- خلعه بالرفس والمطارق, فترحب به في حسن نية, وتلومه على الابطاء والتأخير, فيجيبك بصوت طالما ظننت صدقه, و اعتقدت اخلاصه ونصحه, قائلا: أدر ظهرك وعره فقد حان موعد جلده, وادفع مالك الينا فقد حل اجل نهبه وسلبه, فيم تعجبك واستغرابك؟ كأنك لم تسمع الحديث والخطاب, اما فكرك وعزيمتك, وروحك وعزتك, وجسدك وكرامتك فسوف نقوم ما اعوج منها, وننزع ما فسد منها في ضيافة طويلة رهيبة, في جحور مظلمة كئيبة, اسماؤها محيرة غريبة, ونخبئك بعيدا عن عين ام مريضة تحبك, وصديق صدوق يودك, وزوجة مكلومة ملتاعة, ينكأ جرحها سؤال طفلك عنك ساعة تلو ساعة: اين أبي ومتى يعود؟
لاتخف ولاتقلق فلن تستوحش ابدا في زنزانتك, فسوف تدعى مرارا الى الزيارة, من اهل الفكر الصريح, وحماة الدين الصحيح, وأرباب الصدق والمسائلة والتقى والتحقيق, وبعضهم – كما اشتهر – ماكر معسول المقال, يقول انا لك ناصح امين, فلا تضع في الممانعة عمرك الثمين, وبح بكل سر دفين, و اعلم ان السلامة, والبعد عن شرك الملامة, في الاعتراف بما فعلته - ليس كما فعلته - بل كما نتخيله ونفسره ونوؤله, و الاعتراف بما لم تفعله, وماكنت تحلم ان تفعله, وما كنت تنوي ان تفعله, و اذكر ان من صلب الدين, وليس هو بالمسلك المشين, أن تشي بأمك وابيك, و تورط ابن عمك واخيك, وإن لم تقبل خالص نصحي فإبن عمومتي تقي الدين بالباب, وفي يمينه عصا غليظة, وكهرباء وسوط, ومنشار وحديدة, وفي شماله ألف تهمة ملفقة مخترعة, وقياد كلاب هائجة شرسة مجوعة, واما لسانه فلا تسل عن خبثه وعصيانه, شتم وسب وقذف, وعض وبصق ورفس, و كل مقال خسيس ترفع عن سماعه ونقله واستحى ابليس.
علمتنا التجارب وابدت لنا الايام بأن هذا من دأب الأسود في غاباتنا, ونهج كل عقيد وفاتح من حولنا, وسيرة بعض قائد مبارك في مصرنا وسربنا, ومسلك اهل اليمن والعلا والصلاح, وشيمة زينة العباد اجمعين.
أما الاخرون المتوجسون, والمتفرجون الناقدون لهذا المسلك المشين فيخاطبهم الاديب الاريب: نحسن الظن بكم, وندعو في إسرار سجودنا بصلاحكم, وان يعز الاسلام واهله بكم, وان يؤسس على الدين حكمكم, وكما تعلمنا منكم فالحكيم دوما يقدم حسن ظنه, ويخلط كثيره بقليل من حيطة وحذر, فالقلوب بين يدي مقلب القلوب, واخبار الناس ومعادنهم وسرائرهم لايبلو حقيقتها زمن الرخاء, وجزى الله الشدائد عنا كل خير, عرفنا بها عدوا من صديق, فلا تبلى المخابر والحقائق الا في أتون الشدة, وعواصف التحدي, ومنعطفات التغيير, وعند تقلب الفصول من شتاء زمهرير الي ربيع معشب مطير.
من وحي مانرى ونسمع تنبثق اسئلة عديدة تؤرق الكثير, وتدعوهم للتأمل والتفكير, ولا بأس من عرضها حتى يحسوا بنا, ويعرفوا همومنا و بعض خلجات قلوبنا, وعرض هذه الاسئلة المعادة غرضه العظة والافادة, وتحذير الجميع من الغفلة والبلادة, ويدعو كل محب للخير: اللهم اجعل النفي بقول لا منهم - بلا استثاء - هو كل الاجابة, وأنعم بها من إجابة, يحبها الله والرسول والصحابة, ونسائل انفسنا بحسن ظن يشوبه بعض حذروحيطة طائفة من الاسئلة البسيطة, نروم بها صلاح البلاد والعباد والطريقة, وكل ما على البسيطة:
1- لو فعل نفر من بني جلدتنا مثلهم متأولين أومجتهدين مخطئين او مغررين هل يقتلون في الطرقات مثلهم؟
2- هل لدينا وحولنا ومعنا ومنا شبيحة وبلطجية ومرتزقة - لا دين لهم - ينتظرون الامرالصارم ليقوموا بعمل اللازم؟
3- هل يتبخر ويزول حلم الرخاء وسماحة العقيدة وحنكة الأزمة وكرم المرحلة في زمن المحنة ( ابعدنا الله عن كل البلايا والمحن)؟
4- هل يجوز التضحية بارواح الالاف من الشعوب المسلمة من اجل الكرسي؟
5- هل يسمى الشعب جرذانا وعملاء وخونة وخوارج وارهابيين وتكفيريين لانهم طالبوا بحقهم في حياة كريمة؟
6- هل تختزل كل مصالح الشعوب ومستقبلها في مصلحة فرد او افراد في سنام الهرم؟
7- هل تدير الجيوش التي جهزت بمال الشعب لتحمي الشعب مدافعها ورشاشاتها ونيرانها من جهة العدو الغاشم الى صدور الشعب الواهم؟
8- هل يوالي الاخ القائد والعقيد الفاتح الشيطان وعدو الشعب ليضمن كرسيه؟
9- هل ننسى ونخالف الاسس العقدية والمواثيق الايمانية وخطى التأسيس الرشيدة والثورة المجيدة حين تعاملنا مع اخينا المخالف ؟