هل بدأ المشروع الإيراني بالانحسار؟
مرسل: الثلاثاء مايو 07, 2013 7:45 am
يستند المشروع الإيراني إلى مجموعة من المقولات المركبة والمعقدة، حيث يمتزج التعصب الديني الطائفي بالنزعة القومية العنصرية، كما تمتزج الرغبة بنشر التشيع الصفوي وهو ما أطلقوا عليه «تصدير الثورة» بالرغبة الثأرية الانتقامية من كل الأعداء التاريخيين من أحفاد الراشدين والأمويين والعباسيين والعثمانيين، إلى الوهابيين والبعثيين والصداميين!!
وحينما يعبر الإيرانيون عن كل هذه المقولات في مواقفهم السياسية وخطاباتهم التعبوية فإنهم يقعون في حالة من التناقض تستعصي على الفهم حتى من حلفائهم وأصدقائهم، فهم مثلا يكفرون البعثيين العراقيين إلى حد «الاجتثاث» لكنهم يتحالفون مع البعثيين السوريين إلى حد التبني، كما أنهم يدعمون المقاومة الفلسطينية و «اللبنانية» في مواجهة المشروع الصهيوني الأميركي بيد أنهم في العراق يدعمون المشروع الصهيوني-الأميركي في مواجهة المقاومة العراقية!!
في الانفتاح على كل الديانات الأخرى يستندون إلى مقولة «إن لم يكن أخا لك في الدين فنظير لك في الخلق» وفي استئصال السنة ومحاربة العرب يستندون إلى مقولة «يا لثارات الحسين».
نظريتهم في الحكم تستند إلى مقولة «الإمام المعصوم» فالإمامة منصب إلهي كالنبوة، وعليه فإن خلافة أبي بكر وعمر كانت باطلة وغير شرعية؛ لأنها كانت بالشورى وليست بالنص، وأن النص قد حصر الإمامة في الأئمة الاثني عشر المعصومين، لكنهم اليوم يمنحون الشرعية الكاملة لأحمدي نجاد في إيران والمالكي في العراق وبشار في سوريا!!
لقد اتضح أن هذه المقولات لا تمثل قيما دينية حقيقية بقدر ما تمثل مرتكزات سياسية وأدوات تضمن لهم التحكم في عواطف الجماهير ودفعها باتجاه الأهداف المرسومة وفق فلسفة أخرى لم يحن الوقت بعد لطرحها والتبشير بها.
مع كل هذا التعقيد والضبابية أو الباطنية فإن المشروع الإيراني حقق قدرا كبيرا من التقدم وقد لا يكون هذا بإمكانياته الذاتية المجردة بل بمجموعة من الفرص التي أتيحت له ولم تتح لغيره ومنها:
أولا: تبني المقاومة الفلسطينية في وقت تخلي العرب عنها، وكان هذا وفق سياسة مدروسة، فلم يجد الفلسطينيون من يستضيف مكاتبهم السياسية إلا بشار في سوريا وحسن نصر الله في لبنان!! وكانت هذه خطيئة عربية كبيرة زادت من حنق الشارع العربي على حكوماته وبالمقدار نفسه زاد من تقبله للمشروع الإيراني.
ثانيا: تحالف الإيرانيين مع المشروع الصهيوني-الأميركي في العراق، الذي كان يهدف إلى تدمير الدولة العراقية بكل مؤسساتها، ومن ثم عزل العراق كليا عن عمقه العربي، ساعد في هذا قدرة الإيرانيين على التحكم بالطائفة الشيعية في العراق من خلال المرجعيات الدينية والسياسية، وقدرتهم على التنسيق مع الكرد بدافع العداء المشترك لصدام.
ولا شك أن الجمع بين الفرصتين الأولى والثانية بكل تفاصيلهما وتعقيداتهما يمثل قدرة فائقة على بناء النظريات المركبة، وربما يمثل في المقابل عجزا عربيا في فهم مثل هذه النظريات وتحليلها، حتى اختصر أحد المثقفين العرب المشهورين كل المشكلة بجملة واحدة (لقد أخطأت إيران في العراق، وأصابت في فلسطين) هذه الطريقة البدائية في التحليل ربما كانت فرصة أخرى لتمدد المشروع الإيراني.
اليوم تغيرت الصورة وبشكل سريع وغير متوقع، وبات المشروع الإيراني يفقد الكثير من مكتسباته، ولا شك أن الثورة السورية هي التي رسمت النقطة المفصلية لتحول الخط البياني لهذا المشروع من الصعود إلى النزول، ومن التمدد إلى الانكفاء.
لقد كان بإمكان القيادة الإيرانية أن تحقق كل ما يجول في ذهنها من طموحات وأهداف، وبكلفة أقل بكثير مما بذلته لحد الآن، فقد كان يكفيها أن تستخدم الموارد الضخمة والمتنوعة للدولة التي لا تقاس بها موارد أية دولة أخرى في المنطقة لبناء نموذج مقنع يلبي احتياجات المواطن الإيراني أولا ثم يدعو الدول المحيطة والقريبة لصناعة نوع من الاستقرار الأمني والسياسي يسهم في تحويل المنطقة إلى صورة أفضل بكثير من الصورة المأساوية والمخجلة التي تعيشها اليوم.
إن الموارد الطبيعية الإيرانية أكبر بكثير من الموارد الطبيعية لتركيا، لكن إيران سخرت جل مواردها في مشروعها التوسعي «تصدير الثورة»، وراحت تغدق ثروات الشعب الإيراني على أدواتها التوسعية كحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والمليشيات الطائفية في العراق وبعض الحركات القلقة والمضطربة في الخليج والشمال الإفريقي، وكل هذا التبذير للموارد الإيرانية لم يجن منه الإيرانيون سوى الكم الهائل من العداوات حتى بات الإيرانيون يشعرون وكأنهم يصنعون من حولهم وبأموالهم بحرا لا حدود له من الكراهية، حتى باتت إيران تنافس إسرائيل في عزلتها السياسية والثقافية، بل إن الكثير من العراقيين والسوريين واللبنانيين وربما كل الجزيرة والخليج العربي يشعرون بالخوف والقلق من إيران أكثر بكثير من إسرائيل.
هذه الكراهية اشترتها القيادة الإيرانية بثمن باهظ مما كان له انعكاسه على المستوى المعيشي والخدمي للمواطن الإيراني، حتى أصبح الإيرانيون يخرجون للبحث عن العمل في الدول المجاورة وبأبخس الأجور، وقد كانوا ينتظرون من «الدولة الإسلامية» السائرة على خط «الأئمة المعصومين» أن تحقق لهم قدرا من الكرامة الآدمية والحلول المناسبة للمعاناة اليومية، وقد كنت أقول لبعض الكفاءات الشيعية وهم يقدمون أوراق العمل أو اللجوء لأوروبا أو أميركيا: ماذا يعني أنكم تفضلون هذه الدول «الكافرة» على «جمهورية إيران الإسلامية»؟ وكم تحتاج التجربة الثورية من الوقت لتنفيذ وعودها وقد مضى عليها أكثر من ثلاثين سنة؟! ثم كم سيحتاج حزب الدعوة من الوقت لبناء العراق الجديد وهو يحاول أن يستنسخ التجربة الإيرانية؟
على النقيض من هذه التجربة كانت التجربة التركية، حيث ركزت حكومة العدالة والتنمية على تطوير البنى التحتية للدولة وتوفير كل مستلزمات التنمية الذاتية، حتى حققت قفزاتها التي أذهلت جميع المراقبين والمحللين، وقد عايشت جانبا من الانتخابات الأخيرة فوجدت الفئات المختلفة للشعب التركي تتفق على دعم العدالة والتنمية حتى من قبل بعض العلمانيين وهم الخصوم التقليديون للعدالة والتنمية.
على الصعيد الخارجي لم تدفع تركيا فاتورة تذكر في مقابل صناعة المقبولية لسياساتها وعلاقاتها المتشعبة، واكتفت بصناعة النموذج الذي صار أداة للجذب وعنوانا للتأسي والاقتداء، كما نجحت الدبلوماسية التركية في إيجاد حالة من التوازن بين علاقاتها الأوروبية والغربية وكونها جزءا من الحلف الأطلسي وبين علاقاتها المشرقية مع العالم العربي والإسلامي.
إن إيران كانت تعتمد على الرشاوى السياسية الباهظة من أجل تحسين صورتها، ولكن سرعان ما انقلبت تلك الرشاوى إلى عبء أخلاقي وسياسي ثقيل، أما تركيا فقد رأت أن تحسين صورتها إقليميا وعالميا إنما يكون بقدرتها على صناعة النموذج الناجح لدولة العدالة والتنمية، وقد كان الفارق بين السياستين أشبه بالفارق بين من يعمل بإخلاص وبين من يعمل سمعة ورياء، وإذا كان الإسلام يعلمنا «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» وأن الرياء محبط للعمل، فلا شك أن خطورة الرياء في إحباط العمل على مستوى الدولة سيكون أكبر بكثير من إحباط العمل على مستوى الأفراد.
إن القيادة الإيرانية مدعوة اليوم لتقديم كشف حساب لشعبها عن كل تلك الميزانيات الضخمة التي أنفقتها خلال أكثر من ثلاثين سنة على مغامرات خارجية غير محسوبة وغير مدروسة، وكان ذلك كله من قوت الفقراء والمحرومين.
ليس ذلك فقط، بل هناك فاتورة أخرى تتحملها الطائفة الشيعية أينما كانت وهي فاتورة أخلاقية، حيث وقف الممثل الأعلى للطائفة وهو الولي الفقيه ليدعم كل جرائم الأسد في سوريا والمالكي في العراق، ويمنحها الغطاء الشرعي، وهي جرائم تنتهك كل القيم الدينية والإنسانية، فلمصلحة من تربط الطائفة الشيعية مصيرها وسمعتها بمصير بشار والمالكي وسمعتهما؟
إن الشيعة كطائفة، وإيران كدولة وشعب وتاريخ، هم أولى بصناعة الربيع الذي يخلصهم من هذه الأعباء الثقيلة سياسيا واقتصاديا وأخلاقيا.
د/ محمد عياش الكبيسي
وحينما يعبر الإيرانيون عن كل هذه المقولات في مواقفهم السياسية وخطاباتهم التعبوية فإنهم يقعون في حالة من التناقض تستعصي على الفهم حتى من حلفائهم وأصدقائهم، فهم مثلا يكفرون البعثيين العراقيين إلى حد «الاجتثاث» لكنهم يتحالفون مع البعثيين السوريين إلى حد التبني، كما أنهم يدعمون المقاومة الفلسطينية و «اللبنانية» في مواجهة المشروع الصهيوني الأميركي بيد أنهم في العراق يدعمون المشروع الصهيوني-الأميركي في مواجهة المقاومة العراقية!!
في الانفتاح على كل الديانات الأخرى يستندون إلى مقولة «إن لم يكن أخا لك في الدين فنظير لك في الخلق» وفي استئصال السنة ومحاربة العرب يستندون إلى مقولة «يا لثارات الحسين».
نظريتهم في الحكم تستند إلى مقولة «الإمام المعصوم» فالإمامة منصب إلهي كالنبوة، وعليه فإن خلافة أبي بكر وعمر كانت باطلة وغير شرعية؛ لأنها كانت بالشورى وليست بالنص، وأن النص قد حصر الإمامة في الأئمة الاثني عشر المعصومين، لكنهم اليوم يمنحون الشرعية الكاملة لأحمدي نجاد في إيران والمالكي في العراق وبشار في سوريا!!
لقد اتضح أن هذه المقولات لا تمثل قيما دينية حقيقية بقدر ما تمثل مرتكزات سياسية وأدوات تضمن لهم التحكم في عواطف الجماهير ودفعها باتجاه الأهداف المرسومة وفق فلسفة أخرى لم يحن الوقت بعد لطرحها والتبشير بها.
مع كل هذا التعقيد والضبابية أو الباطنية فإن المشروع الإيراني حقق قدرا كبيرا من التقدم وقد لا يكون هذا بإمكانياته الذاتية المجردة بل بمجموعة من الفرص التي أتيحت له ولم تتح لغيره ومنها:
أولا: تبني المقاومة الفلسطينية في وقت تخلي العرب عنها، وكان هذا وفق سياسة مدروسة، فلم يجد الفلسطينيون من يستضيف مكاتبهم السياسية إلا بشار في سوريا وحسن نصر الله في لبنان!! وكانت هذه خطيئة عربية كبيرة زادت من حنق الشارع العربي على حكوماته وبالمقدار نفسه زاد من تقبله للمشروع الإيراني.
ثانيا: تحالف الإيرانيين مع المشروع الصهيوني-الأميركي في العراق، الذي كان يهدف إلى تدمير الدولة العراقية بكل مؤسساتها، ومن ثم عزل العراق كليا عن عمقه العربي، ساعد في هذا قدرة الإيرانيين على التحكم بالطائفة الشيعية في العراق من خلال المرجعيات الدينية والسياسية، وقدرتهم على التنسيق مع الكرد بدافع العداء المشترك لصدام.
ولا شك أن الجمع بين الفرصتين الأولى والثانية بكل تفاصيلهما وتعقيداتهما يمثل قدرة فائقة على بناء النظريات المركبة، وربما يمثل في المقابل عجزا عربيا في فهم مثل هذه النظريات وتحليلها، حتى اختصر أحد المثقفين العرب المشهورين كل المشكلة بجملة واحدة (لقد أخطأت إيران في العراق، وأصابت في فلسطين) هذه الطريقة البدائية في التحليل ربما كانت فرصة أخرى لتمدد المشروع الإيراني.
اليوم تغيرت الصورة وبشكل سريع وغير متوقع، وبات المشروع الإيراني يفقد الكثير من مكتسباته، ولا شك أن الثورة السورية هي التي رسمت النقطة المفصلية لتحول الخط البياني لهذا المشروع من الصعود إلى النزول، ومن التمدد إلى الانكفاء.
لقد كان بإمكان القيادة الإيرانية أن تحقق كل ما يجول في ذهنها من طموحات وأهداف، وبكلفة أقل بكثير مما بذلته لحد الآن، فقد كان يكفيها أن تستخدم الموارد الضخمة والمتنوعة للدولة التي لا تقاس بها موارد أية دولة أخرى في المنطقة لبناء نموذج مقنع يلبي احتياجات المواطن الإيراني أولا ثم يدعو الدول المحيطة والقريبة لصناعة نوع من الاستقرار الأمني والسياسي يسهم في تحويل المنطقة إلى صورة أفضل بكثير من الصورة المأساوية والمخجلة التي تعيشها اليوم.
إن الموارد الطبيعية الإيرانية أكبر بكثير من الموارد الطبيعية لتركيا، لكن إيران سخرت جل مواردها في مشروعها التوسعي «تصدير الثورة»، وراحت تغدق ثروات الشعب الإيراني على أدواتها التوسعية كحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والمليشيات الطائفية في العراق وبعض الحركات القلقة والمضطربة في الخليج والشمال الإفريقي، وكل هذا التبذير للموارد الإيرانية لم يجن منه الإيرانيون سوى الكم الهائل من العداوات حتى بات الإيرانيون يشعرون وكأنهم يصنعون من حولهم وبأموالهم بحرا لا حدود له من الكراهية، حتى باتت إيران تنافس إسرائيل في عزلتها السياسية والثقافية، بل إن الكثير من العراقيين والسوريين واللبنانيين وربما كل الجزيرة والخليج العربي يشعرون بالخوف والقلق من إيران أكثر بكثير من إسرائيل.
هذه الكراهية اشترتها القيادة الإيرانية بثمن باهظ مما كان له انعكاسه على المستوى المعيشي والخدمي للمواطن الإيراني، حتى أصبح الإيرانيون يخرجون للبحث عن العمل في الدول المجاورة وبأبخس الأجور، وقد كانوا ينتظرون من «الدولة الإسلامية» السائرة على خط «الأئمة المعصومين» أن تحقق لهم قدرا من الكرامة الآدمية والحلول المناسبة للمعاناة اليومية، وقد كنت أقول لبعض الكفاءات الشيعية وهم يقدمون أوراق العمل أو اللجوء لأوروبا أو أميركيا: ماذا يعني أنكم تفضلون هذه الدول «الكافرة» على «جمهورية إيران الإسلامية»؟ وكم تحتاج التجربة الثورية من الوقت لتنفيذ وعودها وقد مضى عليها أكثر من ثلاثين سنة؟! ثم كم سيحتاج حزب الدعوة من الوقت لبناء العراق الجديد وهو يحاول أن يستنسخ التجربة الإيرانية؟
على النقيض من هذه التجربة كانت التجربة التركية، حيث ركزت حكومة العدالة والتنمية على تطوير البنى التحتية للدولة وتوفير كل مستلزمات التنمية الذاتية، حتى حققت قفزاتها التي أذهلت جميع المراقبين والمحللين، وقد عايشت جانبا من الانتخابات الأخيرة فوجدت الفئات المختلفة للشعب التركي تتفق على دعم العدالة والتنمية حتى من قبل بعض العلمانيين وهم الخصوم التقليديون للعدالة والتنمية.
على الصعيد الخارجي لم تدفع تركيا فاتورة تذكر في مقابل صناعة المقبولية لسياساتها وعلاقاتها المتشعبة، واكتفت بصناعة النموذج الذي صار أداة للجذب وعنوانا للتأسي والاقتداء، كما نجحت الدبلوماسية التركية في إيجاد حالة من التوازن بين علاقاتها الأوروبية والغربية وكونها جزءا من الحلف الأطلسي وبين علاقاتها المشرقية مع العالم العربي والإسلامي.
إن إيران كانت تعتمد على الرشاوى السياسية الباهظة من أجل تحسين صورتها، ولكن سرعان ما انقلبت تلك الرشاوى إلى عبء أخلاقي وسياسي ثقيل، أما تركيا فقد رأت أن تحسين صورتها إقليميا وعالميا إنما يكون بقدرتها على صناعة النموذج الناجح لدولة العدالة والتنمية، وقد كان الفارق بين السياستين أشبه بالفارق بين من يعمل بإخلاص وبين من يعمل سمعة ورياء، وإذا كان الإسلام يعلمنا «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» وأن الرياء محبط للعمل، فلا شك أن خطورة الرياء في إحباط العمل على مستوى الدولة سيكون أكبر بكثير من إحباط العمل على مستوى الأفراد.
إن القيادة الإيرانية مدعوة اليوم لتقديم كشف حساب لشعبها عن كل تلك الميزانيات الضخمة التي أنفقتها خلال أكثر من ثلاثين سنة على مغامرات خارجية غير محسوبة وغير مدروسة، وكان ذلك كله من قوت الفقراء والمحرومين.
ليس ذلك فقط، بل هناك فاتورة أخرى تتحملها الطائفة الشيعية أينما كانت وهي فاتورة أخلاقية، حيث وقف الممثل الأعلى للطائفة وهو الولي الفقيه ليدعم كل جرائم الأسد في سوريا والمالكي في العراق، ويمنحها الغطاء الشرعي، وهي جرائم تنتهك كل القيم الدينية والإنسانية، فلمصلحة من تربط الطائفة الشيعية مصيرها وسمعتها بمصير بشار والمالكي وسمعتهما؟
إن الشيعة كطائفة، وإيران كدولة وشعب وتاريخ، هم أولى بصناعة الربيع الذي يخلصهم من هذه الأعباء الثقيلة سياسيا واقتصاديا وأخلاقيا.
د/ محمد عياش الكبيسي