منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#63394
خليفة بن سلمان والمخطط الايرانى- الامريكى
---
فى لحظات محددة وتوقتيات معروفة لدى النخبة الحاكمة فى بعض البلدان تدرك بما تتمتع به من رؤية ثاقبة وحنكة ومهارة وفطنة، ان ثمة محاولات جادة يخطوها العدو من اجل الانقضاض على ضحيتها وفريستها او على الادق ما يعتقد هو كذلك، فى حين يظل العامة او الرأى العام مهمشا او بعيدا عن هذه الافكار او بالاحرى التهديدات التى تمس امنه واستقراره ومستقبله، وهو ما يجعل من المهمة التى تتحملها النخبة الحاكمة مهمة صعبة وتزداد هذه الصعوبة اذا كان من بين العامة او المجتمع من يتوافق فكريا او ايديولوجيا مع هذا العدو الخارجى، وهو ما يتضح بجلاء اذا نظرنا تحديدا الى الحالة البحرينية، فالكل مجمع على ان البحرين هى بوابة الخليج العربى فى مواجهة المطامع الفارسية الصفوية واذا ما ضاعت المملكة ضاع الخليج برمته، ويعنى ذلك ان الخطر الفارسى على امن الخليج يبدأ من البحرين، وان عدم ادراك هذا الخطر والتهديد به لا يعنى انتفاءه او عدم وجوده. ولكن يعنى ان الرأى العام مغيب عن الواقع السياسى الراهن بتحدياته ومشكلاته، فى حين تدرك النخبة الحاكمة هذا الخطر وتتحسب لتداعياته على امن الوطن وامان مواطنيه وترى ان تقاعسها عن هذه المسئولية لا تعنى سوى الخيانة للوطن.
وبناء على ذلك، يمكن القول أن ما نشهده اليوم من ممارسات غير قانونية وتهديدات امنية واستخباراتية تمارسها طهران بحق البحرين فى ظل صمت معلن وتواطؤ خفى من الجانب الامريكى الذى يرى فى النهج الايرانى فى ابتلاع البحرين من امبراطوريتها المزعومة كما حدث فى العراق ويجرى اليوم فى سوريا ومن قبل حدث فى لبنان أمر يتفق والمصالح الامريكى فى المنطقة. وهو ما يستوجب ان يقف فى وجه هذا المخطط الثنائى التركيب الايرانى الامريكى رجال يدركون معنى الوطنية ويتحملون معنى المسئولية بعيدا عن المزايدات او المراهنات او ادعاءات البطولة، وهو ما يجد تجسيده الفعلى فى شخص الامير خليفة بن سلمان آل خليفة صاحب الفضل الاول فى بناء الوطن والارتقاء باحواله والنهوض باوضاعه رغم ندرة الموارد وضعف الامكانات ومحاربة الخارج وخيانة بعض فئات الداخل، ليدرك الجميع انه لولا خليفة بن سلمان فى هذا الموقع السياسى لكانت البحرين كما يحلم الفارسيون احدى محافظات دولة فارس الارهابية.
ليس صحيحا ما يدعيه البعض فى هذا الخصوص بأن فكرة المؤامرة التى تتبناها بعض الدول العربية فكرة خاطئة على اساس انها تقدم مبررا جاهزا للتواكل والاتكالية على الخارج، لانه اذا كان صحيحا ان المؤامرة تمنح الانسان فى بعض الاحوال تبريرا غير منطقى لما يرتكبه من اخطاء الا ان الحقيقة تؤكد على انه لا يخلو التاريخ من المؤامرات، فهل يمكن ان نخفى ان ثمة مؤامرة ايرانية امريكية ضد خليفة بن سلمان فى محاولة لابعاد القيادات التاريخية والزعماء الحقيقون من اوطانهم حتى يتمكن من الاستفراد بشئون هذا الوطن تحت مسميات حقوق الانسان تارة وحماية الاقليات تارة اخرى واخيرا تحت مسمى الربيع العربى، تلك اذن خطاب اعلامى مثالي لا يجد له تطبيقا على ارض الواقع، بل كل ما فى الامر خداع للمشاعر وخطابا للقلوب يجمع الشعب او الراى العام حول افكار مثالية ورؤى طوباوية حتى يتمكن من السيطرة عليهم واخضاعهم لارادته وسياساته، أليس الوفاق البحرينية هى النسخة البحرينية من حزب الله اللبنانى الاداة الايرانية فى المنطقة.
خلاصة القول، يظل الامير خليفة بن سلمان آل خليفة عنوان الوطنية والشرف والصدق والقوة فى مواجهة مخططات الخارج وتواطؤ الداخل، بما يتطلب من الشعب البحرينى بل والشعوب العربية قاطبة ان تدرك الدور الوطنى والقومى الذى يلعبه خليفة بن سلمان دفاعا عن عروبة البحرين واسلاميتها وليس دفعا عن حكم زائل او منصب فان، فمتى يدرك الشعب هذه الحقيقة؟