التاريخ القديم للسودان
مرسل: الخميس يونيو 13, 2013 11:48 am
حضارة الإنسان في عصر ما قبل التاريخ
تعرف العصور التي سبقت ما قبل معرفة الانسان للكتابة بفترة ما قبل التاريخ .ومعلوماتنا عن الانسان في تلك الفترة الطويلة مستمدة من اثاره التي خلفها . ونتج لنا من الدراسات التي قام بها علماء الاثار وعلما طبقات الارض وعلماء الاجناس ان الانسان مر خلال ازمنة ماقبل التاريخ الطويلة بمراحل عدة تبين تطوره البطئ نحو الافضل . وهكذا يمكن تصنيف فترة ماقبل التاريخ إلى ثلاثة اقسام رئيسية :- (أ) العصر الحجري القديم: كشف لنا البحث الحديث عن حضارة عظيمة قوامها الحجر انتشرت في حوض البحر الابيض المتوسط وحول مجاري المياه في اسيا وافريقيا . وقد إستفاد الانسان من الحجر في جميع ضرورياته اليومية فصنع من ادوات الاكل والشرب والات الدفاع عن النفس ويقسم المؤرخون هذا العصر إلى فروع حجرية اسفل واوسط واعلى حسب التطور في إستعمال الحجر . وكانت نهاية هذا العصر بداية العصور الجليدية . فالإسباب مجهولة هبطت كميات هائلة من الجليد في شمال الكرة الارضية (شمال اسيا واوروبا وامريكا الشمالية) وكلما زاد تراكمها زحفت جنوبا مكتسحة امامها النبات والحيوان وظلت الموجة الجليدية في مد وجزر مئات السنين . وكانت في اربع موجات تزداد طولا نحو الجنوب في كل موجة . وكان تطور الانسان خلال العصور الجليدية تطوراً بطيئاً وذل لإنشغاله بمكافحة الطبيعة من برد غارس في الشمال وامطار شديدة في الجنوب حيث تكثر الحيوانات المفترسة . وكان لتقهقر الجليد وإنحساره في المرة الاخيرة نهاية للعصر الحجري القديم. (ب) العصر الحجري الوسيط: في هذا العصر نهضت صناعة الالات من الاخشاب وقرون الحيوانات . فصارت تستعمل في اغراض متعددة . كما اتخذ الانسان ملابسه من جلود الحيوانات .وقد وجدت بعض النقوش في لبعض الحيوانات والمناظر في الكهوف مما يوحي بمعرفة الانسان للفن في العصر الحجري الوسيط . اما من الناحية العقائدية فلم يكن للانسان في هذا العصر فكرة واضحة عن الدين . ولكنهم كانوا يؤمنون باستمرار الحياة . اذ كانوا يدفنون مع موتاهم بعض الاشياء من اوان واسلحة اعتقادا منهم بأن الانسان لا يموت وانما ينتقل إلى حياة اخرى مماثلة يمارس فيها هواياته السابقة التي كان يمارسها في حياته الاولى. (ج) العصر الحجري الحديث : بعد ذوبان الجليد قلت الامطار في شمال إفريقيا وحلت الصحراء محل الغابات فلجأ الانسان الى مجاري الانهار كحوض النيل وشواطئ دجلة والفرات . وكان النيل يأتي بالطمي من المرتفعات الحبشية مكوناً ارضاً خصبة في الدلتا. وهناك عرف الانسان الاستقرار والزراعة كما تعلم إستئناس الحيوان وتربية الماشية والاستفادة منها في غذائه وكسائه . كما ساعد الدفء النسبي في هذا العصر على التزاوج وكثرة النسل فنشأت القرى وظهرت الحاجة للتعاون والعيش في جماعات . كما ظهرت ضرورة الإرتباط برئيس او قائد كما كان هنالك نوع من التجارة تعرف بالمبادلة او المقايضة ويعرف ايضاً بالتجارة البكماء لان الناس في ذلك الوقت كانوا يتبادلون السلع دون استعمال العملة. كما تطور الانسان وعرف بناء المنازل ولبس ملابس الكتان بدلا من الجلود . كما تقدمت الصناعة الحجرية إلى حد كبيرفقد عرف الانسان معدن النحاس من حوالي 5000 ق.م وتطورت صناعة الفخار التي بدأت في العصر الحجري الوسيط. ومن مميزات هذا العصر صقل وتلميع الالات والاواني الفخارية.
السودان في العصور الحجرية
السودان في العصر الحجري القديم:
الات الانسان في هذا العصر في السودان كانت عبارة عن فئوس مدببة تصنع من الحجر النوبي الرملي وهوحجر سريع التأثر بعوامل التعرية (كالامطار والرياح والحرارة ) وهناك موقعان هامان للعصر الحجري القديم في السودان وهما خور ابي عنجة ب امدرمان ومنطقة سنجة على النيل الازرق حيث وجدت راس ادمية تعرف بإنسان سنجة كما وجدت بعض الالات الحجرية ترجع الى هذا العصر في خور ابي عنجة.
'السودان في العصر الحجري الوسيط'
وجدت اثار هذا العصر في المكان الواقع شمال السكة حديد بالخرطوم . وويقول عالم الاثار ار كل في كتابه الخرطوم القديمة ان الجنس الزنجي كان منتشراً في تلك المنطقة وهم يشبهون سكان أعالي النيل الحاليين الدينكا والشلك . وزنوج الخرطوم كما اسماهم ار كل يستعملون الحراب في الصيد بنوعيه البري والبحري . كما إستعملوا الفخاخ والسناره والعصا والسهام والاقواس . كل هذا يدلنا على انتشار الحيوانات المفترسة حول النيل الازرق والابيض في ذلك العصر. ويختلف زنوج الخرطوم عن سكان اعالي النيل الحاليين في الجسم والزينة وطريقة دفن الموتى . فهم اقل طولاً من الشلك والدينكا ويزيلون قواطعهم العليا بينما يزيل سكان اعالي النيل قواطعهم السفلى واما عن طريقة دفن الموتى فإن زنوج الخرطوم كانوا يضعون الميت ويديه إلى صدره ورجلاه منكمشتان إلى جسمه . ولم يعرفوا الزراعة او المعادن بل عرفوا صناعة الفخار . وكانوا يموجون فخارهم بسلسلة سمك القرقور وتعرف بصناعة الفخار المموجة .
السودان في العصر الحجري الحديث:
وجدت اثار هذا العصر في السودان في قرية الشاهيناب شمال ام درمان على بعد ثلاثين ميلا غرب النيل . وحضارة الشاهيناب تشبه تلك الحضارة التي وجدت في مصر ( الفيوم واسيوط ) وفي العراق . وتتلخص أوجه الشبه بين حضارة الشاهيناب والفيوم في ما يلي :- - إستئناس الحيوان . - تلميع الفخار والالات والاواني . - دفن الموتى بعيداً عن مناطق السكن . - إكتشاف الزراعة .
تعرف العصور التي سبقت ما قبل معرفة الانسان للكتابة بفترة ما قبل التاريخ .ومعلوماتنا عن الانسان في تلك الفترة الطويلة مستمدة من اثاره التي خلفها . ونتج لنا من الدراسات التي قام بها علماء الاثار وعلما طبقات الارض وعلماء الاجناس ان الانسان مر خلال ازمنة ماقبل التاريخ الطويلة بمراحل عدة تبين تطوره البطئ نحو الافضل . وهكذا يمكن تصنيف فترة ماقبل التاريخ إلى ثلاثة اقسام رئيسية :- (أ) العصر الحجري القديم: كشف لنا البحث الحديث عن حضارة عظيمة قوامها الحجر انتشرت في حوض البحر الابيض المتوسط وحول مجاري المياه في اسيا وافريقيا . وقد إستفاد الانسان من الحجر في جميع ضرورياته اليومية فصنع من ادوات الاكل والشرب والات الدفاع عن النفس ويقسم المؤرخون هذا العصر إلى فروع حجرية اسفل واوسط واعلى حسب التطور في إستعمال الحجر . وكانت نهاية هذا العصر بداية العصور الجليدية . فالإسباب مجهولة هبطت كميات هائلة من الجليد في شمال الكرة الارضية (شمال اسيا واوروبا وامريكا الشمالية) وكلما زاد تراكمها زحفت جنوبا مكتسحة امامها النبات والحيوان وظلت الموجة الجليدية في مد وجزر مئات السنين . وكانت في اربع موجات تزداد طولا نحو الجنوب في كل موجة . وكان تطور الانسان خلال العصور الجليدية تطوراً بطيئاً وذل لإنشغاله بمكافحة الطبيعة من برد غارس في الشمال وامطار شديدة في الجنوب حيث تكثر الحيوانات المفترسة . وكان لتقهقر الجليد وإنحساره في المرة الاخيرة نهاية للعصر الحجري القديم. (ب) العصر الحجري الوسيط: في هذا العصر نهضت صناعة الالات من الاخشاب وقرون الحيوانات . فصارت تستعمل في اغراض متعددة . كما اتخذ الانسان ملابسه من جلود الحيوانات .وقد وجدت بعض النقوش في لبعض الحيوانات والمناظر في الكهوف مما يوحي بمعرفة الانسان للفن في العصر الحجري الوسيط . اما من الناحية العقائدية فلم يكن للانسان في هذا العصر فكرة واضحة عن الدين . ولكنهم كانوا يؤمنون باستمرار الحياة . اذ كانوا يدفنون مع موتاهم بعض الاشياء من اوان واسلحة اعتقادا منهم بأن الانسان لا يموت وانما ينتقل إلى حياة اخرى مماثلة يمارس فيها هواياته السابقة التي كان يمارسها في حياته الاولى. (ج) العصر الحجري الحديث : بعد ذوبان الجليد قلت الامطار في شمال إفريقيا وحلت الصحراء محل الغابات فلجأ الانسان الى مجاري الانهار كحوض النيل وشواطئ دجلة والفرات . وكان النيل يأتي بالطمي من المرتفعات الحبشية مكوناً ارضاً خصبة في الدلتا. وهناك عرف الانسان الاستقرار والزراعة كما تعلم إستئناس الحيوان وتربية الماشية والاستفادة منها في غذائه وكسائه . كما ساعد الدفء النسبي في هذا العصر على التزاوج وكثرة النسل فنشأت القرى وظهرت الحاجة للتعاون والعيش في جماعات . كما ظهرت ضرورة الإرتباط برئيس او قائد كما كان هنالك نوع من التجارة تعرف بالمبادلة او المقايضة ويعرف ايضاً بالتجارة البكماء لان الناس في ذلك الوقت كانوا يتبادلون السلع دون استعمال العملة. كما تطور الانسان وعرف بناء المنازل ولبس ملابس الكتان بدلا من الجلود . كما تقدمت الصناعة الحجرية إلى حد كبيرفقد عرف الانسان معدن النحاس من حوالي 5000 ق.م وتطورت صناعة الفخار التي بدأت في العصر الحجري الوسيط. ومن مميزات هذا العصر صقل وتلميع الالات والاواني الفخارية.
السودان في العصور الحجرية
السودان في العصر الحجري القديم:
الات الانسان في هذا العصر في السودان كانت عبارة عن فئوس مدببة تصنع من الحجر النوبي الرملي وهوحجر سريع التأثر بعوامل التعرية (كالامطار والرياح والحرارة ) وهناك موقعان هامان للعصر الحجري القديم في السودان وهما خور ابي عنجة ب امدرمان ومنطقة سنجة على النيل الازرق حيث وجدت راس ادمية تعرف بإنسان سنجة كما وجدت بعض الالات الحجرية ترجع الى هذا العصر في خور ابي عنجة.
'السودان في العصر الحجري الوسيط'
وجدت اثار هذا العصر في المكان الواقع شمال السكة حديد بالخرطوم . وويقول عالم الاثار ار كل في كتابه الخرطوم القديمة ان الجنس الزنجي كان منتشراً في تلك المنطقة وهم يشبهون سكان أعالي النيل الحاليين الدينكا والشلك . وزنوج الخرطوم كما اسماهم ار كل يستعملون الحراب في الصيد بنوعيه البري والبحري . كما إستعملوا الفخاخ والسناره والعصا والسهام والاقواس . كل هذا يدلنا على انتشار الحيوانات المفترسة حول النيل الازرق والابيض في ذلك العصر. ويختلف زنوج الخرطوم عن سكان اعالي النيل الحاليين في الجسم والزينة وطريقة دفن الموتى . فهم اقل طولاً من الشلك والدينكا ويزيلون قواطعهم العليا بينما يزيل سكان اعالي النيل قواطعهم السفلى واما عن طريقة دفن الموتى فإن زنوج الخرطوم كانوا يضعون الميت ويديه إلى صدره ورجلاه منكمشتان إلى جسمه . ولم يعرفوا الزراعة او المعادن بل عرفوا صناعة الفخار . وكانوا يموجون فخارهم بسلسلة سمك القرقور وتعرف بصناعة الفخار المموجة .
السودان في العصر الحجري الحديث:
وجدت اثار هذا العصر في السودان في قرية الشاهيناب شمال ام درمان على بعد ثلاثين ميلا غرب النيل . وحضارة الشاهيناب تشبه تلك الحضارة التي وجدت في مصر ( الفيوم واسيوط ) وفي العراق . وتتلخص أوجه الشبه بين حضارة الشاهيناب والفيوم في ما يلي :- - إستئناس الحيوان . - تلميع الفخار والالات والاواني . - دفن الموتى بعيداً عن مناطق السكن . - إكتشاف الزراعة .