منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
By مشعل الشعلان 20
#63478
إبيقور(341-270 ق.م)هو فيلسوف يوناني قديم، وصاحب مدرسة فلسفية سميت باسمه (الإبيقوريّة).
قام بكتابة حوالي ثلاثمائة منجز لم يصلنا منهم إلا بعض الأجزاء والرسائل ومعظم ما وصلنا من الفلسفة الإبيقورية مستمد من التابعين لها وبعض المؤرخين ومنها النصوص التي حفظها ديوجينس اللايرسي Diogéne، فهي رسالة موجهة إِلى هيرودوت في الطبيعيات، ورسالة موجهة إِلى فيتوكليس في الآثار العلوية، ورسالة موجهة إِلى ميناقايوس في الأخلاق؛ ومئة وإِحدى وعشرون فكرة هي ملخص المذهب.
غاية الفلسفة بالنسبة لإبيقور كانت الوصول للحياة السعيدة والمطمئنة ولها خاصتين : "Ataraxia "، وتعني الطمأنينة، و السلام، والتخلص من الخوف و" Aponia " وتعني غياب الألم، والاكتفاء الذاتي محاطاً بالأصدقاء. قال إبيقور أن السعادة والألم هما مقياس الخير والشر، وأن الموت هو نهاية الجسد والروح ولهذا لا ينبغي أن نرهبه، وأن الآلهة لا تكافئ أو تعاقب البشر، وأن الكون لا نهائي وأبدي، وأن أحداث الكون تعتمد بالأساس على حركات وتفاعلات الذرات في الفراغ.
كان والده ووالدته أثينييْن، نوكليس وهارييستريتي، وكان أبوه قد هاجر إلى مستعمرة أثينية بإحدى جزر بحر إيجة تسمى جزيرة ساموس قبل حوالي عشرة سنوات من ولادة إبيقور في فبراير 341 ق.م. تعلم إبيقور الفلسفة في صباه علي يد معلم أفلاطوني يسمى بامفيلوس.
و في الثامنة عشر من عمره ذهب إلى أثينا لمدة سنتين لتأدية الخدمة العسكرية وقد خدم معه في نفس الفئة العمرية الكاتب المسرحي ميناندير.
بعد موت الإسكندر الأكبر، هجّر بيرديكاس جميع الأثينيين المقيمين بساموس إلى مدينة كولوفون التي تقع على سواحل ما يسمى بتركيا الآن حيث ذهب إبيقور إليهم هناك بعد انتهاء خدمته العسكرية. وتعلم على يد نوزيفانس الذي اتبع تعاليم ديموقريطوس .
في العامين 311 و 310 ق.م تعلم إبيقور في ميتيليني ولكنه تسبب في بعض الصراعات وأُرغم على الرحيل. ذهب بعدها إلى مدرسة في لامباسكس قبل أن يرجع إلى أثينا في العام 306 ق.م. وهناك أسس " الحديقة "، وهي مدرسة فلسفية سماها نسبة لحديقته التي كانت تقع في منتصف المسافة تقريبا بين الرواق الإغريقي المعمد والأكاديمية الأفلاطونية وكانت تعد مكان تجمع أعضاء المدرسة. رغم تأثره بمفكرين أقدم منه مثل ديموقريطوس الذي اختلف معه في نقطة شديدة الأهمية وهي مبدأ الحتمية، فقد كان إبيقور ينكر دائما هذا التأثر ويتهم الفلاسفة الآخرين بالخلط ويدّعي أنه تعلم ذاتيا.
لم يتزوج إبيقور طوال حياته ولم ينجب. كان يعاني من الحصى الكلوية وتملك منه مرض حتي توفي في العام 270 ق.م عن عمر يناهز 72 عاماً ورغم الألم الشنيع الذي كان يشعر به، كتب إلى صديق له في لامباسكاس يقول : "أكتب لك هذا الخطاب في يوم سعيد، وهو أيضا آخر يوم لي في الحياة، لقد أصبت بانحباس البول والديزنتاريا، وهو شيء مؤلم جدا حيث لا يمكن أن يكون هناك مثيلا لمعاناتي، ولكن بهجة عقلي التي تأتي من إعادة تأمل جميع دراساتي الفلسفية، تخفف عني كل الآلام. أرجو منك الاهتمام بأطفال مترودورس، بطريقة تليق بتفاني هذا الشخص من أجلي ومن أجل الفلسفة".

* المدرسة الفلسفية :
هناك ثمانية مفاهيم ابيقورية أساسية :
1- لاتخف من الله.
2- لاتخف من الموت.
3- لاتخف من الألم.
4- عش ببساطة.
5- ابحث عن المتعة بحكمة.
6- اعقد صداقات وابحث عن أصدقاء وكن حسن المعاملة لأصدقائك.
7- كن مخلصا في حياتك وعملك.
8- ابتعد عن الشهرة والطموح السياسي.
يقول إبيقور عن اللذة: أمٌا أنٌ الٌلذٌة خير فذلك أمر بديهيٌ يشعر به الإنسان كما يشعر أنٌ النٌار حارٌة وأنٌ الثٌلج أبيض. إنٌ اللٌذٌة هيٌ بداية الحياة السٌعيدة وغايتها. بالنٌسبة لي لا يمكنني أن أتصوٌر ماهو خير إذا استبعدنا ملذٌات الطٌعام والحبٌ وكلٌ ما يمتٌع العين والأذن. إنٌنا لا نبحث عن أيٌة لذٌة... ولا ينبغي أن نتجنٌب كلٌ ألم. اللٌذٌة التي نقصدها هي التي تتميٌز بانعدام الألم في الجسد والاضطراب في الجسد. وبمجرٌد أن تتحقٌق لنا هذه الحالة حتٌى تهدأ كلٌ عواصف النٌفس ولن يكون على الكائن الحيٌ أن يسعى إلى شيء ينقصه. عندما أوجد لا يوجد الموت وعندما يكون الموت لن أكون موجودا.
إِن الطبيعة، في نظر الرواقي، هي نفسها الإِله، أما في نظر الإبيقوري، فإِنها حدث واقعي يجد فيه الإِنسان الراحة والسلام، ومن الواضح أن الرواقيين والإبيقوريين يستعملون تعبيراً واحداً لتمييز موقف الحكيم هو غياب الاضطراب Ataraxia أو انعدامه وإِذا كان هذا الغياب مرتبطاً -عند الرواقيين- بمنطق أنّ الأشياء والموجودات والأحداث مرتبطة بعضها ببعض بعلاقة عليّا متعلقة بالإِله فإِنّه، عند الإبيقوريين، يجب أن يتمَّ من مجرّد فكرة تقول إِن كل شيء في العالم يمكن توضيحه من دون حاجة إِلى إِقحام الآلهة أو القوى السحرية. فالقدر، في نظر إبيقور، غريب تماماً عن الإِنسان الذي يعرف سلام النفس انطلاقاً من اللحظة التي يتوقف فيها عن الخوف من الأحداث الطبيعية، لأنّ بإِمكانه أن يوضّحها توضيحاًَ منطقياً وطبيعياً.