منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
By فهد الشيباني 20
#63661
حديث في روح الإسلام – أيهم المشني

في الحديث عن ميثاق المدينة و حقوق الأقليات:
إن الأقليات في الأقطار العربية الإسلامية باتت تخاف اليوم “شبح” الإسلام وما يقال عن تطرف وعن حروبٍ أهلية تطرق أبواب أمتنا. ما لا يعلمه الكثيرون أن العرف القانوني الإسلامي المنهجي المنطقي المتطور، وليس ما تأخر من هذا الشرع، يصون حقوق كل الأقليات سواسية. السؤال الذي يطرح نفسه. لماذا يتغاضى الكثير من المفكرين الإسلاميين والعلمانيين وغيرهم عن أعمال الدكتور ال…مفكر الإسلامي محمد عمارة، الذي أكد مراراً أن ميثاق المدينة يجب أن يكون أحد أهم مواد التشريع الإسلامي الحديث في الحقوق المدنية. فقد أكد لي أحد أساتذة القانون الدستوري في بريطانيا، بعد قراءة هذا الميثاق مترجماً، أنه من مستوى اتفاقية جينيف لحقوق الإنسان! إذاً أدرك رسول الله (ص) أهمية الحقوق المدنية في القرن السابع، وتغاضينى عنها في القرن الواحد والعشرين. هذا الميثاق هو أساس الدولة المدنية.
*********

القتال والجهاد:
قال تعالى: (( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم، وظاهروا على إخراجكم، أن تولوهم، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون )) الممتحنة: 8-9. ففرقت الآيتان بين المسالمين للمسلمين والمحاربين لهم:

فالأولون (المسالمون): شرعت الآية الكريمة برهم والإقساط إليهم، والقسط يعني: …العدل، والبر يعني: الإحسان والفضل، وهو فوق العدل، فالعدل: أن تأخذ حقك، والبر: أن تتنازل عن بعض حقك. العدل أو القسط: أن تعطي الشخص حقه لا تنقص منه. والبر: أن تزيده على حقه فضلا وإحسانا حتى إن القرآن أجاز مؤاكلتهم ومصاهرتهم، بمعنى: أن يأكل من ذبائحهم ويتزوج من نسائهم، كما قال تعالى في سورة المائدة: ((وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم، والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم)) المائدة:5
كما حث النبي صلى الله عليه وسلم على (الرفق) في التعامل مع غير المسلمين، وحذر من (العنف) والخشونة في ذلك و الإسلام يوجب العدل حتى مع غير المسلمين حتى ولو كان الحكم لصالح الأعداء على الأهل والأصحاب