- الأحد يوليو 07, 2013 11:08 pm
#63668
لقد بدا واضحاً في الغرب أن الساسة يريدون الجواب على السؤال الآتي: لماذا نستمر في الحرب؟ وهل الاستمرار فيها يقدم لنا الأفضل؟ من المشَاهَد المحسوس، بل المعقول أن ما أُخِذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، وها هي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها مرةً أخرى يجتمعون في لندن لمناقشة الأوضاع في أفغانستان والمصالحة الوطنية بين الشعب الأفغاني، ولكن: هل ستعطي مثل هذه المؤتمرات نتائج مؤثرة على أرض الواقع؟ هذا ما سيحاول هذا المقال أن يتعرض له، من خلال تحليل الواقع التاريخي والعملي لأفغانستان: إن الشعب الأفغاني معروف بمقاومته لكل الغزاة الذين غزوا أرضهم قديماً وحديثاً؛ فمن الإسكندر المقدوني الذي استولى على رقعة كبيرة من العالم إلى أن وصل إلى كابل فقاومه أهل كابل مقاومة مستميتة دفاعاً عن حرمهم حتى جُرِح الإسكندر في شمال كابل. ومن هنالك اتجه شرقاً إلى بلاد الهند بعد هزيمة نكراء نزلت بجنوده، وترك أفغانستان ولم يجرؤ مرة أخرى على الإقدام والتوغل في الأراضي الأفغانية، ثم جاء الفتح الإسلامي إلى بلاد الأفغان مبكراً، وذلك في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - وفُتحَت كابل؛ ولكن أهلها ارتدوا مرتين، إلى أن قبلوا الإسلام طواعيةً في عهد عثمان ذي النورين بقيادة الأحنف بن قيس للجيوش الإسلامية الفاتحة؛ ومن تلك اللحظة وحتى الآن أصبحت كابل قلعةً منيعةً حصينةً من قلاع الإسلام، وقاومت جميع الغزاة المعتدين على أرضها؛ فهزم الأفغانُ الإنجليز ثلاث مرات في معارك فاصلة؛ ففي معركة قندهار الشهيرة في منطقة (ميوند) قُتِل أربعة عشر ألف جنديٍّ من القوات البريطانية، ولم يبقَ أحد منهم، ثم سوَّلتْ لروسيا نفسها أن تصل إلى المياه الدافئة في الخليج العربي؛ فاختارت أن تمر على قلب الشعب الأفغاني؛ ولكنها هُزمَت وانسحبت عام 1989 من القرن الميلادي الماضي، ثم تجاهل العالم كله قضية الأفغان فتقاتلوا فيما بينهم، وتفرقوا إلى دويلات صغيرة شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، حتى مُهِّدَ الطريقُ لولادة حركة طالبان عام 1994م، وخلال عامين من الزمن استولت الحركة على معظم الأراضي الأفغانية بما فيها العاصمة كابل؛ ولكن بقيت هناك مقاومة ضئيلة في شمال أفغانستان، وخاصة في وادي بنجشير، وخلال هذه الفترة أكملت الولايات المتحدة الأمريكية خططها للاستيلاء على أفغانستان؛ فلما حدثت أحداث أيلول سبتمبر عام 2001م، اندفعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى احتلال بلاد الأفغان، وإقناع العالم كله (رغبة أو رهبة) بخطر حركة طالبان على مدنيَّة العالم كلها؛ وأنهم من الرجعيين الذين يريدون للعالم أن يتقوقع ويقبع في الكهوف والأدغال. ولكن بعد مرور ثماني سنوات على هذه الحرب؛ ووَضْعِ قائمة سوداء بأسماء ناشطي حركة طالبان البالغ عددهم 144 شخصاً، يأتي المسؤول الدولي الخاص إلى أفغانستان (كاي إيدي) ويؤكد على أنه: «لا بد أن تُحذف أسماء بعض رموز حركة طالبان من القائمة السوداء» وزاد: «إذا أردنا التوجه إلى النتيجة الصحيحة، ينبغـي أن نُجري الحوار مع الذي يملك القوة وأظن أن الوقت قد حان». ويقول وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس: «إن طالبان جزء من المصالحة السياسية في هذا الوقت لذلك». ويضيف رئيس حلف الناتو الجنرال ستانلي ميكريستل: «كجندي؛ فإن إحساسي الشخصي، هو أن هذه الحرب كافية». هذه هي الحقيقة على أرض الواقع رغم مرور ثمانية أعوام من الحرب في