اليمن الجنوبي: انفصال أم فيدرالية؟ ..
مرسل: الأحد يوليو 07, 2013 11:17 pm
مجموعة من الأحداث الداخلية في الثورة اليمنية، فتحت الباب على موضوع لم يكن بالحسبان، موضوع قد يدمر الثورة ويأخذها باتجاه مناخات التفكيك والتقسيم، وهو ما يضر بأخلاقية الثورة أولا، وبمشروع اليمن الموحد ثانيا.
يتمثل هذا الأمر بعودة طرح فكرة الانفصال في الجنوب، هذا الطرح الذي أعقبه قيام مجموعة من التصرفات تأخذ أهالي الجنوب خارج الثورة التي شارك الأهالي فيها منذ اندلاعها، وهو أمر يحيله البعض إلى عمل السلطة اليمنية، ممثلة بالرئيس علي عبد الله صالح، إلى بث إشاعات مفادها أن رحيل النظام يعني دخول البلد في أتون التقسيم، حيث خرجت تظاهرات جنوبية في عدن تندد بما أسمته نقل صنعاء صراعاتها إلى محافظة أبين الجنوبية.
ولكن ما يحصل على الأرض يدل على أن الأمر أبعد من أن يكون مجرد تحريض سلطوي لا تتورع السلطة بكل تأكيد عن استثماره، حيث لوحظ قيام إجراءات عملية على الأرض في الجنوب تذهب في هذا السياق.
وقد لاحظ المراقبين، أنه في الشهور الأخيرة ظهرت نزعة الانفصال فجأة حيث لوحظ انسحاب ممثلي الجنوب من المجلس الانتقالي للثورة الشبابية.
وظهرت أصوات ترى في الثورة اليمينة مجرد صراع بين أحمر وأحمر، مما يعني في نهاية المطاف أنه صراع لا ناقة للجنوبيين ولا جمل فيه.
وترافق الأمر مع انتشار أعلام الدولة الجنوبية السابقة ورفع شعارات تحض على تحقيق الاستقلال الثاني ويقصد به الانفصال عن الشمال الذي دخل مع الجنوب في وحدة عام 1990 قادت إلى حرب أهلية صيف 1994انتهت بهزيمة القوات الجنوبية، وذلك عشية الاحتفال بذكرى ثورة استقلال جنوب اليمن عن بريطانيا عام 1967.
وشهدت الساحة الجنوبية صراعات بين مؤيدي الفيدرالية في الجنوب ومؤيدي الانفصال الفوري، عدا عن ظهور حمى التوجس التقليدي بين القبائل الجنوبية المتصارعة تاريخيا.
ولعل الصراع الذي جرى بين جماعتين من أهل الجنوب للاستيلاء على مقر المجلس المحلي لمديرية المنصورة في محافظة عدن، يدل على مدى الاحتقان الحاصل في الجنوب.
ولكن هذا شيء، وأن يتخذ الأمر طابع العمل السياسي شيء آخر، حيث استضافت القاهرة على مدى ثلاثة أيام المؤتمر الجنوبي الأول الذي نظم تحت شعار "معا من أجل حق تقرير مصير شعب الجنوب"، وضم ستمائة شخصية جنوبية منهم رئيسي "جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية" سابقا علي ناصر محمد وعلي سالم البيض، مما يعني أن الخطوة الأولى نحو التقسيم قد بدأت.
و ظهر في نهاية المؤتمر صراع حاد بين كتلتين، ترى إحداهما أن الفيدرالية لمدة خمس سنوات هي الحل الأفضل والأنسب على أن يتبعها استفتاء لتقرير المصير، بينما ترى الثانية أن الانفصال حاليا هو الأفضل، متهمة جماعة الفيدرالية بأنهم حصان طرادوة للشماليين الذين يودون الاستئثار بالسلطة مرة أخرى على حساب ثروات الجنوب.
ولعل انتهاء المؤتمر بتشكيل مجلس تنسيق أعلى للجنوب، يتكون من 301 عضواً، يوزع العدد محاصصة بين مختلف محافظات "دولة الجنوب".
إضافة إلى تشكيل هيئة تنفيذية مكونة من 33 عضوا، تمثل الجهاز التنفيذي الأعلى، يُنتخبأعضاؤها من قبل مجلس التنسيق. هذا يدل على أن الأمور تمشي نحو خيار التقسيم، خاصة أن الكل متفق على انفصال الجنوب، وإنما يختلفون حول وقت تنفيذ ذلك.
وفي سبب عودة هذه النزعة الانفصالية التي برزت في نصف الثورة يرى البعض، أن الأمر يعود إضافة إلى التراكمات التاريخية وشعور أهل الجنوب بالغبن، إلى المبادرة الخليجية التي لا تلبي رغبات اليمنيين بشكل عام و بالذات في جنوب اليمن، حيث تضاءل الأمل بحل القضية الجنوبية تحت سقف الوحدة، حيث عززت المبادرة الرأي القائل بأن الأمر متعلق بوجود مراكز قوى شمالية تسعى لتقاسم السلطة و الشراكة و نهب الثروات سواء كانوا من النظام أو معارضته.
ولكن رغم ذلك، فإن مطالب أهل الجنوب بالانفصال يرى البعض أنه تحول دونها قوى دولية وإقليمية، حيث يقول النائب علي عشال، إن مطلب الانفصال أصبح من الصعب الوصول إليه لأن الغرب ودول الجوار مصلحتهم في يمن مستقر موحد، كون اليمن يطل على باب المندب.
ورأى عشال أن الدول المجاورة والدول الغربية ستقف مع مصالحها، ومصالحها تقتضي بقاء اليمن موحداً مستقراً.
ويضاف لذلك اعتراضات من دول إقليمية على رأسها السعودية، حيث يرى البعض أن تأسيس دولة
يتمثل هذا الأمر بعودة طرح فكرة الانفصال في الجنوب، هذا الطرح الذي أعقبه قيام مجموعة من التصرفات تأخذ أهالي الجنوب خارج الثورة التي شارك الأهالي فيها منذ اندلاعها، وهو أمر يحيله البعض إلى عمل السلطة اليمنية، ممثلة بالرئيس علي عبد الله صالح، إلى بث إشاعات مفادها أن رحيل النظام يعني دخول البلد في أتون التقسيم، حيث خرجت تظاهرات جنوبية في عدن تندد بما أسمته نقل صنعاء صراعاتها إلى محافظة أبين الجنوبية.
ولكن ما يحصل على الأرض يدل على أن الأمر أبعد من أن يكون مجرد تحريض سلطوي لا تتورع السلطة بكل تأكيد عن استثماره، حيث لوحظ قيام إجراءات عملية على الأرض في الجنوب تذهب في هذا السياق.
وقد لاحظ المراقبين، أنه في الشهور الأخيرة ظهرت نزعة الانفصال فجأة حيث لوحظ انسحاب ممثلي الجنوب من المجلس الانتقالي للثورة الشبابية.
وظهرت أصوات ترى في الثورة اليمينة مجرد صراع بين أحمر وأحمر، مما يعني في نهاية المطاف أنه صراع لا ناقة للجنوبيين ولا جمل فيه.
وترافق الأمر مع انتشار أعلام الدولة الجنوبية السابقة ورفع شعارات تحض على تحقيق الاستقلال الثاني ويقصد به الانفصال عن الشمال الذي دخل مع الجنوب في وحدة عام 1990 قادت إلى حرب أهلية صيف 1994انتهت بهزيمة القوات الجنوبية، وذلك عشية الاحتفال بذكرى ثورة استقلال جنوب اليمن عن بريطانيا عام 1967.
وشهدت الساحة الجنوبية صراعات بين مؤيدي الفيدرالية في الجنوب ومؤيدي الانفصال الفوري، عدا عن ظهور حمى التوجس التقليدي بين القبائل الجنوبية المتصارعة تاريخيا.
ولعل الصراع الذي جرى بين جماعتين من أهل الجنوب للاستيلاء على مقر المجلس المحلي لمديرية المنصورة في محافظة عدن، يدل على مدى الاحتقان الحاصل في الجنوب.
ولكن هذا شيء، وأن يتخذ الأمر طابع العمل السياسي شيء آخر، حيث استضافت القاهرة على مدى ثلاثة أيام المؤتمر الجنوبي الأول الذي نظم تحت شعار "معا من أجل حق تقرير مصير شعب الجنوب"، وضم ستمائة شخصية جنوبية منهم رئيسي "جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية" سابقا علي ناصر محمد وعلي سالم البيض، مما يعني أن الخطوة الأولى نحو التقسيم قد بدأت.
و ظهر في نهاية المؤتمر صراع حاد بين كتلتين، ترى إحداهما أن الفيدرالية لمدة خمس سنوات هي الحل الأفضل والأنسب على أن يتبعها استفتاء لتقرير المصير، بينما ترى الثانية أن الانفصال حاليا هو الأفضل، متهمة جماعة الفيدرالية بأنهم حصان طرادوة للشماليين الذين يودون الاستئثار بالسلطة مرة أخرى على حساب ثروات الجنوب.
ولعل انتهاء المؤتمر بتشكيل مجلس تنسيق أعلى للجنوب، يتكون من 301 عضواً، يوزع العدد محاصصة بين مختلف محافظات "دولة الجنوب".
إضافة إلى تشكيل هيئة تنفيذية مكونة من 33 عضوا، تمثل الجهاز التنفيذي الأعلى، يُنتخبأعضاؤها من قبل مجلس التنسيق. هذا يدل على أن الأمور تمشي نحو خيار التقسيم، خاصة أن الكل متفق على انفصال الجنوب، وإنما يختلفون حول وقت تنفيذ ذلك.
وفي سبب عودة هذه النزعة الانفصالية التي برزت في نصف الثورة يرى البعض، أن الأمر يعود إضافة إلى التراكمات التاريخية وشعور أهل الجنوب بالغبن، إلى المبادرة الخليجية التي لا تلبي رغبات اليمنيين بشكل عام و بالذات في جنوب اليمن، حيث تضاءل الأمل بحل القضية الجنوبية تحت سقف الوحدة، حيث عززت المبادرة الرأي القائل بأن الأمر متعلق بوجود مراكز قوى شمالية تسعى لتقاسم السلطة و الشراكة و نهب الثروات سواء كانوا من النظام أو معارضته.
ولكن رغم ذلك، فإن مطالب أهل الجنوب بالانفصال يرى البعض أنه تحول دونها قوى دولية وإقليمية، حيث يقول النائب علي عشال، إن مطلب الانفصال أصبح من الصعب الوصول إليه لأن الغرب ودول الجوار مصلحتهم في يمن مستقر موحد، كون اليمن يطل على باب المندب.
ورأى عشال أن الدول المجاورة والدول الغربية ستقف مع مصالحها، ومصالحها تقتضي بقاء اليمن موحداً مستقراً.
ويضاف لذلك اعتراضات من دول إقليمية على رأسها السعودية، حيث يرى البعض أن تأسيس دولة