منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
By عبدالإله المقبل13
#63721
اقرءوا التاريخ إذ فيه العِبَر *** ضلَّ قومٌ ليس يدرون الخَبَر

من قرأ تاريخ الاحتلال الإنجليزي للبلاد المصرية المسلمة في القرن الماضي وتابع خطواته، متأملاً ما تبين من سبيل المجرمين للوصول إلى هذا الأمر الجلل؛ وجد في ذلك الكثير من العِبَر التي تستحق التدوين، ويمكن الاستفادة منها لمنع تكرار ما حدث في دولٍ أخرى -لا قدّر الله-؛ لأن طرائق مكر الأعداء -على اختلاف دولهم- متشابهة؛ يبني اللاحق منهم على خطط السابق، وينسج على منواله، كما هو واضحٌ جدًّا في العراق؛ حيث استفاد الأمريكيون كثيرًا من الملف الإنجليزي القديم للإيقاع من جديد بهذا البلد المسلم. [وكما هو واضح الآن في فرنسا واحتلالها لمالي].

وتاريخ الإنجليز مع الدول العربية والإسلامية -عامة- في هذا العصر مليء بالخبث والحقد والمؤامرات المتنوعة في أماكن شتى من بلاد الإسلام، فما من مصيبة تحلُّ بهم إلا وتجد من ورائها كيد الإنجليز وتدبيرهم، والشواهد على هذا كثيرة لا أظنها تخفى على متابع، حتى وصفهم شاعر العراق الرصافي -رحمه الله- زمن احتلالهم لبلاده بقوله في ديوانه ( 3/240-243):

دع اللوم واسمع ما أقـول فإنـني *** قتلتُ طبـاع "التيمسيين" بالبحث
كأنهم والنـاس عُث وصــوفه *** وهل يستقيم الصوف في عثه العُث
فكم حرثوا في أرض مستعمراتهـم *** مظالم سودًا كن من أسوأ الحـرث
وكم أيقظوا والناس في الليل نُـوّم *** بها فتنًا كالدجن يهمي على الوعث
وهم يأكلون الزبد من منتجاتـها *** ويُلقون للأهــلين منهـن للفرث
يقولون إنا عاملون لسعــدكم *** ولم يعمـلوا غير الكـوارث والكرث
إذا ما رأيت القوم في فخ مكـرهم *** رققت لهم تبـكي على القوم أو ترثي
فلا ترجُ في الدنيا وفاء لعهــدهم *** فلا بد في الأيام للعــهد من نكث

لذا فقد أحببت أن ألقيَ الضوء -باختصار- على خطوات ذاك الاحتلال البغيض، وما قاله المؤرخون عنه، وما يستفيده المسلمون والدول الإسلامية منه -لا سيما بلاد التوحيد- من عبر ومواعظ؛ كي يغلقوا الفرجات التي لا زال ينفذ منها شياطين الإنس.

مبتدئًا ذلك بموجز تسلسلي لما حدث، ثم بذكر أقوال المؤرخين، ثم أذكر العِبَر التي يُمكن الاستفادة منها، سائلاً الله أن ينفع بما كتبت، وأن يهيئ له آذانًا صاغية، وعقولاً واعية، والله الموفق.

موجز تاريخي للأحداث:
- كانت مصر كغيرها من بلاد العالم الإسلامي تحكمها الدولة العثمانية، وكانت تُحكم بالشريعة الإسلامية، وترتكز في أمورها على الإسلام بوجود الأزهر، وهيئة كبار العلماء، مع قصور وانحراف، قلّما يسلم منه أحد.

- قام الفرنسيون بقيادة نابليون بونابرت بحملتهم على مصر عام 1798م، بعد أن مهّدوا لذلك بإرسال الجواسيس الذين يدرسون وضع البلاد ومدى قابليته للاحتلال، ولكنهم لم يفلحوا في البقاء فيها سوى 3 سنوات، نظرًا لاتحاد أهل البلاد ضدهم، ووقوفهم صفًّا واحدًا تجاه حملتهم، –حكامًا ومحكومين-؛ رغم تطمينات نابليون الكثيرة لهم بأنه لا يريد الإسلام بسوء(1).

- كرر الإنجليز ما قام به إخوانهم الفرنسيون؛ فأرسلوا حملة عسكرية بقيادة "فريزر" لاحتلال مصر؛ لكنها باءت بالفشل –أيضًا-؛ للأسباب نفسها.

- استمر العثمانيون يحكمون مصر من خلال الولاة الذين يعينونهم واحدًا تلو الآخر، ولكن الشعب المصري لا يرتضيهم لظلمهم وتعسفهم.

- إلى أن تم تعيين (محمد علي باشا) واليًا على مصر بعد أن اختاره الشعب والعلماء والوجهاء -بإذن مسبق من الدولة العثمانية- مشترطين عليه أن يحكم بالعدل(2).

- استغل (محمد علي باشا) الفرصة ولم يفوتها، فحكم البلاد، مفتتحًا حكمه بمذبحة شنيعة لبقايا "المماليك"، الذين كانوا ينافسونه.

- انشغل (محمد علي باشا) بالأمور العسكرية التي كان من أهمها: حملته الظالمة على أهل الدعوة السلفية في الجزيرة العربية، وحملته على السودان، وغيرها من الحملات العسكرية.

- هلك محمد علي باشا عام (1849م)، وتولى الحكم بعده حفيدة: عباس بن طوسون بن محمد علي (من عام 1848م إلى 1854م).

- ثم جاء بعده سعيد بن محمد علي (من1854 إلى 1864)،. وفي عهده: تم منح امتياز شق قناة السويس لصديقه المهندس الفرنسي "دي ليسابس" بشروط مجحفة جرَّت على بلاد مصر الويلات فيما بعد، وفي عهده أيضًا بدأت مشكلة الديون؛ حيث بدأ يستدين من الغرب بفوائد ربوية لينجز قناة السويس وغيرها من الأعمال المرهقة لميزانية البلاد دون فائدة كبيرة تُجنى منها.

- جاء بعده: الخديو إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي (من1863 إلى 1879م)، وفي عهده افتُتِحت قناة السويس، وتضخمت الديون التي كان يستدينها لينفقها بإسراف على أمور شكلية أو لا فائدة منها للبلاد؛ مما اضطره لبيع نصيب مصر من القناة إلى الإنجليز!!

وفي عهده بدأ تدخل الدول الأوربية في البلاد بشكل سافر بدعوى حماية حقوقها المالية؛ إلى أن وصل الحال إلى فرض وزيرين أوروبيين ضمن تشكيلة الوزراء، إضافة إلى تدفق الأجانب في عهده على مصر، وإقامة محاكم خاصة بهم(3).

- كان رئيس الوزراء في عهد إسماعيل : القبطي النصراني نوبار باشا، الذي كانت ميوله وعواطفه إلى جانب بريطانيا.

- في عهد إسماعيل: قدم الرجل الغامض "جمال الدين الأفغاني" إلى مصر بدعوة من الوزير رياض باشا.(كان رياض من أصل يهودي، ادعت عائلته الإسلام)(4).

- أخذ الأفغاني يبث أفكاره "الثورية" و"العصرية" بين أصناف المصريين الطامحين من مسلمين وغيرهم ؛فتشكلت من حوله مجموعة من المتأثرين بأفكاره.

وتركزت فكرة الأفغاني ومن معه على تكوين الصحف المتنوعة والمشاركة فيها، وتشويه صورة الحاكم والعلماء في أذهان الناس، واستغلال أوضاع البلاد لتهييجهم، إضافة إلى الإلحاح على المطالبة بالحكم النيابي، وتأسيس الأحزاب، والمشاركة الشعبية.. إلخ. فعلى سبيل المثال: كان الأفغاني يهاجم الخديو إسماعيل علانية ويقول للمتجمهرين حوله: (أنت أيها الفلاح تشق الأرض لتستنبت ما تسد به الرمق، وتقوم بأود العيال، فلماذا لا تشق قلب ظالمك؟! لماذا لا تشق قلب الذين يأكلون ثمرة أتعابك؟!)، وغيرها من الكلمات الثورية التهييجية(5).

- تم عزل الخديو إسماعيل من قبل الدولة العثمانية بعد ضغوط إنجليزية لأنه بدأ يعارض بعض قراراتها.

- تولى الحكم بعده ابنه الخديو توفيق (1879-1892م) الذي أحس بخطورة الأفغاني وما يبثه من أفكار، فنفاه خارج البلاد؛ لكن بعد أن بذر بذرته الخبيثة في البلاد.

- كان وزير الحربية في عهد توفيق: (عثمان رفقي)، وهو شركسي متعصب قام بعدة أعمال ظالمة ضد الجنود والضباط المصريين؛ كمنعهم من الترقيات وغيرها.

- مما دفع بأحمد عرابي، وهو أحد المتأثرين بدعوة الأفغاني ومحمد عبده، أن يثور ضد هذا الظلم ويطالب بإقالة عثمان رفقي، فاستجيبت مطالبه بعد عدة أحداث ومنازعات.

- لم يكتف عرابي بما تحقق؛ إنما اغترّ بمن حوله وظنّ أنه ممثل الشعب، مما أداه إلى الاستطالة على وليِّ أمره، والخروج بمظاهرة ضده.

- كان الإنجليز يشايعهم الفرنسيون يرقبون الأحداث بغبطة وسرور، وكانوا يوعزون من خلف ستار إلى عرابي أن امض في طريق "الإصلاح" ولا تخش أحدًا، ومن ذلك ما ذكر محمد عبده في مذكراته عن الثورة العرابية -وهو أحد أقطابها- من أن قنصل فرنسا "أرسل إلى أحمد عرابي وإخوانه يقول لهم: إنه يسره ما يراه من صلابتهم وعزيمتهم، واشتدادهم في المطالبة بالعدل، فعليهم أن يثبتوا في مطالبهم ولا يُضعفهم ما يُهَددون به"، و"أرسل إلى عرابي كتابًا يمدحه فيه على ثباته، ويشجعه على عدم المبالاة بالحكومة".

أما إنجلترا فكانت تفعل الأمر نفسه بل أشد، من خلال جاسوسها المدعو "بلنت"، الذي كان يجوس بلاد مصر يؤلب الناس على الحكم، ويراسل عرابي ويستحثه على مواصلة الضغط على الحكومة لعلها تستجيب لمطالب "الإصلاح"، وهدفه الحقيقي فصل مصر عن الدولة العثمانية تمهيدًا لاحتلالها.

يقول الدكتور محمد محمد حسين -رحمه الله- عن "بلنت" هذا: "كان لا يفتر عن التنقل بين مضارب الأعراب في مصر.. يدعو المصريين إلى الثورة، ويتكلم بعد وقوعها باسم عرابي، ويقدم له صورًا مضللة عن صفته الرسمية، وقدرته السياسية، وقوة الجيوش الإنجليزية..".

ويقول الأستاذ مصطفى غزال عنه: "كان من أشد الناس تفانيًا في مصالح الإنجليز، رغم أنه يتظاهر بصداقته للشرق المتمثل بالشعوب التابعة لتركيا، وبعدائه للحكومات البريطانية، بل كان أحيانًا يتظاهر بالدفاع عن قضايا الشعوب الشرقية، ويقف بجانبهم، كما وقف بجانب عرابي، ودافع عنه بعد أسره، كان هذا نوعًا من الدهاء والحنكة الإنجليزية".

- أحس الخديو توفيق بالخطر فلجأ إلى الإسكندرية، طالبًا من الإنجليز المتربصين بسفنهم في البحر حماية عرشه، مع ضغطه هو والإنجليز على السلطان العثماني لإصدار منشور في عصيان عرابي؛ لكي ينفض الناس عنه.

- افتعل الإنجليز مذبحة للنصارى في الإسكندرية ليتخذوها ذريعة لاحتلالها عام (1882م) بدعوى حماية رعاياهم، قبل أن تتم المصالحة بين عرابي والدولة العثمانية.

- تعاون المنافقون الخونة من أبناء مصر مع الإنجليز، ومكنوا لهم من احتلال البلاد بعرض من الدنيا قليل.

- لم يستجب عرابي للناصحين للذين حثوه على سد قناة السويس؛ لكي لا يتسلل منها الإنجليز إلى عمق الأراضي المصرية؛ منخدعًا -كما سيأتي- بتطمينات المهندس الفرنسي صاحب امتياز القناة، فاحتلت قناة السويس من الإنجليز وكانت بداية الاحتلال لمصر.

- قُضِيَ على الثورة العرابية بعد أن أوقعت البلاد بيد الاحتلال الإنجليزي، الذي استمر أكثر من 70 عامًا (1882 – 1956م)، رغم ادعاءاتهم وتصريحاتهم المتكررة بأنهم سيخرجون حالما يعود الهدوء والأمن للبلاد.

- بعد أن تمكن الإنجليز من البلاد المصرية؛ عاثوا فيها فسادًا في جميع المجالات: السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مستعينين في ذلك كله بالمتعاونين معهم من أفراد الطابور (الخامس)؛ وعلى رأسهم العصرانيون بقيادة شيخهم محمد عبده، الذي كان له ولتلاميذه من بعده الدور الأول في تغريب البلاد وترويضها لقبول مطالب الاحتلال.

- استمر الخديو توفيق في الحكم، ثم جاء بعده ابنه عباس حلمي (1892 – 1914)، ثم حسين كامل بن إسماعيل (1914م – 1917م)، ثم فؤاد بن إسماعيل (1917م – 1936م)، ثم الملك فاروق بن فؤاد (1936-1952م)،. وجميع هؤلاء الحكام لم يكن لهم عقد ولا حل، إنّما كانوا واجهة شكلية أمام الناس، وأما السلطة الحقيقية فكانت بيد الإنجليز.

- قام جمال عبد الناصر ومن معه بثورتهم العسكرية على الحكم الملكي عام (1952م)، معلنين قيام الجمهورية العلمانية بتواطؤ وتمكين من الغرب،، لا سيّما أمريكا التي رعت ثورتهم منذ البداية(6).

- رحل الإنجليز عن مصر عام (1956م) بعد أن سلموا السلطة لمن يحققون أهدافهم في مسخ البلاد وتغريبها، والقضاء على مظاهر الإسلام فيها؛ وعلى رأس ذلك إلغاء الحكم بالشريعة، وبعد أن تحقق أهم هدف لهم؛ وهو التمكين ليهود من إقامة دولة لهم في أرض فلسطين.

أقوال المؤرخين:
أ - حال البلاد قبل الخديو إسماعيل:
* "كانت فكرة احتلال مصر قد راودت الأوساط الفرنسية مرارًا في القرن الثامن عشر" ( تاريخ العرب الحديث، زاهية قدورة، ص 327).
* "في عهد لويس السادس عشر كتب سفير فرنسا بالأستانة سنة 1871؛ يحث حكومته على فتح مصر، وكان مما جاء في رسالته "إن جيش مصر ضئيل، والجنود لم يقفوا في ميدان حرب منظمة، وليس لديهم مدفع واحد"" ( موسوعة التاريخ الإسلامي، د أحمد شلبي، 5 / 313 ).

* "لم تكن حملة نابليون على مصر واحتلالها (1798-1801) مغامرة طارئ،ة مدفوعة بظروف آنية يأتي على رأسها الصراع الفرنسي البريطاني، وفي محاولة فقط لضرب عدوته اللدود -بريطانيا- بقطع شريان مواصلاتها، ومن ثم تهديد أعز مستعمراتها -الهند-، وإنما كانت -وإضافة إلى ذلك- حركة بارعة ذات هدف إستراتيجي مدروس بعناية فائقة، فلا شك أن نابليون يدرك جيدًا -وفي ذهنه صورة الحروب الصليبية وما انتهت إليه- أن مصر هي مفتاح الشرق، وأنَّها هي الحاجز المنيع الذي يحمي هذا الشرق بإمكاناتها البشرية ومكانتها الثقافية والحضارية، كقلعة من أهم -إن لم تكن أهم- قلاع الذود عن العالم الإسلامي، وموقعها الجغرافي المتميز، ولكنّه يدرك أيضًا وبكل وضوح أنّه وإن استطاع اختراق هذا الحاجز بحراب جيشه، لن تلبث هذه الحراب أن ترتد وتنكسر إن لم ينسف هذا الحاجز من أساسه، هذا الحاجز هو الحاجز الديني بأيديولوجيته الثقافية ومضمونه الحضاري، ومن ثَمَّ يستطيع أن يحول مصر إلى قاعدة أوربية، يستطيع بواسطة إمكانياتها البشرية وموقعها الإستراتيجي المتميز، أن يبسط سيطرته على كل هذا الشرق ويحقق أهداف أسلافه رواد الحركة الصليبية، متجنبًا المواجهة السافرة بين الإسلام والمسيحية باستخدام قوة إسلامية لتحقيق أهداف صليبية" (قراءة جديدة لسياسة محمد علي باشا التوسعية، د سليمان الغنام، ص 12-13).

* "إن الباحث المنصف يجد الحملة الفرنسية فتحت على مصر باب المتاعب والاستعمار، فقد لفتت أنظار الإنجليز إلى أهمية مصر.." (موسوعة التاريخ الإسلامي، د أحمد شلبي، 5 / 333 ).

* "وفي عهد الحملة الفرنسية فكّر نابليون في وصل البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، وعَهِد بدرس هذا المشروع إلى المسيو (لوبير)، كبير مهندسي الري والطرق والجسور، فقضى عامين في درسه وفحصه، وعاونه فيه بعض مهندسي الحملة، وقدم تقريرًا إلى نابليون بعد مغادرته مصر". (عصر إسماعيل، الرافعي، ص 53 ).

* "كان التفكير في شق قناة السويس من أيام محمد علي باشا؛ لكنه لذكائه رفض ذلك خوفًا من أن تجرّ قناة السويس على مصر ويلات التدخل الأجنبي". ( 100 عام على الثورة العرابية، مركز الأهرام للدراسات، ص17).

* "تُوفّيَ محمد علي عام 1849، وكانت مصر قد دخلت مرحلة تاريخية جديدة في حياتها السياسية والثقافية، وقد حاول خلفاؤه الاستمرار في النهضة، على أن سياسة الإسراف والتبذير التي اتبعها هؤلاء، ثم القروض المالية التي استدانوها من الأجانب فتحت الباب أمام التدخل الأجنبي في شئون البلاد الداخلية". ( تاريخ العرب الحديث، زاهية قدورة، ص 353).

* "في عهد سلطة سعيد باشا كانت مصر بلا جدال أكثر بلاد الشرق رخاء". ( تاريخ مصر قبل الاحتلال البريطاني وبعده، تيودور روذستين، ص 44).

* "من أغلاط سعيد أنه هو الذي منح امتياز شق قناة السويس بشروط مجحفة لمصر، وقناة السويس سلاح ذو حدّين؛ فإذا استطاعت مصر حمايتها واستغلالها كانت لمصر خيرًا وبركة، أما إذا كانت بابًا نفتحه للأجانب، ونجلب بسببه استعمار مصر والسيطرة عليها لصالح الدول القوية التي تستعمل القناة، فلا كانت القناة". (موسوعة التاريخ الإسلامي، د أحمد شلبي، 5 / 411 ).

* "قدم فرديناند دي لسبس (1805 – 1894) الفرنسي الجنسية Ferdinand De Lesseps إلى مصر سنة 1832، وشغل منصب نائب قنصل فرنسا بالإسكندرية، وعثر -بمحض المصادفة- في أثناء قضائه فترة الحجر الصحي على مذكرة كتبها المهندس لوبير عن قناة البحرين، فاهتم بالمشروع أيّما اهتمام، وناقش تفاصيله مع ذوي الشأن، وتمكن خلال إقامته بمصر من توثيق صداقته بالأمير محمد سعيد، أصغر أبناء محمد علي، وغادر دي لسبس مصر سنة 1836 وظلّ على علاقته بالأمير، وتقلّب في عدة مناصب دبلوماسية إلى أن اعتزل الحياة السياسية سنة 1849، إثر أزمة تسبب في إحداثها، وتبنّى عقب هذا مشروع حفر قناة تصل البحرين: المتوسط والأحمر، وعكف على دراسة كل ما كتب عنه، ولما تولّى الأمير سعيد حكم مصر سنة 1854، خلفًا لعباس، كتب إليه دي لسبس مهنّئًا، فرد سعيد يدعوه لزيارته، فلبّى الدعوة في نوفمبر، وسرعان ما استحوذ على إعجاب الوالي وحاشيته بشخصيته الجذابة وبراعته في الفروسية ومهارته في الصيد، وانتهز دي لسبس فرصة وجوده مع الوالي في إحدى الرحلات فعرض عليه بلباقة وقوة حجة، مشروع حفر القناة، فاقتنع برأيه ووافق عليه ومنحه في 30 نوفمبر 1854 فرمان الامتياز الأول بشق القناة". ( قناة السويس، جورج كيرلس، ص 91 ).

ب - الخديو إسماعيل وإسرافه وديونه:
* "وافى إسماعيل أمته وهي في مفترق الطرق، تتنازعها حضارتان: حضارتها الإسلامية القديمة تنـزع إليها بتقاليدها، والحضارة الغربية الحديثة، تندفع نحوها بحكم التجديد، فلم يتردد إسماعيل ، ومال إلى الحضارة الغربية..". (الخديو إسماعيل باشا، إصدار وزارة المعارف المصرية، ص: د).
* "كان إسماعيل باشا أول خديو على مصر، وهو الذي نقل مصر من حضارة الشرق إلى حضارة الغرب، وجعل الأهالي يلبسون الملابس الأوربية، ونظم الإدارة على المبادئ الحديثة، وأدخل قانون نابليون في المحاكم ". (مجلة الهلال، عدد ابريل 1928).

* "تربى تربيته الأولى في النمسا، ثم بعد ذلك في باريس، وهناك تعلّم وأتقن اللغة الفرنسية، وبهرته باريس وما فيها من جمال وفتنة، ومن هناك نشأت ميوله الباريسية التي لازمته طوال حياته، وجعلته بعد أن تولّى الحكم يسعى في أن يجعل القاهرة باريسًا ثانية". (100 عام على الثورة العرابية، مركز الأهرام للدراسات، ص16).

* "وضع مجهوده في إعطاء مصر قشور الحضارة ومظاهرها". ( مذكرات الزعيم أحمد عرابي، ص 5-6).

* "أخذ إسماعيل يعمل في ما في وسعه الجهد من أجل صبغ البلاد بالصبغة الأوروبية، فشجع الاستثمارات الأجنبية وأخذ يرعاها". (100 عام على الثورة العرابية، مركز الأهرام للدراسات، ص16).

* "كان إسماعيل في مصر قد أعلن أن مصر قطعة من أوربا، وأقام المحاكم المختلطة والمحاكم الأهلية بديلاً للقضاء الإسلامي، وكان القضاء في عهد إسماعيل موحى به من الاستعمار الفرنسي نقلاً من نظامهم في الجزائر... ". (اليقظة الإسلامية..، أنور الجندي، ص 163).

* "كان إسماعيل قد تلقى دراساته الأولى في باريس؛ فأعجب بالحضارة الأوروبية أيّما إعجاب، وحين تولّى الحكم أراد أن يجعل مصر قطعة من أوروبا، والمعروف عنه أنه كان مولعًا بالإسراف والبذخ؛ حتى أغرق مصر بالديون". (لمحات اجتماعية، علي الوردي، 2/51).

* "في عهده -أي إسماعيل- ازدهرت الماسونية، ودخلها الكثير من علماء مصر وأعيانها". (لمحات اجتماعية، علي الوردي، 3/364).

* "استطاع النفوذ الاستعماري استغلال إسماعيل في مرحلة ضعفه وديونه، والضغط عليه لفتح الطريق أمام التغريب، وقد كان إسماعيل باشا هو أول من حمل لواء التغريب، حين أعلى كلمته التي ما تزال لها دلالتها "إن مصر قطعة من أوروبا". (اليقظة الإسلامية، أنور الجندي، ص 193).

* "عهد إسماعيل كان بدء النكبات التي توالت على هذه البلاد بعد ذلك، حتى رمت بها بين براثن الاحتلال". (التاريخ السري لاحتلال انجلترا لمصر، ألفريد بلنت، ص 11).

* "وديونه كانت الباب الذي تسرب منه النفوذ الأجنبي إلى سلطة الحكومة المصرية، ودخلت منه انجلترا حتى وضعت يدها على مصر". (التاريخ السري لاحتلال إنجلترا لمصر، ألفريد بلنت، ص 21).

* "وكان ينفقها على ملذاته الشخصية وحماقته في بناء القصور، وطيشه مع النساء الأوربيات، وخَرَقه في إقامة الحفلات الملوكية..". (التاريخ السري لاحتلال إنجلترا لمصر، ألفريد بلنت، ص 18).

* "هذه الديون لم يكن لها إلا سبب واحد؛ هو إسراف الخديو إسماعيل وتبذيره وفساد حكمه". (الثورة العرابية وأثرها..، محمد المرشدي، ص 9).

* "معظم هذه القروض عقدها إسماعيل للإنفاق والبذخ على حياته الخاصة". (تاريخ مصر الحديث، فرغلي تسن، ص 252).

* "دفع مبلغ 6958 جنيهًا ثمنًا لأطقم قهوة من الذهب المرصع بالماس ومشبك مرصع بالماس". (تاريخ مصر الحديث، فرغلي تسن، ص 252).

* "مد يده إلى المرابين الأجانب يستدين منهم بغير تدبير ولا حساب؛ حتى قاربت تلك الديون مائة مليون جنيه؛ فأتاح بذلك للمستعمرين أن ينشروا ظلهم الأسود على مصر". ( ثلاثة من أعلام الحرية، قدري قلعجي، ص 40 ).

* " كان فاسد التدبير، سيئ التقدير". ( 50 عامًا على ثورة 1919، هيكل، ص 16 ).

* " كان يتوهم حسن نية الدول الأوربية نحوه، ونحو مصر، وظل هذا الوهم مسيطرًا عليه حتى أدرك خطأه في نهاية عهده ". (تاريخ العرب الحديث، د. عمر عبد العزيز، ص 253 ).

* " إنها -أي مصر في عهد إسماعيل - تشكو من كثرة النفقات التي سببتها محاولة إدخال مدنية الغرب، والتي تترتب على مشروعات لا تجدي نفعًا ". ( أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه، محمود الخفيف، ص 21-22، تقرير لإنجلترا من مندوبها ).

* " ترك إسماعيل مصر مثقلة بالديون وترك موارد البلاد ومرافقها في قبضة الشركات الأجنبية تستغلها لحسابها. ". (كشف الستار، أحمد عرابي، ص ح).

* "صندوق الدَّيْن أول هيئة رسمية أوربية أنشئت لفرض التدخل الأجنبي في شئون مصر ". ( 100 عام على الثورة العرابية، مركز الأهرام للدراسات، ص33).

* " أنشئ صندوق الدَّيْن مايو 1876 وكان بمثابة حكومة أجنبية مطلقة التصرف في مصر ". (الثورة العرابية، صلاح عيسى، ص 72).

* " بدأ هذا التدخل ماليًا، ولكنه يطوي في ثناياه عوامل التدخل السياسي ". ( 100 عام على الثورة العرابية، مركز الأهرام للدراسات، ص31).

* " وجدت كل من إنجلترا وفرنسا في الديون الكبيرة التي تورط فيها الخديو إسماعيل فرصة ذهبية للتدخل في شئون مصر الداخلية، والسيطرة على اقتصادها". ( الثورة العرابية وأثرها..، محمد المرشدي، ص 50 ).

* " إن قروض إسماعيل من فرنسا عندما زادت تدخلت بريطانيا لكي تلفت نظر الباب العالي إلى ممارسة سلطته في منعه من الاقتراض، وكانت تهدف بذلك إلى إحباط خطة فرنسا للتسلط على مصر ". ( الثورة العرابية، صلاح عيسى، ص 91 ).

* " هذا البذخ نتجت عنه القروض التي عقدها إسماعيل والتي كانت فرصة حقيقية للتدخل الأجنبي في شئون مصر الداخلية ". ( تاريخ مصر الحديث، فرغلي تسن، ص 253).

* " إن مشروع قناة السويس كان من العوامل الرئيسة التي أثقلت الخزينة المصرية، وجعلتها ترزح تحت أعباء مالية قاسية ". ( تاريخ العرب الحديث، زاهية قدورة، ص 354).

* " وقد أثقلت مصر من جراء المشاريع التي ذكرناها، بالديون، وكان الدائنون من الأجانب، من مرابين ومن مصارف، وقد استنـزف المرابون ثروة الأمة بالربا الفاحش، وبذلك فتح المجال لتدخل الأجانب في الأمور السياسية، وكان هذا التدخل سافرًا عندما فرضت إنكلترا وفرنسا وزيرين في الوزارة المصرية، واحد بريطاني، وآخر فرنسي، وأعطيا مركزًا ممتازًا فيها، فأوجد ذلك مراقبة ثنائية إنجليزية أفرنسية، كما فرض بوغوص نوبار رئيسًا للوزارة، وبوغوص هذا أرمني تمصر، عرف بولائه للأجانب، وكان متهمًا في أنه أثرى عن طريق السمسرة لأصحاب الأموال والمرابين على حساب الشعب، كما كان أيضًا أول من أنشأ المحاكم التي عززت الأجانب ". ( تاريخ العرب الحديث، زاهية قدورة، ص 358-359).

* " عندما تولّى إسماعيل وجد أن النظام القضائي الذي يخضع له الأجانب في حالة فوضى، وكان الواجب انهاء هذه الفوضى بإعادة الشريعة الإسلامية إلى مكانها، وجعلها هي المهيمنة على الحكم، وإلغاء الامتيازات الأجنبية التي تخالف ذلك، والجهاد في سبيل تحقيق ذلك مهما كلف الأمر. ولكن بطانة السوء لا تأمر إلا بالشر، ولا تدعو إلى خير أبدا؛ لقد رأى نوبار باشا وزير الخارجية المصري (الأرمني) في ذلك الوقت أن سبيل الإصلاح هو إيجاد المحاكم المختلطة ". (الشريعة الإلهية لا القوانين الجاهلية، د. عمر الأشقر، ص 68 - 69).

ج - إسماعيل يبيع نصيب مصر في قناة السويس.. والإنجليز لم يفوتوا الفرصة
* "انتهزت الحكومة البريطانية هذه الفرصة الذهبية وسارعت لا إلى رهن الأسهم المصرية في شركة قناة السويس لديها، وإنما إلى شراء حصة مصر بأكملها من الخديو إسماعيل، وتمت هذه الصفقة، التي خسرت مصر فيها أسهمها في القناة في السادس والعشرين من شهر تشرين الثاني، نوفمبر من عام 1875، ولقد كان لبعض الصهاينة دور معروف في إتمام هذه الصفقة وأشهر هؤلاء الذين لعبوا أدوارهم بدقة هما: دزرائيلي رئيس الوزارة البريطانية آنذاك، وروتشيلد الثري البريطاني المعروف، فوقعت اتفاقية حفظت لمصر بعض الحقوق، إلا أن احتلال الإنكليز لمصر عام 1882 وأحداث الحرب العالمية الأولى التي أعقبت ذلك، ووقوف الدولة العثمانية إلى جانب ألمانيا، جعلت بريطانيا تستولي على القناة وتقيم عليها التحصينات، ضاربة عرض الحائط بما كان من اتفاق بينها وبين الحكومة المصرية، ولما قامت الحرب العالمية الثانية، مكنت بريطانيا قبضتها على القناة، خوف استيلاء الألمان عليها؛ فحصنتها واستولت على منشآتها العسكرية ". ( تاريخ العرب الحديث، زاهية قدورة، ص 357).

* "وتصاعدت الأزمة المالية عام 1875م، وتفاقمت أحداثها، إلى أن سارع "ديزرائيللي) رئيس وزراء بريطانيا آنذاك –دون انتظار لموافقة مجلس الوزراء- لشراء كل أسهم مصر في قناة السويس، مقابل أربعة ملايين من الجنيهات!.. دفعها "روتشيلد) أحد ذئاب الرأسمالية اليهودية العالمية، ليحقق دزرائيللي أعجب صفقة مالية في التاريخ!.. كانت سببًا مباشرًا في تدخل انجلترا لإدارة الشئون المالية لمصر، حتى انتهى الأمر في عام 1882م باحتلالها العسكري للبلاد ". ( القاهرة في عصر إسماعيل ، عرفه عبده علي، ص 89).

د - خلع إسماعيل
* "ثم إن إسماعيل باشا رأى منهم أنهم صاروا يتدخلون في أكثر الأمور، ويريدون أن لا يفعل شيئًا إلا بإطلاعهم ومعرفتهم، فخاف من اتساع الأمر وسلب الملك منه، فأراد أن يجعل له عصبية من أهالي مصر، وأن يشكل منهم مجالس، ويكون أعضاؤها من العلماء ووجوه الأهالي والعمد من مشايخ البلدان، فشرع في ذلك ليكون الأمر بيدهم صورة، وأنه لا يفعل شيئًا إلا بمشورتهم؛ ليدفع بذلك تغلب الإنكليز والفرنسيين وتسلطهم، ففطنوا لذلك، فسعوا في خلعه.." (خلاصة الكلام..، دحلان، ص 65).

هـ - هجرة الأجانب إلى مصر
* " كان من الطبيعي أن يكون لسياسة إسماعيل المذكورة أثر كبير في زيادة مجيء الأجانب إلى مصر للاستفادة من هذه الفرص، وللمشاركة في المشاريع الجديدة، وأعمال التعمير ". ( 100 عام على الثورة العرابية، مركز الأهرام للدراسات، ص17).

* "من محاولاتهم لتحقيق الاستعمار الشامل: تشجيع هجرة الأوربيين إلى مصر؛ ومنهم كثير من الإنجليز والفرنسيين، حتى يكونوا عونًا لهم في احتلال البلاد ". ( الثورة العرابية وأثرها..، محمد المرشدي، ص 51-52).

* " كان من الطبيعي مع زيادة أعداد الأجانب في مصر وتزايد جالياتهم، ووضوح نفوذهم السياسي أن يفرضوا أنفسهم على خريطة السلطة في مصر، وأن يكون لهم دولاً تحمي مصالحهم وتدافع عنهم، بل وتدافع عن استلابهم للبلاد..". ( تاريخ مصر الحديث، فرغلي تسن، ص 159).

* " من أخطر الأمور التي أسفر عنها إنشاء هذه المحاكم – فضلاً عن اختصاصاتها- أن أغلبية القضاة كانوا من الأجانب، وأنهم كانوا يرأسون الدوائر.. ". ( تاريخ مصر الحديث، فرغلي تسن، ص 161).

و - حركة أحمد عرابي
* " أدركت الطبقة الممتازة من الأمة! أن إصلاح هذا النظام إنما يكون بقيام الدستور، وإنشاء مجلس نيابي يوطد مبادئ العدل والحرية، ويتحقق فيه معنى الرقابة على الحكام، ويحول دون ارتكاب المظالم... ".( مصر المجاهدة..، عبد الرحمن الرافعي، 15).

* عرابي "هو الذي بث في نفوس الضباط روح التضامن والاتحاد للمطالبة بحقوقهم المهضومة، وتقدم الصفوف لعرض مطالبهم جهارًا على ولاة الأمور، وكانت هذه المطالب فاتحة الثورة.. فهذه الجرأة كان لها أثر كبير في ظهور الثورة ".( مصر المجاهدة..، عبد الرحمن الرافعي، 13).

* و" كان للباقته وفصاحته في الكلام، واستشهاده ببضع الأحاديث الشريفة النبوية، والحكم المأثورة تأثير كبير في نفوس الضباط، اجتذبهم إليه، ومال بهم إلى تلبية ندائه، والاستماع لنصائحه، والاقتناع بآرائه ".( مصر المجاهدة..، عبد الرحمن الرافعي، 123).

* " إن بداية الثورة العرابية كانت عسكرية تهدف إلى فتح المجال العام أمام المصريين للترقي في رتب الجيش، لكنها تطورت إلى ثورة سياسية تشريعية تنادي بالديمقراطية وبالدستور..". ( تاريخ العرب الحديث، زاهية قدورة، ص 366).

*كتب عرابي منشورًا "يبين فيه أخطاء الحكومة واستبدادها، ويدعو الناس إلى معاونته لانتشال البلاد مما هي فيه". ( أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه، محمود الخفيف، ص 21-22).

*وكان يقول قبل الإحتلال: " دعهم يأتون! فكل رجل وطفل في مصر سيقاتلهم ". ( عبد الله النديم..، د علي الحديدي، 170).

*ولكن : " كانت عاقبة الثورة الوقوع في قبضة الاحتلال" !! ( الشيخ محمد عبده في أخباره وآثاره، د رحاب عكاوي، ص 49 ).

* " لا يخفى أن موقف هذا الرجل لا يزال محوطًا بأسرار كثيرة، فإن التاريخ لم يكشف لنا حقيقة الدافع له على ما فعل، ولم يبين لنا المؤثرات التي كان خاضعًا لها ".( ثورة 1919..، عبد الرحمن الرافعي، 129).

* أما هو -أي عرابي- فيقول في مذكراته: "والله الذي لا إله إلا هو فالق الحب وبارئ النسمة أنّي ما خدمت بذلك دولة إنكلترا ولا فرنسا ولا كنت آلة لدولة ما". فالله أعلم.( مذكرات الزعيم أحمد عرابي، ص 61).

ز - حركة عرابي إحدى ثمار فكر الأفغاني
سبق معنا أن الأفغاني قدم مصر بدعوة من الوزير رياض باشا، الذي كان ( من أصل يهودي)، وكان ميالاً إلى الإنجليز والأجانب، رغم أنه دخل في الإسلام، والله أعلم بإسلامه، يقول الصحافي والكاتب المشهور أديب اسحق -وهو أحد تلاميذ جمال الدين الأفغاني- تحت عنوان رياض باشا ما يأتي: هو من بيت الوزان، من يهود مصر الأذكياء، أقيم جده على وزانة النقود، فأظهر الإسلام، وتبعه بنوه من بعده ". ( دعوة الأفغاني في ميزان الإسلام، مصطفى غزال، ص 157).

* يقول أبو رية: " اتخذ السيد جمال الدين طوال حياته لتحقيق غاياته: وسائل الثورة السياسية ". (دعوة الأفغاني في ميزان الإسلام، مصطفى غزال، ص 370).

*ويقول أنور الجندي: "آمن جمال الدين بأن الثورة السياسية هي الوسيلة المثلى لتحقيق دعوته". (دعوة الأفغاني في ميزان الإسلام، مصطفى غزال، ص 371).

* " كانت ثورة عرابي من تحريضه". (دعوة الأفغاني في ميزان الإسلام، مصطفى غزال، ص 371).
* " اتفق المؤرخون على أن بذور الثورة في مصر قد وضعها جمال الدين (الأفغاني) قبل أن يُطرد من البلاد ". (التحفة الندية في الفتنة العرابية، أحمد سعيد نونو، ص 66).

* " أوعز جمال الدين إلى تلاميذه إنشاء الصحف". (المرجع السابق، ص 67).

* "لم تكن فكرة تدخل الشعب في السياسة واعتراضهم على الحكام موجودة في مصر حتى دخول الأفغاني مصر. وفي هذه الفكرة مفاسد كثيرة، بل هي أصل من أصول إفساد الشعوب والبلاد.. وإثارة الشعوب على حكامها تؤدي إلى ثورات وإراقة دماء وفتن جاء الإسلام بالقضاء عليها ووأدها ". ( المرجع السابق، 132 ).

* " تحوّل الفكر المصري في آخر عهد إسماعيل ، وكثر الحديث عن الظلم والظالمين، والحقوق، والحد من سلطة الحاكم، والدستور، وبدأت الصحف في نشر معايب الحكومة؛ فظهرت أفكار لم تكن موجودة من قبل ذلك في مصر". ( المرجع السابق، ص 133).

ح - دور الإنجليزي بلنت في تحريض عرابي
* "كان من أشد الناس تفانيًا في مصالح الإنجليز، رغم أنه يتظاهر بصداقته للشرق المتمثل بالشعوب التابعة لتركيا، وبعدائه للحكومات البريطانية، بل كان أحيانًا يتظاهر بالدفاع عن قضايا الشعوب الشرقية، ويقف بجانبهم، كما وقف بجانب عرابي ودافع عنه بعد أسره، كان هذا نوعًا من الدهاء والحنكة الإنجليزية". ( دعوة الأفغاني في ميزان الإسلام، مصطفى غزال، ص 123).

* " وهو واضع كتاب (مستقبل الإسلام) الذي يدعو فيه إلى هدم الخلافة الإسلامية، بنقلها من السلاطين العثمانيين إلى العرب الضعفاء، ويدعو إلى الاعتماد على الإنجليز في إقامة خلافة إسلامية قوية" ( دعوة الأفغاني في ميزان الإسلام، مصطفى غزال، ص 124).

* "كان على صلة بزعماء الثورة العرابية التي انتهت باحتلال مصر من قبل قومه". ( دعوة الأفغاني في ميزان الإسلام، مصطفى غزال، ص 124).

* "بلنت شجّع عرابي على الثورة، وهو يعلم أنّه ضعيف لا يستطيع الوقوف أمام جيوش الاحتلال، وهو الذي زين لعرابي الحكم الجمهوري". ( دعوة الأفغاني في ميزان الإسلام، مصطفى غزال، ص 124).

* "بلنت أودى بصاحبه عرابي وثورته وبلاده إلى الهاوية، ومع ذلك لم يفطن عرابي لخطره، بل بقي على صداقته له بعد ذلك". ( دعوة الأفغاني في ميزان الإسلام، مصطفى غزال، ص 124).

ط - دور القنصل الفرنسي في تحريض عرابي على الثورة
* " أرسل إلى عرابي كتابًا يمدحه فيه على ثباته، ويشجعه على عدم المبالاة بالحكومة "!!( مصر المجاهدة..، عبد الرحمن الرافعي، 34).

ي - الذرائع التي تعلق بها الإنجليز والفرنسيون للضغط على مصر
* "بدأت الدولتان التحرش بالحكومة بافتعال سلسلة من الأزمات التي تضع العراقيل في طريق تقدم سير الأمور، فلم يكد مجلس شورى النواب يجتمع في 26 ديسمبر 1881 حتى طلب المراقبان الإنجليزيان عدم تعرضه للميزانية؛ لأنها من اختصاصهما" ( عبد الله النديم..، د علي الحديدي، 169).

* "سوغت الدولتان هذا العمل العدواني بأن الغرض منه حماية رعاياها من الأخطار التي يستهدفون لها".( مصر المجاهدة..، عبد الرحمن الرافعي، 81).

* "كانت الأسباب الظاهرية التي تذرعت إنجلترا بها لإرسال سفنها الحربية هي حماية الأجانب في مصر". (الثورة العرابية وأثرها..، محمد المرشدي، ص 54).

* "ولم يكن ثمة خطر ولا خوف من هذه الناحية، وإنما هي حجة مصطنعة ووسيلة باطلة تستر الغرض الحقيقي، وهو خلق الذرائع للتدخل المسلح في شئون مصر ".(مصر المجاهدة..، عبد الرحمن الرافعي، 81).

* " كان من أهم أسباب الاحتلال إذ ذاك عسر المالية وتدخل الأجانب في أمور البلاد، واستئثارهم بها على عهد الوزارة المختلطة في آخر مدة إسماعيل باشا، واشتداد وطأتهم وطموح أبصارهم إلى ما أوجب استحكام الضغائن في صدور الجهادية واستيائهم من الأجانب بسبب قطع مرتباتهم ".( كشف الستار، أحمد عرابي، ص 125).

* "ظهر استعانة الإنجليز بالأجانب على ذلك النحو في تدبير مذبحة الإسكندرية". ( الثورة العرابية وأثرها..، محمد المرشدي، ص 52 ).

* "وقد وجدت كل من إنجلترا وفرنسا في الديون الكبيرة التي تورط فيها الخديو إسماعيل فرصة ذهبية للتدخل في شئون مصر الداخلية والسيطرة على اقتصادها". ( الثورة العرابية، محمد المرشدي، ص 50).

ك - تواطؤ الفرنسيين مع الإنجليز
* "انسحبت فرنسا من الميدان، وأمرت أميرال أسطولها بمغادرة الإسكندرية قبل الضرب، فبارحها مساء 10 يوليه سنة 1882، ومعنى ذلك أن الحكومة الفرنسية تركت إنجلترا تفعل ما تشاء وتعتدي ذلك الاعتداء الغشوم على المدينة فتدك حصونها وتهدم مبانيها وتحصد أرواح أهلها دون أن تبدي حراكًا، قابلت فرنسا هذا الاعتداء الوحشي بالجمود ". (مصر المجاهدة..، عبد الرحمن الرافعي، ص 123).

* "لم يكد الجيش الإنجليزي ينتصر على العرابيين في واقعة التل الكبير حتى بادر المسيو تيسو سفير فرنسا بلندن إلى مقابلة اللورد جرانفيل وزير خارجية انجلترا وهنأه باسم الحكومة الفرنسية على هذا الانتصار. وكان جواب جرانفيل على تهنئته: "إن واقعة التل الكبير هي انتصار أوربي، ولو انهزم الجيش الانجليزي لكان ذلك كارثة على كل الدول التي تحسب حسابًا للتعصب الإسلامي"".( مصر المجاهدة..، عبد الرحمن الرافعي، 124).

ل - الخيانة من أسباب هزيمة عرابي
* "إن العامل الجوهري في الهزيمة كان الخيانة". ( أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه، محمود الخفيف، ص 21-22).

* " كان للخيانة أثر كبير في إحداث هذه الهزيمة ". ( تاريخ العرب الحديث، زاهية قدورة، ص 365).

* "هدى شعراوي هي ابنة محمد باشا سلطان الذي كان يرافق جيش الاحتلال في زحفه على العاصمة، ويدعو الأمة إلى استقباله وعدم مقاومته، ويهيب بها إلى تقديم كل المساعدات المطلوبة له ". ( الحركات النسائية وصلتها بالاستعمار، ص 82 ).

*محمد سلطان "لعب دورًا هامًا في تدعيم موقف العناصر الخائنة ". ( الثورة العرابية، صلاح عيسى، ص 424).

* و"كان من أهم العوامل في إخفاقها وخذلانها". ( الأعلام الشرقية، زكي مجاهد، 1/161).

* "كان -أي سلطان باشا- أكبر مساعد للإنكليز على قومه بالرشوة مع أنه من أكبر الأغنياء". (تاريخ الأستاذ الإمام، رشيد رضا، 1/233).

* "إن سلطان باشا قد لعب دورًا هامًا في تدعيم موقف العناصر الخائنة". ( الثورة العرابية، صلاح عيسى، ص 424).

* "الرشوة اللعينة كانت تنساب في الظلام فتقتل بسمومها بعض الضباط؛ أمثال الخائن علي يوسف الذي أخلى الطريق للإنجليز عند التل الكبير". (موسوعة التاريخ الإسلامي، د أحمد شلبي، 5 / 474).

* "وقد لعبت الخيانة أقذر أدوارها في هذه الفترة من الحرب: فإن الأميرالاي علي يوسف خنفس أثرت الرشاوي الإنجليزية في نفسه الضعيفة، فجعل من نفسه جاسوسًا للإنجليز داخل صفوف الجيش المصري الباسل". (الثورة العرابية، محمد المرشدي، ص 83).

* "ويَذكر بلنت أن وزارتي الحرب والبحرية في إنجلترا قد عقدتا النية منذ أوائل السنة أن يكون الهجوم على مصر من ناحية قناة السويس، وأنه تقرر في أواسط يوليو أن تمهد السبل لذلك بالرشوة بين بدو الشرق". (الثورة العرابية، صلاح عيسى، ص 427).

م - انخداع عرابي بالفرنسي (دي ليسابس) من أهم أسباب الهزيمة
* "إن مجلسًا عسكريًا عقد في كفر الدوار أجمع فيه المجتمعون باستثناء عرابي وحده على عدم اعتبار رسالة دلسبس، ووجوب سد القناة". ( الثورة العرابية، صلاح عيسى، ص 457 ).

* "كان عرابي قد فكر ردم القناة كإجراء دفاعي، لكن (دي ليسابس) أكد له أن القناة لن تُستخدم في الهجوم على مصر، وأنه يضمن له ذلك، وقد أرسل له كتابًا في هذا الصدد "لا تحاول أية محاولة في سد قناتي، فإني هنا، فلا تخش شيئًا من هذه الناحية، فإنهم لن يستطيعوا إنزال جندي إنجليزي..". (تاريخ العرب الحديث، زاهية قدورة، ص 364).

* " انتقلت البوارج البريطانية تحت جنح الظلام إلى بور سيعد، ثم دخلت القناة، ومن منطقة القناة بدأت أعمالاً حربية انتهت بهزيمة عرابي". ( تاريخ العرب الحديث، زاهية قدورة، ص 364).

* " ولو سُدت قناة السويس في بداية القتال لامتنع الاتصال بين القوات الإنجليزية الآتية من البحر المتوسط والقوات الآتية من الهند، واستحال عليها الوصول إلى الإسماعيلية من طريق القناة، وفي هذه الحالة يضطر الجنرال ولسلي إلى المغامرة بجيشه في الصحراء الشرقية حيث لا ماء ولا كلأ، أو يهاجم مصر من طريق الدلتا فتعوق الترع والجسور زحفه وخاصة في أيام الفيضان (أغسطس-سبتمبر)، ولكن عرابي لم يستمع لنصيحة محمود فهمي وخشي عواقبها، وظن أن الإنجليز يحترمون حياد القناة فلا يتخذونها قاعدة للزحف، فكان هذا الخطأ أكبر عامل في إخفاق خطة الدفاع التي وضعها محمود فهمي، واكتفى عرابي بإقامة معسكر في التل الكبير على بعد نحو خمسين كيلو مترًا من الإسماعيلية، و110 كيلو مترات من القاهرة حشد فيه جانبًا من الجيش، ولكنه وزع معظم قواته في كفر الدوار وعلى سواحل البحر المتوسط، فكان الجنود السودانيون وهم من خيرة الجنود مرابطين في دمياط بقيادة عبد العال حلمي، ورابط في رشيد فيلق كبير، واستقر معظم الجيش بقيادة طلبة عصمت في كفر الدوار، ومع أن الإنجليز استعجلوا الحركات الفدائية في قناة السويس وكانت هذه الحركات نذيرًا كافيًا لعرابي بما اعتزموه من خرق حياد القناة، فإن عرابي أحجم عن العمل بنصيحة محمود فهمي في سدها ".( مصر المجاهدة..، عبد الرحمن الرافعي، ص 131 ).

* وقد قال القائد البريطاني (ولسلي) فيما بعد: (لو أن عرابي سد القناة كما كان ينوي أن يفعل، لكنا للآن لا نزال في البحر نحاصر مصر ". (تاريخ العرب الحديث، زاهية قدورة، ص 364).

* "وكان من أكبر أخطاء عرابي تردده في سد القناة، وانخداعه بالمؤامرة القذرة التي دبرها الإنجليز مع ديلسبس". (الثورة العرابية، محمد المرشدي، ص 80).

* "لقد خدع فرناند عرابي وخانه، وفُتحت القناة أمام الأساطيل لتحتل بورسعيد والإسماعيلية، ثم بدأت القوات بعد ذلك تتجه إلى القاهرة". (الأصول الفكرية لحركة المهدي السوداني، د عبد الودود شلبي، ص 129).

ن - من أسباب الهزيمة انفضاض الناس عن عرابي بسبب منشور السلطان
* "ظلت إنجلترا تضغط سياسيًا على السلطان حتى أصدر منشورًا بعصيان عرابي لسلطان المسلمين، وبشرعية اشتراك الجيش الإنجليزي في إخماد الثورة المصرية". ( عبد الله النديم..، د علي الحديدي، 236".

* "وأدت منشورات الخديو المرفقة بمنشور السلطان إلى ذهاب الحمية الدينية من النفوس، وجعلت الجنود يعتقدون أن من يموت في هذه الحرب ليس شهيدًا كما كانوا يظنون، بل يكون مأواه جنهم لأنه عاصٍ للسلطان خليفة الله في الأرض". (عبد الله النديم..، د علي الحديدي، 237).

*يقول عرابي: "نصحناهم بأن هذا المنشور مخالف لأحكام الدين الإسلامي؛ لأننا إنما نقاتل أعداء المسلمين الذين يريدون أن يستولوا على بلادنا الإسلامية". (الثورة العرابية، صلاح عيسى، ص 466).

ص - أيمان الإنجليز الكاذبة بعد الاحتلال
* "في مجلس العموم البريطاني، وفي 24 يوليو 1882، وفي أعقاب ضرب الإسكندرية: صرح جلادستون رئيس الوزراء البريطاني بأنه: ليس لبريطانيا العظمى مطامع في مصر، ولم ترسل الجنود لها إلا لإعادة الأمن فيها". ( تاريخ العرب المعاصر، د عبد العزيز نوار، ص161).

* " وأقسم جلادستون غير مرة بشرف بريطانيا! أنها لن تستمر في احتلال مصر، أقسم بذلك في مجلس العموم في 9 أغسطس 1882 قائلاً: إن الحكومة البريطانية لم تفكر في ضم مصر.. ". ( تاريخ العرب المعاصر، د عبد العزيز نوار، ص162).

* " منذ أن دخلت بريطانيا مصر محتلة لم تكن تفكر أبدًا في الانسحاب منها".( مجلة العربي، العدد 80).

ع - مفاسد الإنجليز في مصر بعد الاحتلال
* "منذ أن احتل الإنجليز مصر وهم يعملون على إضعافها بشتى الوسائل؛ تارة بمحاربة اللغة العربية، وأخرى بنشر الحركات الاجتماعية الهدامة، وثالثة بخلق الأحزاب السياسية التي تفرق الأمة..". ( الحركات النسائية وصلتها بالاستعمار، ص 71 ).
* "وأخذ الاحتلال.. يثبت أقدامه، ويدعم كيانه، فتسلط على الجيش بعد أن حله وأعاد تكوينه ضئيلا هزيلا أعزل، لا يتجاوز عدده ستة آلاف في قبضة سردار إنجليزي يعاونه نفر من كبار الضباط من بني جنسه. وأغلقت جميع مصانع الأسلحة.. الخ". (الاتجاهات الوطنية، محمد محمد حسين، 1 /160).

* ".. وافتتحت الخمارات في كل مكان، حتى تغلغلت إلى الريف وإلى أحياء العمال، وافتتحت دور البغاء المرخصة من الحكومة في كل العواصم، وتجرأ الناس على ارتكاب الموبقات، والجهر باسم الحرية الشخصية التي لم يفهموا منها إلا أن يحل الناس أنفسهم من كل قيد، ولا يُبالون دينًا ولا عرفًا ولا مصلحة". (الاتجاهات الوطنية..، محمد محمد حسين، 1 / 264).

* "فرض الاحتلال للتعليم المدني هدفًا ضيقًا لا يتجاوزه، وهو إعداد طبقة من الموظفين الحكوميين، على أن يكون ذلك في أضيق نطاق ممكن، وعلى أن تسيطر الثقافة الإنجليزية على مناهجه". (الاتجاهات السياسية والفكرية والاجتماعية في الأدب المعاصر، سالم قنيبر، ص 89).

* "شرع كبار رجال القانون الإنجليز يدرسون القوانين الجديدة التي يجب أن تطبق في مصر، وصبغ مصر بالصبغة الإنجليزية، ورفع شأن العامية للقضاء على العربية الفصحى، ورفع شأن الفرعونية التي غادرتها مصر منذ أكثر من ألف عام، وملئوا الوظائف بالموظفين الإنجليز، وجعلوا الوظائف الكتابية الصغرى في يد المصريين، وفرضوا على مصر اقتصاديات ارتبطت ماليًا وتجاريًا بالصناعات الإنجليزية، والبيوت التجارية البريطانية". ( تاريخ العرب المعاصر، د. عبد العزيز نوار، ص 189).

* "وكان مما فوجئ به -أي عبد الله النديم- عقب عودته موجة من الانحلال والفساد الخلقي في البلاد، فإفراط وجهرة في شرب الخمر لم يكن معهودًا من قبل، واستهتار الشاربين بنقد النقاد، وانتشار الخمارات انتشارًا كبيرًا في البلاد والقرى يبتز الأروام عن طريقها أموال الأهالي. وانحلال الأسرة بسبب الشراب، وتقليد النساء المصريات للأجنبيات في شرب الخمر، وانتشار الحشيش والمعاجين والمخدرات، والاحتفاء بمجالسها، ثم إساءة فهم معنى الحرية واستعمالها وسيلة للانهماك في الملذات والشهوات، ثم السقوط في تقليد المصري للأوربي تقليدًا أعمى..". (عبد الله النديم..، د علي الحديدي، 333).

* " وقد وصل التغيير إلى نساء المسلمين في عاداتهن وحياتهن الاجتماعية؛ حتى في زيهن، فكنّ قبل الاحتلال لا يعرفن إلا التستر والحجاب وعدم مخالطة الرجال وعدم الجلوس في مجالسهم، وتغطية المرأة لوجهها، وما تطور من ذلك إلى البرقع المعروف في الأجيال السابقة القريبة؛ فأصبحن يتزين بزينة الكافرات الفاسقات الأوربيات..". (التحفة الندية في الفتنة العرابية، أحمد سعيد نونو، ص 231).

ف - تعاون الاحتلال مع الطائفة العصرانية التي تُضعف روح مقاومته وتروج أفكاره
* "لقد كان الاستعمار حريصًا على صنع طبقة خاصة من المثقفين، عمل كرومر على إعدادها، ووعدها بأن تتعلم قيادة الأمة بعد خروج الإنجليز، ووفى لها". (عقبات في طريق النهظة، أنور الجندي، ص 59).

* "كرومر كان يعايش الصفوة المختارة من المصريين ويتحسس طريقه نحو اختيار أكثرهم صلاحية للمشاركة في الحكم". (سعد زغلول بين اليمين واليسار، ص 23).

*من جهود العصرانيين: "نذكر أصحاب الفضل على التمثيل من غير المحتلين، في مقدمتهم حكومة سعد زغلول التي عنيت بالتمثيل، وأجازت للممثلين فترة يمثلون فيها على مسرح الأوبرا ".( روز اليوسف سيرة وصحيفة، د ابراهيم عبده، ص 31-32).

* أرسل محمد عبده رسالة إلى شيخه الأفغاني يلخص فيه مهمتهم: "نحن الآن على سنتك القويمة: لا تقطع رأس الدين إلا بسيف الدين" (الأعمال المجهولة / محمد عبده، تحقيق: د علي شلش، ص 53).

دروس وعبر.. من احتلال الإنجليز لبلاد مصر

العبرة الأولى: أن أعداء الأمة الإسلامية من اليهود والنصارى وغيرهم لم ولن يفْترُوا عن محاربتها والكيد لها، ومحاولة تفريق شملها، وبث التنازع داخل صفوفها، وإيجاد الثغرات التي يتمكنون من الولوج من خلالها، واحتلال أراضيها، ونهب ثرواتها. قال تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ} [البقرة: 217].

العبرة الثانية: أنه ينبغي ألا تأمن الدولة المسلمة كيد عدوها لها، ومكره بها، بل تقدّر أسوأ الاحتمالات نتيجة لهذا الكيد والمكر، ولو كان احتلال أرضها، ولتكن كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} [النساء: 71] وكما قال: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]. فتُعدّ القوة اللازمة الرادعة للعدو من أسلحة متنوعة متعددة المصادر لردعه إذا ما فكر في الأمر السابق.

العبرة الثالثة: أن تحذر الدولة المسلمة من جواسيس أعدائها الذين يقدمون إليها على هيئات مختلفة -إما خبراء أو سياح أو باحثين..- وهم إنما يرصدون أحوالها تمهيدًا لما ينوون التخطيط له تجاهها؛ إما غزوًا ثقافيًّا أو عسكريًّا.

العبرة الرابعة: أن الأفكار العنصرية الجاهلية التي يقع فيها بعض المسلمين؛ من تعصب لجنس أو أرض، تؤدي إلى تفريق الدولة المسلمة وإضعافها؛ مما يسهل المهمة أمام العدو المتربص بها.

فلو لم تكن هناك فجوة عنصرية جاهلية بين الترك والعرب –مثلاً- لما استطاع الغرب تفتيت العالم الإسلامي، مستغلاً هذا الأمر في إذكاء نار الفرقة بين الطائفتين، فلتأخذ الدولة المسلمة على يد كل من يثير مثل هذه النعرات الجاهلية بين أبنائها؛ ولو كان على سبيل المزاح.

العبرة الخامسة: أن مخالفة أوامر الله بالركون إلى أعدائه من اليهود والنصارى والمنافقين وأهل البدع، وتوليتهم المناصب، وتقريبهم؛ يؤدي حتمًا بالبلد المسلم إلى الهاوية، وتسليمه للعدو -سياسيًّا أو فكريًّا- بأبخس الأثمان، كما حدث في مصر بجهود اليهود والنصارى الأرمن والمنافقين وغيرهم.
والله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا} [آل عمران: 118]، وكم في التاريخ من نماذج وأمثلة للخيانات التي قام بها الكفار والمنافقون لأمة الإسلام. فلتحرص الدولة المسلمة على عدم تقريب هؤلاء من السلطات المؤثرة، واتخاذهم بطانة؛ فإنهم سرعان ما ينقلبون عليها ساعة العسرة. ولا يبقى لها إلا أهل الإيمان، وأصحاب العقيدة السليمة.

العبرة السادسة: أن تبتعد الدولة المسلمة عن الإسراف وتبذير الأموال فيما لا ينفع العباد والبلاد؛ ممّا يؤدي بها إلى الاستدانة من أعدائها بفوائد ربوية تتراكم عليها، تكون نهايتها وقوع البلد في قبضتهم رويدًا رويدًا، ثم يبدأ الابتزاز والضغط عليها لتنصاع لأهوائهم في شتى المجالات.

فخير للبلد المسلم أن يبتعد عن الترف والإسراف والتعامل بالربا الذي عاقبته المحق والهلاك وتسلط الأعداء. قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31] وقال: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة: 276].

العبرة السابعة: إذا اضُطرت الدولة المسلمة إلى المال فليكن ذلك عن طريق التعاون مع أبنائها أو الدول المسلمة الأخرى عبر صناديق تعاونية مشتركة تحميها من الربا والاستدانة من أعدائها.

العبرة الثامنة: أن تنظر الدولة المسلمة في عاقبة أي مشروع ضخم يُقْترح عليها أو تقوم به، ومدى مصلحته للبلاد، وتوازن بين مصالحه ومفاسده، وتستشير الخبراء من أهل الأمانة.

العبرة التاسعة: أن تحد الدولة المسلمة من هجرة الأجانب (غير المسلمين) إليها؛ ممن يُكونون أرضية ممهدة لتدخل الأعداء، وفرض الامتيازات لهم.. إلخ. ولتتخذ الاحتياطات اللازمة حال الحاجة لبعضهم لتجنب شرورهم؛ كالتفريق بينهم ومراقبتهم.

العبرة العاشرة: أن تحذر الدولة المسلمة من الشخصيات المشبوهة التي تحل أرضها -سواءً ممن يدعون الإسلام أم من غيرهم- ويكون لها نشاط مريب في بث الأفكار المنحرفة بين شباب البلاد؛ مما يكون عاقبته شرًا؛ فإن معظم النار من مستصغر الشرر.

ولا تحتقر كيد الضعــيف فربما *** تموت الأفاعي من سموم العقارب
فقد هدّ قُدمًا عرش بلقيس هدهدٌ *** وخرّب فأرٌ قبل ذا سـدَ مأرب

العبرة الحادية عشرة: أن تعلم الدولة المسلمة أن ما يسمى بـ"الحرية الإعلامية" -سواء في الصحافة أم في غيرها- التي تجعل مسائل الشرع كلأً مباحًا لكل أحد، وتسمح بالجرأة على العلماء ورجال الدولة هي فكرة مخادعة ضارة بالبلاد؛ لأنها تؤدي إلى بث الاختلافات المتنوعة بين الناس وتغذية النـزاعات والخصومات، وشحن النفوس، وتهييجها وتحزيبها، وتمهد بتمزق البلاد فكريًّا قبل تمزقه سياسيًّا.

فلتحد الدولة المسلمة من هذه الحرية المزعومة التي يروج لها الأعداء بخُبث؛ لأنهم يعلمون ما يجنونه منها، ولتوجه وسائل إعلامها إلى ما ينفع الناس ويجمعهم على الحق الظاهر.

وخير ما تفعله الدولة في وسائل إعلامها: تقليل برامج ومقالات الرأي التي تؤدي إلى ما سبق بيانه، والاستغناء عنها بالمقالات العلمية النافعة (سواء في الطب أو الحاسب أو الهندسة أو الفيزياء... الخ)، وبعث ذوي العقول والنوابغ الموجودين لديها بدلا من عبث أهل الرأي وخوضهم بالباطل.

العبرة الثانية عشرة: أن تتيقن الدولة المسلمة أن أعداء الإسلام (يهودًا ونصارى ومنافقين وغيرهم) سيقفون صفًّا واحدًا أمامها وقت الفتن والأزمات -مهما اختلفوا فيما بينهم- كما قال تعالى: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا} [الحشر: 14]، وقد رأينا كيف غضّت فرنسا الطرف عن احتلال الإنجليز لمصر رغم عداوتهما الظاهرة -ولكن الكفر ملة واحدة-، وكما فعل "ديلسبس" الفرنسي عندما غدر بعرابي في حادثة سد القناة.

العبرة الثالثة عشرة: أن أعداء الإسلام يفتعلون الأحداث، ويستغلون الذرائع -مهما كانت صغيرة- ليتدخلوا في شئون الدولة المسلمة، ولو أدى ذلك إلى احتلالها، ومن هذه الذرائع: حماية الرعايا الأجانب، أو ضمان حقوق الأقليات، أو ضمان حقوق المرأة، وهكذا..

العبرة الرابعة عشرة: أن الأعداء يحرصون جدًّا -تجاه الدولة المسلمة التي يريدون الضغط عليها أو التحرش بها- على أن ينشروا بين أبنائها -بواسطة عملائهم- فكرين خبيثين هما: فكر التهييج والثورة، وفكر العصرنة والتمييع.
فبالفكر الأول تُتاح لهم فرصة التدخل في شئون الدولة المسلمة.
وبالفكر الثاني: يضمنوا مسخ عقول أبناء المسلمين وترويضهم نفسيًا لقبول التغريب.
فعلى سبيل المثال: من يشكك في مبدأ الولاء والبراء، كيف يُرجى منه أن لا يتعاون مع الكافر أو يتخذه أخًا يحقق له مصالحه ولو على حساب دينه وبلده، وهو قد أزال الحاجز الإيماني الذي يصونه عن ذلك؟!
فلتحرص الدولة المسلمة على اجتثاث هذين الفكرين الخبيثين قبل أن يتغلغلا في عقول بعض أبنائها ممن يكونون سلاحًا بيد عدوها ضدها.
ويكون ذلك بالحزم مع من يحمل أيًا منهما، وعدم تصديرهم في وسائل الإعلام والتأثير، فإن التهاون في مثل هذه الأمر -تحت أي مسوغ- قد يُكلف الكثير لاحقًا.

أرى خلل الرماد وميض نار *** ويوشك أن يـكون لها ضرام
فإن لم يُطفها عقلاء قـوم *** يكون وقــودها جثث وهام
فإن النار بالعودين تذكى *** وإن الحــرب أولهـا كـلام

العبرة الخامسة عشرة: أن الأعداء يفرحون كثيرًا بتلقي أبناء المسلمين العلوم عندهم، لا سيّما أبناء الذوات ممن هم مهيئون لتولّي المناصب المهمة إذا ما عادوا إلى بلادهم؛ لأنها تعلم أنهم سيتأثرون -عرضًا أو قصدًا- بثقافتها، وسيكونون خير ناقل لها إلى بلاد المسلمين؛ كما رأينا ذلك واضحًا في حياة سعيد باشا والخديو إسماعيل اللذين تربيا في بلاد الغرب، ثم أرادا محاكاتها لما توليا الحكم.

فلتحرص الدولة المسلمة على أن يكون تلقّي أبنائها للعلوم داخل أرضها؛ دون حاجة إلى البعثات الدراسية الخارجية إلا في حالة اضطرارية محدودة ؛كما في التخصصات الدنيوية النادرة مثلاً، مع تحصين المبتعث ضد الأفكار الغربية الضارة.

العبرة السادسة عشرة: أن الأعداء لن يعدموا أن يجدوا من المسلمين أفرادًا مغفلين أو طامحين يخدمونهم من حيث لا يشعرون، ممن يصدق فيهم قول الشاعر:

إذا لم يكن للمرء في دولة امرئ *** نصيب ولاحظٌ تمـنى زوالـها

ولو كان ذلك على حساب دينهم وبلدهم -كما فعل عرابي في مصر- وسيلجأ الأعداء للاتصال بهم، والاهتمام بقضيتهم، وتشجيعهم على المضي في معارضة الدولة المسلمة تحت مسمى "الإصلاح" وهدفهم من هذا كله ليس حبًا في هؤلاء الإصلاحيين –زعموا- إنما ضربهم بالدولة المسلمة، لتفريق أهلها، وزرع الفتن والشقاق بين الراعي والرعية؛ حتى يلجأ كلٌ منهم -خاضعًا مطيعًا- إلى العدو لحمايته من الآخر!! وقد تقع البلاد بعدها –لا قدر الله- في احتلال أجنبي بغيض بعد أن استغل هذا النـزاع والتفرق –كما حدث في مصر- حيث لجأ الخديو توفيق للإنجليز في الوقت الذي كانوا فيه يُهيجون عرابي ومن معه عليه!
فلتأخذ الدولة المسلمة على أيدي هؤلاء المعارضين الطامحين أو المغفلين من مدعي الإصلاح قبل أن يتعاظم شرهم فيوقعوا بلاد الإسلام فيما لا تُحمد عقباه؛ كما قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [إبراهيم: 28]. وقال: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} [النمل: 48].

وجرمٌ جرّه سفـهاء قوم *** فحل بغير صاحبه العقاب

العبرة السابعة عشرة: أن تبادر الدولة المسلمة بالإصلاح الحقيقي النافع القائم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قبل أن تجد غيرها قد سبقها إلى طرح إصلاح مزعوم لا يُرضي الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم. بل يُرضي أعداء الإسلام الذين ينفخون فيه وفي أهله لمآربهم -كما سبق-.
والإصلاح الحقيقي هو الذي يكون غايته وهدفه الأول تعبيد الناس لرب العالمين وتحقيق التوحيد؛ عن طريق كل ما يساهم في ذلك من وسائل؛ كالاهتمام بأمر العقيدة والدعوة إليها، وإزالة ما يُخالفها.

وهو الإصلاح الذي ينشر الفضيلة بين المسلمين، ويدعم أسبابها ومنافذها. ويُحارب الرذيلة ويُضيق على أهلها.

وهو الإصلاح الذي ينشر العدل بين الناس، ويباعد بين الدولة المسلمة وبين ظلم الرعية، فيؤمّن احتياجات المسلمين، ويوفّر لهم أسباب العيش الكريم دون أن يحوجهم إلى الآخرين. عن طريق إقامة المشاريع النافعة التي تتبناها الدولة؛ كإقامة المجمعات السكنية لذوي الدخل المحدود، وتشغيل العاطلين، وإعطاء العاملين والموظفين الرواتب المجزية التي تتناسب مع حال المعيشة...إلخ

وهو الإصلاح الذي يحقق للمرأة المسلمة بيئة العلم النافع، والعمل الكريم -إذا احتاجت إليه- بعيدًا عن كل ما يخالف شرع الله.

وهو الإصلاح الذي ينهض بالبلاد –دنيويًا- في مجالات التقنية والصناعة والزراعة.. وغيرها؛ عن طريق تشجيع العقول والنوابغ، وتسهيل أمورهم، وإعطائهم الثقة، ووضعهم في المكان المناسب، وتنفيذ مخترعاتهم وأفكارهم.. الخ.

العبرة الثامنة عشرة: أن تعلم الدولة المسلمة أن خير منجى لها من مكر الأعداء وفتنهم هو الاعتصام بالكتاب والسنة، والثبات على دين الله، وعدم المساومة أو التنازل عنه ولو بالقليل. قال تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل عمران: 120]. وقال محذرًا من مداهنة الأعداء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ} [آل عمران: 149].