تآلف القلوب..
مرسل: الخميس يوليو 18, 2013 11:22 pm
لمن قرأ سورة الأنفال الكريمة, أو سيقرؤها قريباً خلال شهر القرآن هذا.. فإن ببعض التدبر والتأمل لمعاني بعض الآيات في السورة، سيكتشف أموراً غاية في الروعة.. ومن تلك، آية كريمة يتحدث الله عز وجل فيها عن مسألة تآلف القلوب، التي قد تبدو سهلة التنفيذ نظرياً، لكنها غاية في الصعوبة عملياً ما لم يكن هناك تدخل وعناية إلهية بها، وضرب الله عز وجل لنا مثلاً في ذلك ما حصل بين المهاجرين والأنصار.
تحدث سبحانه في سورة الأنفال عن القلوب، وكيف يمكن أن تتآلف: (وألّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألّف بينهم إنه عزيز حكيم). ذكر سبحانه أن تأليف القلوب ليس بالأمر السهل أو الهين، والذي قد يقلل من شأنه كثيرون في أيامنا هذه، وفي اعتقادهم أن تأليف القلوب يمكن تحقيقه بالمال أو ما شابه.
لقد كانت العداوة بين الأوس والخزرج من الأنصار قبل الإسلام شديدة وضارية، بل إن تلك الجاهليات ظهرت بينهم بعد الإسلام, وحضرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بينهم، فلقد كانت حرباً جديدة على وشك أن تقع بينهم، تُرفع فيها السيوف، وكان يمكن أن تُسال دماء كثيرة وتزهق أنفس عديدة، لمجرد أن يهودياً بغيضاً ذكّر الأوس ببعض العداوات وضغائن القلوب التي ما زالت عالقة في الأذهان وكامنة في النفوس ضد الخزرج، فثار هؤلاء وهؤلاء, لكن لحسن حظ الطرفين أن الأمر وصل فوراً إلى حضرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي ذهب من فوره وأطفأ شرارة نار عظيمة أرادها ذاك اليهودي البغيض أن تشتعل.
الله سبحانه هو الذي تكفل بتأليف قلوب أولئك القوم، الذين نصروا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فكان أفضل جزاء دنيوي لهم على تلك النصرة هو ذاك التآلف الذي أكرمهم الله به، حيث انتهت وتوقفت إسالة الدماء ودموع الأحزان، التي كانت ساخنة بينهم في الجاهلية، قبل أن يكرمهم الله بمجيء المهاجرين إلى يثرب وعلى رأسهم حضرة الرسول الكريم عليه وأصحابه أفضل الصلوات وأزكى التسليم.
يقول ابن عباس رضي الله عنهما: إن الرحم لتُقْطَع، وإن النعمة لتُكْفَر، وإن الله إذا قارب بين القلوب لم يزحزحها شيء، ثم قرأ: (لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم).. وطبيعي أن الآية لا تقتصر على الأنصار فقط، بل على كل القلوب البشرية من بعد الأنصار، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وظني أن شهر القرآن هذا عامل مساعد على من يرغب في تأليف قلوب متباغضة أو متخاصمة لأي سبب دنيوي زائل، من بعد أن تطيب وتتحسن النيات وتكون خالصة لوجه الله، ومن ثم طلب العون منه سبحانه، الذي القلوب بين يديه، يقلبها كيفما شاء
عبدالله العمادي
تحدث سبحانه في سورة الأنفال عن القلوب، وكيف يمكن أن تتآلف: (وألّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألّف بينهم إنه عزيز حكيم). ذكر سبحانه أن تأليف القلوب ليس بالأمر السهل أو الهين، والذي قد يقلل من شأنه كثيرون في أيامنا هذه، وفي اعتقادهم أن تأليف القلوب يمكن تحقيقه بالمال أو ما شابه.
لقد كانت العداوة بين الأوس والخزرج من الأنصار قبل الإسلام شديدة وضارية، بل إن تلك الجاهليات ظهرت بينهم بعد الإسلام, وحضرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بينهم، فلقد كانت حرباً جديدة على وشك أن تقع بينهم، تُرفع فيها السيوف، وكان يمكن أن تُسال دماء كثيرة وتزهق أنفس عديدة، لمجرد أن يهودياً بغيضاً ذكّر الأوس ببعض العداوات وضغائن القلوب التي ما زالت عالقة في الأذهان وكامنة في النفوس ضد الخزرج، فثار هؤلاء وهؤلاء, لكن لحسن حظ الطرفين أن الأمر وصل فوراً إلى حضرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي ذهب من فوره وأطفأ شرارة نار عظيمة أرادها ذاك اليهودي البغيض أن تشتعل.
الله سبحانه هو الذي تكفل بتأليف قلوب أولئك القوم، الذين نصروا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فكان أفضل جزاء دنيوي لهم على تلك النصرة هو ذاك التآلف الذي أكرمهم الله به، حيث انتهت وتوقفت إسالة الدماء ودموع الأحزان، التي كانت ساخنة بينهم في الجاهلية، قبل أن يكرمهم الله بمجيء المهاجرين إلى يثرب وعلى رأسهم حضرة الرسول الكريم عليه وأصحابه أفضل الصلوات وأزكى التسليم.
يقول ابن عباس رضي الله عنهما: إن الرحم لتُقْطَع، وإن النعمة لتُكْفَر، وإن الله إذا قارب بين القلوب لم يزحزحها شيء، ثم قرأ: (لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم).. وطبيعي أن الآية لا تقتصر على الأنصار فقط، بل على كل القلوب البشرية من بعد الأنصار، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وظني أن شهر القرآن هذا عامل مساعد على من يرغب في تأليف قلوب متباغضة أو متخاصمة لأي سبب دنيوي زائل، من بعد أن تطيب وتتحسن النيات وتكون خالصة لوجه الله، ومن ثم طلب العون منه سبحانه، الذي القلوب بين يديه، يقلبها كيفما شاء
عبدالله العمادي