- الجمعة يوليو 19, 2013 1:20 pm
#63877
العرب والغرب .. نسخة قديمة للتشيع..! – ماهر سليمان العيسى
أحد أهم مآزق الدولة الصفوية التي نشأت كانشقاق وند للدولة العثمانية عام ( 1501 م ) أنها احتاجت لكل أدوات السلطة المعروفة وعلى رأسها الحاجز والسور العقائدي الذي يميزها ونختلف به عن محيطها فيحميها. فعمدت إلى استدعاء رجال دين شيعة من جبل عامل في بلاد الشام (لبنان) لنشر المذهب الإثني عشري بمواجهة حركات التصوف واسعة النطاق آنذاك، والذي يشكل القاعدة الدينية للدولة العثمانية. كان إسماعيل الصفوي (المؤسس) بهذا الإجراء يريد قطع كل الصلات مع الأستانة ومرجعيتها. ولكن المعضلة كانت كيف يمكن أن يحتال على مفهوم (الانتظار السلبي) لدى الشيعة الإثني عشريين، فمجرد قيام الدولة يعني انقلابا على أهم أسس النظرية الأمامية ،و سيعد واستلابا واغتصابا محرماً لدور الإمام المعصوم (المهدي المنتظر الغائب) الذي لا تتم إلا بوجوده وبأمره إقامة الدولة (العادلة) . اجتهد عندها بعض علماء السلطان وبرروا الأمر ، لكن دون إنتاج نظرية للدولة وآلية إنتاج الشرعية فيها.
وبقي الأمر بين شد وجذب بين فقهائهم حتى اختطاف الخميني بمعونة رجال الدين لثورة الشعب الإيراني عام 1979 فأسقط ونهائياً هذا المفهوم وهذه النظرية ( الانتظار السلبي)، وأحل محله نظرية (نائب الإمام الغائب). فأتى هذا الإجراء على هوى بعض حركات الإسلام السياسي السنية التي رأته وصفة سحرية، وأن هذه الوصفة كان بتأثير بعض رواد جماعات الإسلام السياسي وأهمهم الشيخ حسن البنا بالتأكيد، ولكن هذه الحركات لم ترى في ما فعله الخميني إلا استكمال لفعالية ” الأمة الإسلامية “..و أن هذه الأمة ليست شعوباً ودول تحيا في هذا العصر .. ! ولهذا وجب استثماره والاستفادة منه. فدعموا هذا التوجه متجاهلين الملامح المذهبية الواضحة، وآليات استخدمها، وضرورة هذا الاستخدام لإنجاز مشروع قومي بنكهة مذهبية لتفرضه على المنطقة والعالم كانت واضحة منذ البداية..!
الإيرانيون الآن كما يبدو ذهبوا بعيداً عن ” الانتظار السلبي ” إلى ” الهجوم السلبي “. وعلى أطراف الأمة نفسها.؟! بل يريد البعض منهم إنتاج الواقع الذي يعتقد أنه لا بد منه لظهور ( المنتظر ) وكيف؟ بإهراق دماء الأمة نفسها ..!
عموماً .. قصور النظر الاستراتيجي سمة أساسية في جميع الحركات السياسية العربية وقد يكون علامة فارقة مميزة لها. ولكن أن يكون هذا الأمر أيضاً على المستوى الرسمي العربي والغربي أيضاً بكل ما يحتويه الغرب من مراكز للبحوث والدراسات الاستراتيجية ؟. لهو أمر ملفت وغير منطقي.!
لا يمكن لأحد أن يدعي أن النظام العربي الرسمي والغرب تركوا إيران (الهجوم السلبي) تسرح وتمرح في المنطقة والعالم، ولكن ما دامت المواجهات بينهما جولات وسجال، فكيف يمكن تبرير أنهم سمحوا أو سيسمحون لإيران بأن تفوز أو حتى تتقدم عليهم في الجولة السورية ؟!!.. بل وحتى أن يكون لها موطئ قدم؟.
كيف يمكن للنظام الرسمي العربي وبشكل خاص الخليجي منه أن يرى ويسمع ما تفعله إيران في سورية والمنطقة بما يهدد أمنه مباشرة ويكتفي فعلياً هو والغرب (بالانتظار السلبي) أو شبه السلبي؟!.
هل يختلف عاقلان، على أن السوريين حملوا السلاح دفاعاً عن أنفسهم وعن بلادهم أولاً .. ولكنهم موضوعياً وجدوا أنفسهم أيضاً يدافعون عن (الأمة ) إياها..؟
وهل يمكن تصديق أن كل هذه المصالح المهددة .. بالمشروع الإيراني .. ليست أهم من مصلحة إسرائيل؟.
السؤال الأخير ..
هل سيتشيع الجميع بمن فيهم بعض السوريين، على طريقة النسخة القديمة من (الانتظار)؟!.
أحد أهم مآزق الدولة الصفوية التي نشأت كانشقاق وند للدولة العثمانية عام ( 1501 م ) أنها احتاجت لكل أدوات السلطة المعروفة وعلى رأسها الحاجز والسور العقائدي الذي يميزها ونختلف به عن محيطها فيحميها. فعمدت إلى استدعاء رجال دين شيعة من جبل عامل في بلاد الشام (لبنان) لنشر المذهب الإثني عشري بمواجهة حركات التصوف واسعة النطاق آنذاك، والذي يشكل القاعدة الدينية للدولة العثمانية. كان إسماعيل الصفوي (المؤسس) بهذا الإجراء يريد قطع كل الصلات مع الأستانة ومرجعيتها. ولكن المعضلة كانت كيف يمكن أن يحتال على مفهوم (الانتظار السلبي) لدى الشيعة الإثني عشريين، فمجرد قيام الدولة يعني انقلابا على أهم أسس النظرية الأمامية ،و سيعد واستلابا واغتصابا محرماً لدور الإمام المعصوم (المهدي المنتظر الغائب) الذي لا تتم إلا بوجوده وبأمره إقامة الدولة (العادلة) . اجتهد عندها بعض علماء السلطان وبرروا الأمر ، لكن دون إنتاج نظرية للدولة وآلية إنتاج الشرعية فيها.
وبقي الأمر بين شد وجذب بين فقهائهم حتى اختطاف الخميني بمعونة رجال الدين لثورة الشعب الإيراني عام 1979 فأسقط ونهائياً هذا المفهوم وهذه النظرية ( الانتظار السلبي)، وأحل محله نظرية (نائب الإمام الغائب). فأتى هذا الإجراء على هوى بعض حركات الإسلام السياسي السنية التي رأته وصفة سحرية، وأن هذه الوصفة كان بتأثير بعض رواد جماعات الإسلام السياسي وأهمهم الشيخ حسن البنا بالتأكيد، ولكن هذه الحركات لم ترى في ما فعله الخميني إلا استكمال لفعالية ” الأمة الإسلامية “..و أن هذه الأمة ليست شعوباً ودول تحيا في هذا العصر .. ! ولهذا وجب استثماره والاستفادة منه. فدعموا هذا التوجه متجاهلين الملامح المذهبية الواضحة، وآليات استخدمها، وضرورة هذا الاستخدام لإنجاز مشروع قومي بنكهة مذهبية لتفرضه على المنطقة والعالم كانت واضحة منذ البداية..!
الإيرانيون الآن كما يبدو ذهبوا بعيداً عن ” الانتظار السلبي ” إلى ” الهجوم السلبي “. وعلى أطراف الأمة نفسها.؟! بل يريد البعض منهم إنتاج الواقع الذي يعتقد أنه لا بد منه لظهور ( المنتظر ) وكيف؟ بإهراق دماء الأمة نفسها ..!
عموماً .. قصور النظر الاستراتيجي سمة أساسية في جميع الحركات السياسية العربية وقد يكون علامة فارقة مميزة لها. ولكن أن يكون هذا الأمر أيضاً على المستوى الرسمي العربي والغربي أيضاً بكل ما يحتويه الغرب من مراكز للبحوث والدراسات الاستراتيجية ؟. لهو أمر ملفت وغير منطقي.!
لا يمكن لأحد أن يدعي أن النظام العربي الرسمي والغرب تركوا إيران (الهجوم السلبي) تسرح وتمرح في المنطقة والعالم، ولكن ما دامت المواجهات بينهما جولات وسجال، فكيف يمكن تبرير أنهم سمحوا أو سيسمحون لإيران بأن تفوز أو حتى تتقدم عليهم في الجولة السورية ؟!!.. بل وحتى أن يكون لها موطئ قدم؟.
كيف يمكن للنظام الرسمي العربي وبشكل خاص الخليجي منه أن يرى ويسمع ما تفعله إيران في سورية والمنطقة بما يهدد أمنه مباشرة ويكتفي فعلياً هو والغرب (بالانتظار السلبي) أو شبه السلبي؟!.
هل يختلف عاقلان، على أن السوريين حملوا السلاح دفاعاً عن أنفسهم وعن بلادهم أولاً .. ولكنهم موضوعياً وجدوا أنفسهم أيضاً يدافعون عن (الأمة ) إياها..؟
وهل يمكن تصديق أن كل هذه المصالح المهددة .. بالمشروع الإيراني .. ليست أهم من مصلحة إسرائيل؟.
السؤال الأخير ..
هل سيتشيع الجميع بمن فيهم بعض السوريين، على طريقة النسخة القديمة من (الانتظار)؟!.