صفحة 1 من 1

الانتداب الفرنسي على سورية ولبنان

مرسل: الاثنين يوليو 22, 2013 12:05 am
بواسطة فارس الحسين 2013
الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان (بالفرنسية: Mandat français pour Syrie et le Liban) ويعرف أيضًا باسم الانتداب الفرنسي على سوريا أو الاستعمار الفرنسي؛ هو الحالة التي شكلت النظام الأعلى للسياسة والمجتمع في سوريا منذ أن هزمت القوات السورية الضعيفة التسليح والعدد في معركة ميسلون يوم 24 تموز/يوليو 1920 مدافعة عن المملكة السورية العربية، وحتى تمام جلاء القوات الفرنسية عن كامل التراب السوري يوم 17 نيسان/أبريل 1946، وهو ما غدا اليوم الوطني السوري؛ وقد أقرت عصبة الأمم الانتداب رسميًا عام 1922.


خريطة تظهر سورية تحت الانتداب الفرنسي وتقسيمها على يد الفرنسيين إلى عدة كيانات
يمكن تقسيم الانتداب إلى عدة مراحل تاريخية، بدءًا من تقسيم البلاد عام 1920 وإخضاعها للحكم المباشر، إلى الوحدة بين دمشق وحلب في الدولة السورية عام 1925، ثم تمخّض الثورة السورية الكبرى عن انتخابات الجمعية التأسيسية التي وضعت دستور 1930 الذي أعلنت بموجبه الجمهورية السورية الأولى. أما الإضراب الستيني فقد أفضى أواخر عهد محمد علي العابد إلى وحدة البلاد ومعاهدة الاستقلال، غير أن فصل لواء إسكندرون واحتجاجات 1939 وكذلك الحرب العالمية الثانية أدت إلى توقيف العمل بالدستور وإعادة البلاد للحكم المباشر. خضعت البلاد لحكومة فيشي حتى 1941 حين سيطر عليها الحلفاء، وأعلن شارل ديغول استقلالها وإعادة العمل بالدستور. بعد الحرب العالمية الثانية أدت انتفاضة الاستقلال إلى تحقيق جلاء الفرنسيين الكامل.
كان المفوض الفرنسي السامي يقيم في بيروت وله صلاحيات مطلقة في التشريع والتعيين، وكذلك وجد موظفون فرنسيون في الوزارات والدوائر الحكومية بوصفهم "مستشارين"، وأما المحاكم فكانت مختلطة من قضاة سوريين وفرنسيين. بعد إقرار الدستور تقلصت صلاحيات المفوض الفرنسي، غير أنه لم يعتمد الدستور وينشره إلا بعد أن أضاف مادة تنصّ على "تقييد العمل بأي مادة تخالف صك الانتداب". كانت الفرنسية تعتبر لغة رسمية إلى جانب العربية، وقد ترك الفرنسيون آثارهم على التنظيم الإداري والعسكري السوري، الذي تأثر لاحقًا خلال عهد الجمهورية الثانية بالتنظيم السوفياتي؛ كما تركوا آثارًا واضحة في تخطيط المدن السورية وتنظيمها.

التقسيم[عدل]

أراد الجنرال غورو تأديب السوريين على تصديهم لفرنسا في معركة ميسلون فأعلن في عام 1920 تقسيم سورية على أساس طائفي إلى ست دويلات مستقلة هي التالية:
دولة دمشق (1920)
دولة حلب (1920)
دولة العلويين (1920)
دولة لبنان الكبير (1920)
دولة جبل الدروز (1921)
لواء الاسكندرون المستقل (1921)
وأعطيت الأقاليم السورية الشمالية لتركيا الأتاتوركية خلال معاهدة أنقرة وترسيم الحدود بين القوة الاستعمارية وتركيا.

الاتحاد السوري[عدل]

كانت هذه الدويلات في بادئ الأمر مستقلة تماماً ولكل منها علم وعاصمة وحكومة وبرلمان وعيد وطني وطوابع مالية وبريدية خاصة، وبسبب الرفض الشعبي للتقسيم فقد كان الجميع متفقين على القومية السورية وعدم الاعتراف به قامت فرنسا في عام 1922 بإنشاء اتحاد فدرالي فضفاض بين ثلاث من هذه الدويلات (دمشق وحلب والعلويين) تحت اسم "الاتحاد السوري"، واتخذ علم لهذا الاتحاد كان عبارة عن شريط عرضي أبيض يتوسط خلفية خضراء.
وفي الشهر الأخير من عام 1924 قرر الفرنسيون إلغاء الاتحاد السوري وتوحيد دولتي دمشق وحلب في دولة واحدة هي دولة سورية، وأما دولة العلويين فقد فصلت مجدداً وعادت دولة مستقلة بعاصمتها في اللاذقية.
الثورة السورية الكبرى[عدل]

 مقالة مفصلة: الثورة السورية الكبرى
في منطقة حوران بقيادة زعيم حوران الشيخ إسماعيل باشا بن إبراهيم الحريري الرفاعي شيخ مشايخ حوران والشيخ زعل بيك بن شحادة الرفاعي من زعماء الثورة في حوران. وامتدت الثورة إلى دمشق ولبنان واللاذقية، وبعد هذا بقليل في عام 1925 قامت في السويداء جبل الدروز الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش،مع العلم ان سلطان باشا الأطرش تم تسيده لدعم الثورة من الطائفة الدرزية. تم ذلك بعد عدة سنين من محاربة ضد الفرنسين.
أرادت فرنسا الرد على السوريين فأوعزت إلى البرلمان الحلبي (وكان جلّ أعضائه من الموالين لها) بالانعقاد وإعلان الانفصال عن دمشق. ولكن الوطنيين في حلب بقيادة إبراهيم هنانو ثاروا بقوة وأحبطوا المشروع الفرنسي بعد أن أقاموا الاحتجاجات والتظاهرات وقاموا بقطع الطرق المؤدية إلى البرلمان يوم التصويت لمنع أعضائه من الوصول والتصويت على قرارهم المتوقع.
إعلان الجمهورية السورية[عدل]

وفي عام 1930 تم اتخاذ دستور جديد لسورية وإعلانها باسم "الجمهورية السورية"، واتخذ علم جديد كان عبارة عن ثلاثة أشرطة عرضية (من الأعلى للأسفل: أخضر، أبيض، أسود) وتتوسطه ثلاثة نجوم حمراء ترمز إلى المحافظات الثلاث (دمشق وحلب ودير الزور).
وفي عام 1936، تم توقيع معاهدة الاستقلال مع فرنسا لتوحيد كافة الأقاليم السورية بما في ذلك دولتي اللاذقية وجبل الدروز. ولكن فرنسا رفضت انضمام إقليم جبل لبنان لهذه الدولة الموحدة بسبب معارضة الموارنة أصدقاء فرنسا والمؤيدين بشدة للانفصال. أما المسلمون في لبنان فقد كان موقفهم واضحا ضد التقسيم منذ البداية وقاموا بالاحتجاج والعصيان متمسكين بانتمائهم للوطن الأم (سورية) ولم يقبلوا بفكرة الدولة اللبنانية حتى الأربعينات بعد أن قبل رياض الصلح بها مقابل تنازل الموارنة عن فكرة الحماية الفرنسية وقبول مبدأ الانتماء العربي للبنان. إضافة إلى جبل لبنان، اقتطعت أربعة أقضية (بيروت وطرابلس والبقاع وصيدا) أخرى من سورية وألحقت بلبنان الذي صار يسمى بلبنان الكبير، وتغير فيما بعد إلى الجمهورية اللبنانية.
دولة لبنان الكبير[عدل]



علم اقليم لبنان الكبير في زمن الانتداب الفرنسي
دولة لبنان الكبير هو اسم الإقليم الذي كونته فرنسا مبشرة بلبنان الحديث، وفي ذلك الوقت كانت لبنان وسورية تحت حكم الانتداب الفرنسي. أقيمت دولة لبنان الكبير في الفترة ما بين 1 سبتمبر 1920 وحتى 23 مايو 1926، ورغم قصر عمر تلك الدولة فقد شكلت أهمية كبرى ومعاصرة في تاريخ لبنان.
و في سبتمبر من عام 1920 أعلنت فرنسا إنشاء دولة لبنان الكبير معلنة بيروت عاصمة لها وتمثل علم الدولة في دمج علمي فرنسا ولبنان معاً.