منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمشكلات السياسية الدولية
#63968
المصدر: السياسة الدولية بقلم: مصطفى الفقى

العلاقات الهندية الصينية أهمية خاصة فى ترتيب المسائل الجوهرية للعلاقات الدولية فى آسيا على اعتبار أن الدولتين تمثلان قوتين هامتين فى جنوب وشرق القارة، ويكفى أن نتذكر أن المناطق الواقعة بينهما معروفة تاريخيا تحت اسم (الهند الصينية) تسليما بالتداخل بين الحضارتين القديمتين والتأثير المتبادل بينهما ثقافيا وسياسيا فى تلك المناطق التى عرفت نوعا من التزاوج بين تعاليم بودا الذى انطلق من الهند ووصايا كونفوشيوس فيلسوف الصين فإذا أنظرنا إلى العلاقات السياسية بين العملاقين الآسيوين فى القرون الثلاثة الأخير لوجدنا أنها قد جاءت فى إطار العلاقات بين بريطانيا والصين بينما كانت منطقة الحدود الهندية الصينية مركز للاهتمام المتبادل بين بريطانيا وروسيا لأهميتها الاستراتيجية للدولتين القوتين المتنافستين لعدة قرون فى وسط وجنوب آسيا وعند استقلال الهند فى 1947 أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين الوطنية فى العام نفسه وحين قامت جمهورية الصين الشعبية فى أول أكتوبر 1949 اعترفت بها الهند بعد ثلاثة شهور من قيامها ويمكن التمييز بين فترات ثلاثة فى تاريخ علاقات البلدين:
1- احتلت مسألة تخطيط الحدود بين الدولتين أهمية كبرى فى تحديد مسار العلاقات بينهما فقد أعطت حكومة الصين الشعبية اهتماما مبكرا لإقليم البتت فتحركت القوات الصينية صوب أراضى التبت فى 25 أكتوبر 1950 حتى توقيع اتفاق من سبع عشرة نقطة بين الصين الشعبية والتبت فى 23 مايو 1951 أعطت الأخيرة بمقتضاه للأولى حق الإشراف على سياستها الخارجية وجدير بالذكر أن مسألة الحدود بين الصين والهند ذات أبعاد تاريخية طويلة كان أخرها خط الحدود الذى رسمته بريطانيا فى 1914 بالتفاوض بينها وبين السلطات المحلية فى التبت من وراء ظهر الحكومة المركزية فى بكين حينذاك حيث أملت بريطانيا على ممثل التبت خط الحدود المسمى (خط مكماهون) فى اتفاقية سملا للحدود الهندية التبتية وهو خط الحدود القائم حاليا فى القطاع الشرقى بين الهند والصين والذى رفضته الأخيرة فى خيبه بل أن بريطانيا ذاتها لن تجرؤ على تدوين (خط مكماهون) فى الطبعة النسوية لدائرة المعارف البريطانية إلا فى عام 1928 والملاحظ حاليا أن هناك ثلاث قطاعات رئيسية للحدود بين الهند والصين وهى الشرقى والأوسط الغربى وتتركز الدعاوى التاريخية للصين فى القطاع الشرقى بينما تتركز الدعاوى التاريخية للهند فى القطاع الغربى حيث لا يمثل القطاع الأوسط للحدود المباشرة بين البلدين مشكلة ذات بال
2- مرت العلاقات الهندية الصينية بفترة حرجة انتهت بتوقيع اتفاق النقاط الخمس (البنشاشيللا) للتعايش السلمى بين البلدين متضمنا تسوية مسألة التبت وقبول الهند للوضع القائم بها وزار شواين لاى الهند لأول مرة فى 25 يونيو 1954 كما زار نهرو الصين الشعبية فى 18 أكتوبر 1954 وشاركت الدولتان فى أعمال مؤتمر باندونج التى بدأت فى 18 إبريل 1955 كما قام شواين لاى بزيارة ثانية للهند ولمدة تسعة أيام بدأت فى 28 نوفمبر 1956 كما عرفت مناطق الحدود بين البلدين فترة هادئة استمرت قرابة ثلاث سنوات إلى أن قامت الدوريات الصينية على حدود الدولتين فى 20 أكتوبر 1959 بقتل تسعة جنود وأسر عشرة آخرين من حرس الحدود الهنود عند ممر كونجا Kongk Pass فكانت بداية للمرحلة من التوتر على حدود البلدين والترقب الحذر لمستقبل الأحداث بينهما حتى بدأ الهجوم الصينى المكثف على الحدود الهندية بين البلدين فى 20 أكتوبر 1962 حتى قبلت الصين وقف إطلاق النار من الجانبين بعد أن حققت بعض المكاسب الإقليمية فى الأراضى الهندية وحسمت بالعمل العسكرى مسألة إقليم التبت التى فرضها الدلاى لاما صاحب الزعامتين الروحية والسياسية للشعب التبتى ولجأ إلى الأراضى الهندية، وقد حاولت مجموعة الدول غير المنحازة أن تمارس دورا إيجابيا لحسم النزاع بين دولتين من مجموعة باندونج فاجتمع ممثلو ست دول غير منحازة من بينهم مصر بكولمبو فى 12 ديسمبر 1962 لجمع طرفى النزاع على مائدة مؤتمرهم ولتسوية الخلاف
3- انتهت الحرب بنصر عسكرى نسبى للصين حتى أن حرب 1962 تعد بحق الهزيمة العسكرية والسياسية الوحيدة فى تاريخ الهند المستقلة بل أن خصوم نهرو يعتبرونها الخطأ الذى لا يغتفر فى حياته السياسية كلها والذين عرفوه عن قرب يدركون أن نهرو بعد حرب الصين 1962 قد اصبح غيره قبلها وقد أدت الحرب إلى قطيعة دبلوماسية بين نيودلهى وبكين لسنوات مارست خلالها ظاهرة الاستقطاب الدولى فى الستينات وأوائل السبعينات دورا مؤثرا فى شكل العلاقات الدولية الآسيوية حتى بدأت التحولات الجذرية فى الخريطة السياسية للقارة مع بداية الفترة التمهيدية لتطبيع العلاقات الصينية الأمريكية منذ إدارة الرئيس نيكسون الأمر الذى انعكس على العلاقات الثنائية بين دول المنطقة كما أن الخلاف الصينى السوفيتى بجذوره القومية ومظاهره الأيديولوجية قد أدى إلى تقارب اكثر بين موسكو ونيودلهى إلى أن شهدت المنطقة فى السنوات الأخيرة إرهاصات متبادلة لتحسين العلاقات بين الهند والصين كان أولها مشاركة الفريق الصينى فى مسابقات التنس الدولية فى كلكتا من 6 إلى 11 فبراير 1975 ثم أعلنت الهند عن إرسال سفير لها فى بكين لأول مرة بعد الحرب وذلك فى 15 إبريل 1976 كما حضر وزير خارجية الهند الاحتفال بالعيد القومى الصينى فى نيويورك يوم أول أكتوبر 1977وتبادلت الدولتان بعد ذلك الوفود التجارية والدبلوماسية على امتداد السنوات الخمس الماضية آفاق جديدة: درجت العسكرية الهندية التقليدية على اعتبار أن طريق الغزوات الأجنبية إلى الهند يأتى من حدودها الشمالية الغربية على اعتبار أن سلاسل الجبال الشاهقة الارتفاع فى الشمال الشرقى تصنعه حدودا طبيعية منيعة تفضل الهند عن وسط آسيا وإقليم التبت ولكن التحولات الاستراتيجية المعاصرة جعلت ذلك مجرد مفهوم تاريخى فقط وهو ما يجعل لمسألة التبت أهمية خاصة لأمن حدود الهند الشمالية والشرقية وذلك يفسر بالطبع مدى التعاطف الهندى مع الدلاى لا ما بعد الجوئه إليها حيث تبنت الحكومات الهندية المتعاقبة قضية لاجئ التبت طوال الستينات وأيضا فى السبعينات ولكن بدرجة اقل إذ أن حرارة القضية قد خفت دوليا بعد تطبيع العلاقات الصينية الأمريكية مع مطلع العقد الماضى ولقد مارست القوتان الأعظم دورا محدودا بالنسبة لأمال التبتيين تركز أساسا على علاقة كل من القوتين بالصين الشعبية فحين كانت علاقات الولايات المتحدة بها معدومة ابدى الأمريكيون تعاطفا خلال الخمسينات والستينات مع الدلاى لاما ومؤيديه ولكن بعد التحولات الجذرية فى علاقات واشنطن بكين تحول الموقف الأمريكى تجاه التبت ليصبح مجردا استخدام سياسى لأحد الأسلحة الدبلوماسية فى المنطقة لا اكثر، أما بالنسبة للاتحاد السوفيتى فانه قد تجاهل مسألة التبت تماما خلال الخمسينات حين كانت علاقاته مع الصين لا تزال طيبة والحقيقة أن الاتحاد السوفيتى كان يمهد فقط فى تلك الفترة أن يحصل على موافقة ضمنية من كل من الولايات المتحدة والصين الشعبية بالوضع فى جمهورية منغوليا الشعبية كدولة مستقلة ذات سيادة على حدوده الجنوبية وفى سبيل ذلك قبل الاتحاد السوفيتى أن يصم آذانه عن مطالب أهل تركستان والتبت، بل أن أصدقاء الاتحاد السوفيتى من الساسة الهنود قد أيدوا الصين فى موقفها بالتبت، وانتقدوا أية محاولة هندية حكومية لتنظيم القوى المتعاطفة مع الدلاى لا ما وشعب التبت ونشير هنا إلى بعض التطورات التى عكست نفسها على علاقات بكين نيودلهى والتى تبدو كأمثلة لمجريات الأمور بينهما:
1- نشرت صحيفة التايمزاوف انديا يوم20 مايو 1979 أن اللاجئين التبتيين الذين أرادوا العودة إلى التبت مؤخرا قد فوجئوا بإصرار السلطات الصينية على ما عملتهم كمواطنين صينيين باعتبارهم ينتمون إلى أرض تعتبر صينية حاليا وتمثل مشكلة هؤلاء اللاجئين عبثا يقع على عاتق الدول المجاورة إذ انه فضلا عن 80 آلف لاجئ فى الهند وحدها فان مملكة بوتان الصغيرة فى جبال الهملايا الشرقية تجار دائما بالشكوى منهم وخصوصا الآلاف الأربع الباقية ممن لم يقبلوا جنسية بوتان حين عرضت عليهم وبقوا مصدرا لإزعاج الملك البوتانى وحكومته حتى صرح فى 2 نوفمبر 1979 بأنه قد تم إبعاد 92 من هؤلاء اللاجئين التبتيين عن أراضى المملكة وهو لا ينسى دورهم فى التبت وزوجة والده ملك بوتان الراحل وهى تبتيه الأصل 2 ظهر مقال فى المجلة الهندية المصور الأسبوعى فى منتصف أكتوبر 1979 تحت عنوان الغلاف (هل نسينا التبت) وفيه يحتج الكاتب على التسليم الهندى بحقوق تاريخية للصين فى التبت ويحمل الرئيس الهندى الراحل نهرو وسفيره فى بكين خلال الخمسينات البروفسيور (بانيكار) مسئولية هذا التسلم الذى يعتمد فقط على السوابق التاريخية للسياسة البريطانية تجاه التبت واعتبارها حيازة صينية للحيلولة بدون نفوذ روسيا القيصرية فى التبت قد أوحد حدث حدودا طويلة مشتركة لها مع الهند على امتداد الشمال الشرقى لشبه القارة الهندية
3- قدمت الحكومة الصينية مبادرة لحل مشكلة الحدود مع الهند فى 21 يونيو 1980، حيث صرح نائب رئيس وزراء الصين لمراسل صحفى هندى فى بكين أن بلاده تدعو إلى حل مسألة الحدود مع الهند فى (صفقة واحدة) بحيث تتخلى الدولتان عن المطالبات التاريخية لكل منهما فى إقليم الأخرى مع الاعتراف بخط الحدود القائم حاليا، وذكر مسئول صينى تعقيبا على ذلك بان الاقتراح الذى قدمه نائب رئيس وزراء بلاده يمثل نصيحة كبيرة من الصين حيث أن لها مطالب فى أراضى هندية فى الولايات المتحدة الشرقية تصل مساحتها إلى 90 آلف كيلو متر مربع بينما لا تزيد المساحات التى تقع تحت سيطرة الصين وتطالب بها الهند فى القطاع الغربى للحدود عن 25 آلف كيلو متر مربع وجدير بالذكر هنا أن الأوساط الهندية المعنية تردد دائما أن للصين أطماعها فى الولايات الهندية الشرقية بل أن الهنود لا ينسرب الخريطة الرسمية التى أصدرتها الحكومة الصينية فى منتصف الخمسينيات معتبرة الولايات الشرقية الهندية جزءا لا يتجزأ من الأقاليم الصينية كما أن هناك مشكلة أخرى تقلق الهنود وهى مجموعة الطرق التى أنشأتها الصين فى المدة من 1951 إلى 1956 خصوصا على حدودها الغربية مع الهند إلى جانب الطريق الذى افتتح مؤخرا لربط بين المناطق الصينية ولباكستانية وهو طريق Karakuam وتبدو الأهمية الحقيقية لتلك الطرق من أنها طرق ذات طابع يتصل بالاستراتيجية العسكرية بالدرجة الأولى ومن ذلك تأتى مخاوف الهنود وجدير بالذكر أن المبادرة الصينية ليست جديدة ولكنها ترجع إلى سنوات ما قبل حرب الحدود فى 1962 فقد بعث شواين لاى برسالة إلى نهرو فى عام 1959 ذكره فيها بان الحدود الهندية الصينية لم يتم تخطيطها رسميا عبر التاريخ واقترح فى رسالة أن يقبل الطرفان الأمر الواقع بحيث تسلم الهند بسيادة الصين المطلقة فى منطقة اسكاى شين فرد نهرو برسالة ذكر فيها للرئيس الصينى أن هناك دلائل كافية لدى الهند لإثبات حدودها مع الصين الشعبية، كما كرر شواينلاى نفس العرض الصينى أثناء زيارته الرسمية للهند فى عام 1960 ولكن الزعيم الهندى رفضها لأنه كان قد بنى سياسته فى تلك الفترة على التشدد مع الصين ولم يشأ أن يتراجع فى تصريحاته الحادة بهذا الخصوص كما انه كان هناك تيار معارضة قوى فى البرلمان الهندى ضد الصين فى ذلك الوقت، وجدير بالذكر أن الصين قد كررت نفس المبادرة لوزير خارجية AB Vajpayee أثناء زيارته لبكين فى فبراير 1979 خلال حكم الجاناتا فى الهند وهو نفسه الذى أجاب على سؤال فى البرلمان الهندى يوم 20 يوليو 1978 مقررا بان الهند لن تدخل حربا أو تسعى لاستخدام القوة فى حل مشكلات الحدود مع الصين الشعبية وان الهند لديها من الصبر الطويل ما يجعلها تنتظر حتى ترى ثمار الصداقة الهندية الصينية، كما أن مسز غاندى قد قررت نفس المعنى فى خطب عديدة منذ عودتها إلى السلطة فى يناير 1980 وبعثت بوكيل الخارجية الهندية كونسالنس إلى بكين فى عدة جولات من التفاوض لتطبيع العلاقات بين الدولتين أدلى (وانج بنج) رئيس لجنة العلاقات الخارجية الصينية فى أواخر يونيو 1980 بحديث متشدد لمراسل صحيفة (دكريننت) العسكرية الهندية فى بكين حيث ذكر أن هناك وثائق تاريخية جديدة تتعارض مع الموقف الهندى الذى يعتمد على أن اتفاقية (سملا) 1914 هى التى اتخذت خط (مكماهون) كخط الحدود التقليدى فى القطاع الشرقى ب الصين والهند وأضاف أن (مكماهون) الذى كان ممثل لبريطانيا فى مؤتمر (سملا) قدم مجرد اقتراح بخط الحدود المشير إليه ولكن الحكومة البريطانية قد اختلفت وثائق فيما بعد تقول أن خط (مكماهون) قد تقرر فى مؤتمر (سملا) بينما الحقيقة انه كان مجرد اقتراح من الجانب البريطانى ثم المح المسئول الصينى إلى حرب 1962 مع الهند وكيف أن القوات الصينية قد عبرت خط (مكماهون) ثم انسحبت بعد ذلك بإرادتها وأضاف أن الطرفين يمكنهما تسوية مسألة الحدود بينهما بالواقعية وختم حديثه قائلا أن الحكومة الهندية واصلت التمسك بمطالبها فى القطاعين الشرقى والغربى للحدود فان مسألة الحدود لن تجل أبدا طلب مبعوث هندى فى زيارته للصين عام 1980 (وكيل الخارجية كونسالنس) من حكومة بكين إصدار بيان رسمى تعلن فيه إنها لا تساعد المتمردين وذوى النزعات الانفصالية فى الولايات الهندية الشرقية فكان رد الجانب الصينى أن مساعدتهم لبعض العناصر فى الولايات الهندية الشرقية هى تاريخ قد انتهى منذ سنوات وأنهم يسعون لإيجاد روح جديدة لبناء التفاهم وتنمية العلاقات بين البلدين وان الصين تطالب تنحية مسألة الحدود جانبا بحيث لا تعوق مسيرة العلاقات بين البلدين كما ذكر نائب رئيس الوزراء الصينى للمبعوث الهندى أن 1700 مليون (مجموع تعداد الصين والهند) يمكنهم أن يلعبوا دورا هاما فى استقرار آسيا وسلام العالم كله الخلاصة: أن العلاقات الهندية الصينية لا تقف عند مجرد قضية الحدود والخلاف المزمن حولها ولكنها تتجاوز ذلك إلى أبعاد أخرى تنبع من اختلاف المصالح القومية بين العملاقين الآسيويين ولعل موقف الدولتين من مشكلة كمبوشيا تعبير عن هذه الحقيقة فاعتراف حكومة مسز غاندى بنظام سامرين فضلا عن ردود فعلية لدى دول مجموعة الآسيان يمثل درجة خلاف أساس مع السياسة الصينية المؤيدة لائتلاف الأمير نوردم سيهانوك كما أن التأييد الدائم من جانب الهند للسياسة الفيتنامية فى إطار الصداقة التقليدية بين نيودلهى وموسكو أمر يثير حذر وترقب حكومة بكين وجدير بالذكر أن مسألة التبت لا تمثل فى حد ذاتها قضية أساسية بالنسبة للهند ولكنها تبدو فى غاية الأهمية حيث، تأتى فى إطار العلاقات الحساسة بين الهند والصين، وقد استقبلت العاصمة الهندية مؤخرا الزعيم الروحى للتبت الدلاى ما بعد جولة له فى الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية وتحدث الزعيم التبتى فى لقاء مفتوح وسط حفاوة هندية واضحة ولكنه قصر حديثه على الجانب الروحى لزعامته دون الدخول فى أية موضوعات ذات طابع سياسى، وقد حدث فى أوائل ديسمبر 1982 وأثناء الحفل الختامى للدورة الآسيوية التاسعة للألعاب الرياضية فى نيودلهى أن مر أمام المشاهدين من ضيوف الدورة وفى حضور رئيسة الوزراء انديرا غاندى فرقة رقص شعبى لإحدى الولايات الهندية الشرقية الصغيرة التى تطلب بها الصين فاحتجت بكين رسميا على تمثيل تلك الولايات واعتبارها هندية مما أدى إلى إلغاء الهند كرد فعل لذلك زيارة وفد برلمان هندى إلى الصين كان من المقرر إتمامها فى الأسبوع الأول من ديسمبر الماضى ويحسن أن نسجل هنا الملاحظات الآتية:
أ‌- تسعى الصين إلى تنمية التفاهم مع الهند الخلق نوع من التوازن فى العلاقات المضطردة بين دلهى وموسكو كما أن الصين تسعى إلى عدم التورط فى مشكلات جنوب آسيا بشكل مباشر وترى أن تطبيع العلاقات مع الهند يخدم هذا الهدف
ب‌- ترغب الهند من جانبها أيضا فى إيجاد صيغة التوازن التى تعتبر من تقاليد الدبلوماسية الهندية فى علاقاتها مع القوى الكبرى فى العالم كما أن ظروف الهند الداخلية خصوصا موقفها فى الولايات الشرقية وظهور عدد من النزاعات الانفصالية بها يدفعها إلى تحسين العلاقات مع الصين ولو بشكل مؤقت ت‌ يتابع السوفيت بترقب الاتصالات الدبلوماسية بين بكين ونيودلهى وحدث أن حضر بعض أعضاء السفارة السوفيتية فى نيودلهى جلسة البرلمان الهندى التى أدلى فيها وزير الخارجية (راو) بأول رد فعل رسمى للمبادرة الصينية وذلك فى يوليو 1980 وقامت دبلوماسية سوفيتية بتدوين مناقشات الجلسة من مقاعد الزوار فلفت بعض النواب وموظفى المجلس نظرها إلى أن ذلك يتعارض مع تقاليد البرلمان وموظفى المجلس نظرها إلى أن ذلك يتعارض مع تقاليد البرلمان الهندى نشرت الصحف الهندية تفاصيل ما حدث فى اليوم التالى .