صفحة 1 من 1

قطر.. من الماء إلى السماء

مرسل: الاثنين يوليو 22, 2013 11:49 pm
بواسطة احمد الحربي20
نعم قطر من دانة في الماء إلى نجمة في أعالي السماء، فعندما تجد نفسك أنك تتصفح التاريخ فإنه قد يصل إلى مسامعك أو تقرأ بعينيك أنه مشوه في بعض أجزائه أو بعض من أحداثه، ولا يمكن لك أن تتأكد من ذلك لفارق الزمن الكبير أو لأنه سيأخذ من وقتك الشيء الكثير في البحث عن حقائق تلك الوقائع، ولربما أيضاً وقعت في تشوهات وشبهات أخرى ليختلط عليك من جديد الحابل بالنابل، وأما ما تجده حقيقة ماثلة أمام عينيك وواقعاً ملموساً دون تحريف أو تزييف أو حتى تدخلات في تغييره أو طوله وعرضه وتشكله هو ما تشاهده وتلامسه وتشعر بوجوده في دولة قطر (دار التميمي) وتطورها في كل اتجاه وفي جميع المجالات ومن البناء إلى الفضاء.
ولأن المستقبل وجد أرضاً خصبة فحضر بوجوده وثقله على أرض قطر فاحتضنته ليجده كل من هو عليها أمامه وتجاهه أينما ذهب لا يكلف نفسه عناء البحث عنه وهذا من الندرة بمكان، والأندر منه أن يرتبط زمان حمد وزمان تميم ببعضهما دون عقدة تفصلهما، ليلغي المستقبل بدوره كل من يحاول أن يسعى للوصول إليه أو حتى يطمح فيه ليقطع الطريق عنه وليكون حصرياً في قطر لوحدها دون غيرها.
والبعض من الشعوب قد تقيس تقدمها بإنتاجها وبمخرجاتها إلا أن قطر قد تخطت حدود الصحراء وحواجز زمن العناء فعبرتها في طريقها ومسيرتها بمراحل عديدة لتترك غيرها خلفها في معترك الحياة أكون أو لا أكون.
ومن الطبيعي جداً أنك تجد معظم الدول تتسابق لراحة مواطنيها وتيسير جميع سبل الراحة والعيش الكريم وبلا شك أن هذا العمل قد يتخلله النقص والتقصير وإهمال للكثير من الأمور الهامة والمهمة.
أما ما هو غير طبيعي وقلما أن تسمع مثله من قبل في الجمال والكمال أن تجد دولة قد أغدقت على مواطنيها كل سبل الراحة والأمن والأمان ورغد العيش والرفاهية وإثبات الذات والوجود والتطلع والفكر والعلم والمعرفة والأدب والتسابق في جميع مجالات الحياة ليس فقط حصلوا عليه بل تلبسوا به وألبسوه غيرهم، وهذا الإنجاز يسجل لزعماء قطر ليكون نبراساً وعنواناً للتميز والإبداع والإتقان وعنواناً لصفحات تاريخنا المعاصر اليوم، بل إنه يسطر في أولى وأعلى صفحاته بماء الذهب، وهو كسر لكل ما هو مستحيل قد يصعب على الإنسان تصوره ووقوعه لتختلف بذلك قطر عن كثير من الدول التي فشلت في تقديم أبسط الحقوق لمواطنيها لتسجل تلك الدول أسوأ ما يُكتب عنها بأنها عنواناً للحرمان!
ومن حسن حظي أني كنت متواجداً في قطر الخير وقطر البناء وقطر الإنسان حينما ترجل والد الجميع الوالد القائد حمد لابنه تميم عظيم الهامة والقامة والهمة والعزم، ولأنها رسالة سامية وراقية أدرك الوالد بفطنته ودهائه أهميتها وفسح الطريق لتجديد الدماء وإكمال مسيرة الدولة الشابة الفتية، حيث كان الانتقال من خلالها سهلاً وسلسلاً ويسيراً وسلمياً رغم ضخامة الحدث وقوة تحوله، وتم التسليم من زعيم لزعيم دون تسجيل أدنى أي اعتراض من أي طرف أو جهة أو حتى فوضى خلاقة!
ولعل البعض قد يتصور في مخيلته أن هذا الانتقال قد سبقه منشورات أو إعلانات بمنع المظاهرات والتظاهرات أو مسيرات تجوب الشوارع وتكسير للمحلات بل كان خالياً من أية مظاهر من مظاهر الشغب والصخب لقد باشرت هذا بعيني وأنا أتجول بشوارعها وهذا يدل دلالة واضحة على الرضا التام من قبل الخاص والعام، وهذا أكبر دليل على اهتمام الوالد القائد حمد ومن بعده ابنه تميم يحفظهما الله على بناء الإنسان بموازاة بناء الحضارة المدنية، بينما في المقابل وفي نفس الزمان وتغير المكان هناك أجزاء من العالم تعيش على وقع انقلابات سلمية وأخرى عسكرية مما يجعلها تدخل في أُتون حروب أهلية تكون نتيجتها تمزقات في مجتمعاتها إلى أحزاب وشيع وطوائف ولعل هذا الافتراق يدل على عدم الرضا والتخلخل التام في تركيبة تلك الشعوب غير المستقرة على الدوام.
الترابط الحميمي القوي ما بين القيادة والشعب القطري هو درس تقدمه قطر للعالم بطبق من ذهب ليتبين من خلاله لهم الفرق بين الثرى والثريا في الإدارة والقيادة والبناء وحسن التصرف والتدبير والإحساس بالمسؤولية والشعور الحسن تجاه المواطن والوطن.
في قطر لا يتوقف التاريخ عن التسجيل لأحداث تاريخية لم تكن مسبوقة من قبل وإنجازاتٍ تعانق بهاماتها هامات السحب، وهي تتحدث عن نفسها ويتحدث الغير بها، فهذا عهد مضى وعهد آخر يسجله الزمن، عهد قادم لا يقل قيمة ووزناً وأهمية عن سابقه، عهد ريادة وثقة ثابتة بهمة الشباب وقيادة بشموخها وهيبتها تخترق الفتن، ليسلم لها عدوها قبل صديقها شهادة تفوق وإنجاز واجتياز لاختبار جميع الظروف والأحوال بكل اقتدار وجدارة وفن.

خالد صالح الصغير