- الجمعة سبتمبر 27, 2013 1:38 pm
#64205
جوسون أو تشوسون (من يوليو 1392 إلى أكتوبر 1897), دولة كورية أسسها إي سونغ غي واستمرت قرابة الخمسة قرون. تأسست مملكة جوسون بعد الإطاحة بمملكة غوريو وعاصمتها كايسونغ , في وقت مبكر من تاريخ المملكة تم إعادة تسمية كوريا ونقل العاصمة إلى المدينة التي تعرف في عصرنا باسم سول. تم توسيع الحدود الشمالية للمملكة حتى وصلت إلى نهر يالو (يعرف باسم أمنوك) ونهر تومين عبر إخضاع الجورشن. تعتبر جوسون آخر مملكة في التاريخ الكوري, وأطول مملكة حكمت بالتعاليم الكونفوشيوسية .
أثناء عصر جوسون , عززت الملكية المطلقة في كوريا , ورسخت المثل الكونفوشيوسية ومبادئها في المجتمع الكوري, كما استوردت وكيفت الثقافة الصينية لتصبح في أوجها, مثل: الثقافة الكورية الكلاسيكية والتجارة والعلوم والأدب والتكنولوجيا. وعلى العموم, كانت المملكة ضعيفة للغاية في أواخر القرن السادس عشر وبدايات القرن السابع عشر, بسبب الغزوات من جارتيها اليابان وتشينغ التي سيطرت على أجزاء من شبه الجزيرة, مما أدى بصورة متزايدة إلى سياسة انعزالية صارمة حتى أصبحت جوسون تعرف باسم مملكة الراهب (لانعزالها الشديد). بعد نهاية الغزوات من منشوريا, شهدت جوسون فترة سلام بلغت مئتي عام.
ومع ذلك , ومهما كانت القوة التي استعادتها المملكة أثناء عزلتها فإنها تضاءلت بقرب نهاية القرن الثامن عشر. واجهت جوسون العديد من الضغوط الخارجية والتمردات الداخلية وأخذت تضعف بشكل سريع حتى سقطت في نهايات القرن التاسع عشر.
تركت مملكة جوسون تراثاً عظيما في كوريا مثل: الأدبيات الكورية الحديثة , والأعراف الثقافية , واللغة الكورية هانغل ولهجاتها التي نشأت من نمط التفكير التقليدي الذي نشأ في تلك الفترة .
التأسيس :
الملك تايجوأنشأ وانغ جيون مملكة كوريو عام 918 ولكن في أواخر القرن الرابع عشر تداعت المملكة , وانهارت مؤسسات الدولة بسبب سنوات من الحرب والاحتلال من قبل إمبراطورية المغول . في أعقاب ارتفاع نجم أسرة مينغ بقيادة تشو يوانتشانغ انقسم الديوان الملكي إلى فصيلين متنافسين : مجموعة يتزعمها الجنرال يي (تدعم أسرة مينغ) , وأخرى بقيادة منافسه تشوي يونغ (تدعم أسرة يوان). عندما وصل مرسول مينغ إلى كوريو في عام 1388 (في السنة الرابعة عشر من حكم الملك يو) للمطالبة بإعادة نسبة كبيرة من أراضي مملكة كوريو الشمالية , استغل الجنرال تشوي هذه الفرصة ولعب بمشاعرهم ثم أنشب جدالاً ليتمكن من غزو جزيرة لياودونغ (بادعاء كوريو أنها الخلف لمملكة كوغوريو جعلها تضع استعادة أراضي منشوريا مبدأً أساسياً لسياستها الخارجية).
وجه الجنرال يي قواته من نهر يالو إلى العاصمة مباشرة , واستطاع هزيمة القوات الموالية للملك (بقيادة الجنرال تشوي) , وخلع الملك قسراً لكنه لم يستولي على العرش. بدلاً من ذلك نصب ابن الملك يو , الملك تشانغ على العرش , ولكنه نفذ فيهما حكم الإعدام بعد الفشل في إعادة العاهل السابق. أصبح الجنرال يي بلا منازع على العرش , وأخذ اسماً ملكياً بالقوة ( يو) , تم تنصيب الملك جونغيانغ. بعد أن فرض سيطرته على البلاط الملكي من خلال دميته (الملك) , أخذ يتحالف مع الأرستقراطيين من أمثال (جيونغ دو-جيون) و(جو جون). في عام 1392 (السنة الرابعة من حكم الملك جونغيانغ) قام الجنرال يي بخلع الملك , ونفاه إلى وونجو (حيث تم قتله وأسرته) , واعتلى العرش وبذلك تنتهي مملكة كوريو بعد 475 عاماً من الحكم.
أراد الملك تايجو إبقاء اسم المملكة كما هو ليحافظ على 475 عاماً من التقاليد , ويغير السلالة الملكية فقط وهو ما عارضه النبلاء واستمروا في مبايعة المتبقين من العشيرة الحاكمة , مما استدعى اختيار اسم جديد للدلالة على التغير الحاصل , وفي عام 1393 أعاد تسمية المملكة ب مملكة جوسون العظيمة ونقل العاصمة إلى هانيانغ .
التركيبة الاجتماعية والسكانية:
عدد سكان كوريا خلال عهد مملكة جوسون مثير للجدل ، حيث لا يمكن الاعتماد أو الوثوق في سجلات الحكومة حول الأسر في هذه الفترة . أحد التقديرات تعطي العدد 6 مليون نسمة عند بداية المملكة في عام 1392 حيث أخذ بالتزايد حتى أصبح 18 مليون نسمة تقريبا بحلول عام 1750 بين عام 1810 وعام 1850 انخفض عدد السكان حوالي 10٪ وظلت النسبة مستقرة . قبل إدخال الطب الحديث من قبل حكومة الإمبراطورية الكورية في أوائل القرن العشرين كان متوسط العمر المتوقع للذكور هو 24 عاما وللإناث 26 عاما .
قامت جوسون بتركيب نظام إداري مركزي يسيطر عليه علماء الكونفوشيوسية الذين دعوا يانگبان . بنهاية القرن الثامن عشر اكتسب اليانگبان معظم الصفات من النبل الوراثي بإستثناء أن كان يستند في وضعه الاجتماعي على مزيج فريد من حالة الأسرة ، وامحتانات گواگيو لمتعلمي الكونفوشيوسية ، ونظام الخدمة المدنية . العائلة التي يفشل النبلاء فيها من الجيل الثالث في أن يصبحوا مسؤولين حكوميين يفقدون وضعهم كيانگبان ويصبحون من العامة . للكثير من النبلاء ، كان السبيل الوحيد ليصبحوا مسؤولين حكوميين هو النجاح في امتحانات گواگيو (كان على كل واحد النجاح في امتحان "گواگيو السهل" بمرحلتيه للتأهل لامتحان "گواگيو الصعب" والذي يجب أن ينجح فيه أيضا بمرحلتيه ليصبح مسؤولا حكوميا) . اليانگبان والملك دائما ما يكونون في توازن غير مستقر للسيطرة على الحكومة المركزية والمؤسسات العسكرية . حيث يعتقد أن نسبتهم وصلت إلى 30٪ بحلول عام 1800 على الرغم من وجود اختلافات كبيرة بينهم. وبما أن الحكومة كانت صغيرة، وكان النبلاء ذوي مكانة اجتماعية عالية ولكنهم ليسوا دائما ذوي دخل مرتفع.
أثناء عصر جوسون , عززت الملكية المطلقة في كوريا , ورسخت المثل الكونفوشيوسية ومبادئها في المجتمع الكوري, كما استوردت وكيفت الثقافة الصينية لتصبح في أوجها, مثل: الثقافة الكورية الكلاسيكية والتجارة والعلوم والأدب والتكنولوجيا. وعلى العموم, كانت المملكة ضعيفة للغاية في أواخر القرن السادس عشر وبدايات القرن السابع عشر, بسبب الغزوات من جارتيها اليابان وتشينغ التي سيطرت على أجزاء من شبه الجزيرة, مما أدى بصورة متزايدة إلى سياسة انعزالية صارمة حتى أصبحت جوسون تعرف باسم مملكة الراهب (لانعزالها الشديد). بعد نهاية الغزوات من منشوريا, شهدت جوسون فترة سلام بلغت مئتي عام.
ومع ذلك , ومهما كانت القوة التي استعادتها المملكة أثناء عزلتها فإنها تضاءلت بقرب نهاية القرن الثامن عشر. واجهت جوسون العديد من الضغوط الخارجية والتمردات الداخلية وأخذت تضعف بشكل سريع حتى سقطت في نهايات القرن التاسع عشر.
تركت مملكة جوسون تراثاً عظيما في كوريا مثل: الأدبيات الكورية الحديثة , والأعراف الثقافية , واللغة الكورية هانغل ولهجاتها التي نشأت من نمط التفكير التقليدي الذي نشأ في تلك الفترة .
التأسيس :
الملك تايجوأنشأ وانغ جيون مملكة كوريو عام 918 ولكن في أواخر القرن الرابع عشر تداعت المملكة , وانهارت مؤسسات الدولة بسبب سنوات من الحرب والاحتلال من قبل إمبراطورية المغول . في أعقاب ارتفاع نجم أسرة مينغ بقيادة تشو يوانتشانغ انقسم الديوان الملكي إلى فصيلين متنافسين : مجموعة يتزعمها الجنرال يي (تدعم أسرة مينغ) , وأخرى بقيادة منافسه تشوي يونغ (تدعم أسرة يوان). عندما وصل مرسول مينغ إلى كوريو في عام 1388 (في السنة الرابعة عشر من حكم الملك يو) للمطالبة بإعادة نسبة كبيرة من أراضي مملكة كوريو الشمالية , استغل الجنرال تشوي هذه الفرصة ولعب بمشاعرهم ثم أنشب جدالاً ليتمكن من غزو جزيرة لياودونغ (بادعاء كوريو أنها الخلف لمملكة كوغوريو جعلها تضع استعادة أراضي منشوريا مبدأً أساسياً لسياستها الخارجية).
وجه الجنرال يي قواته من نهر يالو إلى العاصمة مباشرة , واستطاع هزيمة القوات الموالية للملك (بقيادة الجنرال تشوي) , وخلع الملك قسراً لكنه لم يستولي على العرش. بدلاً من ذلك نصب ابن الملك يو , الملك تشانغ على العرش , ولكنه نفذ فيهما حكم الإعدام بعد الفشل في إعادة العاهل السابق. أصبح الجنرال يي بلا منازع على العرش , وأخذ اسماً ملكياً بالقوة ( يو) , تم تنصيب الملك جونغيانغ. بعد أن فرض سيطرته على البلاط الملكي من خلال دميته (الملك) , أخذ يتحالف مع الأرستقراطيين من أمثال (جيونغ دو-جيون) و(جو جون). في عام 1392 (السنة الرابعة من حكم الملك جونغيانغ) قام الجنرال يي بخلع الملك , ونفاه إلى وونجو (حيث تم قتله وأسرته) , واعتلى العرش وبذلك تنتهي مملكة كوريو بعد 475 عاماً من الحكم.
أراد الملك تايجو إبقاء اسم المملكة كما هو ليحافظ على 475 عاماً من التقاليد , ويغير السلالة الملكية فقط وهو ما عارضه النبلاء واستمروا في مبايعة المتبقين من العشيرة الحاكمة , مما استدعى اختيار اسم جديد للدلالة على التغير الحاصل , وفي عام 1393 أعاد تسمية المملكة ب مملكة جوسون العظيمة ونقل العاصمة إلى هانيانغ .
التركيبة الاجتماعية والسكانية:
عدد سكان كوريا خلال عهد مملكة جوسون مثير للجدل ، حيث لا يمكن الاعتماد أو الوثوق في سجلات الحكومة حول الأسر في هذه الفترة . أحد التقديرات تعطي العدد 6 مليون نسمة عند بداية المملكة في عام 1392 حيث أخذ بالتزايد حتى أصبح 18 مليون نسمة تقريبا بحلول عام 1750 بين عام 1810 وعام 1850 انخفض عدد السكان حوالي 10٪ وظلت النسبة مستقرة . قبل إدخال الطب الحديث من قبل حكومة الإمبراطورية الكورية في أوائل القرن العشرين كان متوسط العمر المتوقع للذكور هو 24 عاما وللإناث 26 عاما .
قامت جوسون بتركيب نظام إداري مركزي يسيطر عليه علماء الكونفوشيوسية الذين دعوا يانگبان . بنهاية القرن الثامن عشر اكتسب اليانگبان معظم الصفات من النبل الوراثي بإستثناء أن كان يستند في وضعه الاجتماعي على مزيج فريد من حالة الأسرة ، وامحتانات گواگيو لمتعلمي الكونفوشيوسية ، ونظام الخدمة المدنية . العائلة التي يفشل النبلاء فيها من الجيل الثالث في أن يصبحوا مسؤولين حكوميين يفقدون وضعهم كيانگبان ويصبحون من العامة . للكثير من النبلاء ، كان السبيل الوحيد ليصبحوا مسؤولين حكوميين هو النجاح في امتحانات گواگيو (كان على كل واحد النجاح في امتحان "گواگيو السهل" بمرحلتيه للتأهل لامتحان "گواگيو الصعب" والذي يجب أن ينجح فيه أيضا بمرحلتيه ليصبح مسؤولا حكوميا) . اليانگبان والملك دائما ما يكونون في توازن غير مستقر للسيطرة على الحكومة المركزية والمؤسسات العسكرية . حيث يعتقد أن نسبتهم وصلت إلى 30٪ بحلول عام 1800 على الرغم من وجود اختلافات كبيرة بينهم. وبما أن الحكومة كانت صغيرة، وكان النبلاء ذوي مكانة اجتماعية عالية ولكنهم ليسوا دائما ذوي دخل مرتفع.