نشأة علم الثقافة الإسلامية
مرسل: الاثنين أكتوبر 21, 2013 11:53 pm
من أهم خصائص هذا العلم الشمولية، "فالشمول هو القاعدة الأساس لمنهج علم الثقافة الإسلامية، وهي الحاكمة للقواعد الأخرى في حدود النظر والتناول، والمراد بالشمول: التناول الكلي للموضوع باعتباره وحدة مترابطة، يُنظر إليها باعتبار كليّتها أو تركيبها؛ لتقديم صورة شاملة عن الموضوع المراد دراسته"[1].
وبهذا المفهوم نستطيع أن نقول أنه منذ العصر الإسلامي كانت نصوص الوحي تتسم بالشمول، فالوحي خطابٌ شامل لشؤون الحياة كلها، وأسلوب القرآن يختلف عن شؤون العلوم الإسلامية المتخصصة التي تقوم على تقسيم العلوم إلى تفسير وحديث وفقه.. الخ، فالأصل هو النظرة الشمولية الكليّة، وهو المنهج الذي تقوم عليه الثقافة الإسلامية في العصر الحاضر.
وفي العصور الإسلامية توسعت العلوم واقتضى ذلك ظهور التخصص في علمٍ أو أكثر، وطغى ذلك التخصص حتى أصبح العالم يتخصص في علمٍ من العلوم يستغرق في دراسته دقائقه وتفصيلاته منصرفاً عن العلوم الأخرى، ومع بروز هذه الظاهرة إلا أن ذلك لم يصرف بعض العلماء من التأليف الشمولي، ومن أبرز هؤلاء:
1) كتاب الرسالة للإمام الشافعي - رحمه الله -.
2) إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي - رحمه الله -.
3) زاد المعاد إلى هدي خير العباد، لابن القيم الجوزية - رحمه الله -.
4) حجة الله البالغة، لولي الله الدهلوي - رحمه الله -[2].
ومن أبرز العلماء الذين ألفوا وكتبوا بمنهج شمولي هو: شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وقام بحركته النقدية لتراث الحضارة الإسلامية بمنهج سلفي يتسم بالشمولية في العرض والنقد، مما جعل تراثه مرجعاً أساساً للمفكرين والمصلحين في العصر الحديث.
ب) علم الثقافة الإسلامية في العصر الحديث:
واجه المسلمون في العصر الحديث تحدياً ثقافياً، برز هذا التحدي في الاتصال بالثقافات الغربية، وظهور المذاهب الفكرية والأيدلوجيات الغربية، وتأثر بعض المسلمين بتلك المذاهب، وأبرز ما يميز تلك المذاهب الطرح الشمولي، فتوالت النداءات وظهرت الكتابات لصدّ الغزو الثقافي القادم من الغرب، وكان المنهج المناسب للمواجهة هو المنهج الشمولي، وكان نتيجة ذلك وجود مجموعة من الأفكار والكتابات ذات المنزع الشمولي، ولم تكن في البداية تسمية معينة لهذه الأفكار والكتابات[3].
يذكر الأستاذ محمد المبارك الحاجة إلى التأليف عن الإسلام بمنهج شمولي فيقول: (إن الحاجة إلى كتابٍ يعرّف بالإسلام تعريفاً شاملاً صحيحاً حاجة عامة ملحّة لا تسدها الكتب الكثيرة التي تُعرف بجوانب من الإسلام، ولو كانت جيدة في موضوعها)[4].
ويقول أيضاً: (إننا نلح على ضرورة تقديم هذه الصورة الشاملة في إطارها، الموضحة لجوانب الإسلام كلها، من عقيدته التي يرتكز عليها وتتضمن النظرة العامة إلى الوجود التي يدعو إ ليها، والعبادة التي هي رياضة العقيدة والمحرك المستمر لاستشعارها، ومن قواعد السلوك في الحياة أو نظامه الأخلاقي، ومن قواعد تنظيم المجتمع، أو التشريع المنظم للأسرة وللحياة الاقتصادية، وللحياة السياسية أوالدولة. إن هذه الصورة الشاملة هي التي تعرّف بالإسلام تعريفاً صحيحاً، وتميزه من غيره من المذاهب والنظم)[5].
وبهذا المفهوم نستطيع أن نقول أنه منذ العصر الإسلامي كانت نصوص الوحي تتسم بالشمول، فالوحي خطابٌ شامل لشؤون الحياة كلها، وأسلوب القرآن يختلف عن شؤون العلوم الإسلامية المتخصصة التي تقوم على تقسيم العلوم إلى تفسير وحديث وفقه.. الخ، فالأصل هو النظرة الشمولية الكليّة، وهو المنهج الذي تقوم عليه الثقافة الإسلامية في العصر الحاضر.
وفي العصور الإسلامية توسعت العلوم واقتضى ذلك ظهور التخصص في علمٍ أو أكثر، وطغى ذلك التخصص حتى أصبح العالم يتخصص في علمٍ من العلوم يستغرق في دراسته دقائقه وتفصيلاته منصرفاً عن العلوم الأخرى، ومع بروز هذه الظاهرة إلا أن ذلك لم يصرف بعض العلماء من التأليف الشمولي، ومن أبرز هؤلاء:
1) كتاب الرسالة للإمام الشافعي - رحمه الله -.
2) إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي - رحمه الله -.
3) زاد المعاد إلى هدي خير العباد، لابن القيم الجوزية - رحمه الله -.
4) حجة الله البالغة، لولي الله الدهلوي - رحمه الله -[2].
ومن أبرز العلماء الذين ألفوا وكتبوا بمنهج شمولي هو: شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وقام بحركته النقدية لتراث الحضارة الإسلامية بمنهج سلفي يتسم بالشمولية في العرض والنقد، مما جعل تراثه مرجعاً أساساً للمفكرين والمصلحين في العصر الحديث.
ب) علم الثقافة الإسلامية في العصر الحديث:
واجه المسلمون في العصر الحديث تحدياً ثقافياً، برز هذا التحدي في الاتصال بالثقافات الغربية، وظهور المذاهب الفكرية والأيدلوجيات الغربية، وتأثر بعض المسلمين بتلك المذاهب، وأبرز ما يميز تلك المذاهب الطرح الشمولي، فتوالت النداءات وظهرت الكتابات لصدّ الغزو الثقافي القادم من الغرب، وكان المنهج المناسب للمواجهة هو المنهج الشمولي، وكان نتيجة ذلك وجود مجموعة من الأفكار والكتابات ذات المنزع الشمولي، ولم تكن في البداية تسمية معينة لهذه الأفكار والكتابات[3].
يذكر الأستاذ محمد المبارك الحاجة إلى التأليف عن الإسلام بمنهج شمولي فيقول: (إن الحاجة إلى كتابٍ يعرّف بالإسلام تعريفاً شاملاً صحيحاً حاجة عامة ملحّة لا تسدها الكتب الكثيرة التي تُعرف بجوانب من الإسلام، ولو كانت جيدة في موضوعها)[4].
ويقول أيضاً: (إننا نلح على ضرورة تقديم هذه الصورة الشاملة في إطارها، الموضحة لجوانب الإسلام كلها، من عقيدته التي يرتكز عليها وتتضمن النظرة العامة إلى الوجود التي يدعو إ ليها، والعبادة التي هي رياضة العقيدة والمحرك المستمر لاستشعارها، ومن قواعد السلوك في الحياة أو نظامه الأخلاقي، ومن قواعد تنظيم المجتمع، أو التشريع المنظم للأسرة وللحياة الاقتصادية، وللحياة السياسية أوالدولة. إن هذه الصورة الشاملة هي التي تعرّف بالإسلام تعريفاً صحيحاً، وتميزه من غيره من المذاهب والنظم)[5].