- الأربعاء أكتوبر 23, 2013 2:44 pm
#64412
من أجل إدراك أفضل لمفهوم الدبلوماسية، ينبغي أن نستعرضها من عدة محاور:
أولاً:تعريف الدبلوماسية:
تتنوع وجهات نظر فقهاء القانون الدولي في تعريف الدبلوماسية، فمنهم من يعرفها بشكل محدد ومنهم من عرفها بشكل أكثر تعميماً.
فيرى البعض أن الدبلوماسية هي أداة رئيسية تستخدمها الدولة لتحقيق أهداف السياسة الخارجية والتأثير على الدول والجماعات الخارجية بهدف استمالتها وكسب تأييدها، ومنهم من عرفها بعلم وفن المفاوضات، فهي علم لكونها تستند على قواعد وقوانين وأصول، وهي فن لأنها مهنة دقيقة تحتاج إلى مهارات خاصة، ويرى آخرون أنها رعاية المصالح الوطنية في السلم والحرب، وممارسة القانون الدولي العام.
ويعرفها الدكتور سموحي فوق العادة بأنها:
" مجموعة القواعد والأعراف الدولية والإجراءات والمراسم والشكليات التي تهتم بتنظيم العلاقات بين أشخاص القانون الدولي أي الدول والمنظمات والممثلين الدبلوماسيين، مع بيان مدى حقوقهم وواجباتهم وشروط ممارستهم مهامهم الرسمية، والأصول التي يترتب على اتباعها تطبيق أحكام القانون الدولي ومبادئه والتوفيق بين مصالح الدول المتباينة كما هي، وفن إجراء المفاوضات السياسية في المؤتمرات والاجتماعات الدولية وعقد الاتفاقات والمعاهدات.
ثانيا: الدبلوماسية وارتباطها بمفاهيم مختلفة:
ترتبط الدبلوماسية بالعسكرية والحضارة والدين، وفيما يلي شرح لما بينهم من ارتباط وتداخل
· ترتبط الدبلوماسية بالحضارة ارتباطاً وثيقاً، فالدبلوماسية ماهي إلا فن إدارة العلاقات بين الدول، والدول عبارة عن مجموعة من البشر بينهم عملية اتصال وتحدث تفاعلات بينهم وعلاقات مختلفة والمجتمع الراقي هو المجتمع الذي يتعامل أفراده مع بعضهم البعض بأسلوب حضاري وفق أصول وآداب وسلوكيات معينة وبالتالي فإن هذا الأسلوب يطبقونه في تعاملهم مع المجتمعات المختلفة، هذه الآداب والسلوكيات تندرج ضمن الحضارة المميزة لكل مجتمع عن غيره وتنعكس خصائصها على أفراد هذا المجتمع ومن ضمنهم الدبلوماسي. لذلك يعرف الدبلوماسي بأنه مبعوث حضارة لدى حضارة.
· بالنسبة للدبلوماسية والعسكرية: للعسكريين مكانة خاصة، فهم يحتلون مواقع متقدمة في طبقات المجتمع، كما ينتمي العديد من الحكام إلى المؤسسة العسكرية، إضافة إلى ذلك فإن العسكرية تقوم على الالتزام بقواعد معينة في السلوك والتعامل والانضباط وبالتالي تشترك مع العمل الدبلوماسي في أبرز خصائصه. وقد نقلت المهنة الدبلوماسية الكثير من القواعد العسكرية في موضوعات المراسم والأسبقية والأوسمة النياشين، وفي كثير من الأحيان يتطلب من الدبلوماسية الإلمام ببعض جوانب العسكرية والعكس صحيح فهناك العديد من القضايا المعقدة والتي تتطلب تدخل أكثر من طرف لحلها.
· الدبلوماسية والدين: لعب رجال الدين دوراً هاماً في المجتمعات منذ أقدم العصور، حيث كانوا يمثلون الطبقة العليا في المجتمع بالإضافة إلى كونهم مرجعاً لعامة الناس وسواء في العصور الوسطى أم في الإسلام، لأنهم كانوا أصحاب العلم والمعرفة ومثال ذلك إختيار جعفر بن أبي طالب الآية المناسبة أثناء لقاءه بالنجاشي ملك الحبشة في الهجرة الأولى للمسلمين، فكان اختياره للكلمة مناسباً للموقف فالارتباط بين الدبلوماسية والدين هو ارتباط تاريخي وموضوعي.
ثالثاً:التطور التاريخي للدبلوماسية:
مرت الدبلوماسية بأربع مراحل رئيسية:
1. المرحلة الأولى: العصور الأولى للدبلوماسية في الحضارات القديمة مثل مصر الفرعونية والحضارة اليونانية والرومانية إلى الحضارة الإسلامية، وأهم مميزات هذه المرحلة أن الدبلوماسية كانت وظيفة مؤقتة لها هدف معين، مثل عقد اتفاق أو توصيل رسالة وتنتهي بانتهاء المهمة ولم يكن للدبلوماسي في ذلك الوقت أي حصانة دبلوماسية
2. المرحلة الثانية: مرحلة المدرسة الفرنسية في الدبلوماسية "ريشيليو" مؤسسها واستمرت ثلاث قرون وتميزت بالكياسة والاستمرارية والتدرج وإعطائها أهمية للمعرفة والخبرة، إذ كان الدبلوماسي على علم كامل بالمصالح المحلية ومعرفة أساليب التفاوض. وكانت دبلوماسية سرية متحررة من ضغط الرأي العام أو ضغط عامل الوقت
3. المرحلة الثالثة: بدء ظهور الدبلوماسية العلنية بعد الحرب العالمية الأولى، وإعلان الرئيس الأمريكي ويلسن مبادئه الأربعة عشر، وانتقاد الدبلوماسية السرية وهنا بدأ يظهر تأثير الرأي العام والدعوة إلى علانية المعاهدات الدولية وتسجيلها في عصبة الأمم ومن ثم الأمم المتحدة
4. المرحلة الرابعة: دبلوماسية الموتمرات والمنظمات الدولية: برزت هذه الدبلوماسية مع بداية القرن العشرين وارتبطت أساساً بالتنظيم الدولي المتمثل في عصبة الأمم ثم الأمم المتحدة وتميزت هذه المرحلة بتشعب مجال العمل الدبلوماسي، وبأسلوب الخطابة وظهور دبلوماسيين متخصصين في المجال الدولي ونضوج دور الرأي العام واشتراك المرأة في العمل الدبلوماسي ودخول قضايا جديدة كقضايا التسلح والفضاء والبحار.
رابعاً: وظيفة الدبلوماسية:
الدبلوماسية هي إحدى أدوات تنفيذ السياسة الخارجية، باعتبارها تمثل السلطة التنفيذية لتشريعات السياسة الخارجية – أو أهدافها بمعنى أدق- فهي تعنى بتوصيل المعلومات للحكومات والتفاوض معها وتعزيز العلاقات بين الدول وتطويرها في المجالات المختلفة، والدفاع عن مصالح وممتلكات وأشخاص رعاياها في الخارج، وتمثيل الحكومات فى المناسبات والأحداث، إضافة إلى جمع المعلومات عن أحوال الدول والجماعات الخارجية والأحداث السياسية وعن الأوضاع السياسية والقضايا المرتبطة بها ، وتقييم مواقف الحكومات والجماعات إزاء قضايا راهنة.
خامساً:امتيازات الدبلوماسية:
الممثل الدبلوماسي لدى الدولة المعتمد لديها يملك حصانات وامتيازات دبلوماسية، فلا يخضع لأي شكل من أشكال التوقيف أو السجن و تصان حريته و كرامته من كل اعتداء أو امتهان ، و يتمتع السفير بلقب صاحب السعادة و يرفع علم بلاده على مقر البعثة الدبلوماسية و سكن رئيس البعثة و سيارته أثناء قيامه بالمهام الرسمية و تتمتع مراسلاته و أمواله بالحصانة الكاملة. كل الامتيازات التي يحصل عليها الدبلوماسي ما هي إلا لتمكينه من ممارسة واجباته ومهماته دون إعاقة من جانب سلطات الدولة المضيفة.
الخلاصة أن الدبلوماسية هي علم وفن ومهنة وقانون وتاريخ ومؤسسة...
علم، لأنها ترتبط بدراسة العلاقات الدولية والتعرف على القواعد المتصلة بالممارسة الدبلوماسية ووظائف الدبلوماسي وما يرتبط به من مزايا وحصانات.
فن، لأنها ترتبط بالذوق الرفيع الذي يكتسبه الدبلوماسي بحكم الخبرة والمران ولأنها تتطلب موهبة.
مهنة، لأنها مصدر لكسب الرزق
قانون، لأنها ترتبط بقواعد قانونية تنظمها معاهدات واتفاقيات.
تاريخ، حيث ظهرت منذ العصور القديمة وتطورت بتطورالانسان حتى يومنا هذا
مؤسسة، فهي من ضمن مؤسسات الدولة الهامة وهي جزء من وزارة الخارجية.
أولاً:تعريف الدبلوماسية:
تتنوع وجهات نظر فقهاء القانون الدولي في تعريف الدبلوماسية، فمنهم من يعرفها بشكل محدد ومنهم من عرفها بشكل أكثر تعميماً.
فيرى البعض أن الدبلوماسية هي أداة رئيسية تستخدمها الدولة لتحقيق أهداف السياسة الخارجية والتأثير على الدول والجماعات الخارجية بهدف استمالتها وكسب تأييدها، ومنهم من عرفها بعلم وفن المفاوضات، فهي علم لكونها تستند على قواعد وقوانين وأصول، وهي فن لأنها مهنة دقيقة تحتاج إلى مهارات خاصة، ويرى آخرون أنها رعاية المصالح الوطنية في السلم والحرب، وممارسة القانون الدولي العام.
ويعرفها الدكتور سموحي فوق العادة بأنها:
" مجموعة القواعد والأعراف الدولية والإجراءات والمراسم والشكليات التي تهتم بتنظيم العلاقات بين أشخاص القانون الدولي أي الدول والمنظمات والممثلين الدبلوماسيين، مع بيان مدى حقوقهم وواجباتهم وشروط ممارستهم مهامهم الرسمية، والأصول التي يترتب على اتباعها تطبيق أحكام القانون الدولي ومبادئه والتوفيق بين مصالح الدول المتباينة كما هي، وفن إجراء المفاوضات السياسية في المؤتمرات والاجتماعات الدولية وعقد الاتفاقات والمعاهدات.
ثانيا: الدبلوماسية وارتباطها بمفاهيم مختلفة:
ترتبط الدبلوماسية بالعسكرية والحضارة والدين، وفيما يلي شرح لما بينهم من ارتباط وتداخل
· ترتبط الدبلوماسية بالحضارة ارتباطاً وثيقاً، فالدبلوماسية ماهي إلا فن إدارة العلاقات بين الدول، والدول عبارة عن مجموعة من البشر بينهم عملية اتصال وتحدث تفاعلات بينهم وعلاقات مختلفة والمجتمع الراقي هو المجتمع الذي يتعامل أفراده مع بعضهم البعض بأسلوب حضاري وفق أصول وآداب وسلوكيات معينة وبالتالي فإن هذا الأسلوب يطبقونه في تعاملهم مع المجتمعات المختلفة، هذه الآداب والسلوكيات تندرج ضمن الحضارة المميزة لكل مجتمع عن غيره وتنعكس خصائصها على أفراد هذا المجتمع ومن ضمنهم الدبلوماسي. لذلك يعرف الدبلوماسي بأنه مبعوث حضارة لدى حضارة.
· بالنسبة للدبلوماسية والعسكرية: للعسكريين مكانة خاصة، فهم يحتلون مواقع متقدمة في طبقات المجتمع، كما ينتمي العديد من الحكام إلى المؤسسة العسكرية، إضافة إلى ذلك فإن العسكرية تقوم على الالتزام بقواعد معينة في السلوك والتعامل والانضباط وبالتالي تشترك مع العمل الدبلوماسي في أبرز خصائصه. وقد نقلت المهنة الدبلوماسية الكثير من القواعد العسكرية في موضوعات المراسم والأسبقية والأوسمة النياشين، وفي كثير من الأحيان يتطلب من الدبلوماسية الإلمام ببعض جوانب العسكرية والعكس صحيح فهناك العديد من القضايا المعقدة والتي تتطلب تدخل أكثر من طرف لحلها.
· الدبلوماسية والدين: لعب رجال الدين دوراً هاماً في المجتمعات منذ أقدم العصور، حيث كانوا يمثلون الطبقة العليا في المجتمع بالإضافة إلى كونهم مرجعاً لعامة الناس وسواء في العصور الوسطى أم في الإسلام، لأنهم كانوا أصحاب العلم والمعرفة ومثال ذلك إختيار جعفر بن أبي طالب الآية المناسبة أثناء لقاءه بالنجاشي ملك الحبشة في الهجرة الأولى للمسلمين، فكان اختياره للكلمة مناسباً للموقف فالارتباط بين الدبلوماسية والدين هو ارتباط تاريخي وموضوعي.
ثالثاً:التطور التاريخي للدبلوماسية:
مرت الدبلوماسية بأربع مراحل رئيسية:
1. المرحلة الأولى: العصور الأولى للدبلوماسية في الحضارات القديمة مثل مصر الفرعونية والحضارة اليونانية والرومانية إلى الحضارة الإسلامية، وأهم مميزات هذه المرحلة أن الدبلوماسية كانت وظيفة مؤقتة لها هدف معين، مثل عقد اتفاق أو توصيل رسالة وتنتهي بانتهاء المهمة ولم يكن للدبلوماسي في ذلك الوقت أي حصانة دبلوماسية
2. المرحلة الثانية: مرحلة المدرسة الفرنسية في الدبلوماسية "ريشيليو" مؤسسها واستمرت ثلاث قرون وتميزت بالكياسة والاستمرارية والتدرج وإعطائها أهمية للمعرفة والخبرة، إذ كان الدبلوماسي على علم كامل بالمصالح المحلية ومعرفة أساليب التفاوض. وكانت دبلوماسية سرية متحررة من ضغط الرأي العام أو ضغط عامل الوقت
3. المرحلة الثالثة: بدء ظهور الدبلوماسية العلنية بعد الحرب العالمية الأولى، وإعلان الرئيس الأمريكي ويلسن مبادئه الأربعة عشر، وانتقاد الدبلوماسية السرية وهنا بدأ يظهر تأثير الرأي العام والدعوة إلى علانية المعاهدات الدولية وتسجيلها في عصبة الأمم ومن ثم الأمم المتحدة
4. المرحلة الرابعة: دبلوماسية الموتمرات والمنظمات الدولية: برزت هذه الدبلوماسية مع بداية القرن العشرين وارتبطت أساساً بالتنظيم الدولي المتمثل في عصبة الأمم ثم الأمم المتحدة وتميزت هذه المرحلة بتشعب مجال العمل الدبلوماسي، وبأسلوب الخطابة وظهور دبلوماسيين متخصصين في المجال الدولي ونضوج دور الرأي العام واشتراك المرأة في العمل الدبلوماسي ودخول قضايا جديدة كقضايا التسلح والفضاء والبحار.
رابعاً: وظيفة الدبلوماسية:
الدبلوماسية هي إحدى أدوات تنفيذ السياسة الخارجية، باعتبارها تمثل السلطة التنفيذية لتشريعات السياسة الخارجية – أو أهدافها بمعنى أدق- فهي تعنى بتوصيل المعلومات للحكومات والتفاوض معها وتعزيز العلاقات بين الدول وتطويرها في المجالات المختلفة، والدفاع عن مصالح وممتلكات وأشخاص رعاياها في الخارج، وتمثيل الحكومات فى المناسبات والأحداث، إضافة إلى جمع المعلومات عن أحوال الدول والجماعات الخارجية والأحداث السياسية وعن الأوضاع السياسية والقضايا المرتبطة بها ، وتقييم مواقف الحكومات والجماعات إزاء قضايا راهنة.
خامساً:امتيازات الدبلوماسية:
الممثل الدبلوماسي لدى الدولة المعتمد لديها يملك حصانات وامتيازات دبلوماسية، فلا يخضع لأي شكل من أشكال التوقيف أو السجن و تصان حريته و كرامته من كل اعتداء أو امتهان ، و يتمتع السفير بلقب صاحب السعادة و يرفع علم بلاده على مقر البعثة الدبلوماسية و سكن رئيس البعثة و سيارته أثناء قيامه بالمهام الرسمية و تتمتع مراسلاته و أمواله بالحصانة الكاملة. كل الامتيازات التي يحصل عليها الدبلوماسي ما هي إلا لتمكينه من ممارسة واجباته ومهماته دون إعاقة من جانب سلطات الدولة المضيفة.
الخلاصة أن الدبلوماسية هي علم وفن ومهنة وقانون وتاريخ ومؤسسة...
علم، لأنها ترتبط بدراسة العلاقات الدولية والتعرف على القواعد المتصلة بالممارسة الدبلوماسية ووظائف الدبلوماسي وما يرتبط به من مزايا وحصانات.
فن، لأنها ترتبط بالذوق الرفيع الذي يكتسبه الدبلوماسي بحكم الخبرة والمران ولأنها تتطلب موهبة.
مهنة، لأنها مصدر لكسب الرزق
قانون، لأنها ترتبط بقواعد قانونية تنظمها معاهدات واتفاقيات.
تاريخ، حيث ظهرت منذ العصور القديمة وتطورت بتطورالانسان حتى يومنا هذا
مؤسسة، فهي من ضمن مؤسسات الدولة الهامة وهي جزء من وزارة الخارجية.