- الثلاثاء أكتوبر 29, 2013 6:44 pm
#64449
مفهوم السياسة في السنة المطهرة
وتتحدث النصوص الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والأئمة الهداة عليه السلام والصحابة رضي الله عنهم عن مفهوم السياسة والحكم والمسؤولية السياسية والعمل السياسي في الإسلام.
كما توضح السيرة العملية للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مفهوم السياسة والحكم أفضل إيضاح، فقد أقام الرسول صلى الله عليه وسلم دولته المقدسة في المدينة المنورة، وطبق المفاهيم الإسلامية لتكون نهجا ودستورا للحياة. ونختار من الأحاديث الشريفة، لنوضح مفهوم السياسة في الإسلام وشموله ما يأتي:
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "فالأمير الذي هو على الناس راع ومسؤول عن رعيته". وقوله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته...".
وروي عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "ومَن لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم".
وروي عنه صلى الله عليه وسلم: "َمن ولي من أمر المسلمين شيئاً فولّى رجلاً، وهو يجد مَن هو أصلح منه للمسلمين، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين".
"ما من والٍ يلي رعية من المسلمين، فيموت وهو غاش لهم، إلا حرَّم الله عليه الجنة".
"ما من عبد استرعاه الله رعية، فلم يحطها بنصح، إلا لم يجد رائحة الجنة".
روي البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قيل يا رسول الله وما إضاعتها، قال إذا وسد الأمر إلى غير أهله، فانتظر الساعة".
وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر".
وروى الإمام علي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرام الله، ناكثاً عهده، مخالفا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغّير عليه بفعل ولا قول، كان حقا على الله أن يدخله مدخله".
وروي عن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام قوله عندما أعلن الثورة على حكومة يزيد بن معاوية ورفض البيعة: "وإني لم أخرج أشرا، ولا بطرًا، ولا مفسدًا ولا ظالمًا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر..".
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى سلطان جائر فأمره فنهاه فقتله".
وروي عن الإمام الصادق صلى الله عليه وسلم قوله: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مسددا موفقا مؤيدا بروح القدس، لا يزال ولا يخطئ فيما كان يسوس به الخلق".
وكتب الإمام علي عليه السلام إلى مالك الأشتر، واليه على مصر كتابا بيَّن فيه منهج العمل السياسي، وإدارة شؤون الدولة، وثبت أسس الحقوق، وسلوك الحاكم، وعلاقته بالأمة، ومسؤولياته. نقتطف منه: "واشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم، ولا تكون عليهم سبعا ضاريا، فإنهم صنفان: إما أخ لك في الدين، أو نضير لك في الخلق...".
ثم قال: "فإنك فوقهم، ووالي الأمر عليك فوقك، وإن الله من فوق مَن ولاك وقد استكفاك أمرهم، وابتلاك بهم...".
"وتفقَّد أمر الخراج بما يصلح أهله، فان في صلاحه، وصلاحهم، صلاحا لمن سواهم، ولا صلاح لمن سواهم إلا بهم، لأن الناس كلهم عيال على الخراج وأهله، وليكن نظرك في عمارة الأرض، ابلغ من نظرك في جلب الخراج؛ لأن ذلك لا يدرك إلا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة، أخرب البلاد، وأهلك العباد، ولم يستقم أمره إلا قليلاً...".
"ثم استوصي بالتجار، وذوي الصناعات، وأوصي بهم خيرا...".
"واعلم مع ذلك أن في كثير منهم ضيقا فاحشا، وشحا قبيحا، واحتكارا للمنافع، وتحكما في البياعات، وذلك باب مَضرّةٍ للعامة، وعيب على الولاة، فامنع من الاحتكار، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم منع منه، وليكن البيع بيعا سمحا، بموازين عدل، وأسعار لا تجحف بالفريقين من البائع والمبتاع، فمن قارف حكرة بعد نهيك إياه، فنكِّل به، وعاقبة في غير إسراف".
"ثم الله الله في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم، من المساكين والمحتاجين، وأهل البؤس والزمنى، فان في هذه الطبقة قانعا ومُعترا، واحفظ الله ما استحفظلك فيهم، واجعل لهم قسما من بيت مالك. وقسما من غلات صوافي الإسلام في كل بلد، فان للأقصى منهم، مثل الذي للأدنى... فإن هؤلاء بين الرعية أحوج إلى الإنصاف من غيرهم..."
إن استقراء النصوص الإسلامية التي أوردناها آنفا توضح لنا معنى لسياسة في الإسلام، ذلك لأنها تشمل إدارة جهاز الدولة، وقيام الحاكم بواجبه المحدد له تجاه المحكوم، وفسح المجال أمام المحكوم لأن يمارس حقه، وموقف المحكوم من الحاكم الملتزم والمتجاوز، وعلاقة لدولة بغيرها من الدول.
فالسياسة في الإسلام تعني إدارة شؤون الحكم، وتربية الإنسان على القيم والمبادئ الإسلامية، وتعني المعارضة ومقاومة الحاكم الظالم، وتقديم الخدمات، وإعمار البلاد وتطويرها، كما تعني توجيه شؤون الاقتصاد وترشيدها، وحفظ أموال الأمة وإنمائها، كما تعني الانتصار للمظلوم، والوقوف بوجه الظالم وكل علاقة يدخل فيها الحاكم والمحكوم مما يرتبط برعاية شؤون الأمة وتدبيرها.
وتعني القيام بمهمة القضاء، والدفاع، وحماية الأمن، وتمثيل الحاكم للأمة، والنيابة عنها، وحفظ حقوقها الأدبية والإنسانية... إلخ.
وهكذا يتضح لنا: (أن كلمة سياسة في الفهم الإسلامي تُشكل وعاء لفظيا، يحوي كل هذه المعاني، وأمثالها...).
وبذا يتضح أن الفهم الإسلامي للسياسة يختلف عن الفهم الميكافيلي، والماركسي، والرأسمالي وأمثال تلك المفاهيم المذهبية للسياسة.
وقد عُرّفت السياسة في الفكر السياسي الإسلامي بأنها: "رعاية شؤون الأمة".
كما يمكننا أن نعرِّف السياسة من وجهة نظر الإسلام أيضا بأنها: "كل عمل اجتماعي يستهدف توجيه الحياة الإنسانية، توجيها تكامليا، ضمن علاقات الحاكم والمحكوم التي حددها المنهج الإسلامي".
وتتحدث النصوص الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والأئمة الهداة عليه السلام والصحابة رضي الله عنهم عن مفهوم السياسة والحكم والمسؤولية السياسية والعمل السياسي في الإسلام.
كما توضح السيرة العملية للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مفهوم السياسة والحكم أفضل إيضاح، فقد أقام الرسول صلى الله عليه وسلم دولته المقدسة في المدينة المنورة، وطبق المفاهيم الإسلامية لتكون نهجا ودستورا للحياة. ونختار من الأحاديث الشريفة، لنوضح مفهوم السياسة في الإسلام وشموله ما يأتي:
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "فالأمير الذي هو على الناس راع ومسؤول عن رعيته". وقوله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته...".
وروي عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "ومَن لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم".
وروي عنه صلى الله عليه وسلم: "َمن ولي من أمر المسلمين شيئاً فولّى رجلاً، وهو يجد مَن هو أصلح منه للمسلمين، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين".
"ما من والٍ يلي رعية من المسلمين، فيموت وهو غاش لهم، إلا حرَّم الله عليه الجنة".
"ما من عبد استرعاه الله رعية، فلم يحطها بنصح، إلا لم يجد رائحة الجنة".
روي البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قيل يا رسول الله وما إضاعتها، قال إذا وسد الأمر إلى غير أهله، فانتظر الساعة".
وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر".
وروى الإمام علي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرام الله، ناكثاً عهده، مخالفا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغّير عليه بفعل ولا قول، كان حقا على الله أن يدخله مدخله".
وروي عن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام قوله عندما أعلن الثورة على حكومة يزيد بن معاوية ورفض البيعة: "وإني لم أخرج أشرا، ولا بطرًا، ولا مفسدًا ولا ظالمًا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر..".
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى سلطان جائر فأمره فنهاه فقتله".
وروي عن الإمام الصادق صلى الله عليه وسلم قوله: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مسددا موفقا مؤيدا بروح القدس، لا يزال ولا يخطئ فيما كان يسوس به الخلق".
وكتب الإمام علي عليه السلام إلى مالك الأشتر، واليه على مصر كتابا بيَّن فيه منهج العمل السياسي، وإدارة شؤون الدولة، وثبت أسس الحقوق، وسلوك الحاكم، وعلاقته بالأمة، ومسؤولياته. نقتطف منه: "واشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم، ولا تكون عليهم سبعا ضاريا، فإنهم صنفان: إما أخ لك في الدين، أو نضير لك في الخلق...".
ثم قال: "فإنك فوقهم، ووالي الأمر عليك فوقك، وإن الله من فوق مَن ولاك وقد استكفاك أمرهم، وابتلاك بهم...".
"وتفقَّد أمر الخراج بما يصلح أهله، فان في صلاحه، وصلاحهم، صلاحا لمن سواهم، ولا صلاح لمن سواهم إلا بهم، لأن الناس كلهم عيال على الخراج وأهله، وليكن نظرك في عمارة الأرض، ابلغ من نظرك في جلب الخراج؛ لأن ذلك لا يدرك إلا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة، أخرب البلاد، وأهلك العباد، ولم يستقم أمره إلا قليلاً...".
"ثم استوصي بالتجار، وذوي الصناعات، وأوصي بهم خيرا...".
"واعلم مع ذلك أن في كثير منهم ضيقا فاحشا، وشحا قبيحا، واحتكارا للمنافع، وتحكما في البياعات، وذلك باب مَضرّةٍ للعامة، وعيب على الولاة، فامنع من الاحتكار، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم منع منه، وليكن البيع بيعا سمحا، بموازين عدل، وأسعار لا تجحف بالفريقين من البائع والمبتاع، فمن قارف حكرة بعد نهيك إياه، فنكِّل به، وعاقبة في غير إسراف".
"ثم الله الله في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم، من المساكين والمحتاجين، وأهل البؤس والزمنى، فان في هذه الطبقة قانعا ومُعترا، واحفظ الله ما استحفظلك فيهم، واجعل لهم قسما من بيت مالك. وقسما من غلات صوافي الإسلام في كل بلد، فان للأقصى منهم، مثل الذي للأدنى... فإن هؤلاء بين الرعية أحوج إلى الإنصاف من غيرهم..."
إن استقراء النصوص الإسلامية التي أوردناها آنفا توضح لنا معنى لسياسة في الإسلام، ذلك لأنها تشمل إدارة جهاز الدولة، وقيام الحاكم بواجبه المحدد له تجاه المحكوم، وفسح المجال أمام المحكوم لأن يمارس حقه، وموقف المحكوم من الحاكم الملتزم والمتجاوز، وعلاقة لدولة بغيرها من الدول.
فالسياسة في الإسلام تعني إدارة شؤون الحكم، وتربية الإنسان على القيم والمبادئ الإسلامية، وتعني المعارضة ومقاومة الحاكم الظالم، وتقديم الخدمات، وإعمار البلاد وتطويرها، كما تعني توجيه شؤون الاقتصاد وترشيدها، وحفظ أموال الأمة وإنمائها، كما تعني الانتصار للمظلوم، والوقوف بوجه الظالم وكل علاقة يدخل فيها الحاكم والمحكوم مما يرتبط برعاية شؤون الأمة وتدبيرها.
وتعني القيام بمهمة القضاء، والدفاع، وحماية الأمن، وتمثيل الحاكم للأمة، والنيابة عنها، وحفظ حقوقها الأدبية والإنسانية... إلخ.
وهكذا يتضح لنا: (أن كلمة سياسة في الفهم الإسلامي تُشكل وعاء لفظيا، يحوي كل هذه المعاني، وأمثالها...).
وبذا يتضح أن الفهم الإسلامي للسياسة يختلف عن الفهم الميكافيلي، والماركسي، والرأسمالي وأمثال تلك المفاهيم المذهبية للسياسة.
وقد عُرّفت السياسة في الفكر السياسي الإسلامي بأنها: "رعاية شؤون الأمة".
كما يمكننا أن نعرِّف السياسة من وجهة نظر الإسلام أيضا بأنها: "كل عمل اجتماعي يستهدف توجيه الحياة الإنسانية، توجيها تكامليا، ضمن علاقات الحاكم والمحكوم التي حددها المنهج الإسلامي".