سورية.. والحل المستحيل
مرسل: الاثنين نوفمبر 04, 2013 4:52 pm
يوسف الكويليت
مؤتمر جنيف (٢) أصبح الوتد الذي يعلق عليه انقسام الداخل السوري ومزايدات القوى العظمى، فهو مزاد سياسي، والرغبة بانعقاده لا تعني إيجاد حلول واقعية..
فالمعارضة قد لا تحضر لأنها لا ترى في أفق تعديل أو تغيير النظام المدعوم من دول تشكل قوة المندوبين مثل روسيا والصين، وإيران، مقابل ميوعة الموقف الأمريكي وتناقضاته أي مصدر للحل، حين يصرح مسؤول أن لا بقاء للأسد بالسلطة في وقت لا تحصل المعارضة على أي دعم بل تم حصر جهودها بالتخلص من الأسلحة الكيماوية، وهذا النوع من التعاطي مع مأساة شعب يذكرنا بتداول القضية الفلسطينية التي انتقلت من قرارات للأمم المتحدة إلى عقد مؤتمرات وبعوث والنتيجة توسع يزيد على الضعف في تمدد إسرائيل على الأرض ولا أمل أن تأخذ أي جانب ينتصر للعدالة الإنسانية..
سورية لها أهمية استراتيجية يدركها خصوم السلطة والمؤيدون لها وتهم أيضاً بلدان الجوار لها، غير أن أهميتها عند الغرب وأمريكا ليست بميزان العراق، أو ليبيا حيث مخازن النفط الهائلة والجاذبة التي استدعت تدخلها وإزاحة سلطة البلدين، لكن في الحال السوري فقد بقيت على نزاع مع الغرب وعلاقات شبه فاترة دون أن تشكل لهم الأهمية التي تؤدي إلى تغيير تلك العلاقة التي ظلت حميمة مع روسيا وباردة مع الغرب..
الأيام الماضية كشفت وجهاً جديداً لخطة تقسيم العرب تقودها أمريكا، وفي الظل بريطانيا. هذا عدا الموقف الغريب الذي جعل أمريكا في صف الإخوان المسلمين من خلال تبني أهدافهم وطروحاتهم مما أضعف الثقة ليس على مستوى السلطات، وإنما الشعب العربي بكل فئاته، وهذه الخطة سبق اعتمادها وسربت أسرارها في السبعينيات الميلادية، لكنها تأجلت فجاءت الظروف العربية الراهنة مساعدة، وقطعاً سورية جاءت ضمناً، على خرائط التقسيم وطبيعي أن لا نرى أي اعتذار أو تكذيب لتنفيذ هذه الأهداف، والمسألة لا تتعلق بالعرب وحدهم فقد سجلت فضيحة التجسس على حلفائها وأنصارها حتى تنفرد بالقوة وحدها زلزالاً لم تتعاف منه، مما يثبت أن الصداقة معها لا يمكن إثباتها بحسن النوايا وإنما بالحذر الحقيقي، وأن لا تكون مركز الثقل في المعاملات المختلفة سواء كان بالتسلح أو غيره..
أمريكا بوجود إسرائيل لن تكون مع التنمية أو السلام في المنطقة العربية، بل ستكون جزءًا رئيسياً من أزماتها خاصة حين انفردت بالقوة العالمية وما صاحبها من غرور جعل بوش الابن يعلن أنه مستعد لإشعال ثلاث حروب في آن واحد، وأن أوروبا مجرد عالم قديم هرم، وإذا كانت هذه النظرة لحلفاء أقوياء، فإن منطقتنا ليست إلا زاوية صغيرة في عمليات تريد تسويقها بالقوة والدبلوماسية الخشنة..
المحنة السورية لن تحل إلا بنهاية للسلطة، وهذا لا يأتي بتصريحات لمسؤولين أمريكيين، وإنما بتغير الظروف على الأرض، وهو ما لا يحدث إذا كانت الصفقات تدار من الخلف، وحتى العرب المنقسمون قبل وبعد سورية لا يمكن وضعهم كمخلصين لأي نوع من أوضاعهم وحالات التردي التي جعلتهم هدفاً يلتقي عليه الخصوم والأضداد..
مؤتمر جنيف (٢) أصبح الوتد الذي يعلق عليه انقسام الداخل السوري ومزايدات القوى العظمى، فهو مزاد سياسي، والرغبة بانعقاده لا تعني إيجاد حلول واقعية..
فالمعارضة قد لا تحضر لأنها لا ترى في أفق تعديل أو تغيير النظام المدعوم من دول تشكل قوة المندوبين مثل روسيا والصين، وإيران، مقابل ميوعة الموقف الأمريكي وتناقضاته أي مصدر للحل، حين يصرح مسؤول أن لا بقاء للأسد بالسلطة في وقت لا تحصل المعارضة على أي دعم بل تم حصر جهودها بالتخلص من الأسلحة الكيماوية، وهذا النوع من التعاطي مع مأساة شعب يذكرنا بتداول القضية الفلسطينية التي انتقلت من قرارات للأمم المتحدة إلى عقد مؤتمرات وبعوث والنتيجة توسع يزيد على الضعف في تمدد إسرائيل على الأرض ولا أمل أن تأخذ أي جانب ينتصر للعدالة الإنسانية..
سورية لها أهمية استراتيجية يدركها خصوم السلطة والمؤيدون لها وتهم أيضاً بلدان الجوار لها، غير أن أهميتها عند الغرب وأمريكا ليست بميزان العراق، أو ليبيا حيث مخازن النفط الهائلة والجاذبة التي استدعت تدخلها وإزاحة سلطة البلدين، لكن في الحال السوري فقد بقيت على نزاع مع الغرب وعلاقات شبه فاترة دون أن تشكل لهم الأهمية التي تؤدي إلى تغيير تلك العلاقة التي ظلت حميمة مع روسيا وباردة مع الغرب..
الأيام الماضية كشفت وجهاً جديداً لخطة تقسيم العرب تقودها أمريكا، وفي الظل بريطانيا. هذا عدا الموقف الغريب الذي جعل أمريكا في صف الإخوان المسلمين من خلال تبني أهدافهم وطروحاتهم مما أضعف الثقة ليس على مستوى السلطات، وإنما الشعب العربي بكل فئاته، وهذه الخطة سبق اعتمادها وسربت أسرارها في السبعينيات الميلادية، لكنها تأجلت فجاءت الظروف العربية الراهنة مساعدة، وقطعاً سورية جاءت ضمناً، على خرائط التقسيم وطبيعي أن لا نرى أي اعتذار أو تكذيب لتنفيذ هذه الأهداف، والمسألة لا تتعلق بالعرب وحدهم فقد سجلت فضيحة التجسس على حلفائها وأنصارها حتى تنفرد بالقوة وحدها زلزالاً لم تتعاف منه، مما يثبت أن الصداقة معها لا يمكن إثباتها بحسن النوايا وإنما بالحذر الحقيقي، وأن لا تكون مركز الثقل في المعاملات المختلفة سواء كان بالتسلح أو غيره..
أمريكا بوجود إسرائيل لن تكون مع التنمية أو السلام في المنطقة العربية، بل ستكون جزءًا رئيسياً من أزماتها خاصة حين انفردت بالقوة العالمية وما صاحبها من غرور جعل بوش الابن يعلن أنه مستعد لإشعال ثلاث حروب في آن واحد، وأن أوروبا مجرد عالم قديم هرم، وإذا كانت هذه النظرة لحلفاء أقوياء، فإن منطقتنا ليست إلا زاوية صغيرة في عمليات تريد تسويقها بالقوة والدبلوماسية الخشنة..
المحنة السورية لن تحل إلا بنهاية للسلطة، وهذا لا يأتي بتصريحات لمسؤولين أمريكيين، وإنما بتغير الظروف على الأرض، وهو ما لا يحدث إذا كانت الصفقات تدار من الخلف، وحتى العرب المنقسمون قبل وبعد سورية لا يمكن وضعهم كمخلصين لأي نوع من أوضاعهم وحالات التردي التي جعلتهم هدفاً يلتقي عليه الخصوم والأضداد..