صفحة 1 من 1

التدخل السوفيتي

مرسل: الثلاثاء نوفمبر 05, 2013 6:17 pm
بواسطة وليد المشرافي 36336
في ديسمبر 1978، وقعت موسكو معاهدة صداقة وتعاون ثنائية مع أفغانستان تسمح بالتدخل السوفييتي في حال طلب أفغانستان ذلك. ازدادت المساعدات العسكرية السوفييتية وأصبح حكومة أمين معتمدة أكثر فأكثر على العتاد والمستشارين العسكريين السوفييت. ولكن في شهر أكتوبر 1979 فترت العلاقة بين أفغانستان والاتحاد السوفييتي عندما تجاهل أمين النصائح السوفييتية بجعل حكومته أكثر استقرارا.
تحرش المقاتلون الإسلاميون في المناطق الجبلية بالجيش الأفغاني إلى درجة أن حكومة حفظ الله أمين توجهت إلى الإتحاد السوفييتي بطلب بزيادة حجم الدعم. قرر الاتحاد السوفييتي تقديم هذا الدعم للحفاظ على الحكومة الثورية، ولكن شعرت بأن أمين كقائد أفغاني ليس قادرا على القيام بهذا الدور. شعر القادة السوفييت بناء على معلومات قدمتها المخابرات السوفييتية (كي جي بي) بأن أمين يضعضع الموقف في أفغانستان. وآخر الأطروحات للتخلص من أمين كانت معلومات تم الحصول عليها من عملاء الكي جي بي في كابول، تلخصت في أن ما يفترض بأنهم حارسين من حراس أمين قتلا الرئيس السابق نور محمد تراكي بمخدة، وأن الشكوك تدور حول كون أمين عميلا لوكالة الاستخبارات الأمريكية (السي آي إيه). ولكن كان هناك شكوك في صفوف المستشارين العسكريين السوفييت للجيش الأفغاني، فمثلا ادعى الجنرال فاسيلي زابلاتين، والذي كان مستشارا سياسيا في ذلك الوقت، أن أربعة من وزراء تاراكي كانوا وراء عدم الاستقرار. كما أن طرحا قويا آخر يعارض كون أمين عميلا للمخابرات الأمريكية هو أنه دائما وأبدا أظهر وبشكل رسمي صداقة وتقرب من الاتحاد السوفييتي. وحتى بعد موت أمين وإثنين من أبناءه، قالت زوجته أنها وابنتيها وإبنها أرادت الذهاب إلى الاتحاد السوفييتي، لأن زوجها كان صديقا للاتحاد السوفييتي. وتوجهت لاحقا إلى الإتحاد السوفييتي لتعيش هناك، ولكن زابلاتين لم يؤكد ذلك بشكل كافي.[1]
في 22 ديسمبر، أشار مستشارو القوات المسلحة الأفغانية السوفييت على القوات المسلحة الأفغانية بالعمل على صيانة الدبابات وأشكال أخرى من العتاد الحرج والمهم. وفي تلك الأثناء انقطعت شبكة الاتصالات إلى المناطق خارج كابول، عازلة بذلك العاصمة. وبوضع أمنى متدهور، إنضمت أعداد كبيرة من القوات السوفييتية المجوقلة للقوات المتمركزة على الأرض وبدأت بالهبوط في كابول. وفي ذات الوقت نقل أمين مكاتب الرئاسة إلى قصر تاجبك، معتقدا أن ذلك سيكون أكثر أمنا من المخاطر المحتملة.
في 27 ديسمبر 1979، قام 700 بينهم 54 عميل كي جي بي من القوات الخاصة من مجموعة ألفا وزينيث، مرتدين اللباس الأفغاني الموحد باحتلال الأبنية الحكومية والعسكرية والإذاعية الرئيسية في العاصمة كابول، بما فيها هدفهم الرئيسي- قصر تاجبك الرئاسي، حيث تخلصوا من الرئيس حفظ الله أمين. بدأت تلك العملية الساعة السابعة مساء، عندما قام أفراد القوات الخاصة السوفييتية من المجموعة زينيث بتفجير مقسم الاتصالات الرئيسي في كابول، شالين بذلك القيادة العسكرية الأفغانية. وفي الساعة السابعة والربع، بدأت المعركة في قلعة تاجبك واستمرت لمدة 45 دقيقة، وفي ذات الوقت تم احتلال مواقع أخرى (وزارة الداخلية مثلا، الساعة السابعة والربع)، وتم الانتهاء من العملية كلية بصباح 28 ديسمبر. وأعلنت القيادة العسكرية في ترمز على راديو كابول بأنه جرى تحرير أفغانستان من حكم أمين.
ووفقا للمكتب السياسي السوفييتي، كان السوفييت يطبقون معاهدة الصداقة، التعاون وحسن الجوار لعام 1978 التي وقعها الرئيس السابق تاراكي. اعتقد السوفييت بأن إزاحة أمين ستنهي الصراع الداخلي على القوة ضمن حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني ويقلص من السخط الأفغاني.
قال السوفييت أن إعدام حفظ الله أمين تم على يد اللجنة الثورية المركزية الأفغانية. وإختارت تلك اللجنة بعدها النائب السابق لرئيس الحكومةبابراك كارمال، والذي كان اختياره للموقع الغير مهم نسبيا كقنصل في تشيكوسلوفاكيا بعد سيطرة خلق على السلطة.
دخلت القوات الأرضية العسكرية أفغانستان من الشمال في 27 ديسمبر. وفي الصباح، هبطت كتيبة فايتبسك المظلية في مطار في باجرام وكان الاجتياح السوفييتي لأفغانستان جاري على قدم وساق.
بشكل عام، رفض بريجينيف 18 طلب رسمي للمساعدة العسكرية من الحكومة الأفغانية قبل الأمر بالتدخل السوفييتي الفعلي في أفغانستان. وبشكل قانوني، لم تكن العملية احتلالا، وادعى الاتحاد السوفييتي أن التسمية كانت نتيجة للدعاية الأمريكية المضادة للسوفييت.