صفحة 1 من 1

شخصية الرسول السياسية

مرسل: الثلاثاء نوفمبر 05, 2013 9:08 pm
بواسطة وائل محمد 704
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الخلق االمرسلين اما بعد ،

الجانب السياسي في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم يكشف عن عبقرية وقيادة عملية و نشوئية في اقامة دولة متحضرة من مجموعة من القبائل المتفرقة تحت راية واحدة وسلطة واحدة وهدف واحد ورسالة واحدة..فكان تاسيس الدولة الاسلامية ..أرضا ..وشعبا..ومسلمون..وقيادة كان هو الشغل الشاغل لنبي الاسلام ،منذ صدع بالحق ،وحمل أمانة السماء الى أهل الارض وطبيعي جدا،بعد أن غرس الرسول صلى الله عليه وسلم نبتة التوحيد في أرض الجزيرة ،أن بنى دولة الاسلام في كل أرض الله ..وبعد أن حرر العقول من قيود الوثنية ،أن أسسس دولة الاسلام في قلوب الناس ،وبعد أن خاطب العامة بعقيدة التوحيد ،أن أعد القيادة التي تقود المجتمع الاسلامي الى عمارة الدنياوحماية الدين ان هذه المعاني السياسية بدت واضحة كل الوضوح في خط سير الدعوة على مدى الاعوام الثلاثة والعشرين،سواء الثلاث عشر سنة التي قضاها الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة ،أو العشر سنين التي قضاها في المدينة ،مع فارق بسيط .وهو أن الرسول في مكة كان يؤسس دولة الاسلام في قلوب الصحابة والتابعين.أما في المدينة فقد أسس دولته في أرض الواقع ،وساعدته في هذا،القيادات الجديدة التي كان الصحابي الواحد يساوي أمة..؟ ميثاق تأسيس الدولة ونقف أمام بعض الجوانب السياسية في حياة الرسول ..فغداة وصوله صلى الله عليه وسلم الى المدينة وضع وثيقة على درجة عالية من الاهمية القانونية والسياسية ،وحدد فيها عناصر قيام الامة ،وحدد طبيعة العلاقة بين المسلمين وغيرهم من المواطنين ،وخاصة اليهود.ونظم عنصر السلطة والسيادة في الدولة الناشئة ،كل هذا في وقت مبكر من التاريخ لم يكن قد ظهرت بعد عناصر الدولة وتضمنت هذه الوثيقة سبعة وأربعين بندا من البنود ذات الطابع الاسلامي السياسي القانوني .في وقت لم تكن في البلاد حكومة مركزية أو قوة معنوية ،بل كانت الاوضاع كما وصفها الله عز وجل [[ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ]]،فجاء الرسول صلى الله عليه وسلم وقرر من بين ما قرر: *الملسلمون أمة واحدة . * كل القبائل مع المسلمون يتعاونون معهم ويتاجرون معهم ..* لا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر،ولا ينصر كافر على مؤمن ..* ان اليهود ينفقون مع المؤمنين ماداموا محاربين ..* الجار كالنفس غير مضار ولا أثم..* ان هذا الكتاب لا يحول دون ظالم أو أثم وبهذه البنود وغيرها التي وردت في وثيقة الرسول مع المؤمنين واليهود تخطى الرسول صلى الله عليه وسلم أكبر مشكلتين سياسيتين ،كانتا تواجهانه صلى الله عليه وسلم ،وهما مشكلة تعدد القبائل العربية وتناحرها في كثير من المواقع ..وعداء اليهود له صلى الله عليه وسلم وخاصة في أول الامر وقد أعقب الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الوثيقة باجراء سياسي مهم وهو مؤاخاته بين المهاجرين الذين صحبوه في هجرته من مكة الى المدينة ،والانصار أهل المدينة أصلا بداية قوية لتأسيس الدولة