الحيوانات السياسية المروضة
مرسل: السبت نوفمبر 09, 2013 5:19 am
الحيوانات السياسية المروضة
د. مطلق سعود المطيري
تقوم المعرفة السياسية الإسرائيلية على تحليل الشخصية العربية وقراءة أبعادها النفسية والاجتماعية والتاريخية، فقد أكد الدرس الإسرائيلي أن العرب لا يوجد لديهم ثقافة سياسية تحدد معالم شخصياتهم كمجتمع يملك إضافات وتعددية أخلاقية تسهم بالتعرف على مصالحه وقواعد قبوله ورفضه للمبادرات السياسية، فالسياسة العربية في الفهم الإسرائيلي، يصنعها فرد وتخدم مصالح فرد، فالفرد في السياسة لا يحتاج التعامل معه إلى شحذ التاريخ وفحص هوية الدولة وطموحاتها، ولكن كل ما تحتاجه الدول التي تضطر الى التعامل مع الفرد السياسي إلى أدوات ترويضه، فإن كانت السيطرة عليه تأتي عن طريق المال قدموا له الرشاوي، وإن كان الأمر يتعلق في مستقبله السياسي قدمت له المساعدة للحفاظ على هيبته وزعامته، أو عن طريق الترهيب والتخويف مثل كشف بعض السلوكيات غير المرغوبة مثل ما عملت رئيسة وزراء إسرائيل السابقة تسفني ليفي مع بعض زبائنها من العرب.
وعن طريق هذا الترويض قدمت إسرائيل لكل بلاد الدنيا ان مشكلتها الأساسية مع افراد وليس مع مجتمعات لها حقوق، فلو رجعنا لجميع الحقوق العربية التي أقرتها إسرائيل في المواثيق الدولية مثل حدود 67، واللاجئين ومبدأ قيام الدولتين (فلسطين وإسرائيل)، التي لم تنفذها إسرائيل، لوجدتَ أن هناك فردا سياسيا عربيا مروضا اُستخدم لتعطيل هذه الحقوق.. فرئيسٌ مثل بشار الأسد نموذج للفرد السياسي المروض، فبقاؤه في الحكم ضرورة لتعطيل الحقوق العربية في الأراضي المحتلة، فوجوده ضرورة دعائية لتقول إسرائيل إنها في خطر، وزواله سيفقد إسرائيل حجة ناجحة استمرت أربعين عاما.
بكل فخر أقول إن الدولة التي لم تستطع إسرائيل أن تدخلها في حلبة ترويضها هي السعودية، فمن الملك عبدالعزيز الذي رفض الوجود اليهودي على شكل دولة في فلسطين في مقابلته المشهورة مع الرئيس الامريكي روزفلت 1945، مرورا باستخدام سلاح البترول، الى هذا اليوم، فالدرس الإسرائيلي يقول إن السياسة السعودية صلبة وصعبة وتكمن صعوبتها في البعد الأخلاقي التي تلتزم فيه بسياستها، فعندما قدمت مبادرتها للسلام في بيروت 2002، جعلتها سياسة أمة وليس سياسة فرد وضمنت بها جميع الحقوق الفلسطينية، وصدمت الطرف الآخر بأخلاقيتها، لهذا عملت تل ابيب مع افرادها العرب المروضين على تعطيلها.
فإسرائيل تعرف جيدا أن زبائنها في العالم العربي وأوربا وامريكا هم من سيقفون بوجه المملكة وتعطيل مساعيها الأخلاقية، لهذا استأجرت دولا وافرادا لتقوم بهذه المهمة، لتنزع البعد الاخلاقي عن السياسة السعودية، وعملت على برمجة بعض اقنية الاعلام العربي ليؤلف القصص المختلقة التي تحاول أن تقلل من أهميتها، ومن حرب 73 الى اليوم تؤلف الروايات ضد السعودية وتكتب بيانات ضدها وتحرك منابر شعبية لشتمها، لكي تكون في الذاكرة العربية شيئا مغايرا، فصانع الدعاية ضد المملكة يعلم يقينا أن العاطفة الشعبية العربية تشكلها الادعاءات والمزاعم وليس الحقائق، ومن يملك حماس العاطفة الشعبية بالعالم العربي يستطيع تحريكها بالاتجاه الذي يريد.
فالعاطفة الجماهرية التي تعتب على المملكة اليوم في بعض المواقف نطلب من أصحابها مراجعة الحقائق والمواقف وليس المزاعم الكاذبة التي تقدمها العقول والألسنة المروضة.
د. مطلق سعود المطيري
تقوم المعرفة السياسية الإسرائيلية على تحليل الشخصية العربية وقراءة أبعادها النفسية والاجتماعية والتاريخية، فقد أكد الدرس الإسرائيلي أن العرب لا يوجد لديهم ثقافة سياسية تحدد معالم شخصياتهم كمجتمع يملك إضافات وتعددية أخلاقية تسهم بالتعرف على مصالحه وقواعد قبوله ورفضه للمبادرات السياسية، فالسياسة العربية في الفهم الإسرائيلي، يصنعها فرد وتخدم مصالح فرد، فالفرد في السياسة لا يحتاج التعامل معه إلى شحذ التاريخ وفحص هوية الدولة وطموحاتها، ولكن كل ما تحتاجه الدول التي تضطر الى التعامل مع الفرد السياسي إلى أدوات ترويضه، فإن كانت السيطرة عليه تأتي عن طريق المال قدموا له الرشاوي، وإن كان الأمر يتعلق في مستقبله السياسي قدمت له المساعدة للحفاظ على هيبته وزعامته، أو عن طريق الترهيب والتخويف مثل كشف بعض السلوكيات غير المرغوبة مثل ما عملت رئيسة وزراء إسرائيل السابقة تسفني ليفي مع بعض زبائنها من العرب.
وعن طريق هذا الترويض قدمت إسرائيل لكل بلاد الدنيا ان مشكلتها الأساسية مع افراد وليس مع مجتمعات لها حقوق، فلو رجعنا لجميع الحقوق العربية التي أقرتها إسرائيل في المواثيق الدولية مثل حدود 67، واللاجئين ومبدأ قيام الدولتين (فلسطين وإسرائيل)، التي لم تنفذها إسرائيل، لوجدتَ أن هناك فردا سياسيا عربيا مروضا اُستخدم لتعطيل هذه الحقوق.. فرئيسٌ مثل بشار الأسد نموذج للفرد السياسي المروض، فبقاؤه في الحكم ضرورة لتعطيل الحقوق العربية في الأراضي المحتلة، فوجوده ضرورة دعائية لتقول إسرائيل إنها في خطر، وزواله سيفقد إسرائيل حجة ناجحة استمرت أربعين عاما.
بكل فخر أقول إن الدولة التي لم تستطع إسرائيل أن تدخلها في حلبة ترويضها هي السعودية، فمن الملك عبدالعزيز الذي رفض الوجود اليهودي على شكل دولة في فلسطين في مقابلته المشهورة مع الرئيس الامريكي روزفلت 1945، مرورا باستخدام سلاح البترول، الى هذا اليوم، فالدرس الإسرائيلي يقول إن السياسة السعودية صلبة وصعبة وتكمن صعوبتها في البعد الأخلاقي التي تلتزم فيه بسياستها، فعندما قدمت مبادرتها للسلام في بيروت 2002، جعلتها سياسة أمة وليس سياسة فرد وضمنت بها جميع الحقوق الفلسطينية، وصدمت الطرف الآخر بأخلاقيتها، لهذا عملت تل ابيب مع افرادها العرب المروضين على تعطيلها.
فإسرائيل تعرف جيدا أن زبائنها في العالم العربي وأوربا وامريكا هم من سيقفون بوجه المملكة وتعطيل مساعيها الأخلاقية، لهذا استأجرت دولا وافرادا لتقوم بهذه المهمة، لتنزع البعد الاخلاقي عن السياسة السعودية، وعملت على برمجة بعض اقنية الاعلام العربي ليؤلف القصص المختلقة التي تحاول أن تقلل من أهميتها، ومن حرب 73 الى اليوم تؤلف الروايات ضد السعودية وتكتب بيانات ضدها وتحرك منابر شعبية لشتمها، لكي تكون في الذاكرة العربية شيئا مغايرا، فصانع الدعاية ضد المملكة يعلم يقينا أن العاطفة الشعبية العربية تشكلها الادعاءات والمزاعم وليس الحقائق، ومن يملك حماس العاطفة الشعبية بالعالم العربي يستطيع تحريكها بالاتجاه الذي يريد.
فالعاطفة الجماهرية التي تعتب على المملكة اليوم في بعض المواقف نطلب من أصحابها مراجعة الحقائق والمواقف وليس المزاعم الكاذبة التي تقدمها العقول والألسنة المروضة.