منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
#65046
"العلمانية" أصلها ترجمة للكلمة الإنجليزية "Secularisem"، وهي من العلم فتكون بكسر العين، أو من العالم فتكون بفتح العين، وهي ترجمة غير أمينة ولا دقيقة ولا صحيحة، لأن الترجمة الحقيقية للكلمة الإنجليزية هي " لا دينية أو لا غيبية أو الدنيوية أو لا مقدس"، لكن المسوقون لمبدأ العلمانية في بلاد الإسلام علموا أنهم لو ترجموها الترجمة الحقيقية لما قبلها الناس ولردوها ونفروا منها فدلسوها تحت كلمة العلمانية لإيهام الناس أنها من العلم، ونحن في عصر العلم، أو أنها المبدأ العالمي السائد والمتفق عليه بين الأمم والشعوب غير المنحاز لأمة أو ثقافة .
وكان أول من طرح هذا المصطلح في الساحة الثقافية العربية نصارى بلاد الشام في القرن التاسع عشر، وأولهم "إلياس بقطور" وهو نصراني لبناني في معجم (عربي / فرنسي) ثم طرحه بعده " البستاني " في معجميه الذَين ألفهما.
والمدلول الصحيح لكلمة "العلمانية" هو: أنها إقامة الحياة على غير الدين سواء بالنسبة للفرد أو للدولة، وهي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بالدنيا وحدها.
بناءً على التعريف السابق يمكننا القول بأن العلمانية نظام من المبادئ والتطبيقات الذي يرفض كل صورة من صور الإيمان الديني والعبادة الدينية، كما يرفض كل نظام أو قيمة تنسب إلى الدين، ويسعى إلى فصل الدين ليس فقط عن الدولة بل عن الحياة بشكل عام.
موقف الإسلام من العلمانية
يمكن تلخيص موقف الإسلام من "العلمانية" ضمن المفاهيم التالية:
1. أن التدين جزء من الطبيعة البشرية ولا يستطيع الإنسان أن يعيش من غير دين.
2. حرر الإسلام الفكر من الظنون والفروض والأساطير والخرافات والأوهام والأهواء ودعا إلى التمسك بالمنابع الأسلامية الأصيلة القائمة على الوحي.
3. أن حاضر الفكر الإسلامي والأدب العربي لا ينفك عن ماضيه الممتد المتصل المتفاعل عبر الحقب التاريخية دون توقف، وأن الفكر الإسلامي الحديث هو ثمرة وامتداد للفكر الإسلامي الذي شيده القرآن الكريم.
4.أن الحرية في الإسلام تعني تحرير العقل من قيود الوثنية مهما اختلفت أسماؤها، ومن الجهل مهما تباينت تواريخه ومن الخرافة والتقليد، كما تعني تحرير الإنسان من العبودية والطغيان.
5.أن الأخلاق في الإسلام ثابتة لا تختلف باختلاف المجتمعات ولا تتطور بتطور الأزمان ولا تتبدل بتبدل الأجيال.
6. أن الإسلام وحدة متكاملة لا تقبل الانفصام ولا التجزئة ولا التفتيت، وكل فرع فيه يقوم على أصول ثابتة.
7. لقد ربط الإسلام في حياة الفرد بين عقيدته التي يؤمن بها ويدين لها وبين العمل والنشاط الذي يصدر عنه وقرن بين العلم والعمل، فلا يطلب العلم ليبقى في خيز النظريات وإنما يطلبه ليطبق ويستفاد منه في تحسين وسائل الحياة الإنسانية.