- الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 10:32 am
#65150
لم يكن سارتر يملك الوعى السياسى قبل الحرب. لقد شارك في الحرب دون تردد رغم أنه كان مسالما وضد العسكرية. لقد غيرته الحرب والحياة داخل المجتمع تغيرا كليا. أثناء الحرب الزائفة، جند كجندى في علم الطقس. اقد سمحت له هذه الوظيفة بإيجاد وقت فراغ كبير كان يستغله في الكتابة (بمتوسط 12 ساعة في اليوم خلال تسعة أشهر, أى 2000 صفحة, وقد نشر جزء صغير منهم تحت اسم "دفاتر الحرب الزائفة "). كان يكتب في البداية لتجنب أى تعامل مع زملاءه لانه كان يضيق بالمعاملات الجادة والهرمية للجيش.
انتهت الحرب الزائفة في مايو 1940 وتحولت من حرب زائفة إلى حرب حقيقية. في 21 يونيو, حبس سارتر في بادو في فوج ثم حول إلى مخيم اعتقال بألمانيا مع 25000 معتقل. أثرت تجربة السجن في سارتر بشكل كبير: تعلم من خلاله التضامن مع الآخرين؛ لقد شارك الحياة المجتمعية المرحة دون الاحساس بالقهر والخوف: كان يروى القصص والنكات لأصحابه في العنبر ويلعب مباريات الملاكمة معهم وكتب أيضا مسرحية قصيرة لسهرة عيد الميلاد وأطلق عليها "باركوبا" ولكنها لم تنشر.
كانت هذه الحياة مع المعتقلين مهمة لانها كانت نقطة تحول في حياته: فلم يعد فردى الثلاثينيات لكنه رأى وجوب الانخراط داخل المجتمع.
في مارس 1941, أطلق سراح سارتر بسبب شهادة طبية خاطئة ولكن حسب أقوال الأخوة جيل وجون روبرت راجاش, انه قد تم إطلاق سراحه بتدخل من بيير دريو لا روشيل: << في خريف 1940, قام دريو بكتابة قائمة بالكتاب المعتقلون وكان من بينهم سارتر ومكتوب امام هذه القائمة "المطالبة بإطلاق سراح الكتاب" >> [6]. أخذته رغبته الجديدة في الالتحاق منذ عودته من باريس لأنشاء حركة مقاومة مع بعض من زملاءه مثل سيمون دى بوفوار تحت اسم حركة "الاشتراكية والحرية". التحق بها حوالى خمسون عضوا في يونيو 1941. كان سارتر معارضا متواضعا لكن صادق. أخذ عليه فلاديمير جانكليفيتش اهتمامه بالتقدم في عمله اكثر من التنديد ومعارضة المحتل. في صيف 1941, قام سارتر بعبور الولاية بالدراجة لتوسيع عدد اعضاء الحركة من المثقفين مثل جيد ومالرو لكن دون جدوى. حلت حركة "الاشتراكية والحرية" في نهاية عام 1941 بعد القبض على عضوان من اصدقاءه [7]. في أكتوبر 1941, تولى سارتر منصب المدرس في ليسيه كوندورسيه في الkhâgne وهي فصول اعدادية متخصصة في الأدب بدلا من فيرديناند آلكييه. كان المعلم هنرى دريفوس لوفوايي أول من شغل هذا المنصب وحتى 1940 لكن أطيح به لكونه يدين باليهودية.كشف جان دانيال هذه الواقعة في أكتوبر 1997 في افتتاحية جريدة Nouvel observateur وقد ألقى باللوم على سارتر. تسائل انجليد جالستر عن موقف سارتر الغير واضح ثم قال "اذا كان سارتر يريد ذلك او لم يرد فهو استفاد من القوانين العنصرية لحكومة فيشي [8] " وقد نشر في هذا الوقت العديد من المقالات في المجلة المتعاونة مع العدو "كويميديا" التي قام بإنشائها رينيه ديلانج في 21 يونيو 1941 تحت إدارة Propaganda-Staffel [9].
بالرغم من حل حركة "الاشتراكية والحرية"، لم يتنازل سارتر عن دوره في المقاومة الذي استكمله عن طريق الكتابة. في 1943, قام سارتر بكتابة وإخراج مسرحية "الذباب" والتي تتخذ أسطورة اليكترا كنداء رمزى لمقاومة المعتدى, وقد تعرف على ألبير كامو خلال أول عرض لها. في هذه الفترة من الاحتلال، لم تحصل المسرحية على الدوى المتوقع لها: كانت القاعات فارغة وتوقف العروض مبكرا جدا عن الوقت المتوقع لها. كان هذا العرض غامض بالنسبة لجان أمادو : <<في 1943, في السنة الأكثر قبحا للاستعمار, كان يعرض "الذباب" في باريس. هذا يعنى انه فعل ما فعله ساشا جيترى الذي ان يقدم عروضه امام جمهور من العمال الالمان وانتهى به الحال إلى ان قبض عليه بينما حول سارتر للجنة التنقية التي كانت تحكم الجواز للكتاب بالنشر ام الوقف والحظر. أندريه مالرو نفسه الذي كان يخاطر بحياته في المقاومة لم يكن عضوا في هذه اللجنة>>. اعتبر ميشيل وينوك أن <<مكر سارتر هو الذي حول الفشل المسرحى إلى مكسب سياسى>>.
في نفس العام, نشر سارتر "الوجود والعدم" التي اظهرت تأثر سارتر بهايدغر، فقد تعمق في القواعد النظرية لمنظومة فكره. من 17 يناير إلى 10 أبريل 1944، بعث ب 12 برنامج مسجل لراديو فيشى [10].
ثم كتب مسرحية تسمى "الآخرون" وقد تغير اسمها إلى الغرفة المغلقة [11]
والتي عرضت في مايو 1944 وقد لاقت نجاحا واضحا. نحو نهاية الحرب, جند كامو سارتر في شبكة المقاومة "قتال" وأصبح كاتب في جريدة تحمل نفس الاسم "قتال" وقد وصف في صفحاتها الأولى تحرير باريس. وبدأت من هنا شهرته العالمية. بعث سارتر في يناير 1945 إلى الولايات المتحدة لكتابة مجموعة مقالات في جريدة لو فيجارو وقد استقبل استقبال أبطال المقاومة. إذن, فالحرب قسمت حياة سارتر إلى جزئين: منذ بدايته وحتى "الوجود والعدم"، كان فيلسوفا للوعى الفردى ثم تحول إلى مثقف وصاحب موقف سياسى باهتمامه بقضايا العالم. تحول من مدرس معروف في العالم الفردى إلى نجم عالمي بعد الحرب.
انتهت الحرب الزائفة في مايو 1940 وتحولت من حرب زائفة إلى حرب حقيقية. في 21 يونيو, حبس سارتر في بادو في فوج ثم حول إلى مخيم اعتقال بألمانيا مع 25000 معتقل. أثرت تجربة السجن في سارتر بشكل كبير: تعلم من خلاله التضامن مع الآخرين؛ لقد شارك الحياة المجتمعية المرحة دون الاحساس بالقهر والخوف: كان يروى القصص والنكات لأصحابه في العنبر ويلعب مباريات الملاكمة معهم وكتب أيضا مسرحية قصيرة لسهرة عيد الميلاد وأطلق عليها "باركوبا" ولكنها لم تنشر.
كانت هذه الحياة مع المعتقلين مهمة لانها كانت نقطة تحول في حياته: فلم يعد فردى الثلاثينيات لكنه رأى وجوب الانخراط داخل المجتمع.
في مارس 1941, أطلق سراح سارتر بسبب شهادة طبية خاطئة ولكن حسب أقوال الأخوة جيل وجون روبرت راجاش, انه قد تم إطلاق سراحه بتدخل من بيير دريو لا روشيل: << في خريف 1940, قام دريو بكتابة قائمة بالكتاب المعتقلون وكان من بينهم سارتر ومكتوب امام هذه القائمة "المطالبة بإطلاق سراح الكتاب" >> [6]. أخذته رغبته الجديدة في الالتحاق منذ عودته من باريس لأنشاء حركة مقاومة مع بعض من زملاءه مثل سيمون دى بوفوار تحت اسم حركة "الاشتراكية والحرية". التحق بها حوالى خمسون عضوا في يونيو 1941. كان سارتر معارضا متواضعا لكن صادق. أخذ عليه فلاديمير جانكليفيتش اهتمامه بالتقدم في عمله اكثر من التنديد ومعارضة المحتل. في صيف 1941, قام سارتر بعبور الولاية بالدراجة لتوسيع عدد اعضاء الحركة من المثقفين مثل جيد ومالرو لكن دون جدوى. حلت حركة "الاشتراكية والحرية" في نهاية عام 1941 بعد القبض على عضوان من اصدقاءه [7]. في أكتوبر 1941, تولى سارتر منصب المدرس في ليسيه كوندورسيه في الkhâgne وهي فصول اعدادية متخصصة في الأدب بدلا من فيرديناند آلكييه. كان المعلم هنرى دريفوس لوفوايي أول من شغل هذا المنصب وحتى 1940 لكن أطيح به لكونه يدين باليهودية.كشف جان دانيال هذه الواقعة في أكتوبر 1997 في افتتاحية جريدة Nouvel observateur وقد ألقى باللوم على سارتر. تسائل انجليد جالستر عن موقف سارتر الغير واضح ثم قال "اذا كان سارتر يريد ذلك او لم يرد فهو استفاد من القوانين العنصرية لحكومة فيشي [8] " وقد نشر في هذا الوقت العديد من المقالات في المجلة المتعاونة مع العدو "كويميديا" التي قام بإنشائها رينيه ديلانج في 21 يونيو 1941 تحت إدارة Propaganda-Staffel [9].
بالرغم من حل حركة "الاشتراكية والحرية"، لم يتنازل سارتر عن دوره في المقاومة الذي استكمله عن طريق الكتابة. في 1943, قام سارتر بكتابة وإخراج مسرحية "الذباب" والتي تتخذ أسطورة اليكترا كنداء رمزى لمقاومة المعتدى, وقد تعرف على ألبير كامو خلال أول عرض لها. في هذه الفترة من الاحتلال، لم تحصل المسرحية على الدوى المتوقع لها: كانت القاعات فارغة وتوقف العروض مبكرا جدا عن الوقت المتوقع لها. كان هذا العرض غامض بالنسبة لجان أمادو : <<في 1943, في السنة الأكثر قبحا للاستعمار, كان يعرض "الذباب" في باريس. هذا يعنى انه فعل ما فعله ساشا جيترى الذي ان يقدم عروضه امام جمهور من العمال الالمان وانتهى به الحال إلى ان قبض عليه بينما حول سارتر للجنة التنقية التي كانت تحكم الجواز للكتاب بالنشر ام الوقف والحظر. أندريه مالرو نفسه الذي كان يخاطر بحياته في المقاومة لم يكن عضوا في هذه اللجنة>>. اعتبر ميشيل وينوك أن <<مكر سارتر هو الذي حول الفشل المسرحى إلى مكسب سياسى>>.
في نفس العام, نشر سارتر "الوجود والعدم" التي اظهرت تأثر سارتر بهايدغر، فقد تعمق في القواعد النظرية لمنظومة فكره. من 17 يناير إلى 10 أبريل 1944، بعث ب 12 برنامج مسجل لراديو فيشى [10].
ثم كتب مسرحية تسمى "الآخرون" وقد تغير اسمها إلى الغرفة المغلقة [11]
والتي عرضت في مايو 1944 وقد لاقت نجاحا واضحا. نحو نهاية الحرب, جند كامو سارتر في شبكة المقاومة "قتال" وأصبح كاتب في جريدة تحمل نفس الاسم "قتال" وقد وصف في صفحاتها الأولى تحرير باريس. وبدأت من هنا شهرته العالمية. بعث سارتر في يناير 1945 إلى الولايات المتحدة لكتابة مجموعة مقالات في جريدة لو فيجارو وقد استقبل استقبال أبطال المقاومة. إذن, فالحرب قسمت حياة سارتر إلى جزئين: منذ بدايته وحتى "الوجود والعدم"، كان فيلسوفا للوعى الفردى ثم تحول إلى مثقف وصاحب موقف سياسى باهتمامه بقضايا العالم. تحول من مدرس معروف في العالم الفردى إلى نجم عالمي بعد الحرب.