صفحة 1 من 1

توحيد إيطاليا في العصر الحديث

مرسل: الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 11:35 am
بواسطة فيصل العمر. 36336
لم يكتمل توحيد الشعب الإيطالي في دولة وطنية في القرن التاسع عشر، حيث بقي العديد من الإيطاليين خارج حدود المملكة، وهذه الحالة خلقت الحركة الوحدوية الإيطالية إيطاليا الضائعة هي حركة رأي قومية إيطالية نشأت بعد الوحدة الإيطالية. انتشرت هذه الحركة القومية بين الإيطاليين والقوميات الأخرى التي كانت لديها الرغبة في أن تصبح جزءً من إيطاليا. لم تكن حركة إيطاليا الضائعة منظمة رسمية، بل كانت مجرد حركة ترى ضرورة توسع إيطاليا لتصل إلى "حدودها الطبيعية". هذه الأفكار الوطنية والقومية كانت شائعة في أوروبا في القرن التاسع عشر.

التعصب القومي والحربين العالميتين
خلال حقبة ما بعد التوحيد، كان بعض الإيطاليين غير راضين عن الوضع الحالي للمملكة الإيطالية حيث أرادوا أن تشمل المملكة ترييستي وايستريا وغيرها من المناطق. نجحت هذه الحركة ذات المطامع الإيطالية في الحرب العالمية الأولى بضم ترييستي وترينتو مع كل أراضي فينيتسيا جوليا وترينتينو.

أعلنت المملكة الإيطالية الحياد في بداية الحرب، وذلك لأن التحالف الرسمي الثلاثي مع ألمانيا والنمسا والمجر، كان دفاعيًا وتطلب من أعضائه التعرض للهجوم أولاً. كما حمل الكثير من الإيطاليين عداوة تاريخية للنمسا التي احتلت مناطق تقطنها العرقية الإيطالية، وبالتالي لم تكن إيطاليا ترغب في دخول الحرب. طلبت النمسا والمجر الحياد من إيطاليا، في حين أن الوفاق الثلاثي (الذي ضم بريطانيا وفرنسا وروسيا) أراد تدخلها. وفي ميثاق لندن الموقع في أبريل 1915، وافقت إيطاليا على إعلان الحرب ضد قوات دول المحور المركزي مقابل منطقة فريولي وترينتينو ودالماسيا.

كان من نتائج الحرب العالمية الأولى، حصول إيطاليا على ترييستي وغوريتسيا واستريا وزادار. وخلال الحرب العالمية الثانية، وبعد احتلال المحور ليوغوسلافيا، أنشأت إيطاليا "Governatorato di Dalmazia" (حكومة دالماتيا) (من 1941 إلى سبتمبر 1943)، وبالتالي ضمت مملكة إيطاليا مؤقتًا سبليت وكوتور وأغلب دالماسيا الساحلية. بين عامي 1942 و 1943، ضمت أيضًا كورسيكا ونيس إلى المملكة مؤقتًا، موفية بذلك تمامًًا المطامع الإيطالية.

كان هدف الحركة المعلن تحرير كل الأراضي الإيطالية، التي لا تزال خاضعة لحكم أجنبي بعد الوحدة الإيطالية. كانت اللغة هي المعيار الذي حددت به الحركة الجنسية الإيطالية المزعومة في البلدان، التي يفترض أنهم قد حرروها وهي ترينتينو وترييستي ودالماسيا واستريا وغوريتسيا وتيسينو ونيس وكورسيكا ومالطة. بينما عززت النمسا والمجر المصالح الكرواتية في دالماسيا واستريا، بهدف إضعاف المطالب الإيطالية في منطقة البلقان الغربي، قبل الحرب العالمية الأولى.

بعد الحرب العالمية الثانية
بعد الحرب العالمية الثانية، تلاشت حركة المطامع القومية من السياسة الإيطالية. ولم يبق سوى بضعة آلاف من الإيطاليين في استريا ودالماسيا، نتيجة للهزيمة في الحرب العالمية الثانية، وذبح ما يقرب من 2,000 إيطالي انتقامًا من الفظائع الفاشية. اختيار 200-250 ألف شخص الجنسية الإيطالية في ما أصبح يعرف بالهجرة الإسترية.

حركات الانفصال
حظيت عملية التوحيد الإيطالية بشعبية حينها عمومًا بين الناس الذين يعيشون في شبه الجزيرة الإيطالية، وخاصة فيما يتعلق بإنهاء الحكم النمساوي. ومع ذلك، ظهر معارضون للوحدة في القرن التاسع عشر، وخاصةً حكام الدول التي ضمت إلى المملكة، ولا تزال النزعات المحلية بارزة حتى يومنا هذا. هناك حركتان انفصاليتان كبيرتان (بلغ مؤيدوهما في الماضي أقل من 5 % من الأصوات في الانتخابات الوطنية، وحاليًا في الانتخابات الأخيرة لعام 2008 حصدوا حوالي 10 ٪ على الصعيد الوطني و 20 ٪ في الشمال) ممثلة في الأحزاب السياسية النشطة وهي : رابطة الشمال في الشمال وحركة استقلال صقلية في الجنوب. نشأت حركة الانفصال في الجنوب نتيجة لثورة الفلاحين ضد الحكومة الجديدة. بينما يمثل الحركة الأولى عدة نواب في البرلمان الوطني.
تمتلك منطقة فينيتو (تشير إلى معظم أراضي ما كان يعرف بجمهورية البندقية) شعورًا قويًا خاصًا متزايدًا نحو الحكم الذاتي أو الاستقلال. وفي الانتخابات الأخيرة، حصل ليغا نورد (حزب رابطة الشمال) على 28.4 ٪ بينما حصل حزب PDL على 29.3%. وإن كان كبار ممثلي PDL، يفضلون الحصول على الحكم الذاتي (وليس الاستقلال) ضمن إطار وحدوي إيطالي.
هناك حركة انفصالية قوية في منطقة في ألتو أديجي/ جنوب تيرول الإيطالية، يتزعمها الأغلبية الناطقة بالألمانية في المنطقة، من أجل الوحدة مع النمسا. كانت الحركة أقوى ما يمكن بعد الحرب العالمية الثانية. الأحزاب الانفصالية لا تزال موجودة، ولكن تمت تهدئتها بمنح الأقاليم حكمًا ذاتيًا واسعًا من قبل الحكومة الإيطالية.