هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الأولى
مرسل: الأربعاء نوفمبر 13, 2013 9:43 pm
أسفرت هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى عن نشوء الأردن الحديث. وحرصاً على ضمان الدعم العربي ضد العثمانيين، عرض البريطانيون دعم الحركة القومية التي كانت ناشطة في الأراضي العربية للإمبراطورية العثمانية. عام 1915- 1916، تفاوضت لندن مع الشريف حسن بن علي، حاكم أقدس مدينة إسلامية (مكة)، وهو هاشمي (من فرع قبيلة قريش الذي ينتمي إليه النبي محمد) والسليل المباشر للنبي. ومقابل تمرد العرب ضد الأتراك، وافق البريطانيون على الاعتراف باستقلال الأراضي العربية من الإمبراطورية العثمانية، ضمن حدود معينة. كما تعهدت بريطانيا بتطبيق الاستقلال العربي ما لم يتعارض مع مصالح حليفتها في الحرب: فرنسا.
في حزيران/يونيو عام 1916، أطلق الشريف حسين الثورة العربية، بدعم لوجستي من البريطانيين (بما في ذلك "لورنس العرب"). وبعد سيطرة المتمردين على الحجاز بقيادة ابن حسين الثالث، الأمير فيصل، انتقلوا إلى سوريا الكبرى حيث عملوا جنباً إلى جنب مع الجيش البريطاني الذي غزا فلسطين على طول الساحل من مصر. استولى فيصل على العقبة على رأس البحر الأحمر في تموز/يوليو عام 1917 وعمان، والتي لم تكن حينها أكثر بقليل من بلدة كبيرة، في أيلول/سبتمبر. سقطت القدس في يد البريطانيين بعد ذلك بثلاثة أشهر، وتم الاستيلاء على دمشق في تشرين الأول/أكتوبر عام 1918.
اتفاقية سايكس بيكو :-
بينما حرضت لندن العرب على التمرد مع وعود بالاستقلال، إلا أنها كانت بسرية تفاوض روسيا وفرنسا على صفقة معاكسة. قسمت اتفاقية سايكس بيكو، التي أبرمت في أيار/مايو عام 1916، المنطقة إلى مناطق نفوذ بريطانية وفرنسية. فحصلت فرنسا على منطقة تعادل دول لبنان وسوريا وشمال العراق الحديثة تقريباً، في حين حصل البريطانيون على منطقة تعادل دول إسرائيل والأردن وفلسطين وجنوب العراق الحديثة. وتم تخصيص القدس وجزء من فلسطين لإدارة دولية تقديراً لأهميتها الدينية.
وفي الوقت ذاته في 2 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1917، وبعد مفاوضات مع الحركة الصهيونية، أصدرت لندن وعد بلفور الذي أكد أن البريطانيين ينظرون "بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين".
في أيلول/سبتمبر عام 1918، أعلن أنصار الثورة العربية عن تشكيل حكومة عربية برئاسة فيصل ابن الشريف حسين، مع أن السلطة الحقيقية في سوريا بقيت في يد البريطانيين.
وافق مؤتمر باريس للسلام عام 1919 على إدارة ممتلكات السابقة للألمان والعثمانيين المهزومين على شكل انتداب تحت إشراف الهيئة الدولية الجديدة "عصبة الأمم". وتقرر انتداب فرنسا على سوريا ( بما فيها لبنان الحالي) وبريطانيا على فلسطين (بما في ذلك الأردن الحالي) والعراق.
استباقاً لأي نشاط فرنسي، تم عقد المؤتمر السوري العام من شخصيات وطنية في دمشق في آذار/مارس عام 1920 وانتخب فيصل ملكاً على سوريا الموحدة، أي أراضي سوريا ولبنان وفلسطين والأردن وإسرائيل الحالية. وأعلن التسعة والعشرون عراقياً الحضور عبد الله، الأخ الأكبر لفيصل، ملكاً على العراق المستقل. ولم يُجدِ ذلك نفعاً. فمن أجل إضفاء الطابع الرسمي لما تم الاتفاق عليه في باريس، عقدت فرنسا وبريطانيا اجتماعاً على عجل للمجلس الأعلى لعصبة الأمم في سان ريمو. وفي 5 أيار/مايو عام 1920، تم انتداب فرنسا على سوريا ولبنان وبريطانيا على فلسطين والعراق. ولم يكن هناك ذكر صريح لشرق الأردن، الأراضي الواقعة شرق نهر الأردن، ولكن لكونه كان يشكل جزءً من منطقة النفوذ البريطاني وفق اتفاقية سايكس بيكو، كان من المفهوم أنه يشكل جزءً من الانتداب على فلسطين. تحركت القوات الفرنسية إلى سوريا من لبنان، واحتلت دمشق في تموز عام 1920. وأجبر فيصل على الذهاب إلى المنفى، مع أن البريطانيين نصبوه ملكاً على العراق في العام التالي.
في حزيران/يونيو عام 1916، أطلق الشريف حسين الثورة العربية، بدعم لوجستي من البريطانيين (بما في ذلك "لورنس العرب"). وبعد سيطرة المتمردين على الحجاز بقيادة ابن حسين الثالث، الأمير فيصل، انتقلوا إلى سوريا الكبرى حيث عملوا جنباً إلى جنب مع الجيش البريطاني الذي غزا فلسطين على طول الساحل من مصر. استولى فيصل على العقبة على رأس البحر الأحمر في تموز/يوليو عام 1917 وعمان، والتي لم تكن حينها أكثر بقليل من بلدة كبيرة، في أيلول/سبتمبر. سقطت القدس في يد البريطانيين بعد ذلك بثلاثة أشهر، وتم الاستيلاء على دمشق في تشرين الأول/أكتوبر عام 1918.
اتفاقية سايكس بيكو :-
بينما حرضت لندن العرب على التمرد مع وعود بالاستقلال، إلا أنها كانت بسرية تفاوض روسيا وفرنسا على صفقة معاكسة. قسمت اتفاقية سايكس بيكو، التي أبرمت في أيار/مايو عام 1916، المنطقة إلى مناطق نفوذ بريطانية وفرنسية. فحصلت فرنسا على منطقة تعادل دول لبنان وسوريا وشمال العراق الحديثة تقريباً، في حين حصل البريطانيون على منطقة تعادل دول إسرائيل والأردن وفلسطين وجنوب العراق الحديثة. وتم تخصيص القدس وجزء من فلسطين لإدارة دولية تقديراً لأهميتها الدينية.
وفي الوقت ذاته في 2 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1917، وبعد مفاوضات مع الحركة الصهيونية، أصدرت لندن وعد بلفور الذي أكد أن البريطانيين ينظرون "بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين".
في أيلول/سبتمبر عام 1918، أعلن أنصار الثورة العربية عن تشكيل حكومة عربية برئاسة فيصل ابن الشريف حسين، مع أن السلطة الحقيقية في سوريا بقيت في يد البريطانيين.
وافق مؤتمر باريس للسلام عام 1919 على إدارة ممتلكات السابقة للألمان والعثمانيين المهزومين على شكل انتداب تحت إشراف الهيئة الدولية الجديدة "عصبة الأمم". وتقرر انتداب فرنسا على سوريا ( بما فيها لبنان الحالي) وبريطانيا على فلسطين (بما في ذلك الأردن الحالي) والعراق.
استباقاً لأي نشاط فرنسي، تم عقد المؤتمر السوري العام من شخصيات وطنية في دمشق في آذار/مارس عام 1920 وانتخب فيصل ملكاً على سوريا الموحدة، أي أراضي سوريا ولبنان وفلسطين والأردن وإسرائيل الحالية. وأعلن التسعة والعشرون عراقياً الحضور عبد الله، الأخ الأكبر لفيصل، ملكاً على العراق المستقل. ولم يُجدِ ذلك نفعاً. فمن أجل إضفاء الطابع الرسمي لما تم الاتفاق عليه في باريس، عقدت فرنسا وبريطانيا اجتماعاً على عجل للمجلس الأعلى لعصبة الأمم في سان ريمو. وفي 5 أيار/مايو عام 1920، تم انتداب فرنسا على سوريا ولبنان وبريطانيا على فلسطين والعراق. ولم يكن هناك ذكر صريح لشرق الأردن، الأراضي الواقعة شرق نهر الأردن، ولكن لكونه كان يشكل جزءً من منطقة النفوذ البريطاني وفق اتفاقية سايكس بيكو، كان من المفهوم أنه يشكل جزءً من الانتداب على فلسطين. تحركت القوات الفرنسية إلى سوريا من لبنان، واحتلت دمشق في تموز عام 1920. وأجبر فيصل على الذهاب إلى المنفى، مع أن البريطانيين نصبوه ملكاً على العراق في العام التالي.