التركيبة السكانية وقوة الدولة
مرسل: الخميس نوفمبر 14, 2013 5:11 pm
الكثافة السكانية وخير مثال ان عدد سكان سنغافورة لا يتجاوز 4 ملايين نسمه ولكن صادراتها تتجاوز إلى 93مليار دولاٍ سنويا وبالمقابل فان عدد سكان مصر يتجاوز أل 70مليون نسمه ولكن صادراتها لا تتجاوز أل 13مليار دولا سنويا واترك لكم التحليل والاستنتاج. ان الكفاءة السكانية لها دور واثر واضح على القوه السياسية والعسكرية للدولة ولا شك أن الكفاءة السكانية تتأثر بعوامل عديدة كالقدرات الثقافية والتعليمية والحالة الصحية والاجتماعية للسكان وهذا بدوره يتأثر بالتركيب الحضاري للسكان وموقع الدولة ومناخها بالإضافة الى التركيبة العرقية والطائفية واللغوية ولو نظرنا إلى الاتحاد الأوروبي الذي يجمع أكثر من 26دوله وأكثر من 20لغه وايدولوجيات وأعراق مختلفة فإنه يشكل اكبر تجمع اقتصادي في العالم بالمقابل لو نظرنا إلى العالم العربي الذي يشكل اكبر مساحه في قارة آسيا ويبلغ عدد سكانه أكثر من 300مليون نسمه ويتكلمون لغة واحده ((لغة القران الكريم )) ويعتنقون ديناً واحداً ولهم تاريخ ومصالح وثقافات مشتركه وحدود مشتركة نجد أن مشروع السوق العربية المشتركة لازالت حبراً على ورق منذ الخمسينات اضافة إلى تهميش إرادات الشعوب التي تصنع كل شيء لا الحكومات فالانضمام إلى عضويه الاتحاد الاوروبي يتم من خلال بوابة اراده الشعب وليس من خلال قرارات الحكام سبق ان تحدثا عن أهمية حجم السكان كعنصر مهم من عناصر القوة إلا ان العدد وحده لا يكفي لتحقيق القوة إذ لابد ان يكون هناك سكان قادرين على تحويل الإمكانات والموارد المتوافرة إلى قدرات وترجمتها إلى قوة فعلى عدد السكان وكفاءتهم وقدراتهم يتوقف نهوض الأمم وتفوقها واستمرارها فليس المهم امتلاك القوه المهم القدرة على استخدامها وبالرغم من ان عدد السكان هو قياس مهم لقدره الدولة العسكرية الا أن المهارات التي يتمتع بها السكان من حيث التنظيم والثقافة والتعليم هو الأهم فالإدارة تسهم في التأثير على القوة الديمقراطية لدوله سلباً او إيجاباً ومعدلات التعليم والثقافة بين السكان هي دليل على كفاءة السكان وقدرات السكان العلمية تنعكس على التطور التكنولوجي في الدولة ويؤدي افتقار الدولة للتطور التكنولوجي إلى اعتمادها على القوه البشرية. تعتبر الشخصية الوطنية هي احد عناصر القوة في الدولة أو على الأقل احد العناصر المميزة للشعوب ومميزات الشخصية الوطنية للسكان تحدد حجم وقوه الدعم الذي تحتاجه الحكومات لتنفيذ خططها وتتكون الشخصية الوطنية نتيجة تفاعل عناصر حضارية وبيئية مختلفة ونحن في الأردن لدينا من المقومات التي نعتز بها والتي جعلت من الشخصية الوطنية الاردنية مميزة وعامل قوة ومنها الإرث الحضاري والتاريخي للأردن ،الموقع الجيوسياسي الوسطية والاعتدال القيادة الهاشمية ونسبها إلى المصطفى عليه الصلاة والسلام والقدرة على أدارة الائتلاف والاختلاف في بيئة استراتيجية متغيرة ومتحركة وكأمثلة على الشخصيات الوطنية أورد الكاتب الأمريكي اوردكونتور بعض الصفات التي تميز الشخصية الوطنية لبعض الشعوب حيث يمتاز الأمريكان بالمبادرة الشخصية والإبداع والتفاؤل وبالفردية ويتميز الروس بالقوة والتصميم وعدم الثقة بالآخرين والألمان يتميزون بالنظام والنظرة المستقبلية والتشاؤم والصينيون بالمثابرة والالتزام أما الشخصية الوطنية العربية فلكم ان تجدوا لها مكاناً بين هده الأمم في ختام أقوال ان القيادات السياسية والعسكرية هي الاخرى على درجة عالية من الاهمية وعلى الرغم من أن الديمقراطيات العالمية تحكمها دساتير وقوانين ثابتة وواضحة الا ان السياسات الدولية لا تسير دوما وفق أسس وقوانين ثابتة ولذلك غالباً ما يجد القادة السياسيون أنفسهم أمام خيارات وفرص تحتاج إلى اتخاذ قرارات تعبر عن كفاءتهم وقدراتهم ودائماً يتمتع القادة العظام بتأييد شعبي كبير لما يتصفون به من كفاءات قيادية واحترام دولي ونحن في الأردن لنا حضور دولي وإقليمي مميز بسبب قيادتنا السياسية التي تقرأ البيئة جيداً وتتعامل مع المعطيات بما يخدم المصالح الوطنية الاردنية دائماً ولأن ثروتنا في عقولنا وقيادتنا الحكيمة. تنويه ورد في مقال الكثافة السكانية الذي نُشر في 16/1/2007 إن مساحة إقليم الجنوب تشكل 15,2% والصحيح أن النسبة هي 52% من مساحة المملكة وليس كما ذكر سابقاً للتنويه. * باحث ومحلل استراتيجي.