- الخميس نوفمبر 21, 2013 7:19 pm
#65667
توقَّع الفيلسوف السياسي هيغل (1770 – 1831) أن أمريكا وروسيا سيكون لهما دور سياسي مهم في قيادة العالم. من المدهش أن هذا لم يحدث فعلاً إلا بعد موت هيغل بمائة عام. هذا الحضور البارز للدولتين لم يتشكل حقاً إلا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945). وهذا ما دفع فرانسيس فوكوياما للقول بنظرية نهاية التاريخ.إنها ليست نظرية فوكوياما، بل نظرية هيغل مع تحريف بسيط. فوكوياما يرى أن الحداثة الغربية التي تمثلها أمريكا بالدرجة الأولى هي أبدع ما كان وما سيكون في المستقبل. من الواضح أن هذه الفكرة المجنونة ذات الحماس الشديد تستند لنشوة التفكير الرغبوي أكثر من استنادها على ما يفيدنا إياه علم التاريخ أو فلسفته.
إن ما نراه على أرض الواقع اليوم من خلال متابعة المشهد السياسي يقول إن أمريكا لم تكن أضعف منها اليوم خلال المائة سنة الماضية. إننا حقاً، أمام دولة لا تدري أين تريد أن تذهب. فالملاحظ على الولايات المتحدة أنها لا تريد سوى الانكفاء على ذاتها.
في الأسبوع الماضي، كتب المحلل السياسي مارك لاندلر في جريدة نيويورك تايمز مقالة له بعنوان (رايس تقدّم خطة متواضعة للشرق الأوسط) وفيها يقول إن أوباما ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس وفريقهما يجلسون لمناقشة قضايا بضخامة الوضع في سوريا والخلاف حول فلسطين، في معزل عن كل أجهزة الدولة، سوى دائرة مغلقة من موظفي البيت الأبيض. وأن المراجعات التي يقوم بها فريق أوباما في هذه الأيام، تختلف عن المراجعات التي تمت في 2009 بخصوص الوضع في أفغانستان، ففي 2009 حضر المراجعات عشرات من منسوبي البنتاجون ومن وزارة الدفاع ومن الاستخبارات الأمريكية وجهات أخرى. وأن المراجعات الحالية سريّة لدرجة أن جون كيري وزير الخارجية وتشوك هيغل وزير الدفاع يتم أخطارهما أسبوعياً فقط، بما يتم الاتفاق عليه في تلك الجلسات الخاصة بالبيت الأبيض. ماذا دار في تلك اللقاءات الخاصة؟ يقول لاندلر إنه كانت هناك أسئلة أربعة كبيرة:
ما هو الاهتمام الرئيس لأمريكا في الشرق الأوسط؟ كيف أثـّرت الاضطرابات في الشرق الأوسط على موقف أمريكا؟ ما هي الأشياء الواقعية التي يمكن للسيد أوباما أن يأمل في تحقيقها؟ ما هي الأشياء التي لا يمكنه الوصول إليها؟
ثم انتهت المراجعات بخلاصات وقرارات بالسير سيرة متواضعة من خلال النهج الذي يركز على الديبلوماسية ويضع حدوداً للاشتباك. وأن باراك أوباما لا يمكنه استخدام القوة العسكرية في أي منطقة يحكمها الصراع.
إن صح هذا الخبر، فمعناه أن رئيس الولايات المتحدة يعيش عزلة سياسية لم تمر على رئيس أمريكي سابق، وهذه العزلة لم تأت من فراغ، وليست ذات طابع شخصي محض، بل هي مرتبطة بالوضع الاقتصادي العام الذي تركض أمريكا في كل الاتجاهات للخلاص منه. إنها دورة التاريخ وعجلته السريعة التي لن يستطيع هيجل الفيلسوف ولا فرانسيس فوكوياما ولا أحد أن يوقفها.
إن ما نراه على أرض الواقع اليوم من خلال متابعة المشهد السياسي يقول إن أمريكا لم تكن أضعف منها اليوم خلال المائة سنة الماضية. إننا حقاً، أمام دولة لا تدري أين تريد أن تذهب. فالملاحظ على الولايات المتحدة أنها لا تريد سوى الانكفاء على ذاتها.
في الأسبوع الماضي، كتب المحلل السياسي مارك لاندلر في جريدة نيويورك تايمز مقالة له بعنوان (رايس تقدّم خطة متواضعة للشرق الأوسط) وفيها يقول إن أوباما ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس وفريقهما يجلسون لمناقشة قضايا بضخامة الوضع في سوريا والخلاف حول فلسطين، في معزل عن كل أجهزة الدولة، سوى دائرة مغلقة من موظفي البيت الأبيض. وأن المراجعات التي يقوم بها فريق أوباما في هذه الأيام، تختلف عن المراجعات التي تمت في 2009 بخصوص الوضع في أفغانستان، ففي 2009 حضر المراجعات عشرات من منسوبي البنتاجون ومن وزارة الدفاع ومن الاستخبارات الأمريكية وجهات أخرى. وأن المراجعات الحالية سريّة لدرجة أن جون كيري وزير الخارجية وتشوك هيغل وزير الدفاع يتم أخطارهما أسبوعياً فقط، بما يتم الاتفاق عليه في تلك الجلسات الخاصة بالبيت الأبيض. ماذا دار في تلك اللقاءات الخاصة؟ يقول لاندلر إنه كانت هناك أسئلة أربعة كبيرة:
ما هو الاهتمام الرئيس لأمريكا في الشرق الأوسط؟ كيف أثـّرت الاضطرابات في الشرق الأوسط على موقف أمريكا؟ ما هي الأشياء الواقعية التي يمكن للسيد أوباما أن يأمل في تحقيقها؟ ما هي الأشياء التي لا يمكنه الوصول إليها؟
ثم انتهت المراجعات بخلاصات وقرارات بالسير سيرة متواضعة من خلال النهج الذي يركز على الديبلوماسية ويضع حدوداً للاشتباك. وأن باراك أوباما لا يمكنه استخدام القوة العسكرية في أي منطقة يحكمها الصراع.
إن صح هذا الخبر، فمعناه أن رئيس الولايات المتحدة يعيش عزلة سياسية لم تمر على رئيس أمريكي سابق، وهذه العزلة لم تأت من فراغ، وليست ذات طابع شخصي محض، بل هي مرتبطة بالوضع الاقتصادي العام الذي تركض أمريكا في كل الاتجاهات للخلاص منه. إنها دورة التاريخ وعجلته السريعة التي لن يستطيع هيجل الفيلسوف ولا فرانسيس فوكوياما ولا أحد أن يوقفها.