- الخميس نوفمبر 21, 2013 7:26 pm
#65670
عالم الأرواح عالم قد أخفاه الله عنا لحكمة.{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}. وقد أفادنا الحديث النبوي بمعلومات إضافية عنه، مثل قوله عليه الصلاة والسلام: «إن الروح إذا قبض تبعه البصر» أي يشخص البصر إلى السماء، فتكون تلك آخر حركة يقوم بها البصر. وهذا مشاهد من حال الموتى لمن حضر وفاة ميت.
أما الفلاسفة الماديون فينكرون وجود الروح بالمرة ولا يرون في الموت سوى تعطل الأعضاء دون خروج شيء من الجسد. وهذه من حماقاتهم الكثيرة الناتجة عن احتباسهم في عالم الحواس الخمس ومعطياتها، كوسيلة وحيدة للمعرفة. ولو أنهم خرجوا من الأيديولوجية الجامدة التي تجمدت معها أذهانهم، لرأوا من عالم الحواس ما يدل على عالم الأرواح، وإن لم نرها بأعيننا ونلمسها بأيدينا.
إن هذه النظرة المادية الملحدة للوجود، لتشكل حجر الأساس في شقاء الإنسان اليوم، ولهذا مدح الله المؤمنين المتقين أول ما مدحهم في سورة البقرة بأنهم تجاوزوا جمود وصفاقة أذهان الماديين والدهريين {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}.
عندما ننظر في حياتنا اليومية ومواقفها التي تتكرر، فإننا سنجد آثاراً كثيرة تدل على عالم الأرواح. مثل أن تسب رجلاً، وتتكلم فيه في غيبته وتصفه بأنه لا خير فيه، ثم تذهب إليه حين تنسى وقيعتك وكلامك طالباً منه حاجة لك. إذا أطعت وساوس الشيطان وتكلمت في أحدٍ فلا تذهب إليه. وإن ذهبت فلا تتوقع من هذا الرجل أن يساعدك. لأنك قد قطعت ما بينك وبينه بصنيعك ذاك، إلا أن يكون قد تزكّى فما يلتفت لمثل هذه المواقف. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «الأرواح جنود مجندة، ما تآلف منها ائتلف، وما تخالف منها اختلف» فهذا «النفور الروحاني» هو سبب وقيعتك فيه ابتداء. وهو سينفر منك إذا رآك دون أن يكون لذلك سبب حسي. هذا النفور كلنا يجده، إذ يحدث أن تدخل إلى مجلس لا تعرف فيه أحداً، ثم تسلم على واحدٍ منهم بحرارة ملحوظة، وتسلم ببرود على الباقين، دون أن تنتبه ودون أن تعرف سبباً لتصرفك. وقد يجلس في المجلس رجلٌ لا تكاد تطيق النظر للمكان الذي يجلس فيه، فضلاً عن النظر لوجهه، دون أن تعرف سبباً لذلك. وسوف يتكرر منك هذا الفعل بعد أن تقرأ كلامي هذا وستلاحظه أكثر، ولن يتغير تصرفك إلا ظاهرياً عندما تحاول إظهار البشاشة للجميع حرصاً على مشاعر الناس. لكنك تعرف في قرارة نفسك أن هناك من ترتاح لمجالستهم وهناك من لا تطيق اقترابهم. وهذا لا يعني إطلاقاً صحة أحكامك. وقد توضح لك الأيام فيما تستقبل منها، أن ذلك الرجل الذي كنت لا تطيق النظر إليه هو خير منك، وخير ممن سلمت عليه بحرارة، وخير من ذلك المجلس كله. لكن هكذا هي الأرواح، كما أخبر الصادق المصدوق: «ما تآلف منها ائتلف وما تخالف منها اختلف». إنه عالم الروح الذي لا نعلم عنه إلا القليل.
الكاتب : خالد الغنامي
أما الفلاسفة الماديون فينكرون وجود الروح بالمرة ولا يرون في الموت سوى تعطل الأعضاء دون خروج شيء من الجسد. وهذه من حماقاتهم الكثيرة الناتجة عن احتباسهم في عالم الحواس الخمس ومعطياتها، كوسيلة وحيدة للمعرفة. ولو أنهم خرجوا من الأيديولوجية الجامدة التي تجمدت معها أذهانهم، لرأوا من عالم الحواس ما يدل على عالم الأرواح، وإن لم نرها بأعيننا ونلمسها بأيدينا.
إن هذه النظرة المادية الملحدة للوجود، لتشكل حجر الأساس في شقاء الإنسان اليوم، ولهذا مدح الله المؤمنين المتقين أول ما مدحهم في سورة البقرة بأنهم تجاوزوا جمود وصفاقة أذهان الماديين والدهريين {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}.
عندما ننظر في حياتنا اليومية ومواقفها التي تتكرر، فإننا سنجد آثاراً كثيرة تدل على عالم الأرواح. مثل أن تسب رجلاً، وتتكلم فيه في غيبته وتصفه بأنه لا خير فيه، ثم تذهب إليه حين تنسى وقيعتك وكلامك طالباً منه حاجة لك. إذا أطعت وساوس الشيطان وتكلمت في أحدٍ فلا تذهب إليه. وإن ذهبت فلا تتوقع من هذا الرجل أن يساعدك. لأنك قد قطعت ما بينك وبينه بصنيعك ذاك، إلا أن يكون قد تزكّى فما يلتفت لمثل هذه المواقف. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «الأرواح جنود مجندة، ما تآلف منها ائتلف، وما تخالف منها اختلف» فهذا «النفور الروحاني» هو سبب وقيعتك فيه ابتداء. وهو سينفر منك إذا رآك دون أن يكون لذلك سبب حسي. هذا النفور كلنا يجده، إذ يحدث أن تدخل إلى مجلس لا تعرف فيه أحداً، ثم تسلم على واحدٍ منهم بحرارة ملحوظة، وتسلم ببرود على الباقين، دون أن تنتبه ودون أن تعرف سبباً لتصرفك. وقد يجلس في المجلس رجلٌ لا تكاد تطيق النظر للمكان الذي يجلس فيه، فضلاً عن النظر لوجهه، دون أن تعرف سبباً لذلك. وسوف يتكرر منك هذا الفعل بعد أن تقرأ كلامي هذا وستلاحظه أكثر، ولن يتغير تصرفك إلا ظاهرياً عندما تحاول إظهار البشاشة للجميع حرصاً على مشاعر الناس. لكنك تعرف في قرارة نفسك أن هناك من ترتاح لمجالستهم وهناك من لا تطيق اقترابهم. وهذا لا يعني إطلاقاً صحة أحكامك. وقد توضح لك الأيام فيما تستقبل منها، أن ذلك الرجل الذي كنت لا تطيق النظر إليه هو خير منك، وخير ممن سلمت عليه بحرارة، وخير من ذلك المجلس كله. لكن هكذا هي الأرواح، كما أخبر الصادق المصدوق: «ما تآلف منها ائتلف وما تخالف منها اختلف». إنه عالم الروح الذي لا نعلم عنه إلا القليل.
الكاتب : خالد الغنامي