صفحة 1 من 1

جمهورية مصر العربية

مرسل: الخميس نوفمبر 21, 2013 7:29 pm
بواسطة نواف آل الشيخ 704
مقدمة

تمثل الدبلوماسية المصريـة علامة متميزة بين غيرها من الدبلوماسيات بحكم تراكم الخبرة لديها، وتنوع مجالات الحركة أمامها، سواء كان ذلك دولياً، أو إقليمياً على الصعيد العربي والأفريقي والإسلامي، وعلى صعيد دول العالم النامي، إلى جانب دورها التاريخي فى المنظمات الدولية والإقليمية، وُتعزز ذلك الكفاءة المشهودة لأعضاء السلك الدبلوماسى المصرى.

ولقد اقتضى ذلك بالضرورة أن يكون التدريب الدبلوماسى عنصراً أساسياً يقف وراء تلك الدبلوماسية النشطة، وكان طبيعياً أن تنشئ وزارة الخارجية "معهـد الدراسـات الدبلوماسيـة" الذى بدأ نشاطه عام 1966 ويحتفل هذا العام بمرور أربعين عاماً على إنشائه، وهى فترة ثرية شهدت سد نقص ٍ كبير، وملء فراغ ٍ ملموسٍ على ساحة العمل الدبلوماسى فى المنطقة العربية، والقارة الأفريقية، بل تجاوز ذلك إلى تنظيم برامج تدريبية للدبلوماسيين من آسيا، وأوروبا، وأمريكا الشمالية، واللاتينية، فضلاً عن التعاون المتنوع مع المعاهد النظيرة فى مختلف الدول الصديقة.

وسوف يواصل المعهـد مهمته، بوضع الخطط المستقبلية لتطوير أسلوب أدائه، بغية تحقيق المزيد من التقدم والإرتقاء بمستويات الأداء، لتستمر الدبلوماسيـة المصريـة فى أداء رسالتها السامية من أجل السـلام والاستقـرار والتنميـة والتقــدم.

إنشاء المعهد

أُنشئ المعهـد فى يونيه 1966 بقرار جمهورى أكد أن رسالة المعهد هى "توفير أحدث التدريبات العملية والتطبيقية لأعضاء السلك الدبلوماسى والقنصلى لتحقيق أعلى مستويات الكفاءة فى العمــل".

الدارســـون

يُقبل للدراسـة والتدريب بالمعهد الفئات التاليـة:

الملحقـون الدبلوماسيـون تحت الاختبار، الذين اجتازوا امتحان المسابقة التحريري، والقدرات، والشفهى، وصدر قرار بتعيينهم من وزير الخارجية.

أعضاء السلك الدبلوماسى المصرى من مختلف الدرجات، وتعقد لهم برامج خاصة متقدمة بصفة دورية، وبمناسبة نقلهم للخارج.

أعضاء السلك الدبلوماسى والعاملون بالشئون الخارجية بالدول العربية والأفريقية، والدول الإسلامية الشقيقة، وعدد من الدول الصديقة بوسط آسيا، وشرق أوروبا، ومنطقة البلقان، فضلاً عن برامج خاصة للمختصين بالشرق الأوسط فى دول مثل الصين وروسيا وكندا ومن الاتحاد الأوروبى.

الملحقون الفنيون وزوجاتهم، والعاملون فى المجالات العسكرية، والثقافية، والإعلام، والتعاون الدولى، والبحث العلمى، والعلاقات العامة، والهيئة العامة للاستعلامات، وغيرها .. الذين تعد لهم برامج خاصة.

زوجات أعضاء السلك الدبلوماسى المصرى اللاتى تنظم لهن دورات خاصة لتنمية قدراتهن بما يتفق وأهمية الدور الذى يقمن به.
البرنامـج الدراسـى والتدريبــى

يحظى المحلقون الدبلوماسيون الجدد بالنصيب الأكبر من البرنامج الدراسى والتدريبى بالمعهد الذى يبدأ بعد التحاقهم للعمل بالوزارة، وذلك بهدف صقل قدراتهم العلمية والعملية حيث يتضمن البرنامج:

الموضوعـات الثقافيـة العامــة:
يعتبر المبعوث الدبلوماسى فى واقع الأمر رسولاً لثقافة، ومعبراً عن حضارة، وهو ما يقتضى أن تكون ثقافته أفقية متنوعة، بحيث يعرف عن كل موضوع ما يمكنه من أداء وظائفه الدبلوماسية التى أصبحت أكثر تعقيداً من ذى قبل – سواء الوظيفة التمثيلية أم الاتصالية أم المعلوماتية- بكفاءة ونجاح.

ويولى المعهد مزيداً من الاهتمام لهذا الجانب الحيوى فى تكوين شخصية الدبلوماسى، حيث زيدت جرعة الموضوعات الثقافية العامة فى البرنامج الدراسى والتدريبى، بدعوة العديد من الشخصيات العامة المؤثرة، والأدباء، والمفكرين، والشعراء، والفنانين، للقاءات ونقاشات مفتوحة، فضلاً عن دعم ذلك بزيارات ميدانية للمزارات السياحية والثقافية المختلفة فى مصـر.

كما يشمل البرنامج التدريب على استخدامات الحاسب الآلى للاستفادة من الإمكانات الهائلة فى التعامل مع المعلومات التى هى عصب الحياة، والتدريب على أعمال البعثات والإدارات من خلال أسلوب المحاكاة، أو بإتاحة الفرصة أمام الدارسين للاحتكاك المباشر بالإلتقاء بنظرائهم الأجانب سواء بدعوتهم إلى القاهرة، أو من خلال الندوات والمؤتمرات الدولية، أو الزيارات التى يتيحها المعهد لهم لبعض الدول فى إطار البرنامج التدريبى الخارجى خاصة بالولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وسويسرا وبلجيكا وروسيا والصين وغيرها.


الموضوعـات السياسيــة:
وتشمل السياسة الخارجية لمصر، بالتعمق فى دراسة العلاقات مع دول الجوار الجغرافى، والتركيز على تطورات عملية السلام فى الشرق الاوسط، وقضايا الامن والاستقرار والتنمية فى إفريقيا، وحركة عدم الإنحياز، ودعم التعاون الأورومتوسطى، والعلاقات مع القوى المؤثرة كالولايات المتحدة والاتحاد الروسى والصين واليابان وقضايا العالم النامى فى إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.

الموضوعـات الاقتصاديــة:
وتشمل تناول الاقتصاد المصرى، وأوضاعه ومقوماته، والتحديات التى تواجهه، والتعمق فى فهم قضايا التجارة الدولية، والاستثمار والتمويل الدولى، والبيئة، والنظام الاقتصادى العالمى والمؤسسات الاقتصادية والتجارية والمالية الدولية، والمفاهيم والمبادئ الاقتصادية الأساسية ذات الصلة بعمل الدبلوماسى، والتدريب على سبل توظيف الدبلوماسية فى خدمة التنمية، من خلال زيادة الصادرات والتبادل التجارى، وجذب الاستثمارات والتكنولوجيا، والتمويل الميسر، والترويج السياحى، فضلاً عن حماية الاستثمارات المصرية فى الخارج والدفاع عن مصالح الجاليات والعمالة المصرية فى المهجر.

الموضوعـات المتصلـة بالقانـون والتنظيـم الدولــى:
وتتناول بصفة أساسية قانون المعاهدات، وقانون البحار والأنهار الدولية، وحقوق الإنسان والقانون الإنسانى الدولى، والميراث الدولى، والقانون الدولى للبيئة، والقانون الدبلوماسى والقنصلى، ودراسة الأمم المتحدة تفصيلاً من ناحية الهيكل، وصنع القرار، والمؤثرات والوظائف. مع تناول أهم المنظمات والتجمعات الإقليمية، خاصة جامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقى، وحركة عدم الانحياز، ومنظمة المؤتمر الإسلامى، والاتحاد الأوروبى والقضايا المتصلة بها.

الموضوعـات الإستراتيجية والأمنيــة:
وتتناول قضايا نزع السلاح، وضبط التسلح عالمياً وإقليمياً، وإدارة الأزمات، وقضايا وتحديات الأمن القومى المصرى والعربى، وقضايا الإرهاب والتطرف.

تكنولوجيـا المعلومـات والاتصـال ووسائـل الإعــلام:
وتشمل البيئة الدولية الحالية والإعلام، والأوجه السياسية والقانونية لثورة الإتصال الحديثة.

المهـارات الدبلوماسيــة:
وتتناول فنون التفاوض، وقواعد المجاملة الدولية والمراسم والسلوك المتحضر، وكتابة التقارير والإعداد لإجراء المقابلات والمحررات الدبلوماسية.

اللغــات الأجنبيـــــة:
يركز البرنامج على تكثيف التدريب على اللغتين الإنجليزية والفرنسية، فضلاً عن الاهتمام الخاص بالمراسلات والصياغات باللغة العربيــــــة.

الشئـون الماليـة والإداريــة:
تتناول هيكل وزارة الخارجية والبعثات بالخارج والميزانية وحفظ المعلومات وإنشاء بعثة دبلوماسية أو قنصلية جديدة، إلخ.. ولما كان المعهد يتبع وزارة الخارجية، فإنه لا يمنح شهادات أكاديمية أو درجات علمية، وإن كان وسيلة للجمع بين الطابع المهنى والطابع الأكاديمى وفق ما تمليه ضرورات العمل الدبلوماسى، وبغية الارتقاء بمستوى أداء الدبلوماسيين المصريين ودبلوماسيى الدول الصديقة.

هيئــة المعهـــد

تتولى الإشراف على المعهد وتنفيذ سياسته العامة هيئة برئاسة السفير مدير المعهد، وعضوية أعضاء من السلك الدبلوماسى، تقوم بوضع برامج التدريب، وتنفيذها فى إطار السياسة العامة لوزارة الخارجية المصرية، تحت الإشراف المباشر للسيد وزير الخارجيـة.

هيئـة التدريـس والأساتـذة الزائـــرون

يستعين المعهد بنخبة منتقاة من العناصر الدبلوماسية المصرية من ذوى المؤهلات الأكاديمية المتميزة والخبرة الدبلوماسية الواسعة. كما يشارك فى إلقاء المحاضرات البارزون من الدبلوماسيين، والسفراء المتقاعدين وصفوة أساتذة الجامعات ومراكز البحوث والدراسات فى مصر، بالإضافة إلى كبار المسئولين والشخصيات العامة فى الدولة. كما يشارك فى المحاضرات الزائرون الأجانب من دبلوماسيين وساسة، وأكاديميين.

المكتبــة والتوثيــــق

يضم المعهد مكتبة وزارة الخارجية الأساسية، التى توفر مراجع وكتب وإصدارات فى مختلف مجالات المعرفة خاصة المتعلقة بالعمل الدبلوماسى والقنصلى، وبها مكتبتان فرعيتان أهداهما للوزارة المرحوم الدكتور محمود فوزى وزير الخارجية ورئيس الوزراء ونائب رئيس الجمهورية الأسبق، والمرحوم الأستاذ الدكتور أحمد سويلم العمرى أستاذ العلاقات الدولية المعروف.
وفى مجال الإصدارات الجديدة، يعاون المعهد فى إعداد الكتب البيضاء التى تصدرها وزارة الخارجية باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.

التعـاون الإقليمي والدولي

للمعهد شبكة واسعة من علاقات التعاون مع الهيئات والمعاهد الأخرى فى العالم، سواء من خلال ندوات الحوار المختلفة، كالحوار الإفريقـى اللاتينــى الذى يرعاه المعهد منذ نشأته، أو من خلال اتفاقيات التعاون مع جهات كمؤسسة فورد الأمريكية، والمدرسة الوطنية للإدارة فى باريس، ومعهد أبحاث نزع السلاح، واليونيتـار فى جنيف، ووحدة نزع السلاح فى نيويورك، فضلاً عن التعاون مع المعاهد الدبلوماسية العربية والأفريقية والأوروبية واللاتينية والآسيوية.

يقوم المعهد سنوياً - ومنذ اكثر من 25 سنة - بتنظيم دورتين للدبلوماسيين الأفارقــة، تتراوح ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، إحداهما للناطقين بالفرنسية والبرتغالية، والأخرى للناطقين بالإنجليزية، ويتعاون المعهد فى تنفيذ هذه الدورات مع الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيــا التابع لوزارة الخارجية، فضلاً عن بعض الدورات الخاصة التى يعقدها المعهد للدبلوماسيين الأشقاء من فلسطين والسودان والعراق وغيرهم، إلى جانب العديد من الندوات التى ينظمها المعهد سنوياً فى مجال حل النزاعات وحفظ السلام فى إفريقيا.

كما ينظم المعهد سنويا أيضاً دورات خاصة للدبلوماسيين من جمهوريات رابطـة الدول المستقلـة، والجمهوريات الإسلامية فى وسط آسيا، وبعض دول شرق أوروبا ومنطقة البلقان، بالتعاون مع الصندوق المصرى للتعاون مع دول الكومنولث والدول الإسلامية المستقلة حديثاً التابع لوزارة الخارجية.

هذا، وتتعاون عدة منظمات دولية وإقليمية مع المعهـد من خلال تنظيم دورات متخصصة بشكل دورى، منها المفوضية الساميـة للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وإدارة عمليات حفظ السلام بسكرتارية الأمم المتحدة فى نيويورك، ومعهد اليونيتـار، والمنظمة العالمية للملكية الفكرية، والمنظمة الدولية للهجرة، وجامعة الدول العربيـة، والاتحاد الأفريقـى، والكوميسـا، فضلاً عن مؤسسة فورد، ومعهد الشئون الإنسانيـة الدولية بنيويــورك.

مركـز القاهـرة للتدريـب على فـض النزاعــات وحفــظ السـلام فى إفريقيـــا

يستضيف معهد الدراسات الدبلوماسية مقر "مركـز القاهـرة للتدريـب على فـض النزاعـات وحفـظ السـلام فى إفريقيــا" الذى أُنشئ عام 1995 كإستجابة للحاجة الأفريقيـة المُلحة لإعداد الكوادر المؤهلة للاضطلاع بمهام قيادية فى إطار عمليات حفظ الســلام.

وخلال السنوات العشر الماضية، فقد ركز مركز القاهرة أنشطته على بناء القدرات الذاتية الأفريقية من خلال تنظيم ندوات، وبرامج، وورش عمل، بالتعاون مع إدارة عمليات حفظ السلام بسكرتارية الأمم المتحدة فى نيويورك، ومؤسسة فورد، تناولت فض النزاعات، والأوجه القانونية واللوجيستية والإنسانية والسياسية لعمليات حفظ السلام، شارك فيها ضباط ومتخصصون من دول إفريقية وعربية وآسيوية وأمريكية وأوروبية، وساهمت فيها مصر بالخبرات المتراكمة طوال الخمسين سنة الماضية، لدى أبنائها من وزارات الخارجية والدفاع والداخلية من حصيلة المشاركة المصرية الفعالة فى عمليـات حفـظ الســلام.